عندما قالت المقاومة لا لإسرائيل


عصام محمد جميل مروة
2024 / 9 / 26 - 17:12     

انتهكت إسرائيل كل القوانين الدولية في ارتكابها المجازر والمذابح والابادة الجماعية على مدى قرنٍ من الزمن اذا ما حسبنا اسلوب ارثر بلفور ووعدهِ المشئوم في تحويل المنطقة على ارض فلسطين الى فوهة مُستعرة بالنيران ضد كل شعوب المنطقة والطوق قبل بادرة تقسيم سايكس بيكو ! التي مررها الاستعمار البريطاني والفرنسي ولم تكن امريكا قوة ضخمة حينها لا سيما غداة نهاية اخر ايام الامبراطورية العثمانية التي كانت محور ازعاج للدول الاوروبية عندما اجتاحت جيوش الامبراطورية اسوار فاقت كل التوقعات للخبراء والمحللين الذين راقبوا رحلة نهاية سيطرة قوة الامبراطورية فكانت النتيجة الطبيعية بعد الحرب العالمية الاولى عام 1914 وصاعداً حيث أخترقت كل القوانين القديمة واصبحت بالية فخرج مشروع سايكس بيكو مكملاً لوعد ارثر بلفور مُسيطراً منذ تلك الايام الى هذه اللحظة القاتمة . من عدم الوضوح في ايقاف حمامات الدماء ، التي تتحمل المسؤولية الاولى لتلك المهالك والمجازر الدولة الصهيونية التي تعتمد على مدار تاريخ نشوءها فارضةً على الدول الغربية وخصوصًا الأقوياء منهم ان يركعوا ويسجدوا تحت اقدام قادة إسرائيل ، ويعملوا بكل ما يراه المكون اليهودي الصهيوني الجديد في الشرق الاوسط الذي يؤدى دوراً علنياً لِما يختزنهُ الغرب في السيطرة على ثروات المنطقة قبل بروز واكتشاف النفط العربي الذي لم يُغير اوجه الصراع بحسب القراءات وإستخدام تلك القوة على الاقل في تحقيق معادلات جديدة لجانب حقوق الشعب الفلسطيني الذي وقع ضحية المؤامرات المتعددة منذ الايام الاولى لتقرير مصير فلسطين .
عندما قالت المقاومة لا لإسرائيل ؟ هنا يجرنا السؤال الى مخاض متعثر في محنة المقاومة الان منذ عملية طوفان الاقصى التي قاربت على مشارف 356 يوماً وكانت جبهات الاسناد عبر جنوب لبنان حيثُ تتمركز قوات المقاومة الاسلامية التابعة لحزب الله اللبناني الذي يرتبط عقائدياً مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي مهدت منذ عام 1982 - 1983 نواة تأسيس جبهة مقاومة خاضتها السفارة الايرانية من دمشق في فتح طريق التدريبات والامدادات العسكرية للمجموعات التي تحملت على عاتقها مسؤولية المقاومة بلا توقف وبلا منازعة وبلا خوف او وهن من الانظمة القمعية التي حاصرت المقاومة الفلسطينية منذ معركة الكرامة في اغوار الاردن ومن ثم نشوء منظمة التحرير الفلسطينية وكان اكبر ملعباً لدورها في تعزيز مواجهة مباشرة بعد اتفاق القاهرة الذي تعهد ابقاء السلاح الفلسطيني داخل المخيمات تحت مراقبة الجيش اللبناني ، وهنا يجرنا الحديث عن مسارات الحروب على مشارف عقود خمسة من الزمن وإن وضعت المقاومة الاسلامية كل امكانياتها في تنسيق جدى مع حركة حماس الطرف العسكري الذي إلتحم مع حلف الممانعة والمقاومة ، وتلازم ذلك التحالف بعد انسحاب قوات الاحتلال عام 2004 - 2005 من غزة . وكانت التقاء المقاومة الاسلامية غداة انسحاب الجيش الاسرائيلي دون قيد او شرط من جنوب لبنان بعدما تكبد خسائر غير مسبوقة وكان اداء حزب الله العلني في توجيه اشبه بالارتداد على الانظمة جميعها التي تواطأت وتخاذلت وتعاملت مع إسرائيل وكان توقيع اتفاقيات امنية وسلام متعدد .
لكن حرب غزة الاخيرة وضعت الدول جميعها امام قراءة جدية حول هذا الوحش والغول الصهيوني المستمر في تماديه دون ردع يُذكر .
فماذا ننتظر بعد الهجوم الواضح على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ، وكانت قوات عصابات الجيش الاسرائيلي اعلنت منذ ايام عن تفجير عملية سهام الشمال التي تُحذر المقاومة التي تقول لا لإسرائيل انها ما بين قاب قوسين قابلة الى ادخال النزاع وانتشاره عبر اكثر من محور ، تناسب ذلك الهجوم مع عقد دورات سنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة فكان تصريح غير دقيق في التفسير بعدما صرح رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود بزشكيان في عدم رغبة بلاده ترك حزب الله يخوض مواجهة الحرب وحيداً .فهل نحن على ابواب مقاومة من نوعٍ جديد اذا لم يتراجع بينيامين نيتنياهو عن ارتكابه حماقة اشعال فتيل الحرب لرغبات توسيع اسرائيل الكبرى .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في/ 26 ايلول - سبتمبر / 2024 / ..