مقدّمة الكتاب 49 : حرب الشعب الماويّة في الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماويّ )


شادي الشماوي
2024 / 10 / 7 - 16:16     

الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 49 / أكتوبر 2024
https://www.ahewar.org/m.asp?i=3603
حرب الشعب الماويّة في الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماويّ )
-------------------------------------------------------
( ملاحظة : الكتاب متوفّر للتنزيل كاملا – بى دى أف - من مكتبة الحوار المتمدّن )
مقدّمة الكتاب 49
بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) ، أصدر هذا الحزب رسالة وجّهها إلى صفوف الحزب بقياداته و كوادره و قواعده و إلى الجيش الأنصاري الذى يقوده و إلى المنظّمات الجماهيريّة الثوريّة و إلى اللجان الشعبيّة الثوريّة المجسّدة للسلطة الشعبيّة الجنينيّة و إلى الجماهير الشعبيّة عامة و دعاهم جميعا إلى الإحتفال بهذه الذكرى إحتفالا ثوريّا طوال شهر يمتدّ من 21 سبتمبر إلى 20 أكتوبر 2024 . و بطبيعة الحال في تلك الرسالة قيّم العقدين من نضال هذا الحزب و عرض وضعه الراهن و حدّد أهدافه و مهامه ...
و بهذه المناسبة ، إصطفينا بكثير من الصعوبة – لكثرة المواد و الوثائق و أهمّيتها البالغة – بعض وثائق هذا الحزب لنضمّنها كتابنا هذا و لنواصل النهوض بواجبنا الأممي البروليتاري في المساهمة في التعريف بنضالاته و خطّه الإيديولوجي و السياسي و بالثورة الماويّة في الهند . و قد نشرنا آنفا ، منذ سنوات عديدة ، كتابا أوّلا بهذا المضمار و إخترنا له من العناوين " مدخل لفهم حرب الشعب الماويّة فى الهند " و هو متوفّر بمكتبة موقع أنترنت الحوار المتمدّن و يمكن تنزيله كاملا بصيغة بى دى أف .
و كيما نقدّم نوعا من الخلفيّة التاريخيّة لتكوين فكرة عن الحركة الماويّة في الهند و الثورة الماويّة هناك ، قدّرنا أنّ فقرات من توطئة كتابنا الأوّل الذى مرّ بنا ذكره للتوّ تفى بالغرض فإليكم هذه الفقرات المعنيّة التي صيغت منذ سنوات :
" و تعود جذور الثورة الماوية فى الهند التى بلغت و إن كانت بعد فى مرحلة الدفاع الإستراتيجي من حرب الشعب ، درجة من القوّة الإيديولوجية و السياسية و التنظيمية و الإنتشار و الإنصهار الجماهيري جعلت دولة أعداء الثورة ،الجبال الرواسى الثلاثة، من إمبريالية و إقطاعية و رأسمالية كمبرادورية بيروقراطية تعتبرها الخطر و التهديد الأوّل لها ، تعود إلى الستينات من القرن العشرين حيث فى خضمّ الصراع العظيم العالمي بقيادة ماو تسى تونغ ضد التحريفية المعاصرة و بخاصة ضد التحريفية السوفياتية التى إستولت على الحزب و الدولة السوفياتيين و حوّلتهما من حزب بروليتاري ثوري و دولة إشتراكية إلى حزب برجوازي و دولة إمبريالية إشتراكية و خضم الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى كارقى ما بلغته البروليتاريا فى طريق تقدّمها نحو الشيوعية، أفرزت الجدال و النقاشات فى الهند بروز كتلة حمراء داخل الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) دحضت الطريق التحريفي البرلماني و تبنّت الماركسية-اللينينية-فكر ماو تسى تونغ و الثورة الديمقراطية الجديدة و طريق حرب الشعب الطويلة الأمد بقيادتها البروليتارية و قوّتها الأساسية الفلاحين فى تحالف يكون قاعدة توحيد بقيّة الطبقات و الأشخاص المعنيين بالثورة المناهضين للإمبريالية و افقطاعية و الرأسمالية الكمبرادورية البيروقراطية .
و منذ 1967 ، قادت هذه الكتلة الحمراء الماوية نضالا مسلّحا إندلع فى نكسلباري ،غربي البنغال، و إمتدّت إلى مناطق أخرى . و فى ربيع تلك السنة تعزّزت الكتلة الحمراء التى كان يتزعّمها شارو مازمدار بإلتحاق أكثر من 15 ألف فلاح بصفوف التنظيم الثوري. و فى غربي البنغال نشأت لجان الفلاحين التى ستتحوّل لاحقا إلى مليشيات شعبية مسلّحة. و جرت مصادرة أراضى السادة الإقطاعيين و حرقت العقود العقّارية و صدرت أحكام شعبية بالموت ضد المضطهِدِين الوحشيين و تركّزت سلطة موازية لسلطة الدولة الهندية القديمة. و نظرا لمدى الإضطهاد و التجهيل و المعاناة بفعل العلاقات الإقتصادية و الإجتماعية (ومنها نظام الكاست و زواج الأطفال...) و الأفكار الرجعية التى ترزح تحت وطأتها الجماهير و محورها الديانة الهندوسية التى تعتبر بؤس الطبقات الشعبية عقابا لها على سلوكات سيئة فى "حياة سابقة" و إمتيازات الإقطاعيين "حقّ مصدره الإلاه " ، رحّب الكثيرون بالثورة و حرب الشعب أمل من فقدوا الأمل فى نظام الدولة الرجعية القديمة ، دولة الإستعمار الجديد.
