إسرائيل تغتال مفاوض إيقاف إطلاق النار ، و تقصف مدارسا بالقنابل و تمنع توزيع تلقيح ضد شلل الأطفال و تقتل مراسلين صحفيّين


شادي الشماوي
2024 / 8 / 6 - 20:47     

جريدة " الثورة " عدد 865 ، 5 أوت 2024
https://revcom.us/

أوردت تقارير صحفيّة أنّ عدد القتلى في غزّة بلغ الآن 39.583 فلسطيني و فلسطينيّة ، دون حساب عشرات الآلاف من الموتى الذين لا يزالون تحت أنقاض المباني السكنيّة و حتّى المستشفيات التي دمّرتها القنابل الإسرائيليّة . و قد تسبّبت قنابل إسرائيل و صوارخها في جرح عدد إضافي يساوى 91.398 إنسان في غزّة . و هذا يعادل ستّة بالمائة من كامل سكّان غزّة تمّ قتلهم أو جرحهم .
و الأحداث الأربعة التي ستقرأون عنها هنا جدّت في الأسبوع الفارط ، و هي تنضاف إلى مار تراكمت بعدُ من جرائم ضد الإنسانيّة معروفة عالميّا . و هذه الجرائم التي تقترفها إسرائيل يموّلها و يسلّحها و يدعمها كلّ ممثّل للحكم له دلالته في أمريكا من الفاشيّين الماغا – جعل أمريكا عظيمة من جديد – المسعورين إلى جو بايدن الإبادي الجماعي و نائبته كمالا هاريس .
إسرائيل تغتال في إيران مفاوض حماس الأساسي من أجل إيقاف إطلاق النار ، و تضع العالم على حافة الهاوية :
في 31 جويلية 2024 ، إغتالت إسرائيل إسماعيل هنيّة ، المفاوض الأساسي لحماس في محادثات إيقاف إطلاق النار مع إسرائيل بوساطة من الولايات المتّحدة و قطر . و الإغتيال الذى تمّ في إيران كان عملا مستفزّا غاية الإستفزاز صعّد راديكاليّا من خطر حرب إقليميّة ، أو أسوأ ( أنظروا مقال " و أعمال إسرائيل تجرّ الشرق الأوسط إلى حافة حرب إقليميّة و تخييم شبح التهديد النوويّ – تتحمّل الولايات المتّحدة المسؤوليّة المباشرة عن ذلك " ) . و إغتالت إسرائيل الشخص الذى من المفترض أن يتفاوضوا معه من أجل إيقاف إطلاق نار .
طوال عشرة أشهر ، أكّدت الولايات المتّحدة على أنّ إسرائيل منفتحة على إيقاف إطلاق نار ، لكن حماس هي التي تعيق الأمر . لكن في كلّ المرّات ، كانت إسرائيل هي التي تقوّض بصفة متكرّرة محادثات إيقاف إطلاق النار .
إسرائيل ترتكب مجازرا في حقّ اللاجئين إلى المدارس :
في 3 أوت ، أغارت القوى الجوّية الإسرائيليّة بثلاثة صواريخ قاصفة مدرسة لجأ إليها لادئون بيأس شمال مدنية غزّة .
و زعم الجيش الإسرائيلي أنذ المدرسة كانت مركز قيادة لحماس لتصنيع الأسلحة ؛ و أنّ ذلك مثّل ضربة دقيقة لحماس . لكن مئات المدنيّين بمن فيهم أطفال كانوا يحتمون هناك . و وثّقت تقارير المشهد بأنّه عقب الضربة الأولى ، ترقّبت القوات الإسرائيليّة إلى أوان وصول فرق الدفاع المدني الإستعجالي لتقصف ثلاثة صواريخ أخرى . فتدمّرت عدّة فصول من المدرسة المكتظّة بعدُ . و يبيّن شريط فيديو الدمار الكبير و المدنيّين المرعوبين الفارين لإنقاذ حياتهم .
