أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - وقوفا كما يشتهي الدغيم














المزيد.....

وقوفا كما يشتهي الدغيم


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8113 - 2024 / 9 / 27 - 10:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لسنا حاقدين على أحد وإنما نريد العيش بلا خونة وبلا منافقين وبلا انتهازيين. فجأة وبالتزامن مع اتساع ساحة القتال، وتصاعد النيران في جنوب لبنان. انبرى الشاعر السوري أنس إبراهيم الدِّغيم (مواليد 1979)، فرفع رايته الأموية الحمراء دفاعاً عن آل سفيان، واعلن عن موقفه المشاكس والمعارض للشاعر الفلسطيني الكبير (تميم البرغوثي). .
وفجأة تذكر (الدغيم) قصيدة قديمة للبرغوثي في رثاء سيد الشهداء (الحسين)، فنفض عنها تراب صحراء الغاضرية، وكتب قصيدة مناهضة لها بنفس الوزن والقافية دفاعا عن الإرث الدموي الذي تلطخت به صفحات المراجع العربية كلها قديمها وحديثها. وشهد به كبار المؤرخين: ابن عساكر، وابن حوقل، وابن خلكان، والبلاذري، والديار بكري، والتنوخي، والواقدي، والمقريزي، والسيوطي، والطبري. إلى آخر القائمة التي تمتد حتى عصرنا الحالي. كلهم تحدثوا بالتفصيل الممل عن مجازر الأمويين وظلمهم على مدى 91 عاماً، فقد رجموا الكعبة المشرفة مرتين بالمنجنيق، وقتلوا فيها جمع غفير من الصحابة والتابعين، واستباحوا المدينة المنورة ثلاثة أيام بلياليها، وارتكبوا أبشع المجازر والمعاصي في واقعة الطف بكربلاء. ويتعين على الذين ظلوا يتغنون بتراث آل مروان ان يختاروا ما يشاؤون من كتب التاريخ لكي يروا جرائمهم ومجازرهم وطغيانهم وتعسفهم. .
لكن التساؤلات التي تطرح نفسها في هذا التوقيت بالذات: هل المعركة التي تدور رحاها الآن في شمال وجنوب الأرض المحتلة بدعم لا محدود من جيوش النيتو، وراح ضحيتها آلاف الضحايا من الشيوخ والأطفال والنساء. هل هذه المعركة غير العادلة تدور رحاها الآن بين جيشين لا ينتمي اليهما الدغيم ؟. أين يقف الآن: مع القاتل أم مع المقتول ؟. مع الظالم أم مع المظلوم ؟. وهل جاءت انتفاضته للذود عن الأمويين في هذا التوقيت لكي يشغل الناس بأمور أكل عليها الدهر وشرب منذ 14 قرناً ؟. هل هذا مكانها وزمنها وتوقيتها ومناسبتها ؟. .
الأمر الآخر ان (الدغيم) نفسه له عشرات القصائد في رثاء الحسين، وفي مديح آل بيت النبوة الأطهار، ومنها قصيدته التي كانت بعنوان: (وقوفا كما تشتهي الكبرياء)، فهل انقلب (الدغيم) على نفسه الآن في هذه الأيام التي شهدت فيها لبنان اعنف المعارك لكي يشتت اذهان الناس، ويحرف بوصلة الرأي العام نحو الماضي البعيد من اجل حفنة من الدولارات ؟. .
ثم ما علاقة الشاعر (البرغوثي) بكسرى ؟. وما علاقة المقاتلين الآن بملوك الدولة الساسانية ؟. وما الذي دفعه للخوض في مستنقعات هذه المغالطات ؟. ولماذا هذا الربط الغبي الذي سوف يترك رواسب الفتنة في نفوس اصحاب العقول المشفرة ؟. .
اقسم بالله العظيم كنت حتى وقت قريب من أشد المعجبين بالشاعر (أنس الدغيم)، وكنت احسبه من شعراء العروبة والإسلام، ومن الموالين لآل البيت عليهم السلام، وكنت اردد رائعته التي يقول فيها: ( آنستُ نارك فالتمسْ لخواطري). لكن موقفي منه تغير الآن 180 درجة. .
