رؤية ماركسية حول طبيعة الحرب في مرحلة الراسمالية

الراسمالية --ذلك النظام الذي يجر الأفراد والشعوب عبر الدم والوحل والاذلال)) ماركس.

(( ان نزع السلاح هو مثل أعلى للاشتراكية ، ففي المجتمع الاشتراكي لن تكن ثمة حروب وسيتحقق بالتالي نزع السلاح)) لينين.
(( إن اكبر مظهر لتجلي الديمقراطية هو موقفها من القضية الرئيسية حول الحرب والسلام)).لينين


اولا :؛ هناك نوعان من الحروب ،حرب عادلة تخوضها الشعوب من اجل تحقيق التحرر السياسي ومن ثم التحرر الاقتصادي ،لان لا قيمة للتحرر السياسي بدون التحرر الاقتصادي من الدول الامبريالية.ان الحروب غير العادلة هي وليدة للتناقضات الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الطبقي البرجوازي.ان الهدف الرئيس من الحروب غير العادلة هو الاستحواذ على ثروات الشعوب لصالح الاوليغارشبة الحاكمة بهدف بسط نفوذها على الشعوب ،بدليل ان السلام لم يسد من اصل 3421 من تاريخ المجتمع البشري سوى268 سنة سلام .لقد شهد المجتمع البشري خلال 5500سنة الماضية نحو 1455 حرباً ونزاعا وكان الثمن البشري لهذه الحروب نحو 3،5 مليار نسمة وبلغت الخسائر المادية لهذه الحروب والنزاعات نحو 125،3 كفاتريليون (الف تريليون).

ان هذه الحروب غير العادلة قد ارتبطت بالمجتعات الطبقية ومنها الراسمالية فالحرب العالمية الأولى للمدة 1914-1918، الحرب العالمية الثانية ( 1939-1945) وما يسمى بالحرب الباردة للمدة 1946--1991 وبلغت كلفتها المادية ما بين 13-15 ترليون دولار أمريكي حصة الاسد منها يعود للولايات المتحده الأمريكيه. ناهيك عن الحروب الاقليمية في دول الأطراف والتي كانت تقف وراءها اميركا وحلفائها في دول الأطراف.

ثانيا:: الحروب غير العادلة ،هي تلك الحروب التي تشىنها الامبريالية الامريكية وحلفائها المتوحشون ضد الدول المستقلة وتحت مبررات واهية وفارغة وتحت شعارات ومنها ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والعلنية وغيرها من الخزعبلات الاخرى.ان الهدف الرئيس من ذلك هو تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا والاستحواذ على ثروات الشعوب وتكريس التبعية والتخلف للدول المستقلة.

ثالثا:: ان الحرب في النظام الراسمالي بشكل عام وفي مرحلة الامبريالية كمرحلة متقدمة ما هي الا اسلوب رخيص ومدان ،فالحرب في الراسمالية هي بزنس رخيص لصالح الاوليغارشبة وحاشيتها في الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية وحلفائها المتوحشون في دول المركز والاطراف.

بدليل ان الحرب الاوكرانية-- الروسية التي بدأت منذ شباط عام 2014 عبر الانقلاب الحكومي في اوكرانيا وكان ثمن هذا الانقلاب نحو 5 مليار دولار أمريكي لشراء ذمم كبار المسؤولين في النظام الحاكم في اوكرانيا ومباشرة بعد نجاح الانقلاب الحكومي الذي خطط له من قبل واشنطن ولندن... وبدعم واسناد من بون وباريس...تم اشعال الحرب الغير عادلة ضد الشعب الروسي والدونباسي وبدات هذه الحرب منذ عام 2014 ولغاية اليوم. فاميركا هي من خططت ودعمت ولا تزال تدعم النظام الحاكم في اوكرانيا في اطالة امد الحرب.

رابعا:: ان الاستراتيجية الامريكية وغطرستها وعدوانيتها المخالفة للقانون الدولي ضد روسيا الاتحادية تكمن بالدرجة الأولي في العمل على اطالة امد الحرب الاميركية-- الاوكرانية ضد الشعب الروسي..ثم تفكيك روسيا الاتحادية والاستحواذ على ثروات الشعب الروسي بالاعتماد على اطالة امد الحرب وخلق مشاكل اقتصادية واجتماعية ومالية.. لروسيا الاتحادية وكذلك الاعتماد على الطابور الخامس وعملاء النفوذ والليبراليون... هؤلاء يشكلون القاعدة الاقتصادية والاجتماعية والمالية... للولايات المتحده الأمريكيه وحلفائها من اجل تحقيق هدف اميركا وبريطانيا والناتو اللاشرعي واللاقانوني...