و في اليوم التالى ، 4 أوت ، طائرة مقاتلة إسرائيليّة أف 16 الذى زوّدت بها الولايات المتّحدة إسرائيل مدرسة أخرى ، و هذه المرّة في مدينة غزّة . و خلّف الهجوم ما لا يقلّ عن 25 شخصا و نحن ننشر هذا المقال ، و ما لا يقلّ عن 14 لا يزالون تحت الأنقاض . و معظم الضحايا كانت من النساء ( الذين ليسوا جزءا من العمليّات العسكريّة الأصوليّة الإسلاميّة لحماس ) و الأطفال . و مرّة أخرى ، زعمت إسرائيل أنّ هذا كان هجوما يستهدف " مراكز القيادة و السيطرة " لحماس . و يبيّن شريط فيديو مشاهد ما نجم عن الدمار و النيران و المجروحين و الرعب .
إسرائيل تغتال الصحفيّين لدفن الحقيقة :
في 31 جويلية 2024 ، إغتالت إسرائيل عمدا عامدة مراسلين لقناة الجزيرة كانا يغطّيان ما يجرى في مخيّم لاجئى الشاطئ شمال غزّة ، إضافة لإغتيال مسلّم غذاء كان يتنقّل على دراجة عاديّة . المراسل إسماعيل الغول و مصوّر الكاميرا رامى الريفي كانا يعيشان في غزّة . و كانا يراسلان مباشرة أخبار الهدوم الإسرائيلي على منزل أسرة لناطق رسميّ باسم حماس و رئيس مفاوضى إيقاف إطلاق النار إسماعيل هنيّة ، الذى تمّ إغتياله قبل ذلك بيوم بينما كان في إيران . و الضحيّة ألأخرى طفل كان عمره 16 سنة ، خالد الشوّة ، وهو في طريقه إلى تسليم غذاء إلى أسرة طاعنة في السنّ .
و عبر العالم الناطق باللغة العربيّة ، إسماعيل الغول كان وجها لتغطية المذابح الإسرائيليّة المقترفة في غزّة . و أصدرت إسرائيل بيانا للعموم متبنّية فيه قتلها الغول عمدا ، زاعمة أنّه " كان مسؤولا عن تصوير و نشر الهجمات ضد فيالق جيش الدفاع الإسرائيلي " . بكلمات أخرى كان ينقل من منطقة حرب ما كان يجرى على الساحة . و لم تقدّم إسرائيل أيّ تبرير لإغتيال مصوّر الكاميرا المساعد للغول ، رامى الريفي أو في منطقة قريبة لخالد الشوّة وهو على درّاجته .
كانت تلك القنابل التي زوّدت بها الولايات المتّحدة إسرائيل هي التي قتلت إسماعيل الغول و مساعده مصوّر الكاميرا و طفل قريب من مكان الواقعة . ثمّ يخرج المسؤولون الأمريكيّون في عمليّة روتينيّة يكرّرونها في كلّ مرّة يفرض عليه الغضب العالمي الحديث عن جريمة ضد الإنسانيّة تقترفها إسرائيل . لقد وعدوا بأنّ إسرائيل – و على رأسها وزير أوّل إبادي جماعي مريض نتنياهو ( نتن – النازي ) – ستقوم هي نفسها بالتحقيق ! و عندما سُئِل خلال ندوة صُحفيّة لماذا لم تكن الولايات المكتّحدة تقوم بأيّ شيء حول " الجريمة بسابق الإصرار و الترصّد لقتل صحفيّ يقوم بشغله " ، أجاب فيدانت باتال ، المندوب الرئيسي الناطق الرسمي بإسم قسم دولة الولايات المتّحدة ، " إنّنا نبحث في الجزئيّات . نواصل التفاعل مع شركائنا في إسرائيل حول أيّة معلومات إضافيّة ". و الكلمات البارزة في ذلك الهراء هو : شركائنا في إسرائيل . و الوحوش الإباديّة الجماعيّة ذاتها الذين إغتالوا صحفيّى قناة الجزيرة . و الرسالة العمليّة لإسرائيل هي : قوموا بما عليكم القيام به ، سوف نتمتم بعض الهراء للتغطية ظهورنا و ظهوركم .
