من يقدّمون المساعدة لإقتراف الإبادة الجماعيّة ليسوا صنّاع سلام - يعملون من أجل إيقاف إطلاق نار -


شادي الشماوي
2024 / 9 / 11 - 14:44     

آلان غودمان ، جريدة " الثورة " عدد 870 ، 9 سبتمبر 2024
https://revcom.us/

و أنتم تطالعون هذا المقال ، تصعّد إسرائيل من الإبادة الجماعيّة الصارخة في قطاع غزّة . و حكومة الولايات المتّحدة تموّل ذلك و تسلّحه و تبيّض وجهه و الأمر على هذه الحال لزهاء السنة الآن .
ما من أحد يمكن أن يزعم صراحة أنّها " حرب ضد حماس " . لقد قتلت إسرائيل أكثر من 40 ألف إنسان في غزّة ، 15 ألف منهم أطفال . و هذه مجازر إبادة جماعيّة وحيدة الجانب تستهدف الشعب الفلسطيني كشعب .
أنظروا في الأدلّة على ذلك .
" حرب ضد حماس " فيها الأهداف الأساسيّة هي الشعب الفلسطيني :
في غرّة أوت 2024 ، حذّرت منظّمة الأمم المتّحدة من أنّ الوضع الإنساني في غزّة يظلّ " أبعد من الكارثيّ " . تدمير الماء و الكهرباء و النقل و أنظمة الصرف الصحّي هو المسؤول عن أوّل حالات شلل الأطفال في غزّة لعقود . و الإخلاء المتكرّر إلى مناطق متقلّصة أبدا و ليست أبدا " آمنة " و مع ذلك مسمّاة " مناطق آمنة " قلّص تقليصا دراماتيكيّا قدرة وكالات الغوث على العمل و تقديم المساعدات . و قد كشف باحث تابع للأمم المتّحدة أنّ إسرائيل حالت دون مليون فلسطيني و فلسطينيّة في غزّة و حصولهم على أيّ وجبات طعام طوال شهر أوت .
و قبل يومين فحسب ، فى 6 و 7 سبتمبر ، قتلت قنابل و صواريخ إسرائيليّة ما لا يقلّ عن 61 شخصا في غزّة ، من شمالها إلى جنوبها . و ضمن القتلى وُجد طفلان قتلا جرّاء القصف الإسرائيلي قرب مخيّم اللاجئين بالنصيرات وسط غزّة . و في مجزرة أخرى ، إستهدفت غارة جوّية إسرائيليّة مدرسة جرى تحويلها إلى ملجأ للنازحين الفلسطينيّين من شمال مدينة غزّة. و قتلت إسرائيل ما لا يقلّ عن ثلاثة أشخاص و جرحت عشرين في ذلك الهجوم .
و المرّة تلو المرّة ، تبرّر إسرائيل قتلها للمدنيّين ( كما فعلت في مدرسة قرب مدينة غزّة ) بأنّها " ضربة دقيقة " وُجهت لمقاتلين " داخل مقرّ قيادة و سيطرة تابع لحماس " . و المرّة تلو المرّة ، المدنّيون بمن فيهم الأطفال هم ضحايا إسرائيل .
إزاء هذا ، طالب الناس عبر العالم بإيقاف لإطلاق النار. وأعلن بايدن ، ومعه كمالا هاريس ، أنّهما يشتغلان "على مدار الساعة " من أجل إيقاف لإطلاق النار .
تحقّق من الواقع الأساسي : أيّ تأويل لكلمة " إيقاف إطلاق نار " في حال غزّة سيفيد أنّ القوّة التي ما فتأت تقترف جرائما عالميّة – تاريخيّة ضد الإنسانيّة في غزّة – إسرائيل – ستكفّ عن إرتكاب هذه الجرائم . و أنّ القوّة التي تساعدها في ذلك بمدّها بالقنابل و المال و الغطاء الدبلوماسي – الولايات المتّحدة – ستكفّ عن القيام بذلك !
لكن بايدن و هاريس ما فتآ يسلّحان الإبادة الجماعيّة التي تقترفها إسرائيل فحسب و إنّما كانا أيضا و طوال أشهر يقومان بالتغطية على إسرائيل ، و كانا يخرّبان أيّة فرص لإيقاف إطلاق النار .
