أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية فكرية وأدبية 302















المزيد.....


هواجس ثقافية فكرية وأدبية 302


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8113 - 2024 / 9 / 27 - 13:33
المحور: الادب والفن
    


تعرفت عليها عارية وبقيت علاقتي بها هكذا عارية, دون كلام أو حديث أو تفسير حيث الصمت يأكل الحشيش والأنين يراقص الصدى مدة طويلة من الزمن.
رأيتها في المدرسة على ظهر المقعد مستلقية على ظهرها فاتحة قدميها بزاوية منفرجة إلى الأعلى وتطلب من طفل أخر معه أخته أن يقترب منها وينام فوقها, تشير إلى مثلث مغلق, لحم جميل ملتصق ببعضه, بيد أنه لم يقبل. بقي هو وأخته ينظران إليها مستغربين. قلت:
ـ ماذا تفعلان هنا؟
ـ أشار أخيها هاكوب إلي, أنها تريد أن أنام فوقها.
بقيت عيناي مسلطة فوق فرجها الصغير, دون زغب أو شعر. إنه عاري من كل أطرافه كرمال ينبوع صغير وما بينهما من مشاهد غريبة. تعريت مثلها ووضعت جسدي فوق جسدها, بيد أني لم أكن أعرف أين ذهبنا. كان حلماً جميلا لا أعرف كنهه, من أين جاء وكيف نبع أو تشكل وما معنى هذا كله, وماذا يعني جسد أخر؟ والغريب أنني عرفت هذا بعد أن التصق الجسدان شعرت بدقات قلبي تزداد وأن كل شيء فّي كان منتفضاً, شعرت بدوار وأن الشقين صارَا جبالًا ووديان وأنهار جارية، وحلقت في السماء وتهت مع موج البحر ونجوم السماء, شيء حار وبارد نبعا من تحتي مع رطوبة لذيذة, وتدفق تحت مسامات جلدها الناعم شرارة ساخنة وباردة، أخذ يشدني إلى هذا المكان الغريب والدافئ والمليء بالأسرار والغايات.
قلت:
إنه مكان غامض وغريب وصادم ومدهش, وتمنيت أن أبقى هكذا طوال عمري.
في هذه اللحظات الغريبة بقيت مع نفسي, نسيت أمي وأبي, تطابق الزمن في بعضه ومع بعضه وتداخل, بمعنى سكن في ذاته. لم يكن يتزحزح الزمن من حول الزمن وبقي يغمرني بالنور والضوء والضياء والوجع والتأمل. قلت دون أن أقول:
ـ ما هذه القشعريرة الغريبة التي تجعلني أسبح في مكاني. أي شرارة تولدها هذه الفتاة وهذا الجسد.
لم أكن اهتم بنينا قبل هذا التاريخ. ولم أشعر بهذا الصعود إلى التلال المجاورة, قلت:
ـ من هي نينا؟
كان ذلك الجسد الصغير خلاصة جمال العالم, فيه سبحت وتهت وسرت من المجهول إلى المجهول لا أرى كنه المعلوم. فقد كنت فوق سفينة سابحة في الفضاء المفتوح, أطير بذاكرة لا ذاكرة لها أو إحساس بالوجود والمكان باستثناء وجه أمي وأمها, أبيها وأبي يلاحقاننا ليكمنان لنا بالخوف والأذى.



