((لا يمكن ان تصبح غنيا عن طريق السياسة الا اذا كنت فاسدا)). هاري ترومان. ( منقول). حول الفساد المالي والاداري:: العراق انموذجا.


نجم الدليمي
2024 / 8 / 8 - 01:08     

هذه المقولة تنطبق على غالبية دول المركز -- الدول الراسمالية ،ودول الاطراف -غالببة البلدان النامية،العراق المحتل اليوم انموذجا حيا وملموسا على ذلك . تحولوا قادة نظام المحاصصة الحاكم وحاشيتهم من حفاة..،جياع ،فقراء، معدمين ،اكثرهم عانوا العوز المادي....وحتى مستوى الملبس اللائق لهم....هذا ليس عيبا ،ولكن العيب ان جميع قادة المكونات الطائفية الثلاثة بشكل عام والشيعة بشكل خاص تحولوا سريعا كالبرق من فقراء ومعوزبن إلى مليونيرية ومليارديرية وامتلكوا المال والعقارات والسلطة وبشكل سريع وغير مالوف وبشكل غير قانوني ،اي حرام وفق المنطق والعقل والقانون والشريعة الإسلامية ومخالفين نهج الامام علي عليه السلام والحسين عليه السلام.ومع ذلك يدعون قادة المكونات الطائفية الثلاثة انهم قادة اسلاميين يسيرون وفق الشريعة الإسلامية والقانون.
يعتقد ، قادة نظام المحاصصة وحاشيتهم والمتنفذين في السلطة ان الشعب العراقي لا يدرك حجم الفساد المالي والاداري والاخلاقي وتفشي المخدرات والمثلية والجندرية وتخريب القطاعات الانتاجبة الزراعة والصناعة والتعليم والصحة وتعميق الفجوة الاجتماعية والاقتصاديه لصالح الاوليغارشبة الحاكمة وحاشيتها وتفشي فيروس الفساد المالي والاداري ومنها ،مزدوجي المرتبات والمشاريع الوهمية وعقود السجون والتسلح وتهريب النفط ،وتنامي معدلات البطالة والفقر والجوع والمديونية الداخلية....وفقدان العراق للقرار المستقل وفي كافة المجالات وهذه حقيقة موضوعية واضحة للجميع ،تاثير مباشر على النظام الحاكم من قبل القوى الاقليمية والدولية والموسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والتدخل المباشر في تحديد السياسة الإقتصادية والاجتماعية والمالية...

ان تفشي فيروس الفساد المالي والاداري اصبح ظاهرة خطيرة في النظام الحاكم ،في السلطة وحاشيتها ،من اعلى قمة السلطة حتى ادناها دليل واحد على ذلك ،حول قطاع الكهرباء ،منذ عام 2004--2024 تم انفاق مابين 90--100 مليار دولار أمريكي ناهيك عن غياب الكهرباء بشكل منتطم او غيابها إضافة إلى ذلك ان حجم الإيرادات المالية للفترة نفسها خيالية وكهرباء مشلولة وعرجاء. ان قضية الكهرباء ،قضية سياسية بامتياز وكما اعتقد ،هناك قرار خارجي ،فيتو بعدم حل مشكلة الكهرباء في العراق ،لان الكهرباء تعني تشغيل المصانع والمعامل وتوفير الخدمات للمواطنين والراحة...،كما يمكن القول ان الفساد في هذا القطاع هو تشابك مصالح بعض المتنفذين في هذا القطاع مع اصحاب المولدات الكهربائية الخاصة ولا يستبعد من وجود كوميشينات للمتنفذين في هذا القطاع ،وهل يعقل العاقل او يصدق المجنون انه خلال عقدين من الزمن لا يمكن معالجة الكهرباء في العراق ودرجة الحرارة ما بين 45-55 .طبعا المسؤولين لديهم كل شيء ولا يشعرون انهم في العراق المحتل اليوم اصلا ،والاكثر غرابة لم يتم محاسبة اي وزير لوزارة الكهرباء ؟ هل هذا معقول ،وهل هذا صدفة؟ علما ان جميع الوزارء هم تابعين للمكونات الطائفية الثلاثة..،انه تقاسم الكعكة بين المتنفذين في السلطة ،وهذه هي الحقيقة المرة. وجه سؤال لقائد البروليتاريا لينين العظيم ما هو تعريف الشيوعية ،اجاب: كهرباء مضافا لها سلطة الشعب.انه تعريف يحمل مدلول كبير حول اهمية الكهرباء ،الكهرباء تعني القيام بالتصنيع الثقيل والخفيف،تعني تطوير القطاعات الانتاجبة والخدمية ،تعني توفير الراحة المواطنين ،،،،،

إلى اين ذاهب العراق والشعب العراقي ؟. اي مستقبل ينتظره الشعب العراقي في ظل الاحتلال الاجنبي للعراق ؟.على الشعب العراقي وقواه السياسية ان يدركوا جيداً ان العراق يسير في طريق مسدود وان النظام الحاكم اصبح عاجزا عن تقديم الحلول للازمات الإقتصادية والاجتماعية والمالية والثقافية والامنية... وبالتالي هذه الحالة لا يمكن ان تستمر طويلا ومن خلال ذلك وهو واقع موضوعي يحتم على ولادة النظام الجديد وهو يعد ضرورة موضوعية ملحة اليوم. المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك ؟.
حزيران -2024