بايدن " يحمى إسرائيل من النقد " عقب إغتيالها لرئيس مفاوضى حماس :
في 31 جويلية 2024 ، إغتالت إسرائيل إسماعيل هنيّة ، القائد السياسي المدني لحماس و رئيس مفاوضى حماس في محادثات إيقاف إطلاق النار . و إنّه لصعب للغاية تصوّر حركة أكثر فجاجة من لعرقلة أيّ نوع من المفاوضات من إغتيال الشخص الذى من المفترض أن تتفاوض معه . لم تتبنّى إسرائيل علنيّا ذلك الإغتيال ، بيد أنّها أعلمت المسؤولين في الولايات المتّحدة بأنّها هي الجهة المسؤولة .
و مع ذلك ، لم تنقد الولايات إسرائيل لإغتيالها هنيّة . و مسؤول سامى سابق في الإدارة ، صرّح لقناة السى أن أن بأنّ إدارة بايدن – هاريس كانت ملتزمة ب " الدفاع عن النظرة التى وافق عليها نتنياهو " كإطار لإيقاف إطلاق النار .و مهما كان النزاع حول إيقاف إطلاق النار بين بايدن و نتنياهو ، فإنّ البيت الأبيض كان " يحمى نتنياهو من النقد [ العلني ] " . و مرّة أخرى ، رجاء لاحظوا المصدر : مسؤول سامى سابق في إدارة بايدن .
و مع ذلك جو بايدن الإبادي الجماعي و الآن كمالا مجرمة الحرب قد أكّدا المرّة تلو المرّة أنّ حماس هي التي تعرقل إيجاد إتّفاق إيقاف إطلاق النار .
المطلب الراديكالي الجديد للمخرّبىن الإسرائيليّين هو آخر مقترح لإيقاف إطلاق النار :
في مقال صدر في 7 سبتمبر 2024 بشأن مفاوضات إيقاف إطلاق النار في جريدة " الواشنطن بوست " ، جاء العنوان بحروف كبيرة " مقترح بايدن لإيقاف إطلاق النار يتعثّر بسبب مطلب جديد لحماس " .
كان ذلك محض كذب .
زعم المقال أنّ التقدّم في مفاوضات إيقاف إطلاق النار عرقله " تقديم حماس فجأة لمطلب جديد بصدد المساجين الذين ستُطلق إسرائيل سراحهم " . إنّ المفاوضات حول عدد المساجين و من هم المساجين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم مقابل إطلاق حماس لسراح الأسرى الإسرائيليّين المخطوفين ليست " مطلبا جديدا " . إنّها قضيّة قابلة للإدارة و قابلة نسبيّا للمعالجة ضمن ما قيل إنّه إطار بايدن لإيقاف إطلاق النار ، و قد إدّعى بايدن أنّ إسرائيل وافقت عليه .
لكن بعد ذلك – بعد أسطر ، طبعا – تظهر الحقيقة :
" إنقلب نتنياهو على المفاوضات مع أواخر دويلية عندما أدخل مجموعة مطالب جديدة ، بما فيها التأكيد على بقاء الجنود الإسرائيليّين على الثمانية أميال من الحدود بين غزّة و مصر المعروفة بمحور فيلادلفيا " [ التشديد مضاف ] .
و محور فيلادلفيا إسم إسرائيلي لقطعة الأرض الممتدّة على تسعة أميال قرب مدينة رفح . و هذه القطعة من الأرض إفتكّتها و إحتلّتها الدبّابات الإسرائيليّة في ماي 2024 ، أثناء إجتياح رفح .
سببان للماذا مطالبة إسرائيل بالسيطرة على الحدود بين غزّة و مصر جعل المفاوضات تنهار :
السبب الأوّل : منذ 7 أكتوبر، كان معبر رفح هو الطريق المعوّل عليه أكثر من غيره لبلوغ غزّة . و قد سمح معبر رفح أيضا لعدد قليل من الناس من غزّة بالعبور إلى مصر من أجل الرعاية الصحّية بينما كانت إسرائيل تدمّر تدميرا منهجيّا البنية التحتيّة الطبّية لغزّة . (1)
لكن مع إستيلاء إسرائيل على معبر رفح ، بات الوضع أسوأ بكثير . أغلق العبور . و الآن ، المداخل الوحيدة إلى غزّة من إسرائيل مباشرة . و هذا يعنى أنّ لأسرائيل سيطرة أكبر على ما يدخل إلى غزّة .
و على سبيل المثال ، الكثير إن لم يكن معظم " المساعدات " الغذائيّة التي تدخل إلى غزّة هي الآن تجرى عبر شركات خاصة و موزّعين تجاريّين . و لا يقع توزيعها من قبل وكالات الغوث مجانا ، بل هي للبيع في الأسواق بثمن أعلى بكثير من القدرة الشرائيّة للناس المفقّرين و المجوّعين في غزّة . ثمن ثلاثون بيضة الآن هو 33 دولار . و علبة حليب أطفال ثمنها 19 دولارا . و علبة شمبو ثمنها 26 دولارا . و مع السيطرة الكلّية لما يدخل إلى غزّة ، تقوم إسرائيل في آن معا بتجويع الناس هناك و إستغلالهم .
