سرقة مستقبل 625 ألف طفل في غزّة : كيف أوقف بايدن و هاريس تمويل و أغلقا مدارس و معاهد غزّة
شادي الشماوي
2024 / 9 / 24 - 15:47
جريدة " الثورة " عدد 872 ، 23 سبتمبر 2024
https://revcom.us
قتلت إسرائيل و إغتالت أكثر من 41 ألف فلسطيني و فلسطينيّة في غزّة بواسطة القنابل و الصواريخ و المدافع التى زوّدتها بها الولايات المتّحدة طوال أكثر من 11 شهرا منذ أكتوبر 2023 . أكثر من 15 ألف من القتلى أطفال . و تقدّر الأمم المتّحدة ما لا يقلّ عن 19 ألف من الأطفال الذين بقوا على قيد الحياة من اليتامى ، أو فقدوا علاقاتهم مع أوليائهم و أسرهم. و معظم اليتامى يجب أن يعتنوا بأنفسهم ، أن يبحثوا عن الغذاء و الملاجئ في ظروف أكثر يأسا في طرقات غزّة التي تتعرّض للقصف بالقنابل .
و بداية السنة الدراسيّة حول العالم ، كان يمكن أن توفّر المدارس و المعاهد مساحة آمنة نسبيّا لأطفال غزّة ال625 ألف في عمر الدراسة . كانت سيكون هناك مكان لكلّ واحد منهم للتعلّم و ليكونوا معا و ليلعبوا الرياضة و ليعقدوا صداقات . لكن بينما التلامذة و الطلبة في الولايات المتّحدة أخذوا يدرسون في المدارس و المعاهد و الكلّيات هذا الخريف ، ضمنت حكومة الولايات المتّحدة و إدارة بايدن – هاريس أن لا توجد مدارس و معاهد لهؤلاء الأطفال في غزّة يقصدونها . و فعلوا ذلك بإيقاف تمويل الأونروا ( UNRWA ) ، منظّمة إغاثة الأمم المتّحدة التي كانت تسيّر 300 مدرسة و معهد .
إسرائيل تمحو " محوا منهجيّا " النظام التعليمي في غزّة :
معظم 560 مدرسة و معهد من غزّة أضرّت بها و دمّرتها إسرائيل بقنابل زوّدتها بها الولايات المتّحدة الأمريكيّة . و قد قتلت هذه القنابل مئات عمّال الإغاثة بمن فيهم أساتذة و مديري مدارس و معاهد ، و 15 ألف طفل .
و قد وصّف خبراء الأمم المتّحدة هذا " محو منهجيّ " للنظام الأكاديمي في غزّة .
جريمة الحرب الإسرائيليّة الشنيعة التي إستهدفت المدارس و المعاهد و العاملين بها و الأطفال و اللاجئين الذين لجأوا إليها لا تزال مستمرّة . في 12 سبتمبر 2024 ، قصفت إسرائيل مدرسة تابعة للأمم المتّحدة لجأ إليه أناس مهجّرين في وسط غزّة ، قاتلة ما لا يقلّ عن 18 إنسان ، بمن فيهم مدير الملجأ و خمسة آخرين من عمّال الأونروا . فبلغ هذا العدد الجملى من العاملين بالأونروا الذين قُتلوا في غزّة منذ أكتوبر 2023 ، 220 .
قبل تدمير القنابل الإسرائيليّة النظام التعليمي في غزّة ، التلامذة في مدارس و معاهد الأونروا كانوا يتلقّون تعليما علمانيّا ( غير دينيّ ) . جوهر البرنامج يشمل " حقوق الإنسان ، التسامح و المساواة و عدم التمييز العرقي و الجندري و اللغوي و الديني ، عبر سيرورات التدريس و التعليم " ، و الإعتراف ب " الإرث و الثقافة الفلسطينيّين للتلامذة " .
في ظلّ ظروف صعبة بما لا يصدّق ، عاملة في وضع ما قبل 7 أكتوبر 2023 في غزّة الذى كان بعدُ سجنا كبيرا مفتوحا، مدارس و معاهد الأونروا أنتجت كانوا جيّدين بصورة بارزة في الرياضيّات و اللغة و الفنون و التاريخ و العلوم . و توجّه بعضهم إلى الكلّيات و الجامعات في المنطقة و في أماكن أخرى من العالم .