المبدع قلق جدًا، يرى هذا الكون صغيرًا في نظره، مفككًا، مفتتًا، ومهمته في الحياة هو إعادة بناءه كما يرى ويعتقد.
هل هذا الكون أعوج كما تعتقد أيها المبدع، كيف عرفت أنه كذلك، استنادًا على أية معطيات؟؟
هل هو حب، هل هو خوف، هواس، جنون، اضطراب عقلي، هذيان، هل هو انغماس في ذاتك المنفصلة عنك، أم هو انفصال عن الكون؟


المجتمع المدني
إن التحولات الهائلة التي حدثت في أوروبا، في القرون الوسطى، وانطلاقها نحو النهضة على كل الصعد، أزاحت الدين المسيحي من التداول بعد نضوج الواقع، وبعد جملة من العوامل التي فرضتها حركته وتفاعلاته.
الحدث الأهم والجذري هو التحول العميق في مفهوم السلعة، والانتقال من الإنتاج البسيط القائم على الاستهلاك الذاتي إلى الإنتاج المعد للتصدير الذي أسّس اللبنة الأولى التي أدت إلى اهتزاز العالم القديم، وانهيار مقوماته وقيمه وقناعاته وأفكاره.
إن السلعة المعدة للتصدير كانت نتاج صراع طويل في بنية المجتمع، وآليات تفاعل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصاعدة مع بعضها، وإعادة قراءة الدولة والمجتمع وفق مفاهيم جديدة، منها السيادة والعقل السياسي، والموقف من الدين، وبروز كتاب وفلاسفة من رحم الواقع الجديد، ونتاج له، وفاعلين فيه؛ ما أدى إلى طرح مفاهيم جديدة تتعلق بالدولة والمجتمع والفكر والفلسفة والعلم.
إقصاء الدين عن السياسة كان اللبنة الأولى لتحرر الدولة من القيود، وإفساح المجال لتنظيم علاقتها بالمجتمع، وفق أسس جديدة قائمة على تأمين مصالح نخب جديدة ناهضة، لها رؤيتها ومصالحها وأهدافها البعيدة والقريبة، كما أنه فسح المجالَ للصراع بين الدولة والمجتمع دون حمولات سياسية خارج عنها، كالدين والمذهب، وشقّ طريقه نحو تأكيد ذاته، وبروز مفهوم المجتمع المدني كميدان هاضم للعمليات السياسية والاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أن المجتمع المدني بنيان هش وضعيف، أي أنه تحت السياسي، يستمدّ بقاءه من السياسي، ويتلقى الدعمَ السياسي والمادي والمعنوي منه، ونستطيع القول إنه مطلبيّ، لا يستطيع الاستمرار إلا في ظل الدولة العلمانية الديمقراطية، بمعنى أنه يحتاج إلى داعم له، يفسح المجال له بأن يتحرك ويؤدي وظائفه، أي يأخذ القبول من الدولة لاستمرار نشاطه وبقائه.
إنه بنية متكاملة أو حزمة واحدة، وُلدت نتاج واقع اجتماعي سياسي، يعتمد على قواعد فكرية وثقافية تعترف بالآخر المختلف، وتسمح بمزاولة السياسة وما تحت السياسة، في عدة دول كالدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزلندا، أي في دولة المواطنة.
إن قواعد الثقافة والتفكير تحدد قواعد اللعبة السياسية والواقع الاجتماعي السياسي، وقدرته على التفاعل وهضم كل ما يقع تحت السياسي، أي المجتمع المدني؛ وتدفعه ليكون عونًا للسياسي الرئيسي ورديفًا قويًا لمنح المجتمع التوازن السياسي والاجتماعي، ودفعه نحو تطوير قدراته وتفاعله الإيجابي، ورفده بالطاقات ليكون صلة وصل بين الدولة والمجتمع، وركيزة أو طبقة يستند إليها الطرفان في تطوير قدرات المجتمع، وربطه ببعضه وبالمجتمع وبالمؤسسات المنبثق عنه.
إن دور المجتمع المدني كرافعة أمرٌ مهم وضروري، ولم يأت من فراغ، ونستطيع القول إنه تكثيف ثقافي أو حامل لحمولات المجتمع والدولة ومدخل وعون للتعددية الفكرية والسياسية وتناغم متناسق مع السياسي.