السبب الثاني : يرجّ؛ بدرجة عالية أنّ مصؤر لن تسمح لإسرائيل بالتحكّم في حدودها .
تعلم إسرائيل أنّ مطالبتها بأن يعترف أيّ إتّفاق بحقّها في إحتلال الحدود بين غزّة و مصر يعدّ على الأغلب عائقا للإتفاق مع مصر .
و مصر وسيط في محادثات إيقاف إطلاق النار ، إلى جانب الولايات المتّحدة و قطر . و كان إتّفاقا سابقا من المفترض أن يضمن أنّ جانب غزّة من الحدود سيكون تحت إدارة فلسطينيّة . (2) و قد ردّت صمر الفعل بغضب إزاء مقترحات بإتّفاق إيقاف نار يسمح لإسرائيل بالإستيلاء على جهة غزّة من الحدود بين مصر و غزّة .
المضيّ قُدُما و عدم السقوط في الهراء الإنتخابي البرجوازي لكمالا هاريس :
في هذه الأثناء ، ثمّة غضب واسع الإنتشار في المجتمع الإسرائيلي حول النظرة ( الدقيقة ) بأنّ حكومة نتنياهو لها مصلحة قليلة أو لا مصلحة في إيقاف إطلاق نار يحرّر الأسرى الإسرائيليّين الباقين لدى حماس و القوى المصطفّة معها في غزّة . و قد ظهر هذا الغضب على مستوى جديد عقب عقب ما جاء في تقارير من أنّ حماس قتلت ستّة أسرى . جدّت إحتجاجات مطالبة بإيقاف إطلاق نار و عودة المحتجزين و قد شارك في هذه الإحتجاجات عشرات و ربّما مئات الآلاف من الناس ، خاصة في أكبر المدن الإسرائيليّة ، تل أبيب . ( من أجل المزيد من الخلفيّة حول هذا ، أنظروا مقتطف فيديو لبوب أفاكيان يتحدّث فيه عن الأزمة الوجوديّة التي تواجه إسرائيل ) .
و في الوقت الحاضر ، أولئك في الولايات المتّحدة – و هم يُعدّون بالملايين – الذين سئموا من ما تدعمه حكومتهم لا يجب أن يسمحوا لأنفسهم بأن يسقطوا في مغالطات الهراء الإنتخابي البرجوازي ، و يجب أن لا يسمحوا بإقناعهم بأنّ التصويت لهاريس نوع من " الأقلّ سوءا " . و أولئك في الولايات المتّحدة – و هم يعدّون عشرات الآلاف – الذين تمرّدوا في الجامعات ، و كذلك الجماعات الأمريكيّة ذات الأصول الفلسطينيّة – يجب أن لا يتراجعوا أمام القمع في الجامعات أو يشعروا بالإنعزال عن المجتمع الأوسع أو ينخدعوا بآمال تزرعها التنازلات الصغيرة في المؤتمر الديمقراطي الأخير ( " سمحوا لنا بالتجمّع ! " ) فهذا ليس نوعا من قطع خطوات إلى الأمام .
ليس الوقت وقت يأس أو إحباط . لكن أيضا ليس زمن المزاعم الفارغة بأنّ " فلسطين تنتصر " . الآن زمن مواجهة الواقع و النظر مليّا في الوضع الإستعجالي بيأس . فالفلسطينيّون و الفلسطينيّات يموتون و يتمّ تجويعهم ، و يتعرّضون للتنكيل بهم بطرق مذهلة تُفقد الإنسان صوابه . ما نحن في حاجة إليه الآن – مع بداية السنة الدراسيّة و كذلك ما سيكون خريفا منفجرا سياسيّا – هو المقاومة المتجدّدة ضد هذه الإبادة الجماعيّة التي تدعمها الولايات المتّحدة ، معبّئين الناس على أوسع نطاق ممكن ، و موحّدين جميع من يمكن توحيدهم و خائضين هذا النضال بالجرأة المطلوبة كي نضع عمليّا نهاية لهذه الإبادة الجماعيّة . إنّنا في حاجة إلى حركة تتّسم بالنقاش التام و الصريح حول سبيل المضيّ قُدُما بهذا النضال و حول مستقبل الإنسانيّة ككلّ .
هوامش المقال :
1- منذ شنّ ردّها الإبادي الجماعي على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 ، هاجمت إسرائيل هجوما منهجيّا وكالات الغوث الدوليّة و قتلت عمّال الإغاثة و دفعت إلى عدم قطع التمويل على وكالة الأمم المتّحدة ، الأونروا ، التي كانت توفّر أوسع المساعدات و أكثرها فعاليّة عبر غزّة ، و قامت بإسرائيل بهذا كجزء من إستراتيجيّتها لتجويع غزّة .
2- سنة 1978 ، توسّطت الولايات المتّحدة في " إتّفاقيّات كامب دافيد " . و مثّل ذلك إتّفاقا بين إسرائيل و مصر . و قد جاء ذلك بعد أكثر من عشرة سنوات بعد حرب 1967 حينما إستولت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء و غزّة اللذان كانا قبلا تحت الحكم المصريّ . و كجزء من الإتّفاق ، أعادت إسرائيل شبه جزيرة سيناء إلى مصر . و إلتزمت بالإبقاء على الحدود بين غزّة و مصر منطقة منزوعة السلاح أين لن توجد فرق عسكريّة لا إسرائيليّة و لا مصريّة . و جانب غزّة سيدير أعماله فلسطينيّون . و في حين أنّ مصر مصطفّة وثيق الإصطفاف مع إسرائيل و الولايات المتّحدة، معظم سكّانها يكرهون إسرائيل و الولايات المتّحدة . و سيكون غاية الحرج و نزعا للشرعيّة أن تسمح مصر بإتّفاق إيقاف إطلاق نار يتمّ التنازل فيه عن السيطرة على جانب غزّة من الحدود إلى إسرائيل .
www.revcom.us
Posts by issue number/Posteos por número de la edición
Issue number
Language
Apply Reset
Articles in this issue (scroll down´-or-click to read article below):
BOB AVAKIAN REVOLUTION #82: The system in this country is not “democracy.”
National Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere UPDATES
To all revcoms, to everyone who craves revolution and to all who want to see the voice of Bob Avakian get out to millions…
THE TIME IS NOW!
Letter from Lenny Wolff
-Update-#6 from the National Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere:Taking on the Controversy!
MAGA-ites Attack Program, but Are Compelled to Leave
Revcoms Hold Successful Chicago Program on Bob Avakian’s Dispatch on Black People and Immigrants
VIDEO:
Revcoms Speak to the Controversy Over Bob Avakian s Message to Black People Hating on Immigrants
Genocide Enablers Are Not Peacemakers “Working for a Ceasefire”
By Alan Goodman
The Fascist Attacks on the Elections and the Need to Actively Prepare for the Coming Showdown
Part Two
Two Timely Excerpts from SOMETHING TERRIBLE,´-or-SOMETHING TRULY EMANCIPATING: Profound Crisis, Deepening Divisions, The Looming Possibility of Civil War—And The Revolution That Is Urgently Needed, by Bob Avakian
On the Life of Ayşenur Ezgi Eygi—Murdered by Israel for Standing with Humanity
Letter from Alan Goodman
VIDEO:
Israel Intensifies It s Genocidal Ethnic Cleansing in the Occupied West Bank
From the International Emergency Campaign to Free Iran’s Political Prisoners Now (IEC):
Defiant Women of Evin Prison Forging a Bastion of Resistance Full of Humanity and Hope
Tips to Get Ahead from the University of Student Conformity
-Update-As Campuses Reopen...Escalating Repression to Stop ProtestStand with Columbia Professor Katherine Franke
Fascist Offensive/Liberal Complicity to Stop Campus Protest
NAZI-fication* of Universities Escalates Under Banner of Combating Anti-Semitism
by Raymond Lotta
BOB AVAKIAN REVOLUTION #76: The Democratic Party Convention: Delegates chant “We Love Genocide!”
BOB AVAKIAN REVOLUTION #73: Black people hating on immigrants. Nonsense, and worse, from people who should know better.
VIDEO
No More Black People Hating On Immigrants: A Challenge from Bob Avakian to Unite for Revolution!
Episode 212 of The RNL — Revolution, Nothing Less! — Show
Bringing People the Truth About Bob Avakian with Simplicity, Substance and Swagger, Part 1
from a reader
Bringing People the Truth About Bob Avakian with Simplicity, Substance and Swagger, Part 2
from a reader
VIDEO:
100 Share Challenge by end of Labor Day: 100 people sharing messages from @BobAvakianOfficial
The Fascist Attacks on the Elections and the Need to Actively Prepare for the Coming Showdown
Part One
Fact Sheet on Venezuelans and Other Migrants in Chicago
National Campaign to Get @BobAvakianOfficial EverywhereGUIDANCE AND WRANGLINGS
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------