تحية الى الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور في ذكراه الستين (1964 2024)


مرتضى العبيدي
2024 / 8 / 10 - 11:53     

يحيي الشيوعيون في الاكوادور هذه الأيام الذكرى الستين لتأسيس حزبهم، في أجواء نضالية واحتفالية كبرى في العاصمة كيتو وفي مختلف مدن البلاد، في الساحات والميادين وفي مواقع العمل. وهم يستغلون هذه المناسبة لتقييم تجربتهم الثرية التي جعلت حزبهم يصمد طوال العقود الستة الماضية أمام الهزات والأعاصير، وأمام ما حيك ضدّه من مؤامرات، ووضع أمامه من عقبات لم تُثنه عن التمسك بالمبادئ التي أقيم عليها وبالماركسية اللينينية كنبراس ينير الطريق أمام أجيال متعاقبة من العمال والمثقفين الثوريين والشباب والنساء الذين شكلوا ويشكلون قوته الضاربة في مقارعة الامبريالية والرجعية المحلية.
إننا نتقدم لرفاقنا بالاكوادور بأحرّ التهاني الثورية في هذه المناسبة المجيدة متمنين لهم المزيد من النجاحات على درب الاشتراكية والثورة. وننشر بالمناسبة بيان الحزب الشقيق بمناسبة ذكراه الستين.

بيان
60 عاما من النضال من أجل السلطة للشعب والاشتراكية !