إنه مجموعة من الفاعليات المتعددة كالنقابات والأندية الرياضية والمنظمات الحقوقية والإنسانية والنشاطات الثقافية والفنية والفكرية والجمعيات التي تدافع عن حقوق المستأجر والمرأة والطفل والحيوان وغيرهم. إنه أحد إفرازات الحداثة الرأسمالية، منذ نشأتها وحتى هذه الساعة، يعتمد على مجموعة قواعد يصونها الدستور والقوانين الناظمة له في فضاء الدولة الديمقراطية العلمانية، أي نتاج واقعنا المعاصر الذي لا غنى عنه، بل إنه حاجة ضرورية لتفعيل السياسة وإدارة الدولة والمجتمع؛ ليتناغما ويرفدا الواقع بفاعلية حقيقية.
أضحى المجتمع المدني أكثر من ضرورة، في هذا العصر؛ لأن الدولة المعاصرة لم تعد قادرة وحدها على إدارة ملفات كبيرة وخطيرة كالسياسة الداخلية والخارجية معًا، والمهمات المعقدة التي تقع عليها، وعليها أن تحلها وتنظمها وحدها بالمؤسسات التقليدية القديمة.
كما هو معروف، كانت مهمة الدولة هي التحكم في المجال العام لها، بيد أنها في البلدان المركزية تعمل على إدارة الكثير من الملفات الخارجية المعقدة، وتوزيع بقية مهماتها على الداخل.
قلت سابقًا إن الدولة، في بلدان صانعة القرار السياسي الدولي، سياسيةٌ على الصعيد الخارجي، ومطلبية ومتناغمة مع متطلبات الداخل، لتقترب كثيرًا من مهمات المجتمع المدني لحد التطابق، مع الأخذ بالحسبان أن هذه الأخيرة ليس لها قدرة على سن القوانين والتشريعات إلا بما يخصها تحديدًا.
إنه ضرورة لا بدّ منها، أشبه بالطبقة الوسطى، أو صلة وصل، بين النخبة السياسية والمالية والنفوذ، وبين الشرائح المهمشة أو الفقيرة، أي كالإسفنجة، يعمل على امتصاص التناقضات بين الدولة والمجتمع، ويُعرّي الاختلافات الفكرية والسياسية ويعيد التوازن لهما، ويعمق الرؤية ويفتح الطريق.
إنه في آلية حركية ونشاط مستمر، بحيوية السياسة والدولة، والمجتمع الذي يبني نفسه بنفسه، بمرونة السياسي، ورفده ودعمه، وبناء إنسان حضاري يؤمن بالقيم المدنية كالمساواة والعدالة ونبذ العنصرية والكراهية.
إن وجود مجتمع متطور يحتاج إلى عقل وبنية نفسية متطورة قادرة على إدارة ملفات صعبة، ونشاط منضبط، وله سقف يتفاعل فيه مع آلية حركة الدولة والمجتمع، ويتبادل الخدمات معهما في المجال الثقافي وتقديم العون والمشاركة والمساعدة، وهناك قطاعات تطوّعية تحمل أعباء هائلة على عاتقها، خاصة أثناء الكوارث الطبيعية أو الأزمات السياسية والاجتماعية، وتعمل في الظل كالجندي المجهول في المعارك المصيرية، وأغلبنا رأى مساهمات المجتمع المدني: كيف قدم مساعدات هائلة للدولة على احتواء مجيء اللاجئين السوريين ومساعدتهم وتقديم العون لهم.
لهذا نقول إن له فلسفة ثقافية وعلمية ومنهجية وفنية، أي إنه ثقافة أفقية منتشرة على المستوى الأفقي للدولة والمجتمع، أي إنه نشاط متعدد الاتجاهات ولا يرتبط بمركز واحد بالرغم من أنه تحت سياسي.
إن غياب المجتمع المدني الحر، في البلدان الاستبدادية، هو نتاج غياب الدولة الديمقراطية العلمانية، كما هو الحال في بلادنا القائمة على التكوين الهرمي للدولة التي تعتمد على تراتبية القوة.
إن الدولة الهرمية هي نتاج ثقافي، أو تكثيف ثقافي قائم على منظومة أحادية التفكير والممارسة، ومُنتجة لأشكال كثيرة من الدكتاتورية، كالملكية أو الجمهورية الشكلانية التي تستبيح كل ما يقع تحت يديها، سواء أكان إنسانًا أم حيوانًا أم نباتًا.
لهذا، فإن المجتمع كله يكون بيد رأس الهرم السياسي، ويلتصق بشكل مباشر بقدرة الحاكم وتكوينه النفسي والعقلي وإمكاناته الشخصية ومزاجيته ومزاجه في توجيه ودفع الحكم بالاتجاه الذي يريد، سواء كان سلبًا أو إيجابًا، مع تعطيل المجتمع المدني بالكامل، وتهميش المجتمع عبر إخضاعه.


