عبدالله القطي


المنصور جعفر
2024 / 9 / 7 - 18:13     

هذه محاولة بالكلام السوداني لرثاء كينونة من المعاني الجميلة اسمها عبدالله القطي.

الفرق بين الراحل عبدالله القطي و كثرة من المنتسبين إلى عوالم الفهم والتعبير المعرفين في المدن باسم "المثقفين" فرق بسيط الأساس شبه فرق أقل من درجة واحدة في بوصلة اتجاهات وقد يكون أساسه أقل من واحد ميكروميليميتر لكن بمتابعة هذا الفرق بين الاتجاهين النابعين من نقطة واحدة تجد افتراقهما يزيد وإن كل واحد منهما مرق إلى عالم مختلف.


الفرق الواقعي والنظري والآيديولوجي والثقافي والفلسفي والفكري والوجداني والأخلاقي والعاطفي والروحاني بين الراحل عبدالله القطي وكتير من المنسوبين والمنتسبين إلى عوالم الثقافة النظرية هو ان كل حياة عبدالله كانت تواشج قضايا الوعي الطبقي الثوري للكادحين وتشير إليها وإليهم أما المنتسبين والمنسوبين زيفاً أو حقيقة إلى عوالم الثقافة فإنهم يخفضون طرح هذه القضايا لمصلحة طرحهم قضايا أخرى تشبهها شبه النحاس للذهب والزجاج للماس. قضايا طلبوها بتعلمهم أو طلبتهم لتميزهم الشخصي إنتقاء في اصطفاء وهي في الحالتين تغبش الوعي الطبقي الثوري المباشر.


كانت أعمال عبدالله القطي البسيطة كضوء الشمس تؤشر الى وعي الكادحين الثوري بكل ما فيه، دون كلام يؤشر إلى ذاته بينما كثرة من متزعمي بعض عوالم الثقافة النظرية/الكتابية يضمرون الإشارة إلى ذاتهم في كل كلام لهم له صلة بالكادحين.


بالإمكان تلخيص الفرق الأتبراوي/العطبراوي بينهما كالآتي: انه مسؤول في قطار الحزب الشيوعي السوداني المتجه بكل عيوبه وركابه وبيئته إلى الخروج من منطقة الاستغلال الرأسمالي بينما أولئك المنتسبين والمنسوبين إلى عوالم الثقافة يتنقلون بين القطارات والمحطات لا لهدف يذمونه تنطعاً بانه "حزبية ضيقة" بل مضمون تنقلهم هو البحث عن قطار مريح لهم أو محطة ترضي ذواتهم.


كانت أعمال القطي البسيطة مثل النهار تحث الكادحين على البحث عن معرفة عملية تفيد تقدم نضالهم بينما كثرة من المنتسبين لعوالم الكلام الثقافي يستعملون قضايا نضالية في بحثهم عن الذات.


الفرق بسيط بين وجود الجذب المغناطيسي خارج البوصلة في مكانه الطبيعي الواحد وبين وجود الجذب المغنطيسي في كل جوانب البوصلة: فعندما يوجد الجذب في مكانه الطبيعي الواحد خارج البوصلة فانه يقود مسيرة مستعمل البوصلة أما لو وجد الجذب في أربعة جوانب البوصلة فإن مؤشرها سيبقى دائراً حول محوره لا يقود إلى هدف.


كانت أعمال عبدالله القطي تقول هؤلاء هم الكادحين وهذه هي أفكارهم وأوليات أمورهم بينما كثرة من أعمال المثقفين تشير إلى ذواتهم و طروحاتهم وأوليات ترتيب ذاتهم.


من دا يصبح اختلافه البسيط عن كثرة المثقفين رغم وحدة مادتهما شبه للإختلاف بين الجبل والأحجار أو بين المحيط وحفرات ماء الغسيل أو الفرق بين السيف والسكين.


عبدالله القطي يتشمر ويطعن النمر والفيل وهم من النوع البندس وبخاف من المرفعين وبطعن ظل الفيل.

هكذا خلق عبدالله القطي مع أمثاله من المخلصين حكاية واضحة جداً لمعنى الإنسان النبيل.