يحتفل حزبنا بالذكرى السنوية لتأسيسه. إننا نحتفل بمرور ستين عامًا على تأسيسه، ستة عقود من النضال السياسي الثوري المكثف الذي يهدف إلى الإطاحة بالرأسمالية، وبسلطة البرجوازية الكبرى والإمبريالية، وبدلاً عنها، تأسيس سلطة الطبقة العاملة والفلاحين والشعب، الذين سيبنون المجتمع الذي سيأوي البشرية جمعاء يومًا ما: الاشتراكية والشيوعية.
لقد ولد حزبنا لتحويل هذا المجتمع الذي يسود فيه الاستغلال والقمع والسيطرة على العمال والشعوب، مجتمع يعيش فيه الملايين من الرجال والنساء وحتى الأطفال الذين يعملون إلى حد الإرهاق، في ظروف رهيبة، بينما يهدر أصحاب رأس المال الكبير ثرواتهم بكل صفاقة؛ لقد ولدنا لإنهاء اعتماد البلاد على الإمبريالية، التي تنهب ثرواتنا وتخضعنا لمصالحها ومخططاتها الخاصة.
منذ غرة أوت/ أغسطس 1964، تاريخ إنشاء الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور PCMLE، بقينا أوفياء لمبادئنا الثورية، وللمفاهيم الماركسية اللينينية التي توجه سياستنا وممارستنا اليومية. دافعنا عن العمال والفلاحين والشباب والنساء في القطاعات الشعبية، في مواجهة الحكومات - المدنية أو العسكرية، الدستورية أو الديكتاتورية - ورفعنا مطالب الشعب، ونظّمنا قواه، وأظهرنا طريق النضال الطبقي المستقل للعمال من أجل الاستيلاء على السلطة.
إننا نحيي هذه الذكرى في سياق سياسي دولي ومحلي معقد للغاية. فعلى المستوى العالمي، نعيش فترة من التناقضات الإمبريالية العميقة، والتي تتجلى في الضغط والابتزاز والعقوبات الاقتصادية والحروب التجارية وحتى الصراعات العسكرية التي تسعى إلى حماية أو توسيع الأسواق ومناطق نفوذ البلدان الإمبريالية. والحرب الإمبريالية في أوكرانيا هي الحالة الأكثر وضوحا.
ويظهر العنف الرجعي للنظام الرأسمالي الإمبريالي بكل فجاجته في الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة إسرائيل الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني. قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم العديد من الأطفال، ومئات الآلاف من الأشخاص طردوا من أراضيهم، وهذا ما يسمى بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تحظى بالموافقة والدعم الاقتصادي والعسكري من الإمبريالية الأمريكية وحلفائها في الناتو.
لكن العالم اليوم هو كذلك مسرح للنهوض المتنامي لنضال العمال والشباب والشعوب. إذ يرفع الملايين من الرجال والنساء أصواتهم لإدانة الإبادة الجماعية، مطالبين بوقف الحرب على غزة والاعتراف بالدولة الفلسطينية. إن الإضرابات العمالية، ومظاهرات الفلاحين والطلاب والمدرسين، وما إلى ذلك، والاحتجاجات الشعبية، والتعبئة السياسية الجماهيرية ضد القوى السياسية اليمينية المتطرفة والفاشية تشمل جميع القارات، بينما يُحرّك الصراع الطبقي المشهد السياسي في العالم!
تعاني بلادنا من الآثار السلبية للسياسات النيوليبرالية، اللاشعبية والمحابية لمصالح رأس المال الكبير، التي طبقتها الحكومات السابقة والحالية. إذ تمر الإكوادور حاليًا بأزمة اقتصادية خطيرة، وعلى الرغم من أن حكومة دانييل نوبوا تحاول إخفاءها وراء حملة دعائية كاذبة، إلا أن الحقائق عنيدة: فالاقتصاد لا ينمو ومن المتوقع أنه بحلول نهاية العام ستكون مؤشراته سلبية؛ والبطالة وتسريح العمال في تزايد، وكذلك عدد العمّال المسرّحين، كما يتزايد عدد الأشخاص الذين يضطرون إلى العمل في القطاع غير الرسمي، ممّا يزيد من انخفاض القدرة الشرائية للسكان بسبب ارتفاع الأسعار. ولأن الناس لديهم أموال أقل، تتزايد الديون غير المسددة لأن المدينين لا يملكون القدرة على السداد... هذه المشاكل كانت موجودة من قبل، لكن إصدار نوبوا مرسومًا بزيادة ضريبة القيمة المضافة وسعر البنزين، زاد الوضع سوءًا.
تثبت الأشهر التي قضاها دانييل نوبوا في منصبه أننا أمام رئيس يكذب ولا يحترم ما يعد به وغير قادر على حل مشاكل البلاد والشعب. إن حياة أولئك الذين يعانون من أمراض كارثية معلقة بخيط رفيع لأن الحكومة لا تدفع تكاليف العلاج اللازم؛ لقد تحولت مكافحة الجريمة إلى مشهد للترويج الذاتي، لكن الأرقام الرسمية نفسها تظهر فشلها: فأعداد الوفيات نتيجة العنف في البلاد آخذة في الارتفاع. “لا يوجد أموال”، تقول الحكومة، لكنها تخصص مئات الآلاف من الدولارات لسداد الدين الخارجي! “الدعم مضر بالبلاد”، يؤكد نوبوا ووزرائه، لكنهم يدعمون الوقود والطاقة لشركات التعدين والنفط والغاز الكبرى!
تتدهور صورة نوبوا ومصداقيته بين السكان يوما بعد يوم لأنه يتدخل في كل شيء، فهو غير قادر على حل أي مشكل، ويستغل الرئاسة لإثراء نفسه شخصيا وعائلته. لا يثق الناس في نوبوا وأعضاء الجمعية - بما في ذلك أنصار كورّيا - الذين أصدروا قوانين معادية للشعب مثل الإصلاح الذي أعفى من الديون كبار رجال الأعمال والمصرفيين. هناك أزمة مؤسسية برجوازية تعبر عن تعفن النظام القائم!
وفي غضون بضعة أشهر، سيتوجه الإكوادوريون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس وأعضاء الجمعية الوطنية والإقليمية وبرلماني الأنديز. إنها فرصة لخوض المعركة وكشف قناع الخيارات البرجوازية التي تناوبت على رأس الحكومة والمسؤولة عن الأزمة التي تعيشها البلاد. إن حزبنا يدعم الدعوة إلى وحدة القوى اليسارية والديمقراطية التي أطلقها حزب “الوحدة الشعبية” لتشكيل جبهة سياسية واجتماعية تقدم مرشحين يمثلون مصالح العمال والشعب في الإكوادور. إن أنصار كورّيا ونوبوا والمسيحية الاجتماعية ليسوا خيارًا صالحًا للشعب، فهم مرشحو هذا الفصيل البرجوازي أو ذاك. لكن الشعب وحده يستطيع إنقاذ الشعب!
وبمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس حزبنا، نؤكد من جديد تضامننا مع نضال عمال وشعوب العالم؛ إننا نؤكد التزامنا بالنضال من أجل قيادة ثورة البروليتاريا الاجتماعية نحو النصر، وقناعتنا بأن ذلك لن يكون ممكنا إلا بانتفاضة الطبقة العاملة والشباب والشعب.
إننا، كفصيل للحركة الشيوعية الماركسية اللينينية العالمية، نرفع أعلام الأممية البروليتارية والثورة البروليتارية العالمية، شارات ندوتنا الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية، CIPOML.
عاش النضال الثوري للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور !
عاشت الماركسية اللينينية!
فلنمض قدما، وأنظارنا متجهة نحو السلطة الشعبية والاشتراكية!

اللجنة المركزية
الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في الإكوادور
أغسطس 2024