إلى اليوم وغدًا لن نخرج من عباءة الأب القاسي الشرير، لا نحن ولا غيرنا.
ما زال سيفه مسلطا علينا جميعا, يراقبنا من فوق، من عليائه, ونحن أولاده الصغار نتلقف منه اللعب والحلوى والتوجيهات والبصاق.
ننتظر منه الهدية والضرب والبسمة الحنونة والكاذبة.
مرة يعاقبنا ومرة يكافئنا ومرات كثيرة يزجرنا ويجعلنا في حالة غربة وضياع.
إنه أبونا، صاحب خصيتين كبيرتين وعلينا الخضوع له.
من قال أننا تحررنا فلسفيا وفكريًا واجتماعيًا وإنسانيًا.
نحن في حالة انحطاط كما كان، وأكثر.


غريب حال الناس، يدافعون عن الأب الذي اغتصب أمهم.



الرواية هي إطلالة حقيقية على البنية النفسية لاي مجتمع، والبنية الاجتماعية العامة، كالعادات والتقاليد والدين والأخلاق والمرأة والتاريخ والأفكار.
الرواية تجسيد حقيقي لحركة الدولة والمجتمع في كل دولة في العالم.




إيران الخميني لن تسقط، أنها محمية أمريكية، لا بمظاهرة ولا بغيرها.
الخدمات التي قدمتها هذه الإيران لا يقدر بثمن.
شبيه إيران هو نظام الأسد، كلاهما يتكلمان عن المقاومة كأبتزاز، وكلاهما يعملان على عكس ما يطرحانه.


إدارة العالم بالازمات، يختلف كليًا عن إدارة أزمات العالم.
إدارة العالم بالازمات, تعني خلق فيروس محلي, متحرك, ينتقل من مكان إلى مكان, ينقل الأمراض المؤقتة أو المستعصية, يعدي كل من هو بالقرب منه, سواء أفراد أو تجمعات بشرية أو مجتمعات. من أعراضه, الحمة, الوجع, الجلوس في السرير, عدم القدرة على الاتيان بأي شيء, حالة هذيان, خمول. أي, يبقى المريض في حالة انشغال بنفسه طوال الوقت, دون أي انتاج أو عطاء.