خامسا:: ان الحرب في التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه للراسمالية وخاصة في مرحلتها المتقدمة الامبريالية ،فالهدف الرئيس من هذه الحرب هو تحقيق وتعظيم الربح للطغمة المالية والعسكرية في اميركا تحديداً بدليل تم دفع دول الاتحاد الاوربي بان تقوم بتنفيذ توجيهات (( الاخ الكبير)) بتطبيق قرارات واشنطن..حول تنفيذ الحصار الاقتصادي والدبلوماسي والثقافي والعسكري والمالي... والذي تجاوز ال19 الف نوع من أنواع الحصار بالضد من روسيا الاتحادية وبسبب ذلك تكبد الاقتصاد في دول الاتحاد الاوربي إلى خسائر مادية مرعبة في جميع القطاعات الانتاجبة وخاصة القطاع الصناعي بدليل يتم شراء الطاقة ( نفط ،غاز...)) من اميركا باسعار مضاعفة بالمقارنه مع الاسعار من روسيا الاتحادية وبالتالي توقفت الغالبية العظمى من الشركات الراسمالية في غالبية دول الاتحاد الاوربي المانيا انموذجا حيا وملموسا على ذلك وكذلك تنامي معدلات البطالة والفقر وتدهور المستوى المعاشي للغالبية العظمى من المواطنين في دول الاتحاد الاوربي وخاصة اصحاب الدخول المحدودة وكما تم ارهاب قادة دول الاتحاد الاوربي عبر واشنطن من خلال الدعاية الرخيصة بان روسيا الاتحادية لديها اطماع في اوربا الشرقية وجمهوريات البلطيق وبعض دول الاتحاد الاوربي ..،وبالتالي بسبب تخويف قادة دول الاتحاد الاوربي دفع هؤلاء لتعزيز القوة العسكرية لهم وتعزيز القوة العسكرية تاتي من خلال شراء السلاح من اميركا وهذا هو الهدف الرئيس للولايات المتحده الأمريكيه هو تشغيل المجمع الحربي --الصناعي الاميركي وتحقيق الربح وتحويل دول الاتحاد الاوربي إلى مستعمرة امريكية تحت غطاء (( خطر )) روسيا الاتحادية وبالتالي استغلت واشنطن الحرب الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية لتحقيق عدة اهداف ومنها تحويل اوربا إلى مستعمرة ثم تحقيق الارباح الخيالية من خلال بيع السلاح الاميركي ،لان اميركا لا يمكن ان تتطور الا من خلال خلق عدو وهمي لها ،ومنها سابقا:: (( خطر موسكو ،خطر الشيوعية ،خطر الاتحاد السوفيتي...)) هذا تم خلال فترة ما يسمى بالحرب الباردة ،اما اليوم تحت غطاء (( خطر روسيا الاتحادية ،خطر بوتين ،خطر بكين ،خطر الارهاب الدولي...،)) وغيرها من الخزعبلات الاخرى.

سادسا:: ان الحرب الاميركية --الاوكرانية ضد روسيا الاتحادية هي بزنس رخيص للاوليغارشية وحاشيتها في واشنطن وكييف...بدليل زاد سعر شراء الاستمارة الطبية في اوكرانيا من اجل عدم الالتحاق بالحرب من 300 دولار أمريكي في بداية الحرب الاوكرانية-- الروسية ثم إلى 10 الف دولار أمريكي واليوم وصل سعر شراء الاستمارة الطبية ما بين 37-40 الف دولار أمريكي. ( القناة التلفزيونية الروسية --1،في 10-9-2024).

اما بخصوص زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات والمنتهية ولايته الشرعية والذي اصبح اداة طيعة ومنفذة للمخطط الأميركي والبريطاني وبالضد من مصالح شعبه فخلال فترة حربه ضد الدونباس وروسيا الاتحادية منذ شباط عام 2014 ولغاية الآن، فقد ما يقارب من 30 بالمئة من اراضيه وتجاوزت الخسائر العسكرية للجيش الاوكراني ما بين مليون ونصف إلى ما يقارب من 2 مليون عسكري بين قتيل وجريح ومفقود واسير ؟. لمن ولمصلحة من تم ويتم كل ذلك وغيره ؟ وفي حالة تنفيذ اتفاقية مينسك الاولي والثانية واتفاقية إسطنبول لما وقعت هذه الخسائر العسكرية للجيش الاوكراني. ولكن واشنطن ولندن...تريد اشعال الحرب واطالة امدها...؟ ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والعلنية..

سابعا:: إن الحروب غير العادلة ما هي الا بزنس رخيص للاوليغارشية وحاشيتها في الغرب الامبريالي وفي بعض دول الأطراف الوثيقة الصلة مع واشنطن ولندن.. وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة المجتمع الطبقي وخاصة في المجتمع الطبقي البرجوازي ،مرتبط فالراسمالية الطفيلية والعدوانية...

ايلول -2024