من المسؤول عن هجرة ،ابعاد الكفاءات الوطنية ؟
نجم الدليمي
2024 / 9 / 4 - 15:50
ان الغالبية العظمى من القادة العرب منبطحين امام العدو الخفي والعلني للشعوب العربية وهم ينفذون توجيهات القوى الاقليمية والدولية والموسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي... وبالضد من مصالح الغالبية العظمى من مواطنيهم وفي كافة المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،ناهيك عن القمع والعنف لمن يعارضهم واستخدام كافة الاساليب اللاشرعية واللاقانونية والمخالفة للقانون الدولي مقابل ذلك صمت مطبق كصمت اهل الكهف من قبل القوى الاقليمية والدولية... اتجاه هذا العنف.
ان التعليم العالي في الغالبية العظمى من الدول العربية لم يرقى للمستوى المطلوب وخاصة في ميدان الشهادات العليا الماجستير والدكتوراة وجود اكثر من 200 الف شهادة الماجستير والدكتوراة خلال فترة زمنية محددة لم تعطي النتيجة المطلوبه وان نسبة غير قليلة لا تعمل باختصاصها العلمي وهذا يعود إلى اسباب عديدة يتحملها النظام الحاكم بالدرجة الأولي .
ان الغالبية العظمى من الانظمة البرجوازية الحاكمة في البلدان العربية اصبحت قوة طاردة للكفاءات العلمية ولا سباب عديدة ومنها العامل السياسي....، وكما يلاحظ وجود ظاهرة الشهادات المزورة وخاصة في الشهادات العليا الماجستير والدكتوراة ففي العراق مثلاً يوجد اكثر من 30 الف شهادة الماجستير والدكتوراة مزورة ويتم شراءها من بعض الدول العربية والاقليمية ناهيك عن سوق مريدي داخل وخارج العراق.
ان الغالبية العظمى من الدول العربية لديها نهج ادلجة التعليم ولجميع مراحله الدراسية بايديولوجيتها الخاصة بها فمثلا قبل عام 2003 كان نهج التبعيث من السبعينات من القرن الماضي ولغاية سقوط النظام الحاكم في العراق والجميع انتقدوا ذلك لانه نهج غير صحيح من حيث المبدأ ،وبعد الاحتلال الاجنبي للعراق ولغاية اليوم تم اتباع نهج اسلمة التعليم ولجميع مراحله الدراسية وفق الايديولوجية الحاكمة في العراق وهذا النهج اللاديمقراطي واللاشرعي واللاقانوني لن يختلف عن نهج التبعيث في المضمون بل الاختلاف في الشكل ولكن الجوهر واحد من حيث المبدأ و إن المشترك في النهجين هو ابعاد الاستاذة الوطنيين من ذوي التوجهات اليسارية تحديدا حتى تم وصفهم (( بالزنابير التي تقوم بلدغ الطلبة...)) ومن خلال ذلك يجب ابعاد هؤلاء الاستاذة ( يقصد باليساريين والشيوعيين تحديداً)هذا تم في نهج تبعيث التعليم العالي وتم تطبيق ذلك من خلال ابعاد هؤلاء الاساتذة من الجامعات والمعاهد العراقية وتحويلهم إلى دوائر الدولة العراقية إلى موظفين ويعملون بعمل لا علاقة له بتخصصهم العلمي ونحن شهود عيان على ذلك.
اذا اخذنا نهج نظام المحاصصة الحاكم اليوم فموقفه سلبي اتجاه التعليم ولجميع مراحله الدراسية من خلال اتباع وتطبيق نهج اسلمة التعليم ولجميع مراحله الدراسية ولم يعطي اهمية تذكر لمعالجة المشاكل التي تواجه قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية ومنها ظاهرة تزوير الشهادات العليا الماجستير والدكتوراة مرعبة وغير سليمة ولم يتم التحقق من موضوع الشهادات العليا الماجستير والدكتوراة المزورة سواء تم الحصول على هذه الشهادات العليا الماجستير والدكتوراة من داخل العراق او من خارجه يقول النائب الدراجي في مقابلة تلفزيونية معه (( هناك من حصل على شهادة البكلوريوس والماجستير والدكتوراة وليس لديه شهادة الاعدادية...سمحو لهولاء بتادية امتحان الاعدادية)) . هل هذا معقول ؟. إضافة إلى ذلك اصبح عدد الجامعات والمعاهد العراقية للقطاع الخاص الراسمالي اكثر من ضعف عدد الجامعات والمعاهد الحكومية وهذا يشكل هدم وتخريب منظم لقطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية لان القطاع الخاص الراسمالي وفي اي مجال يعمل ،ينشط هدفه تعظيم الربح بالدرجة الأولي وليس تطوير قطاع التعليم وهذه الجامعات والمعاهد العراقية تعود للمتنفذين في السلطة وحاشيتهم ومستشاريهم وهو بزنس كبير ...؟.
