وجه أخر للحرب الطويلة


عصام محمد جميل مروة
2024 / 10 / 3 - 17:22     

يتضح الان مع قرابة نهاية عام على إندلاع طوفان الطوفانات التي تتخذ مشروعاً جديداً في عدم رؤية سلام على المدى المنظور كما تبدو تعاظم الامور في اتساع عشوائي لمجريات الحرب مع عدد ايامها ال 363 الى كتابة هذا الموضوع وما تبقى لنا في املاءات الملاحظات ليوم 7 اكتوبر المُقبل حيثُ لا تبدو مخططات توجيهات السعاة الى ايقاف النزيف الدموى التي ترعاه اسرائيل مع تغاضي كل الدول المتقدمة في انسانيتها المزيفة عن حق البشر في العيش بأمان وتحييَّد الاحياء السكنية والمخيمات التابعة للنازحين او على الاقل الانذار المُبكر لإجلائهم وليس كما يُشاع بعد كل عملية ابادة جماعية ترتكبها قوات الجيش العنصري و الوحشي الإسرائيلي يُصرحُ اننا حذرنا قبل ساعات طويلة اننا سوف ندك المناطق المشار اليها .
ارتكبت إسرائيل اختراقات لا تُقاس ولا تُحصى ولا تُعِدُ من هفوات كما يدعى محامي الشيطان عندما تقع الوقائع ، وكانت تداعيات الايام المحسوبة منذ طوفان الاقصى ما هي الا نزهة كما يتبجح قادة العدو عندما يجلسون خلف مكاتبهم وينظرون الى مراجعة دقيقة لكل عملية جراحية لإستئصال الارهاب كما يدعون .
ولم تكن عمليات الاغتيالات العديدة لقادة المقاومة في غزة والضفة ومن ثم في جنوب لبنان قبل بداية المؤامرة اللوجستية عندما وصلت طائرات اسرائيلية لتفخيخ البيجرز والهواتف النقالة والمحمولة التي اججت الصراع الفلسطيني اللبناني - المخابراتي الاسرائيلي الى فرضية استخدام كل التقنيات وملاحقة تواجد قادة المقاومة ، منذ اغتيال قائد حركة حماس الرسمي اسماعيل هنية في غرفة نومه اثناء قيامه بواجب العزاء في اربعين ألرئيس ابرهيم رئيسي داخل احياء وفنادق طهران ، وكان حينها نجماً دار حوله للسلام عليه العشرات من قادة المحور الممانع وتقديم المساعدات المتتالية . ولكن الشهيد الحاضر دائماً سيد المقاومة حسن نصرالله عندما كان خروجه الاخير في اطلالة غير مسبوقة كأنهُ يُقدمُ اسمى درجات العزة والكرامة وتحدى قوات الاحتلال الفاشل الذي يستخدم مهارته الجاسوسية للوصول الى القادة العسكريين على ارض المعركة الذين قبل استهداف السيد واثناء العدوان على مراكز الحزب في وسط حارة حريك حيثُ سقط السيد حسن ، ولكن المقاومة والاجهزة الامنية التي تتمركز وتنتشر في جبهة قطاع غزة في الانفاق وفي شوارع الضفة الغربية على مشارف الحواجز المدججة بالسلاح وفي جبهة الجنوب المحاذية للخط الساخن الذي المح اليه سيد المقاومة وكان يرمز الى تهديد مباشر لقوات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة حيثُ جعل المستوطنات اشبه بمدائن اشباح بعد الاسناد منذ الدقائق الاولى لتعويم طوفان العزة والكرامة .
ربما الوجه الاخر للحرب الطويلة التي ترعاها الولايات المتحدة الامريكية وزبانيتها بوجه المقاومة وحلف ايران الممانع وأن تأخر الجواب على عمليات اغتيال القادة هنية ونصرالله وجنرالات في قنصلية ايران داخل دمشق ، فكانت الصواريخ ليلة الثلاثاء - الاربعاء بمثابة تحذير رسمي ايراني في التوغل عميقاً داخل تل ابيب والمدن الاسرائيلية التي لم تعتاد على صفارات الانذار طويلاً تحت هدير صواريخ بالستية مشتركة نخترق حدود دولة وامن إسرائيل ، التي لا تستعد لسماع النصائح في الرجحان نحو إيقاف الحرب ومنح الديبلوماسية نهجاً مقابل سلامة امن المنطقة التي ربما لن تنتهي مع اطلالة عامها الثاني ودخول جبهة الجنوب اللبناني. البوادر لا تتقبلها إسرائيل لا في مجال استعادة الرهائن بعد غزوة غلاف غزة ، ولا تُريدُ وضع ورقة لتحرير الاسري من معتقلاتها ، ولا تستمع لنصائح اخرى في عودة سكان شمال حدودها مع مقاومة حزب الله الا بعد ايقاف تام للحرب الاسرائيلية الذاهبة الى مستنقعات سوف تُغرقها رغم تخبط داخل حكومتها المُشبعة في عنصرية غير مسبوقة في إحتراف جذب المجتمع الدولى لجانب إسرائيل وعدم زوالها كما تدعى دائماً في محيط ينبذها ويرفض وجودها .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 3 ايلول - سبتمبر / 2024 / ..