من قياديين في الشيوعي الدنماركي إلى رئيسة وزراء الدنمارك


شابا أيوب شابا
2024 / 9 / 11 - 12:42     

رسالة من قيادة الحزب الشيوعي الدنماركي إلى رئيسة وزراء الدنمارك

نَشرت مجلة الشيوعي [KOMMUNIST] (١) في عددها الأخير الصادر في شهر آب/ أغسطس مقالاً جاء فيه:

بإمكان المرء أن يقرأ مؤخراً في جريدة" السياسة"
(Politiken) (٢)

عن الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي، والذي يدين تصرفات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المُحتلة. وتقول المحكمة إن إسرائيل يجب أن توقف مستوطناتها غير القانونية واحتلالها للضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة.

وبإمكان المرء أيضاً أن يقرأ عن رد فعل الحكومة الإسرائيلية الذي جاء على لسان وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير : "يجب أن يكون هناك رد واحد فقط على الحكم غير ذي الصلة الصادر عن المحكمة المعادية للسامية في لاهاي: واحتلال رفح في غزة وزيادة الضغط العسكري وهزيمة حماس الكاملة".

علاوة على ذلك، يمكن للمرء أن يقرأ وصفْ ديفيد مِنسر (المدير الصحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) لوزير الخارجية النرويجي بأنه "كارهٌ لليهود" وذلك بمناسبة إعتراف النرويج بالدولة الفلسطينية.

وبالنظر إلى أن رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن (٣) والعديد من زملائها في الحزب تحدثوا مراراً وتكراراً عن دعمهم "لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وَ وصفوا أن رسم التشابه الطبيعي بين النضال الدنماركي والفلسطيني من أجل الحرية هو "مُغالطة للتاريخ" ، يجب على المرء أن يسأل:

هل تعتقد رئيسة الوزراء أيضاً أن محكمة العدل الدولية مُعادية للسامية؟
هل تعتقد رئيسة الوزراء أيضاً أن وزير خارجية النرويج كارهٌ لليهود؟

وكان نتنياهو هو الذي بدأ باتهام المتظاهرين الداعمين للفلسطينيين بمعاداة السامية. فهل هو (أي نتنياهو) وتلاميذه من الإشتراكيين الديمقراطيين وغيرهم لا يدركون على الإطلاق أنهم من خلال اتهاماتهم يضفون الشرعية على معاداة السامية؟

إن كل الشرفاء والعُقلاء في العالم يدينون سلوك إسرائيل. وهذا ما تفعله محكمة العدل الدولية الآن أيضاً! وإذا كان هذا يُعتبر معاداة للسامية، فإن النفوس غير المستقرّة (وهُمْ كُثر) لابد أن تُؤمن بأن معاداة السامية عمل قانوني جيد.

ويجب على رئيسة الوزراء والحكومة الدنماركية أن ينأوا بأنفسهم بوضوح عن جرائم إسرائيل، وأن يعترفوا بحكم محكمة العدل الدولية، وأن يحذوا حذو النرويج. وكل شيء آخر هو إضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية المستمرة.

صرّحَ وزير الخارجية لارس لوك راسموسن أن قبول الدنمارك في مجلس الأمن الدولي يُلزِمها بالتنفيذ.

والآن حان الوقت لكي تُظهِر الحكومة ذلك!

(١) يتم نشر مجلة KOMMUNIST من قبل الحزب الشيوعي الدنماركي مرة واحدة في الشهر (ما عدا شهري حزيران وتموز)

(٢) رسالة الى القراء نُشرت في جريدة Politiken بتاريخ 6 آب/أغسطس من رئاسة الحزب الشيوعي الدنماركي بإسم رايكه كارلسون وهنريك س. هيدين

(٣) رئيسة وزراء الدنمارك تنتمي إلى الحزب الإشتراكي الديمقراطي وتقود تحالف حكومي مع أحزاب يمينية، وهي في سياساتها يمينية أكثر من اليمين نفسه - الكاتب

ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب