آآآه . . يا موطني القديم 1/مارس2024م. - نثر شعري


أمين أحمد ثابت
2024 / 9 / 1 - 22:15     

نصف قرن هرب من يديك
ككل عقد كان يحل عليك
تنتشي به
، ترسم عالما يتلون بمشيئتك
ناعما . . آسر العشق لساحرات القلوب
، دافئا . . لكل صديق تسلل خطوط رسمك
، فوجدته جزء منك . . لا يغادرك
حيث تسري يسري معك
، بل يتقدم خطوتك
فلا ثالث يشارككما سر البناء
- جامحا لا تعرف الخوف
. . من فخاخ اعدائك
، لينا عطوفا معهم بعد زوال اسبابهم
. . حين يأتون إليك معتذرين
- نصف قرن هرب من يديك
، ولا يستوقف مهجتك سوى
. . عقد طفولتك النامية في عدن
- خذوني الى بيتنا العتيق
. . في الشيخ عثمان
حيث الدفء . . كان يغطي المكان
، الشارع كان ملعبا لطفولتنا
، ومدرستنا على حافة طرفه البعيد
- كانت ذات مساحات شاسعة
، تنام الفصول ومبنى الإدارة المحاط بها
. . في رقعة ضئيلة
وتفترش المساحات الملاعب
- أعيدوني لزمن تقاسمنا الشارع الى خطوط
، نتقافز لالتقاط طيور الخريف المهاجرة
- عبث بنا السنونو بسرعته المتملصة
وذكور السمان في مراوغاته
ويجن دخول الليل
. . لا شيء وقع باليد
والجراح المدمية تسكب من مرافقنا وركبنا
- لم يكن العالم يعني شيئا لنا
- لا نعرف سوى نشوتنا العارمة فيما نعيشه
، وكانت ساكني الحي تفتح أبواب بيوتهم . . عصرا
لقضاء وقتا لوداع نهار اليوم بعد سويعات قليلة
، بين دردشات عابرة
- لثناء شرب الشاي –
وغالبا ما يأسرهم لعبنا
. . بين مشجعين
و . . أخرى نجدهم بيننا
- لا تزال الطفولة تأسر لبهم
- اعيدوني لموطني القديم
، حيث لم تمس براءتي
لم تمس احلامنا
- كان عالم معجون بالحنان
، الطيبة معلم الأهالي
- كانت الأيام مفتوحة لا تعرف ملل التكرار
- كنا أطفالا ولكن
. . سكارى بعشق وسحر لا نعرف كنهه
- توالت العقود محرقة موطني القديم
حتى الطفولة اللاحقة
فقدت نفسها
، فقدت قيمتها وذاكرتها
. . فلم يعد يحميها عالما
. . كموطني القديم