أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الفروق الفردية في الجلسات العلاجية و- التحليل النفسي-















المزيد.....

الفروق الفردية في الجلسات العلاجية و- التحليل النفسي-


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 8112 - 2024 / 9 / 26 - 00:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إهداء إلى المحللة النفسية الفرنسية
جيزلين كورتي
Ghislaine Dubos-Courteille
لما تقدمه من جهد في رابطة الفضاء الفرويدي الدولي مع خالص التقدير والأمتنان
يعرض لنا "سيجموند فرويد" في مقالة بعنوان صياغات حول مبدأي الأحداث النفسية التي ترجمها من اللغة الألمانية الاستاذ محمد أمين ، ويبين فيها فرويد بقوله يبتعد العصابي عن الواقع لأنه يجده – كله ، أو أجزاء منه – لا يطاق ، حيث يظهر النوع الأكثر تطرفًا من هذا الابتعاد عن الواقع في بعض حالات ذهان الهلوسة ، ومن خلال ذلك يتم إنكار الحدث الذي تسبب الجنون. ويرى التحليل النفسي بأن كل عصابي يفعل نفس الشيء مع جزء من الواقع ، وتكون المهمة الآن أمامنا لفحص تطور علاقة العصابي والناس بشكل عام بالواقع ، ومن ثم دمج المعنى النفسي للعالم الخارجي الحقيقي في بنية تعاليمنا ، ونقول بمعنى مقارب كيف تم تأسيس ما أكتسبناه من قيم وتعاليم في مراحل طفولتنا وذهب إلى أعماق النفس ، إلى اللاشعور – اللاوعي؟ . وهو الذي يشكل كل تعاملاتنا مع أنفسنا أولًا ومع الآخرين مرة أخرى ، ونستطيع القول هذا الذي يعود مرة أخرى في سلوكنا وتعاملنا يتراوح بين الشدة " القوة – القسوة- والاعتدال " ، وبين الأقل شدة وهو الخفيف ، لذا لا يوجد شيء يعود بنفس ما تم كبته وبنفس الوقت القوة ، أو الشدة لدى الفرد نفسه في مواقف الحياة اليومية ، أو في الجلسات العلاجية ، أو حتى مع الآخرين وما يهمنا في الجلسة العلاجية بالتحديد الفروق الفردية لدى الفرد في مواقف متعددة أثناء العمل العيادي ويوجزها " بينيه " في العام 1895 عدة عوامل نستعير منه ما يهمنا في العمل التشخيصي والعلاجي وهي عامل التذكر، وعامل التخيل ، وعامل الإنتباه وعامل قوة الإرادة ، هذه العوامل هي التي يمكن ملاحظتها في الجلسة العلاجية فضلا عن عوامل أخرى ، ويضيف " فرويد" " إن إدخال عملية الكبت في نشأة العصاب قد سمح لنا بالحصول على نظرة ثاقبة لهذا الارتباط" ، وعليه يمكننا أضافة ما يتعلق في مجال الفروق الفردية في درجة وجود هذا الكبت وشدته ، أو اعتداله، هل هو كبت أولي ، أم كبت ثانوي ، وما زال حديثنا عن الفروق الفردية في الفرد نفسه حيث يختلف الأداء الأقصى من القبول التام أحيانًا ، وأحيانًا أخرى في الرفض الواقعي وهو يظهر في التحويل – الطرح، وكذلك أسلوب التأويل بشكل أوضح بسبب المقاومة التي يبديها المتعالج.
ويمكننا أن نلاحظ ونحن نحاول معرفة بعض مما يدور في دواخلنا لابد أن نعرف بأن الاعراض والسلوك ما هي إلا مظاهر خارجية لعملية اللاشعور – اللاوعي وتخضع بالتأكيد لمبدأ الحتمية النفسية، وهذه الحتمية تأخذ أبعاد مختلفة في المواقف اليومية ، ولو تعمقنا أكثر تختلف بالتأكيد عند الفرد نفسه وهي تعني اختلاف قدرات وسمات الفرد من حيث القوة والضعف ، وهي ليست على متصل واحد بنفس التناغم، بمعنى أدق ليست بنفس الشدة ، وكما علمتنا سيكولوجية الفروق الفردية بأن الفرد في داخله مشاعر تتغير بالشدة والضعف ليس خلال اليوم الواحد فحسب، إنما خلال الساعة الواحدة ، أو في الثواني ، لا ربما إذا قاربنا الحقيقة ومست جزء يسير مما سبب المعاناة له فذهب يطلب المشورة ، أو العلاج من المختص بهذا العمل، وما نجده في الجلسات العلاجية ، وبالاخص التحليل النفسي ، تتغير مشاعر الشخص طالب التحليل بين ثانية وأخرى خلال الجلسة العلاجية ، وربما في كل العلاجات الأخرى ولكنها لا ترصد وتأخذ مأخذ الجد في التغيرات النفسية الداخلية، ولا نريد أن نقول ما يجري في الجلسات العلاجية الأخرى.