إسرائيل تُعلن الحرب على الأونروا و بايدن يخنقها :
إستغلّت إسرائيل هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 – الذى إشتمل على جرائم حرب أخذ أسرى و قتل مدنيّين – لمحاولة التعاطى مع ما يراه حكّام الإسرائيليّين كتهديد وجوديّ . و هذا يعنى : في المنطقة التي تحكمها الآن إسرائيل ( دولة إسرائيل و الأراضي التي تحتلّها ) ، يشكّل اليهود أو سيكونون قريبا أقلّية . و هدف إسرائيل من الهجوم الإبادي الجماعيّ الراهن على غزّة و بصفة متصاعدة في الضفّة الغربيّة ، هو تقليص الفلسطينيّين إلى وضع لا يعودوا يشكّلون فيه أيّ تهديد لوجود إسرائيل كدولة أبارتايد للتفوّق اليهودي .
في هذا الإطار في 18 جانفي ، بعد ثلاثة أشهر و نصف الشهر من هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل ، زعمت إسرائيل أنّها إكتشفت أنّ 12 من موظّفى الأونروا شاركوا في هجوم 7 أكتوبر . إثنا عشرة ! من 13000 من موظّفى الأونروا في غزّة . و قد زعمت إسرائيل هذا دون تقديم أيّ أدلّة .
و على الفور علّقت عمل الأونروا كلّ الموظّفين على قيد الحياة الموجودين على قائمة إسرائيل بينما أجرت بحثا في الأمر. و لاحقا إستنتجت أنّ مجموعة صغيرة من المتّهمين قد شاركت في هجوم 7 أكتوبر و طردتهم .
و أمست " المصداقيّة الأخلاقيّة " للولايات المتّحدة في العالم رثّة و مهترئة . و هذا هو الحال الآن مع السجلّ غير المسبوق من تمكين و الدفاع عن جرائم الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة ضد شعب غزّة . لكن " المصداقيّة الأخلاقيّة " لإسرائيل أقلّ من الصفر . و إسرائيل وحدها ما كان بوسعها أن تقنع القوى الإمبرياليّة الغربيّة الكبرى بإيقاف تمويل الأونروا إعتمادا على مزاعم تشويهيّة تدّعى أنّ الأونروا في الأساس مجموعة جبهويّة لحماس .
لكن عندما أعلن بايدن أنّ الولايات المتّحدة كانت تشترى القصّة الإسرائيليّة و تقطع تمويل الأونروا ، قام مانحون كبار آخرون بالشيء نفسه . اليابان و أستراليا و ألمانيا و المملكة المتّحدة / بريطانيا أوقفوا التمويل معرقلين بصفة حيويّة قدرة الأونروا على العمل في غزّة . معظم هذه البلدان قد إستخلصت مذّاك أنّ التهم غير ثابتة و أعادت تمويل الأونروا ، لكن الضرر قد حصل .
و في 30 ماي وصفت إفتتاحيّة جريدة النيويورك تايمز عنوانها " الأونروا : أوقفوا الحملة الإسرائيليّة العنيفة ضدّنا " كتبها فليب لازاريني ، المفوّض العام للأونروا ، حالة مدارس الأونروا :
" المدارس التي تديرها الأونروا قد وقع تدميرها ؛ حوالي 450 من المهجّرين قُتلوا بينما كانوا قد لجأوا إلى داخل مدارس الأونروا و هياكلها الأخرى . منذ 7 أكتوبر ، إعتقلت إسرائيل العاملين الأونروا في غزّة و قد أعلنوا أنّهم تعرّضوا للتعذيب و سوء المعاملة أثناء الإعتقال في قطاع غزّة و في إسرائيل .
و حينما قطع بايدن تمويل الأونروا ، إضافة إلى الحرمان بلا رحمة و السادي لأطفال غزّة من التعليم ، بعث برسالة أنّ لإسرئايل ضوء أخضر لمواصلة إستهداف الأونروا .
و في مارس ، صادق الكنغرس على قانون يأمر بالحظر على الأونروا لمدّة سنة ، كي لا يستطيع بايدن ( و الآن هاريس ) الإنقلاب عليه . و قد ختم بايدن ذلك القانون و ساندته هاريس (1).
ما هي الأونروا و لماذا تكرهها إسرائيل و تشوّهها و تهاجمها ؟
الأونروا ركّزتها الأمم المتّحدة غداة نكبة 1948 عندما هجّرت إسرائيل 750 ألف فلسطيني و فلسطينيّة من ديارهم إلى المنفى في الدول المجاورة لكن المعادية ؛ الدول العربيّة الرجعيّة ( و منها مصر و لبنان و الأردن و سوريا ) . و في هذا الوضع المتفجّر ، لمّأ كانت القوى الإمبرياليّة الغربيّة منشغلة بعمق في إسناد هذه الأنظمة الرجعيّة و توفير الاستقرار لإسرائيل ، جعلت الأمم المتّحدة تبعث منظّمة إغاثة اللاجئين – الأونروا . و كلّفت الأونروا بتوفير الحدّ الأدنى من التعليم و البقاء على قيد الحياة و الهويّات لللاجئين الفلسطينيّين .