سؤال اخير وفي غاية الأهمية: هل اختار (الدغيم) الدخول في حلبة التنافس غير المتكافئ مع (البرغوثي) في محاولة فاشلة للفوز عليه ؟. وهنا لابد من تنبيه (الدغيم) من هذا المنزلق الذي أوقع فيه نفسه، فالبرغوثي يتربع الآن بلا منافس فوق عرش الشعراء العرب بقصائده الفصحي والعامية، واشتهر ببردته التي يقول فيها:
فداً لهم كل سلطان وسلطنة
ونحن لو قبلونا أن نكون فدا
على النبي وآل البيت والشهدا
مولاي صل وسلم دائما أبدا
وهكذا نافس في بردته بردة البوصيري، وبردة شوقي. ولا يضاهيه في المرحلة الراهنة معظم شعراء جيله، فهو شاعر المليون، وشاعر المقاومة، وشاعر القدس، وشاعر المسجد الأقصى، وشاعر غزة العزة. والبرغوثي هو القائل في بردته أيضاً:
وربما أمم تهوى أبا لهب
لليوم ما خلعت من جيدها المسدا
من المطيعين حكاماً لهم ظلموا
والطالبين من القوم اللئام جدا
أما الآن فحتى تتاكد من سوء عاقبتك انظر الى الدعم الذي قدمته لك المضخات الإعلامية المغرضة، ودورها في نشر هجومك على البرغوثي، وانظر كيف نجحت في تفعيل حملات التشهير بالبرغوثي بين سفهاء الأمة بجهودك الشخصية أنت. .
ختاماً: نقول لأنس الدغيم: قف حيثما تشتهي نفسك المريضة، مع أبي لهب أو مع مروان وآل مروان. نسأل الله ان يحشرك وقوفا كما تشتهي نفسك الأموية مع من تحب وتهوى. ليس بالضرورة ان تكون القمامة على شكل اكياس فربما على شكل افكار وسموم طائفية متعفنة. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاهل مشهور وعالم مغمور
- اعترفوا بفشلهم بعد خراب البصرة
- فقط 22 مليار دولار لا أكثر
- لا تبحث عن الأصالة عند منافق
- أمة سافلة بلا أخلاق
- كيف لا نشعر بالخذلان ؟
- حرب على الذاكرة
- شوكلاته مفخخة وعطور قاتلة
- صفحة غامضة في سجل الموانئ العراقية
- ما وراء السياسة: جذور فشل الحكومات
- كل الأجهزة الذكية قاتلة
- حصانة قدوري ابو الفوح
- المطلوب رقم واحد
- ويلصقون بك التُّهم
- جمهورية المگاريد
- منغصات خارج روزنامة التوقعات
- ازدواجية بعدسات مقعرة
- شهامة البصرة بين زمنين متناقضين
- استهداف شخصي بدوافع تسقيطية
- المُحتَجز رقم 62


المزيد.....




- مصمم يتخيل فندقًا من -مكعبات الثلج- في وادي -طيب اسم- بالسعو ...
- وزير الخارجية اللبناني: نرفض الحرب وبلادنا تعاني من أزمة تهد ...
- تقرير يوضح التحديات والفرص أمام الجيل القادم من المانحين في ...
- -ولدا معًا وقتلا معًا-.. الغارات الإسرائيلية اليومية تستمر ف ...
- مراسلتنا: دوي صافرات الإنذار واعتراض القبة الحديدية رشقة صوا ...
- خبراء أمريكيون يحذرون من رد روسيا إن تعرضت لقصف أوكراني بموا ...
- إيران لا تريد ضمان أمن حزب الله
- معرض -ADEX-2024- للصناعات الدفاعية يكشف عن أحدث النسخ لمسيرة ...
- روسيا تختبر غواصة جديدة حاملة للصواريخ المجنحة
- معرض جديد في أمستردام يكشف عن روائع الفن البرونزي الآسيوي


المزيد.....

- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - وقوفا كما يشتهي الدغيم