أما في التحليل النفسي تبدو لنا معاناة الشخص واضحة ويعلنها بعدة طرق منها الرفض ، الإنكار ، أو النقل وآليات دفاعية آخرى "ميكانيزمات" مثل الهروب من مواجهة ما يعرف وَسببَ له هذا الألم وهذه المعاناة ، وهو في نهاية الأمر التعمق في الحياة النفسية في أعماقها السحيقة كما يذكر " فرج طه" في كتابه علم النفس وقضايا العصر.
نعرف أن سيكولوجية الفروق الفردية تهتم بما يدور داخل الفرد نفسه أولًا ، وفي طريقة التفكير، وفي الذكاء ، ودراسة القدرات الأخرى، وفي التعامل مع المواقف الحياتية وحل المشكلات ، وكذلك في معالجة ما يمر به من مواقف صعبه، ربما تؤدي إلى تكوين حالة نفسية عصابية ، أو ذهانية ، والأمر سيان في كيفية التهيؤ لها ومواجهتها ، وتبدو أكثر وضوحًا عندما يقرر بأن هذه المواقف بدأت تأخذ فعل التأثير القوي على السلوك ، وربما تتحول إلى حالة مرضية عصابية " نفسية" أو ذهانية " عقلية" وهي أشد وأقوى في مفعول تأثيرها، إذا رافقها عامل الاستعداد + عامل الاعداد + تكوين الفرد وقوة دافعيته نحو هذا الحال الذي هو أساسًا هروب من المواجهة، مع الأختلاف بين الأفراد.
أن الفروق داخل الفرد في المواجهة تختلف في الجلسة النفسية العلاجية الواحدة، في أولها ، أو خلال مسارها نحو القبول أو الرفض أو اللامبالاة وهي كثيرًا ما تحدث ويعرفها معظم المشتغلين في العلاجات النفسية ، وتظهر بشكل أعمق في التحليل النفسي ، فضلا عن حضور أو تبرير عدم الحضور وهو كذب على النفس. وإن حضر للجلسة العلاجية التي هي أساسًا بناءً على رغبته في التخلص مما يعانيه من الآم نفسية داخلية دفعته إلى طلب العلاج، وقول " فرويد" لا نريد من المريض إلا شيئًا واحدًا هو أن يصل بنفسه إلى حلوله وقراراته " محاضرات تمهيدية في التحليل النفسي ، ص 480" ، فيكون في هذه الحالة فروق في درجة تفاعله ، وهي فروق في الأداء الذي يرغب به المحلل النفسي ويهرب منه طالب التحليل والمشورة النفسية ، ولا يمكن التعميم لهذه الحالة دائمًا ، بل تتناوب بين الموافقة وضعفها، بين التفاعل واللامبالاة ، وخير دليل يقدمه لنا سيجموند فرويد بمثال الشخص الذي ظل يعاني من ألم السن ليلة كاملة ، وفي الصباح يذهب إلى طبيب الأسنان طالبًا منه العون لمساعدته ، وما أن يبدأ الطبيب بفحص السن المريض حتى يبادر الشخص بدفع يد الطبيب المعالج لا إراديًا ، فهذا الحال ينطبق على الشخص الذي دعته معاناته إلى طلب المشورة والعلاج من المحلل النفسي ، وكلما عرف المختص في العلاج النفسي هذه الفروق في الفرد نفسه كلما أصبحت خطوة رئيسة في عملية مساعدة الشخص طالب العلاج ويمكن تسهيل المهمة له ، ومع ذلك توجد فروق فردية بين الأفراد في مثل هذا النوع من العلاج، وفي درجة الاضطراب . ويقول المحلل النفسي المصري "محمد درويش" في مقابلة له على منصة( × ) بتاريخ 20 / 9 / 2024 مع د. أماني الجبرتي ، في الجلسة العلاجية نتعامل مع خصوصية الفرد فمثلا من يعاني من الوساوس عند الفرد يختلف عن آخر له نفس الاعراض ، ولكن خلفيته تختلف عن ذلك الآخر ، في حدة الاعراض ، وكذلك موقف الشخص، يختلف من داخل نفسه ، وكذلك الأمر بين الأفراد بمعنى وجود أختلاف الأفراد بعضهم عن بعض من حيث قدراتهم وسماتهم ، ففي القدرة الواحدة يلاحظ أن الأفراد يختلفون من حيث القوة والضعف والمتوسط في الحالة التي يعانون منها في الاضطراب الوسواسي مثلًا ، أو حالة المخاوف المرضية ، أو الاضطرابات العصابية الأخرى ، وهو تأكيدًا لرأي المحلل النفسي " محمد درويش" ، وهذا النوع من الفروق بين الأفراد يقودنا إلى مقارنة الفرد بغيره من الأفراد ممن يعانون من نفس اضطرابه ، أو بيئته في ناحية من النواحي النفسية وتكوين بنيته الأولى في نشوء هذا الاضطراب.