و قد شرح مسؤول كبير للأمم المتّحدة كيف تنظر القوى الإمبرياليّة الغربيّة إلى ألأونروا اليوم . فقال لمراسل لمجلّة النيويورك تايمز (2) إنّ الأونروا " تعمل بالدرجة التي يمكن لها أن تعمل بها و تبقى الأمور تحت الغطاء في فلسطين . ببساطة تبقى الضغط منخفظا بتقديم خدمات و توفير مواطن شغل و تزويد الاقتصاد بالمال ..."
لكن الوجود المتواصل للأونروا و معها الإعتراف بأنّ الفلسطينيّين لاجئين هُجّروا من ديارهم ، تنظر إليه الحكومة الإسرائيليّة كتهديد وجودي . و صرّح عضو سابق في البرلمان الإسرائيلي ، الكنيست ، ممثّلا ما يُزعم أنّه حزب " يساري " ، حزب العمل ، لمراسل مجلّة النيويورك تايمز : " تحتاج الأونروا إلى الإندثار لأنّها سيف ملتهب على رأس الدولة اليهوديّة " . و أضاف ، " أغلقوها ، إقطعوا عنها التمويل لبعث رسالة إلى الفلسطينيّين بأنّ حرب 1948 [ أي النكبة ، التطهير العرقي الإرهابي الإسرائيلي لفلسطين ] قد إنتهى منذ مدّة طويلة و دولة إسرائيل هنا لتبقى ، و يحتاجون إلى أن ينسوا الأمر ."
بو قد دعّم بايدن قطع تمويل عمل الأونروا في غزّة بما في ذلك تسيير نظام المدارس العموميّة .
ما الذى علينا فعله الآن ؟
في الوقت الذى يقع فيه قصف المؤسّسات التعليميّة في غزّة ، وهي تقدّم خدمات للأطفال الذين هم أكثر إضطِهادا و نزعا للإنسانيّة ، و يقع قتل الناس فيها و يُقطع تمويلها ، يتعرّض الطلبة في هذه البلاد الذين نهضوا و صدحوا بالحقيقة و هم يحتجّون يتعرّضون للتهديد بالطرد و لعنف الشرطة . و الكلّية التي ترفع صوتها تُستهدف و تُهدّد و حتّى يُطرد مديروها . و مديرو الجامعات الأكثر تأثيرا – وهي مؤسّسات تخدم الطبقة الحاكمة – تتعقّب بخاصة كلّ من يتجرّأ على قول الحقيقة حول الطبيعة التفوّقيّة اليهوديّة العنصريّة للصهيونيّة .
إذن ، ما الذى يتعيّن علينا القيام به الآن ؟
نحيا في بلد يُسلّح و يموّل و يغطّى على الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة . و تقع على عاتقنا مسؤوليّة إيقاف هذه الإبادة الجماعيّة . و النضال الذى إنفجر في السنة الفلارطة عبر المركّبات الجامعيّة و أبعد منها لا يجب أن يتراجع أمام المنع و القائمات السوداء و الطرد الأكاديمي و القمع البوليسي العنيف . إذا كان التلامذة و الطلبة غير قادرين على التوجّه إلى المدارس و المعاهد و الكلّيات في غزّة بسبب " حكومتنا " ، علينا أن نبذل كلّ ما في وسعنا لكي لا نتراجع بل نصعّد و ننشر معارضة الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة و الدعم الذى تلقاه من الولايات المتّحدة .
لكن حتّى أكثر من ذلك ، علينا أن نتعمّق في أسباب هذه الفظائع و كيف يرتبط النضال بوضع نهاية للإبادة الجماعيّة بالتخلّص من النظام الذى تسبّب في ذلك – الرأسماليّة – الإمبرياليّة . و رسائل بوب أفاكيان الأساسيّة على منصّات التواصل الاجتماعي تسلّط الضوء على هذه الأسباب و تتناول المسائل المفاتيح التي ظهرت صلب هذه الحركة ، و تعرض كيف أنّ ثورة ضد إمبرياليّة الولايات المتّحدة يُمكن عمليّا أن تُنجز في هذا الزمن ، و ليس في زمن ما بعيد .
هوامش المقال :
1 - أنظروا
US congressional leaders propose spending bill that would cut UNRWA funding, and Readout of President Biden and Vice President Harris’s Meeting with Congressional Leadership on Government Funding and the Bipartisan National Security Supplemental.
