في الحياة ما يستحق الذكرى12

عندما زرت باريس في أكتوبر 2017 بدعوة من الاخ والرفيق حميد وحيد لحضور ايام ليمانتي التي يقيمها اليسار الفرنسي ويشارك فيها المناضلون المغاربة لم اتمكن من دلك بسبب تأخر الفيزا بيومين عن موعد النشاط .لكنني اصريت على السفر الى مدينة الانوار 15يوما - وهو الحيز الزمني المسموح به بالنسبة لي في الفيزا - خصصتها بالتمام و الكمال ليس للسياحة . فوضعي المالي كاغلب المغاربة لا يسمح لي بدلك . فاقمت في مكان جد متواضع للمبيت واهيء ساندويتشات قبلية لأقضي النهار متجولا مسكتشفا للمواقع الثقافية والحضارية خصوصا المواقع النضالية مثل ساحة لاكنكورد وساحة الباستيل ومقهى ليب التي تم فيها اختطاف الشهيد المهدي بن بركة قبل اغتياله ومقبرة شهداء كمونة باريس ......وكنت احاول تبيان أن الحج الحقيقي هو هذا من أجل بديل للثقافة الرجعية التي غرستها فينا الايديلوجية السائدة .وأن الحج إلى السعودية موقف رجعي متخلف بالمقارنة بالحج الى باريس ومختلف مناطق الثقافة الانسانية في شموليتها ووحدتها وتناقضاتها كجزء من مقومات التاريخ البشري . وزيارة المواقع الحضارية الانسانية في باريس ما هي إلا جزء ضمن الكل في جدلية الخاص والعام . فكثيرا ما كنت افاضل بين دلك برموز ساخرة كالسعي بين الصفا والمروة في قصور أباطرة وملوك العهود البائدة التي حولها الشعب الفرنسي الى حدائق تبهر الناظرين بجماليتها وحسن تصميمها .ومتاحف عالمية تضم كل محطات التاريخ البشري ومكتبات تعكس كل المعارف في تنوع للثقافة الانسانية .......والطواف ببرج ايفل كرمز للشموخ والعزة والكرامة ومزدلفة بتماثيل فولتير وموليير وديدرو وهوغو وروسو. وشاركت في عدة أنشطة نضالية ألى جانب رفاق أممين محترمين . وقد كنت أوثق لكل موقع زرته وشاركت المتتبعين من الرفاق والاصدقاء في ذلك من أجل التنوير ومحاولة إيجاد بديل للفكر الخرافي والثقافة الرجعية وليس انتشاء بالسيلفيات . بشوفوني كنتسارى أو كناضل .كما حاول بعض الرخويات أثارته انتقاما من تشبثي بالاستقلالية في الموقف والصلابة في السلوك والاخلاق الرفيعة وفق قناعاتي . وعدم تسامحي وخضوعي لتبعية القطيع . أومساومتي على المبدأ. وقد تمت كل تنقلاتي تلك بتوجيه ومساعدة من الرفيق حميد وحيد الذي أكن له كل التقدير والاحترام على نضاليته إضافة إلى الرفيق محمد العسال وأخيه جواد الشاب الطموح المخلص الخدوم لكل جودة في العلاقات الانسانية والنضالية.والرفيقين محمد بلفيلالية والمصطفى مشكار وفق إمكانيتيهما في الإفادة والتوجيه . والرفيقة والصديقة لطيفة باحدو التي استقبلتني هي وزوجها وعرفتني على العديد من المواقع طيلة الأسبوع الأخير من الزيارة . تفرغت فيه لمساعدتي . والرائعة فاطمة الزهراء العزوزي وإن كان ذلك عن بعد بواسطة الهاتف بعد أن تعذر عليها مقابلتي مباشرة بسبب موت أحد أقارب زوجها . وبالمناسبة أجدد شكري لهم جميعهم على ما أسدوه لي من مساعدة أثناء الزيارة . وياتي السطحيون ليبرروا حج زعيم حزب يدعي اليسار ومناصرة الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني البطل والشعبين اليمني والسوري..... مؤامرات الانظمة الرجعية وفي مقدمتها السعودية راعية الإرهاب في المنطقة بحجة حرية العقيدة . انها التبسيطية والسطحية في أكبر تجلياتها.