و بالطبع زاد إندلاع حرب الشعب هذا من تعرية و فضح تحريفية وبالتالى رجعية كلّ من الحزب الشيوعي الهندي و الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي)إذ وقفا بلا مراء إلى جانب دولة الإستعمار الجديد الهندية التى إرتكبت أبشع المذابح فى حقّ الشعب و نشرت الرعب و الإرهاب على نطاق لا أوسع منه.
و فى أتون هذه الحرب الطبقية المستعرة ، أُسّس شارو مازمدار بمعية آلاف الشيوعيين الثوريين فى أفريل 1969 الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللينيني) .
و مع بداية السبعينات لإعادة تركيز سلطتها ، لجأت حكومة أنديرا غاندي بتوجيه من سادتها الإمبرياليين إلى قتل عشرات الآلاف من مختلف فئات الجماهير الشعبية ،لا سيما العمال و الفلاحين و الطلبة و سجنت و عذّبت آلافا آخرين . و خسرت الثورة القائد شارو مازمدار سنة 1972 حيث أوقف و قتل بدم بارد فى كلكوتا (27-28 جويلية). و عندئذ شهد المسار الثوري إنتكاسات جدّية أدّت مع سنة 1975 إلى إستعادة الدولة الهندية لسيطرتها على المناطق التى حرّرت سابقا.
وحوّل الثوريون الماويون الذين ما إنفكّوا أبدا عن العمل و الكدّ للإنطلاق مجدّدا فى الكفاح المسلّح نكسلباري إلى نجمتهم القطبية الحمراء،نكسلباري التى باتت رمزا لدى الشعب المتطلّع للتغيير الثوري و مبعث رعب فى قلوب أعداء الثورة .
و تشتّتت صفوف الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللينيني) إلى مجموعات منها من إلتحق بالطريق البرلماني لكن منها من ثابر على الطريق الثوري على غرار مثلا لجنة ولاية أندرابراداش التى كانت لاحقا وراء إنشاء الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللينيني) (حرب الشعب) الذى إنطلق من جديد فى الكفاح المسلّح فى تلنغانا ، سنة 1980مواصلا السير على خطى شارو مازمدار رغم القمع و الإرهاب اللذان إعترضاه و التصفية الجسدية لعديد قادته و كوادره .
و تمكّن الثوريون الماويون فى بدايات التسعينات من إفشال حملات المحاصرة و السحق و تعزيز تنظيماتهم الحزبية و الجماهيرية و التوسّع إلى مناطق أخرى فى دنداكارانيا و تلنغانا الشمالية و الشرقية و الوسطى و لنالامالا و إستحوذوا على أسلحة للشرطة و الجيش و ثوّروا المجتمع فى المناطق المحرّرة عبر الإصلاح الزراعي و تحرير المرأة و غيرها من الإجراءات و السياسات الثورية الماوية .
و فرض تطوّر الصراع الطبقي فى الهند و تطوّر المنظّمات و الأحزاب الماوية فى العقود اللاحقة توحيد صفوف الثوريين الماويين فتوحّد سنة 2000 الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللينيني) مركز الوحدة و الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللينيني) الراية الحمراء ليشكّلا الحزب الشيوعي الهندي (الم-الل) نكسلباري الذى شرع فى خوض الكفاح المسلّح وسجّل له سنة 2003 حضور فى مناطق من كيرالا و أوديسا...
ما تقدّم ليس سوى عرض تلحيصي مقتضب للغاية لتطوّر تيّار واحد من التيارين الماويين الكبيرين فى الهند أمّا التيّار الثاني، المركز الشيوعي الماويفتعود جذوره إلى سنة 1969 حيث قاد هو أيضا كفاحا مسلّحا فى بيهار و حاركهاند غيّر وجه المناطق التى توصّل إلى تحريرها فى الوقت الذى كان فيه المركز الشيوعي الثوري الهندي ينظّم و يقود النضال المسلّح فى البنجاب .
