سفيان نور الإسلام
الحوار المتمدن-العدد: 8107 - 2024 / 9 / 21 - 12:23
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ذريعة للولايات المتحدة الأمريكية لتبدأ حربا مفتوحة زمانيا و مكانيا على المنطقة العربية و الإسلامية تحت مسمى (الحرب على الارهاب) من أجل القضاء على التهديدات على أمنها قبل وقوعها كما صرح بوش، و أدخلت الشرق الأوسط بسببها في أزمات متعددة الأبعاد مازالت متواصلة إلى يوم الناس هذا، و انعكست حتى على وضعية العرب و المسلمين في الدول الغربية. لذا أجد من المحزن و الغريب جدا أن يحتفي الكثير منا، الشباب منهم خاصة، بأحداث كانت مفتاح أبواب جحيم عليهم و على دولهم. محزن لوصولنا إلى هذه الدرجة من الاهتزاز و الضبابية و غريب لتطبيع الناس العريض مع هكذا احتفاء صبياني، ليس هذا سوى تعبير آخر، بين تعبيرات كثيرة، عن عمق الأزمة الذي تمر به منطقتنا، والخلل في نظرتنا إلى الواقع و أحداثه و استفحال الأحكام العاطفية عليها لتلبية تلك اللهفة و العطش إلى اثبات الذات مقابل الغربي و لو بالأوهام، و لو بخسارة مضاعفة من جانبنا.
المحتفون بهذه الاحداث نوعان:
–نوع يتخذها نوعا من السخرية و لا يتعامل مع الأمر بجدية بل لتمضية الوقت فقط، و هذا دليل على الطيش و عدم او نقص التزام شباب المنطقة بقضاياهم و السعي إلى فهمها من أجل التعامل معها افرازاتها بشكل جدي.
–النوع الثاني يرى في هذه الأحداث انتصارًا وفتحًا للمسلمين والعرب على عدوهم الأول، دون إدراك الآثار السلبية لهذا "النصر" الوهمي علينا. وهذا النوع يثير الشفقة أكثر من الأول، لأنه يعيش في أحلامه وأفكاره الوهمية، ولا يمكن الاعتماد عليه لبناء مشروع واقعي، لأنه يظل مستغرقًا في أمجاد الماضي الضائعة وأوهام الحاضر التي لا وجود لها.
#سفيان_نور_الإسلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