خطر شلل الأطفال : و نتيجة جانبيّة للغزو الإسرائيلي لرفح ، سلاح إبادة جماعيّة إسرائيلي :
لقد دمّلات إسرائيل تدميرا منهجيّا أنظمة الصرف الصحّي في غزّة . و قنابل إسرائيل و صواريخها ، و التهديدات دفعت مليونا من الشعب الفلسطيني في مخيّمات مكدّسة في مدن خان يونس و دير البلح . لم يكن للأطفال مكان ليلعبوا فيه إلاّ في جداول مجارى الصرف الصحّي . هناك تمّ إكتشاف عيّنات من شلل الأطفال .
و في نهاية شهر جويلية ، جاء في تقرير لمنظّمة الصحّة العالميّة أنّه " دون تحرّكات فوريّة ، ليست المسألة سوى مسألة وقت قبل أن تبلغ العدوى آلاف الأطفال الذين تُركوا دون حماية " . و تملك منظّمة الصحّة العالميّة مليون جُرعة من التلاقيح ضد شلل الأطفال لإبلاغها إلى غزّة . لكنّها لا تستطيع أن توزّعها في أيّ شيء يقترب من النطاق اللازم لأنّ إسرائيل تواصل جعل غزّة برمّتها منطقة إطلاق نار حرّ ، و عرقلت دخول المساعدات إلى غزّة . و ورد في تقرير لمنظّمة الصحّة العالميّة أنّ " إيقاف إطلاق نار و إدخال حرّ للمساعدات هي السُبُل الوحيدة لحماية الناس و منع إنتشار العدوى ".
الإبادة الجماعيّة تخدم إمبراطوريّة الولايات المتّحدة :
إستقال بايدن كمرشّح للإنتخابات الرئاسيّة لكن أثره باقي في ليس أقلّ من البيان الأساسي لكمالا هاريس منذ أن أصبحت مرشّحة الحزب الديمقراطي للرئاسة ، وهو الدفاع عن الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة على أنّ " إسرائيل تدافع عن نفسها ". و هناك تعهّد " الإلتزام بثبات بوجود دولة إسرائيل " كدولة فصل عنصريّ / أبارتايد إباديّة جماعيّة . و واقع أنّ هذا تمّت تغطيته بتعاطف مزيّف مع الشعب الفلسطيني لا يغيّر من حقيقة الإبادة الجماعيّة الدمويّة التي هم جزء من الدفاع عنها و تمويلها و دعمها .
و ما هو أكثر بداهة هو ما حاجج بوب أفاكيان من أجله في وسائل التواصل الاجتماعي ، في رسالة " الثورة " عدد 7 :
" لماذا يدعم بايدن و أساسا كامل الحكومة و الطبقة الحاكمة في الولايات المتّحدة إسرائيل في إرتكاب الإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطينيّ على مرأى ومسمع من العالم قاطبة ؟ و إليكم الإجابة عن هذا السؤال الحيويّ :
لا يعزى ذلك إلى" قوّة اللوبي اليهوديّ " - أو لفهم سخيف و فاحش بأنّ " اليهود يتحكّمون في كلّ شيء " . و إنّما يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة في جزء إستراتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ). و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم .
" إنّه النظام ! هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يجسّد و يفرض تفوّق البيض و التفوّق الذكوري البطرياركي و إضطهاد عنيف آخر – هذا النظام الذى يقوم على إستغلال قاسى يسرق حياة الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد و تماما حياة مليارات البشر عبر العالم ، بمن فيهم 150 مليون طفل – كلّ هذا يُفرض بعنف و تدمير شديدين على الشعوب و البيئة بما يمثّل تهديدا حقيقيّا جدّا لمستقبل الإنسانيّة و وجودها .
و هذا النظام هو الذى يحتاج إلى أن نطيح به في أقرب وقت ممكن بواسطة ثورة فعليّة . "