و مثلما توحّد الراية الحمراء و مركز الوحدة سنة 2000 ، توحّد المركز الشيوعي الماوي و المركز الشيوعي الثوري فولد المركز الشيوعي الماوي الهندي .و إستمرّت سيرورات وحدة الماويين بصورة متصاعدة حول كلّ من "الحزب الشيوعي الهندي (الم-الل) (حرب الشعب )" من جهة و"المركز الشيوعي الماوي الهندي " إلى أن إلتقى التياران الكبيران فى أهمّ وحدة ماوية سنة 2004 نشأ عنها الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) فغيّرت المشهد السياسي الهندي عموما ، و مثّلت منعرجا فى تاريخ الثورة الماوية فى الهند.و جاء المؤتمر التوحيدي فى فيفري 2007 ليرسّخ هذه الوحدة على أساس خطّ شيوعي ثوري ماوي أوضح و أعمق و أشمل.و مذّاك حقّق الشعب بقيادة الماويين مكاسبا هامّة من جهة و تكبّد الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) خسائرا جدّية أيضا ...
و لا غرابة أن تسعى الثورة المضادة للقضاء على هذا الحزب الذى يقود ثورة ماوية فى منتهى الأهمّية محلّيا و عالميا بالمؤامرات و التعاون مع التحريفيين (الحزب الشيوعي الهندي ،و الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) فى السلطة فى ولايات معينة لعقود و مسلّحين عصابات إشتراكية فاشية تهاجم الشعب و تقتل القيادات الماوية من جهة و بالقمع و الحرب على الشعب بحملات عسكرية للمحاصرة و السحق على غرار عملية الصيد الأخضر التى إنطلقت فيها منذ أواسط 2009.
" ما هو الحصن الحديدي الحقيقي ؟ إنّه الجماهير ، ملايين الجماهير الذين يؤيدون الثورة بصدق و إخلاص . هؤلاء هم الحصن الحديد الحقيق ، حصن لا يمكن لأية قوّة أن تحطمه ، و لا يمكن ان تحطمه على الإطلاق ." ( ماو تسى تونغ )
و اليوم ،من الأكيد أنّ الشيوعيين الثوريين الماوين فى الهند مثلما إستطاعوا فى 2005 بالتعويل على قواهم الذاتية و على الشعب ، القوّة المحرّكة فى خلق تاريخ العالم ،إلحاق الهزيمة بحملة سلوى جودوم ،قادرون على ليس الصمود و صدّ الهجوم المعادي للثورة فحسب و لكن أيضا على مواصلة التوسّع و الإنتشار و التقدّم بالثورة الديمقراطية الجديدة لو طبّقوا الخطّ الصحيح الذى توصلوا إليه و الدروس التى إستخلصوها و يستخلصونها بمنهج علمي مادي جدلي من ممارستهم للثورة فكما لخّص ماو تسى تونغ تجربة عقود من الصراع الطبقي و الصراع بين الخطين " صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي أو عدم صحّته هي المحدّدة فى كلّ شيء ".
( إنتهى المقتطف من توطئة كتاب " مدخل لفهم الثورة الماويّة في الهند " الكتاب السابع من سلسلة " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ) .
و للإطلاع على تقييم السنوات العشر الأولى من تأسيس الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و نضالاته و مسار تطوّره ، إرتأينا أن نضع بين يدي القرّاء وثيقة أصدرها هذا الحزب بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه و وثّقناها كملحق أوّل لهذا الكتاب . و من يتطلّع إلى المزيد و المزيد عن الثورة في الهند و الحركة الماويّة هناك و الكثير من نصوصها مقالات و كتب ، ننصحه بالتوجّه إلى موقع أنترنت قيّم جدّا ( باللغة الأنجليزيّة ) ألا وهو : www.bannedthought.net
أمّا المضامين الأساسيّة لهذا الكتاب 49 ، فضلا عن هذه المقدّمة ، فهي تتوزّع على فصول أربعة :

الفصل الأوّل :
رسالة من اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) إلى صفوف الحزب و قوّات الجيش الأنصاري للتحرير الشعبي و أجهزة السلطة الشعبيّة الثوريّة و الشعب ! [ بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس الحزب ]
الفصل الثاني :
حوار صحفي مع الناطق الرسميّ باسم الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
الفصل الثالث :
حوار صحفي مع الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
الفصل الرابع :
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب و الردّ على خطّه الإيديولوجي و السياسي
( 1 )
اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الهنديّ ( الماويّ ) تطرد كوباد غاندي من الحزب
( 2 )
[ ردّا على الخطّ الإيديولوجي و السياسي للمرتدّ كوباد غاندي ]

ملاحق الكتاب (2)

( 1 ) عشر سنوات من قيادة الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) لحرب الشعب الماوية فى الهند و ولادة سلطة حمراء جنينيّة
( 2 ) فهارس كتب شادي الشماوي

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++