المطلوب من أجل إنقاذ العراق وطن وشعب تغيير نظام الحكم عن طريق الصعود السلمي للسلطة من خلال صندوق الانتخابات
محمد رضا كاظم الموسوي
2024 / 8 / 8 - 13:07
إن الدولة الحالية التي تتكون من السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية هي نفسها التي حكمت العراق منذ سقوط النظام الصدامي عام / 2003 إلى الآن من خلال جهاز بشكل 84% منه مرتبط بالأحزاب والكتل السياسية من الجهلة والأميين والشهادات المزورة بلغ تعداده أكثر من أربعة ملايين موظف ومستخدم سبب البطالة المقنعة والفضائيين وكان يحكم حسب قاعدة المحاصصة والتوافقية (أرضيك وارضيني ... أسكن عنك واسكت عني) سبب الفساد الإداري والنهب والرشوة والمحسوبية والمنسوبية وتفشي السلاح والمخدرات والجوع والفقر والبطالة والانتحار واقتصاد ريعي وجعل من العراق سوق للسلع والبضائع الإيرانية والتركية بعد أن أصبح الشعب العراقي يعتمد على مورد النفط وأصبح العراق سياسياً واقتصادياً تابعاً للنظام الإيراني وجعل العراق ساحة صراع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وأصبح هدف الحكام ترسيخ وتنفيذ مصلحة النظام في إيران وأصبح العراق لا صناعة ولا زراعة بسبب قطع رقاب الأنهار من قبل تركيا وإيران ونتيجة للفساد الإداري والجهل السياسي والأزمات في كافة الخدمات الكهرباء والصحة والتربية والتعليم وغيرها والسبب في ذلك أن جهاز الدولة الذي تكون على المحاصصة والسلبيات لم يتغير منذ عام / 2003 لحد الآن يحكم العراق الذي سبب له الدمار والجوع والفقر والبطالة معتمدين على طريقة وأسلوب ممنهج ومدروس في تجويع الشعب وفقره وإشاعة البطالة والمخدرات معتمدين على المال السياسي والسلاح من خلال الميليشيات والفصائل المسلحة والقضاء الفاسد. إن مشكلة الظاهرة العراقية جهاز وظيفي فاسد مارس الحكم عشرون عاماً إلى متى تستمر هذه الكارثة وهذا الكابوس جاثم على صدور أبناء الشعب العراقي وما هو دور القوى المدنية والوطنية والتقدمية ؟
إن الأحزاب والكتل السياسية التي توحدت عن طريق الإطار التنسيقي تحكم العراق باسم الطائفة الشيعية كذباً وخداعاً لأن الطائفة الشيعية هي الأكثرية من الشعب العراقي التي تعاني من مآسي وكوارث وتدمير الحكام التي اتخذت من المذهب الشيعي وسيلة لاستمرار الحكم الفاسد والجائر وأصبحت هي الأكثر ضرراً منه وأصبح الشعب يردد (باسم الدين باكونا الحرامية).
إن مشكلة الظاهرة العراقية أوسع وأعمق من شخص السوداني الذي هو موظف مطيع لأوامر وتوجيهات الإطار التنسيقي الذي وجد (نفذ ولا تناقش) ولو كان صحيحاً شخصية ورئيس وزراء لاستطاع تنفيذ وعوده في تغيير الوزراء الهاملين والخاملين والانتخابات المبكرة والكشف عن قتلة شهداء الانتفاضة التشرينية وغيرها وإنما تم اختياره لتنفيذ بعض المشاريع المتلكئة والمجسرات واطلاق سراح قاتل المفكر الهاشمي واطلاق سراح العقل المدبر لسرقة القرن (نور زهير) وإقامة المشروع السككي بين البصرة وإيران ودعم وتعزيز الحشد الشعبي وإقالة القادة العسكريين الوطنيين وعوضهم بعسكريين مقربين ومنحازين للحشد الشعبي والفصائل المسلحة ولاستطاع تعزيز هيبة الدولة واحترام دستورها وقوانينها لأن الظاهرة العراقية أعمق وأوسع لأنها تشمل جميع أجهزة الدولة السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والسلطة التشريعية لمدة عشرون عاماً التي قال عنها الشاعر الكبير الراحل معروف الرصافي:
علم ودستور ومجلس أمة ---- كلٌّ عن المعنى الصحيح محرف
إن المطلوب الآن من القوى الحية الوطنية والمدنية والتقدمية والديمقراطية وجماهير الشعب الواسعة وبشكل خاص الأكثرية الصامتة الاتحاد والتحالف بجبهة وطنية موحدة لمواجهة الأدعياء المزيفين والمحرفين للمذهب الشيعي الحنيف والأدعياء زوراً وكذباً ونفاقاً بالحسين (ع) الذي انفجر ثائراً ضد الحكم الجائر والفاسد الذي قال (أنا لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي).
أما الأدعياء بالولاء والتمسك بمبادئ الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام فيحضرني الآن قول الشاعر الشعبي العراقي عندما قال :
والله لو عاد علي ---- لقتلوه وقالوا عنه شيوعياً
وسلطة الحكم التي قال عنها الإمام علي عليه السلام :
((الولاية ثقل الأعمال في الميزان والحق هو الوزن)).
أين هؤلاء من كلام الإمام علي عليه السلام الذين يدعون الآن بحكام العراق وقادته أليس هم أولئك الذين قال عنهم رئيس إيران الأسبق (هاشمي رفسنجاني) ويقصد الحكام والقادة العراقيون الآن فقال : أثناء الحرب العراقية الإيرانية عندما شاهدت المعارضة العراقية الموجودة في إيران كيف يعدمون الأسرى العراقيين ويعذبوهم أيام الحرب العراقية – الإيرانية بدأت أشك بوطنيتي وولائي لإيران بسبب الوطنية المزيفة لهؤلاء التي كانت بشكل يفوق العقل والتصور.
أوجه سؤالي إلى العراقيين المخدوعين بهؤلاء وأمثالهم الذين يحكمون العراق الآن كيف يصدقون ويثقون برجال اصطفوا وتحالفوا مع الجيش الإيراني لمحاربة الجيش العراقي الذي كان يحارب إيران من أجل الدفاع عن العراق ... كيف يمكن الوثوق بمن يخون وطنه ويتحالف مع عدوه ؟ ولذلك هكذا فئة لا يمكن ولا تصلح لحكم دولة كالعراق صاحب التاريخ العريق والشعب المتلون كالفسيفساء الآن.