أردوغان وظف مكانة تركيا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والاستراتيجية في صراعات مسلحة نافلة لا مصلحة لهذا البلد بها ولا للدول والشعوب المجاورة المبتلية به وبصراعاته المجانية أيضًا.
وأغلب تدخلاته لا تعود إلا بالمأسي والخذلان له وللشعب التركي.
مكانة الدول تكون بتعزيز قيم الديمقراطية وتحسين مكانة المواطن والرفع من شانه وشأن القيم المدنية والمدينية.
يستطيع ان يدخل في الدستور مواد جديدة تعزز قدرة الدولة على إعطاء الحرية والعدالة للمواطن، عبر تعميق قدرة كل سلطة على أن تكون مرجعا وطنيًا حقيقيًا وفعليًا
هذا الرقص على الحبال لن يطور تركيا، فقد فعلها حافظ الأسد في لبنان فعادت النتائج بالخراب على سوريا وتدخل عبد الناصر في اليمن وخسر كل شيء منها هزيمتنا في حرب ال 67 م، وتدخل صدام في الكويت والنتائج معروفة.
دائما ينظر الديكتاتور الصغير إلى مسافة سم عن قدمه، لا يوجد في ذهنه تحسين قدرة مؤسسات الدولة أو مدنية الدولة والمجتمع ودعمهما.
دائمًا يلجأ إلى القتال واستخدام القوة لإعلاء شانه الشخصي على حساب الدولة والمجتمع.
الحروب التي يقودها مجنون تركيا أردوغان بالوكالة أصبحت اكثر من معيبة ومخجلة، قبل اشهر تدخل في ليبيا وقبلها سوريا والعراق والأمارات والسعودية وبورما والصين، واليوم في الصراع الدائر بين الجارين أذربيجان وأرمينيا.
المشكلة أن هذا المضطرب نفسيًا لا يعرف أين يريد أن يجلس، لأنه مؤخرته غير مستقره، ومقعده ليس له ولن يكون.
مقعده متحرك


الإيروتيك إن لم يكن فنًا أو أدبًا، احتفاء باللذة والانبهار به لا يسمى إيروتيكًا.
عليك أن تأخذ مساحة أو مسافة منه وتتعامل معه كلوحة قادمة أو نصًا، تخط عليها ألوانك وفنك وجمالك اختراقك للامألوف.
وترسم اللذة والانبهار بها، وكأنك في صومعة، راكع على ركبتيك، وفي خشوع تام، تتأمل وتتأوه وتأخذ منه ذلك الجمال الآخاذ.


هل كان بإمكان قريش، المهاجرين، القبول بتداول السلطة مع الانصار؟؟
رأي، إنه لم يكن بالإمكان أن يقبلوا.
كان يجب أن تكون الإمارة أما لقريش أو للانصار أو الحرب. وشاءت الاقدار أن يأخذ التاريخ المنحى الذي وصل إلينا. بيد إنه انفجر في فترة عثمان، ثم علي في موقعة الجمل وصفين والنهروان مع الخوارج.
وفي النهاية أخذ التاريخ المجرى الصحيح، الملك العضود.
وما زلنا في الملك العضود.


أكبر غلطة ارتكبتها الثورة أنها قبلت بتغيير العلم. وقبلت بالوصايا الخارجية عليها عامة ـ والتركية خاصة بقيادة الربيبة الخاضعة التي لا لون لها ولا طعم ولا موقف، المسماة الأخوان المسلمين.
الأعلام لا تتغير الا بوجود دستور نافذ وبرلمان منتخب.
الثورة التي وقعت تحت الوصايا الخارجية، أعلنت انقسام الوطن بشكل عمودي وأفقي على نفسه عندما غيرت العلم.
تغيير العلم تعني أننا أصبحنا دولتين منفصلتين.


عمل اليهود وما زالوا يعملون من داخل الحداثة، وما بعد الحداثة، بالرغم من أن تراثهم الديني أكثر من بدوي، وأكثر انفصالاً عن عالمهم في ذلك الزمن.
لو استطاع العرب والمسلمون أن يفعلوا الشيء ذاته، لجنبوا بلدانهم وبلادنا هذا الوضع المزري الذي نعيشه.
الخروج من الحداثة ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تفكيكها بالمفاهيم البدوية البسيطة.
الحداثة واقع موضوعي لا يمكن تدميره، أو تخريبه بالسلاح والمال والسياسة.
الحداثة تنتقل من طور إلى طور أخر.


يقول العلم أن النجم الذي تراه في السماء يعيش في الماضي، ماضي رؤيتنا له، ويحتاج إلى سنوات طويلة يقطعها في الفضاء المادي ليصل ضوءه إلينا.