و أبعد من دعم هاريس للقانون الذى تضمّن قطع التمويل على ألونروا لسنة ، كانت منخرطة بعمق في كلّ قرارات السياسة الخارجيّة لإدارة بايدن وفق مُراجعة لتسجيلات خطّية و غيرها من الوثائق الرسميّة . مستشار هاريس للشؤون الخارجيّة عندما كانت سيناتور صرّح ل " بوليتيكو " ( Politico ) ، " واقع أنّها قد شاركت في أكثر من 20 مكالمة إلى جانب الرئيس بايدن ، مع مسؤولين من الحكومة الإسرائيليّة يعبّر عن الكثير بشأن القدر الكبير من الأهمّية الذى توليه لأولويّة إسرائيل بالنسبة إلى البيت الأبيض و إلتزام نائب الرئيس بأمن إسرائيل [ الترجمة : حقّ إسرائيل في تنفيذ الإبادة الجماعيّة للحفاظ على نظام الأبارتايد ] " .
2- و في حين تغطّى مجلّة النيويورك تايمز و تحجب وقائع هامة في مقال طويل جدّا ، " كيف أصبحت وكالة تابعة للأمم المتّحدة مسألة حارقة في حرب غزّة " ، تورد مقتطفات من كلام مسؤولين إسرائيليّين و وقائع أخرى حينما يوضعون معا و يقيّمون بفكر نقديّ ، يوثّقون أنّ تقريبا جميع مزاعم إسرائيل بأنّ آلاف موظّفى الأونروا في غزّة كانوا على علاقة ما بهجوم 7 أكتوبر ، مزاعم لا أساس لها من الصحّة و هراء .
www.revcom.us
Posts by issue number/Posteos por número de la edición
Issue number
Language
Apply Reset
Articles in this issue (scroll down´-or-click to read article below):
• BOB AVAKIAN REVOLUTION #86: This system of perpetual atrocity—killing hundreds of millions of children.
• -Update-#8 from the National Campaign to get @BobAvakianOfficial EverywhereWhere Your Funds Are Going and the Impact We re Having
• National Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere
What People Are Saying
• In Appreciation, and in Defense of, Bob Avakian:
• A Fundamental Question
• Lighting Up the Night With @BobAvakianOfficial
From a few revcoms in Los Angeles
• Driving People to @BobAvakianOfficial on Los Angeles Freeways
• 6 Reasons to Donate to Get @BobAvakianOfficial Engaged by Millions Now
by Sunsara Taylor
• Israel Booby-Traps Pagers—Murdering Dozens and Wounding Thousands in Lebanon, Escalating Danger of Regional WarU.S. Does Not Condemn Israeli Terrorism, Does Reaffirm Support for the Genocidal Zionist State
• While Trump, Vance and Maga-fascists Whip Up Hatred and Terror Against Haitian People in Springfield, Ohio... Harris Won’t Even “Say Their Name”
• Stealing the Future from 625,000 Children in Gaza:
How Biden and Harris Defunded and Shut Down Gaza’s Schools
• The Fascist Attacks on the Elections and the Need to Actively Prepare for the Coming ShowdownPart Three
• Backing Killer Kamala Harris Is Complicity with GenocideBut That Is What the Leaders of the “Uncommitted” Campaign Are Calling For
by Alan Goodman
• VIDEO:
Who Killed Amber Thurman?
Sunsara Taylor on Abortion Bans and Revolution
• From the International Emergency Campaign to Free Iran’s Political Prisoners Now (IEC):
“We Walked Barefoot Into a Path of ThornsWe Fear Neither the Threats of the Government Nor the Slander and Blackmail”—Golrokh Iraee, letter from Evin Prison
• From the International Emergency Campaign to Free Iran’s Political Prisoners Now (IEC):
Actions Worldwide Marking Second Anniversary of Jina Uprising
• Pigs Open Fire on NYC “Fare Evader” and Shoot Three PeopleTo “Serve and Protect”… the System
From a reader
• On the Lies and Attacks Against Bob Avakian and the Revcoms from Black MAGA Fascists
• An excerpt from Bob Avakian (BA)—Official Biography
GOVERNMENT ATTACKS AGAINST BA GOING INTO EXILE
• VIDEO
Who Killed Amber Thurman? Bob Avakian On What Is Capitalism & Why He Is Not Running For President
Episode 214 of The RNL — Revolution, Nothing Less! — Show
• ON THE APPARENT ATTEMPTED ASSASSINATION OF DONALD TRUMP
• The Fascist Attacks on the Elections and the Need to Actively Prepare for the Coming Showdown
Part One
• The Fascist Attacks on the Elections and the Need to Actively Prepare for the Coming Showdown
Part Two
• Two Timely Excerpts from SOMETHING TERRIBLE,´-or-SOMETHING TRULY EMANCIPATING: Profound Crisis, Deepening Divisions, The Looming Possibility of Civil War—And The Revolution That Is Urgently Needed, by Bob Avakian