كاتب هذه السطور حامل شهادة الماجستير والدكتوراة من الاتحاد السوفيتي جامعة موسكو وخريج كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد وبعد سقوط النظام السابق قررنا العودة للعراق من اجل خدمة شعبنا وفق الاختصاص وكان رجوعنا وفق قانون المفصولين السياسيين وطلبوا منا بعض الوثائق المطلوبه ،ولغاية ذلك امور عادية...وتم احالتي إلى 3 لجان في جامعة بغداد ،الاولى لجنة الامتحان بالقران الكريم ،اللجنة الثانية باللغة العربية اللجنة الثالثة في الاختصاص العلمي في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد. وتم تادية جميع الامتحانات....؟!.
يلاحظ ان اللجنة الاولي ليس لدي علاقة بها ،ما علاقتي بتادية امتحان امام لجنة بالقران الكريم وتمت معهم مشادة كلامية حول طبيعة الامتحان ،احدهم يقول لنا هل كان لديك القرآن الكريم في موسكو ، سؤال استفزازي بامتياز ؟ قلت له انا تخصصي اقتصاد وليس شريعة اسلامية......؟ في حين اللجنة الثالثة اختبار ،مناقشة في الاختصاص سليمة وصحيحة لا نقاش على ذلك. في حين لم يتم معالجة فيروس الشهادات المزورة الماجستير والدكتوراة ؟.
اعرف عدد غير قليل من زملائي رجعوا بعد سقوط النظام السابق ومن مختلف الاختصاصات العلمية للعمل وخدمة الوطن... تم خلق لهم عشرات،مئات... المشاكل من اجل عدم قبولهم في وزارة التعليم العالي او غيرها من دوائر الدولة العراقية والغالبية العظمى ان لم نقل جميعهم رجعوا إلى بلدانهم.انها خسارة علمية كبيرة للشعب العراقي والاقتصاد الوطني كان يمكن الاستفادة من هذه الخبرات العلمية لخدمة المجتمع والافتصاد العراقي..،ولكن الحقد ،الجهل،غياب الكفاءة للذين يقررون مصير هؤلاء ،البيرقراطية العفنه في السلطة التنفيذية وخاصة في وزارة التعليم العالي من حيث التعامل مع العائدين من الخارج.بدلبل حدث معي في دائرة البعثات في وزارة التعليم العالي اذ تم الاعتراف بشهادة الدكتوراه ولم يتم الاعتراف بشهادة الماجستير لنا ودخلنا في نقاش علمي وموضوعي مع هذا المسؤول في دائرة البعثات وهو حاقد وجاهل في آن واحد بدليل يقول لي (( نحن اعترفنا لكم بشهادة الدكتوراه ،والماجستير لم نعترف بها)). هل هذا معقول ؟من دون دليل على موقفه.ان هذا وغيره هم من المعادين للعائدين ويعتبرون ان جميع الخريجين من الاتحاد السوفيتي واروبا الشرقية...هم يساريين ،شيوعيين، وبافتراض ذلك هل ليس لديهم الحق في خدمة شعبهم...؟.
في النهاية ان الغالبية العظمى من الانظمة العربية هي انطمة طاردة للكفاءات العلمية الوطنية وهناك ادلة كثيرة حول ذلك؟.
سؤال مشروع ؟ هل هذا الموقف اللامشروع واللاقانوني..هو نتيجة الصدفة ام مخطط له ؟. لمن ولمصلحة من تم ويتم كل ذلك وغيره ؟.
اب-2024