في المجتمعات الأبوية, يجب أن تكون الكلمة للكبير. إذا أصبح الجميع كبارا, سيأكلون بعضهم. لهذا قالوا:
من ليس لديه كبيرًا, عليه أن يشتري لنفسه من السوق, كبيراً, حتى لو كان تمثالا, أو مومياء.
التجربة, هي التي جاوبت على اسئلتنا


بصراحة, ووضوح تام. كل فكر, أو ممارسة أو مجرد تفكير, فيه اقصاء للأخر, هو غزو. سواء مسلح أو سلمي.
مشكلتنا, أننا لا نعرف أبعاد ممارساتنا وسلوكنا في مواقع الحياة أو غيرها.
من أجل تقريب الصورة يا ناس:
الجزيرة السورية, فيها عشرات القوميات والأديان والملل. وكل عشرة أشخاص, يظنون أن المحافظة لهم, أرضهم التاريخية. ورثوها عن أباءهم وأجدادهم, الفحول.
والمشكلة, جميعهم عجزة, يخافون من خيالهم. واحد مثل العريف, ابو صلاح, مجرد عريف عاجز ومهزوم, كان يستطيع أن يقودهم مثل قطيع غنم, إلى الخابور, عندما كان عامرًا, ويرميهم فيه, دون أن يصرخوا أو يتذمروا.


الأدب هو المنطقة الأكثر حساسية لرصد حركة المجتمع. إنه راصد نقي وشفاف, معبر, وصادق لتطوراته. من المبكر أن نقول أن الثورات انتجت أدبًا يعكس حقيقة من يجري. الخميرة ما زالت في طور التفاعل والتحول, لأن المعيقات الداخلية والخارجية هائلة, ويجب التأني في الكتابة عنه.
الأعمال الابداعية العميقة تحتاج إلى وقت حتى تعطي ثمارها. هناك الكثير من الأدباء يقعون في فخ الاستسهال, عندما يكتبون بخفة عن واقع عظيم, يحتاج إلى رؤية عظيمة للكتابة عنه.
لقد قرأت روايات كثيرة, تناولت الثورة في هذا البلد أو ذاك, بيد أني حذر جدًا من سرعة تناول هذه القضية الوطنية التي تمس تناقضات العلاقة بين الدولة والمجتمع على الصعيد المحلي والعالمي.
لهذا, لا يمكن أن نتكلم عن منجز ثقافي في ظل حكومات قميئة, قمعت الإنسان العربي وهدرت كرامته.
بتقديري أن المبادرات الفردية التي يقوم بها الأدباء على مسؤوليتهم الخاصة من نشر وابداع هو الأهم, بعيدًا عن رقابة الحكومات الاستبدادية في العالم كله, بما فيها جائزة نوبل.
تمر المنطقة في حالة مخاض هائل, نتيجة الأحداث الدموية التي قامت بها السلط. مع هذا لم يمنع ذلك أن يكون هناك روايات كثيرة ودواوين شعر نشرت في أكثر من مكان. فالحياة لا تنتظر, والتطورات سريعة وقاسية وترمي بثقلها على الجميع.
أتكلم في الجانب البعيد عن يد السلطات العربية الفاسدة.
بتقديري هناك حالة ارتداد عن الثورة في وعي الناس, في مجتمعاتنا, نتيجة خيبة الأمل عما حدث ويحدث. والصراع الضاري بين القديم والجديد, بمشاركة دولة رجعية كبرى كالولايات المتحدة والغرب عموما, وبقية الشلة كالصين وروسيا وايران.
إن فاعل السلطات عامل معيق لحركة المجتمع على الصعيد العالمي. لهذا علينا أن نرى المعيقات وثقلها على نفسية وعقل الإنسان, من ظواهر القتل والغرق في البحار, وصناعة المنظمات الجهادية المأجورة.
في كل ثورة هناك أمال كبيرة, طموحات هائلة, بيد أنها سرعان ما تصطدم بالعوائق الماضوية. حيث أن القوى القديمة لا تستسلم أو ترمي سلاحها. أشعر أن هناك حالة احباط, انتكاس لما آلت إليه الأمور وهذا شيء طبيعي, لهذا على المثقف أن يعي ذلك, وأن يحاول تعرية الواقع وتسليط الضوء على التناقض بين ما هو سائد وما هو مأمول. هو صراع لا هوادة فيه بين الموت والحياة, بين القديم والجديد.
مجالات الابداع متعددة في هذا العصر, هناك الترجمة, مواقع التواصل الاجتماعي, اتساع مجالات الاتصال بين الشعوب عبر التلفاز والنت والتلفون الذكي, لذلك لا يمكننا أن نحصر ما يحدث في وعي الناس, كأنه, علاقة بالمكان والحيز الوطني الضيق فقط. فقد أصبح العالم مكانًا واسعًا للتبادل الثقافي والسياسي والتواصل الاجتماعي, وميدانًا للتوافق والاختلاف. والجميع يدخل الصراع من أجل تأكيد الذات بين الأنا والآخر, الموجود على امتداد الكون, بين هنا وهناك.
لقد انتقل المبدع من الحيز الضيق إلى الفضاء العالمي, لانفتاح الأماكن على بعضها وسهولة إساقط أي واقع اجتماعي على مجتمعه. فالثقافة, هي النافذة الفكرية الأكثر قدرة على ربط المجتمعات ببعضهم, ومدخل حضاري وإنساني للتعارف والتقارب والاندماج.
يحتاج المبدع إلى وعي كامل للواقع الاجتماعي على الصعيد العالمي. لإن المكان لم يعد محليًا صرفًا, أنما عملية ابداعية مهمة, لفكفكة بنية هذا العالم بثقله السياسي والاقتصادي. ففي محاولة رصده واستيعابه ينتقل نقلة نوعية لما يحدث في كل بقعة من هذا العالم. فالمتغيرات أيضًا, ليست محلية صرفة, أنما لها علاقة بالفضاء الخارجي.
برأي لا يوجد أدب نسوي أو غيره. الأدب هو الأدب, ولا أومن بالتمييز بين المبدع الرجل أو المرأة المبدعة. كلاهما يتحسسان الواقع الاجتماعي ويرصدان ما يحدث على أرض الواقع. بالطبع هناك كتاب, نساء, نشرن أعمالهمن على الصعيد المحلي في كل قطر عربي وبعضهن ترجمت أعمالهن إلى اللغات العالمية. لا أحب أن أذكر أسماء, لكني أرى أن هناك كم هائلة من المبدعات يعملن بصمت. ويعانين من أهمال في نشر ابداعاتهن. لا أحب أن اسلط الضوء على المشهورين, أنما أن نمد أيدينا إلى أولئك المهمشات, القابعات في العتمة اللواتي, يحتاجن أن نرى أعمالهن في الضوء.
لقد قرأت الكثير من الروايات هذا العام, بيد أني أذكر بعض منهم, لقيطة استانبول للكاتبة إليف شافاك, بجعات برية للكاتبة يونغ تشانغ, مرايا للكاتب إدواردو غاليانو, طيور الشوك للكاتبة كولين مكلو. جميع هذه الأعمال جميلة وفيها ابداع وفائدة.
قرأت كتب تاريخية, خاصة المتعلقة بالسلطنة العثمانية, لأنني احتاج ذلك في أعمالي القادمة. هناك كتب سياسية. لا اعتقد أن هناك حاجة لرصد كل ما قرأت. تقريبًا على مدار النهار كله اقرأ أو أكتب.
أنا أعيش في السويد, وليس متوفرًا لي الحصول على الابداعات العربية الجديدة. أغلب الكتب التي احصل عليهم تأتيني من النت. فهذا هو المجال الأفضل, المتوفر في ديار الغربة.
بتقديري أن المسرح يشهد حالة تراجع في كل مكان بعد هذا الضخ الاعلامي عبر التلفاز والأقنية المتعددة التي تتناول التاريخ والقضايا الاجتماعية والجريمة المنظمة.
في الحقيقة, لا أعرف الكثير عن المسرح العربي بعد غياب المبدع سعد الله ونونس.