ونضيف لذلك من حيث المقاومة التي يبديها المتعالج في الدرجة التي يكون فيها من الشدة أو من الاقل حدة ولكنها تسبب له المعاناة ، وقول " سيجموند فرويد" نحن ننتظر أن تختفي المقاومة وأن تنسحب الشحنة المضادة حالما يتسنى للمريض أن يتعرفهما عن طريق عملية التأويل ، ويضيف "فرويد" لكن ما هي القوى الغريزية الدافعة التي تمكننا من بلوغ هذه الغاية ؟ نحن نعتمد أولًا على رغبة المريض في الشفاء ، وهي الرغبة التي حدت به أن يمتثل للتحليل وأن يتعاون معنا ، ثم نعتمد بعد ذلك على ذكائه ، نعززه بما نقدمه له من تأويل ، ولا شك أن من الأيسر على المريض أن يتعرف على المقاومة بذكائه ، وأن يكشف المادة اللاشعورية – اللاواعية التي تناظرها " فرويد ، محاضرات تمهيدية في التحليل النفسي ، ص 483" وهنا تبين لنا أهمية الفروق الفردية لدى الفرد نفسه، ومن جاء يطلب العلاج ، حيث يتدخل عامل الذكاء ، وهو قدرة تختلف من فرد لآخر ، ومن موقف لآخر أثناء الجلسة العلاجية ، ولا يمكن تعميمها على كل الأفراد ، وفي مختلف المواقف أثناء الجلسات ، فالنفس البشرية تتغير بين ثانية وأخرى ، ودقيقة وأخرى ، وجلسة وأخرى.
لذا فالجانب الدينامي مهم في حالة الفروق لدى الفرد ، وكذلك في استجابته ، لأن الحالة تتغير ويكون تعامل الفرد معها يتغير أيضًا ، نحو الأحسن أو نحو الأسوأ . ويمكننا القول بأن امكانات الفرد في التخلص من معاناته يكون سبب مهم في العلاج ، فضلا عن درجة الدافعية التي تحدد مدى استفادته من هذه الجلسات ودرجة اقباله وتقبله ، ولعلنا نكون أكثر صدقًا حينما تكون الفروق بين الأفراد هي درجة الدافعية نحو التخلص من كم المعاناة وشدتها.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير وترسباته !!.. ؟
- عندما يناضل الإنسان ضد أفكاره - العصاب القهري إنموذجًا-
- اللغة .. هي اللاشعور - اللاوعي
- بعضٌ من أعراض عصاب الحرب
- النفس وبنية النقد من الداخل .. ما لا نراه.. ولكنه يؤثر فينا
- النفس .. وما تُخفيه !!
- أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء
- التحليل النفسي علاقة إنسانية -بين التحويل والاسقاط -يبرز الا ...
- لغة النفس
- مأساة الطف .. للدمعة لغة حزن
- ديالكتيك الحب والكراهية - ثنائية الوجدان - .. نحملها ونمقتها
- الحقيقة في النفس
- ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا
- لماذا ندرس التحليل النفسي ؟
- ما لا يمكن قوله.. سَيُبكيّ !!
- شيء من الأحلام في التحليل النفسي
- مداخل في التحليل النفسي .. ما نتعلمه من التحليل النفسي
- ما نتعلمه من التحليل النفسي
- آفة التحضر .. المثلية!! هو مَن هو؟
- الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل


المزيد.....




- مصمم يتخيل فندقًا من -مكعبات الثلج- في وادي -طيب اسم- بالسعو ...
- وزير الخارجية اللبناني: نرفض الحرب وبلادنا تعاني من أزمة تهد ...
- تقرير يوضح التحديات والفرص أمام الجيل القادم من المانحين في ...
- -ولدا معًا وقتلا معًا-.. الغارات الإسرائيلية اليومية تستمر ف ...
- مراسلتنا: دوي صافرات الإنذار واعتراض القبة الحديدية رشقة صوا ...
- خبراء أمريكيون يحذرون من رد روسيا إن تعرضت لقصف أوكراني بموا ...
- إيران لا تريد ضمان أمن حزب الله
- معرض -ADEX-2024- للصناعات الدفاعية يكشف عن أحدث النسخ لمسيرة ...
- روسيا تختبر غواصة جديدة حاملة للصواريخ المجنحة
- معرض جديد في أمستردام يكشف عن روائع الفن البرونزي الآسيوي


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الفروق الفردية في الجلسات العلاجية و- التحليل النفسي-