واذا انتصر التحالف على داعش راح يخلص الفيلم, والناس راح يخرجوا من صالة السينما. وراح تنتهي القصة. وبعدين شو استفدنا اذا كل واحد راح لبيته وأكل خبزه وزيته.
في هذه الحالة سنحتاج إلى عمل فيلم جديد. وخذ شعل من أول وجديد, ممثلين جدد, مخرج جديد, سيناريو وحوار, كومبارس. وقهوة مرة وحلوة, وشاي ومضافة وقص سوالف.
فالافضل البقاء في الفيلم القديم, داعش وأخواتها, نمط الفيلم, نعمله مسلسل تركي أو دالاس. هيك الشغل أحسن.


يخافون التغيير, الدول والحكومات وبعض القطاعات الاجتماعية. لهذا يسعى كل طرف, كل حسب قدارته, امكاناته على ابقاء الزمن, في الزمن ذاته أو في الزمن القديم. الجديد مخيف, لانه يزعزع الرتابة, والتكرار والخمول, في الحياة, والحرية.
لهذا سعت الحكومات عبر مؤسساتها الفاعلة, المدارس, الجامعات, مراكز البحث, السينما, المراكز الثقافية على بث القيم القديمة في نفوس الناشئن والشباب, ليبقوا التاريخ بين أيديهم, في مكانه.
في السابق, كانت حركة الشعوب عبر العالم, تعج بالحيوية والنشاط , بالبحث عن مخارج للحياة عبر الثقافة والفكر.
اليوم, هناك حالة خواء ما بعده خواء في عالمنا, بعد أن اطبقوا سيطرتهم على كل شيء.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس أدبية ــ 301 ــ
- هواجس فكرية وأدبية ــ 300 ــ
- هواجس وتأملات 298
- هواجس فكرية ــ 298 ــ
- هواجس عامة ــ 297 ــ
- هواجس من كل حدب وصوب 296
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية ــ 295 ــ
- هواجس إنسانية وسياسية 294
- هواجس سياسية وفكرية ــ 293
- هواجس اجتماعية 292
- هواجس أدبية وثقافية 291
- هواجس عامة ــ 290 ــ
- هواجس عامة 289
- هواجس ثقافية وأدبية وفكرية ــ 288 ــ
- هواجس ثقافية 287
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية 286
- هواجس ثقافية وإنسانية ــ 285 ــ
- هواجس وجودية 284
- هواجس ثقافية وفكرية ــ 283 ــ
- هواجس ثقافية 282


المزيد.....




- وفاة الممثلة البريطانية الشهيرة ماغي سميث
- تعزيز المهارات الفكرية والإبداعية .. تردد قناة CN العربية 20 ...
- بسبب ريال مدريد.. أتلتيكو يحرم مطربة مكسيكية من الغناء في ال ...
- إصابة نجمة شهيرة بجلطة دماغية خلال حفل مباشر لها (فيديو)
- فيلم -لا تتحدث بِشر- الوصفة السحرية لإعادة إنتاج فيلم ناجح
- قناة RT Arabic تُنهي تصوير الحلقات القصيرة ضمن برنامج -لماذا ...
- مسلسل حب بلا حدود 35 مترجمة الموسم الثاني قصة عشق 
- نضال القاسم: الأيام سجال بين الأنواع الأدبية والشعر الأردني ...
- الإمارات تستحوذ على 30% من إيرادات السينما بالشرق الأوسط
- رواية -الليالي البيضاء- للكاتب ضياء سعد


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية فكرية وأدبية 302