شكرا لصحافة الحزب الشيوعي العراقي


عامر عبود الشيخ علي
2024 / 7 / 31 - 01:40     

اوائل السبعينيات وفي بداية فترة الجبهة الوطنية وظهور صحيفة طريق الشعب للعلن، كان اخي الفقيد والقائد النقابي ناهض الشيخ علي يرسلني الى مكتبة ابو سمير قرب نفق الشرطة في منطقة الداوودي لشراء صحيفة طريق الشعب، وكان صاحب المكتبة ابو سمير يقوم بطي الجريدة لاصغر حجم ممكن ويدسها تحت ثيابي ويقول: لا ترها لاحد، وغالبا ما كنت اتصفحها وانا عائد الى المنزل، فيبهرني تصميمها واللون الاحمر الذي خطت به الترويسة والعناوين الاخرى، وصفحتي المفضلة مرحبا يا اطفال وكان حلمي يكبر لاكون واحدا من صحفيي الجريدة ومراسليها.
بعد انهيار الجبهة في نهاية السبعينيات وعودة العمل السري للحزب الشيوعي العراقي كانت تصل الصحيفة لاعضاء الحزب في بغداد عن طريق الرفاق المتواجدين في كوردستان العراق وهي مطبوعة على ورق رايسنك، فازداد شغفي للعمل الصحفي اكثر، وعندما اكملت السادس الاعدادي لم اتمكن من التقديم لكلية الاعلام لانني كنت فرع علمي وغير منتمٍ الى صفوف البعث وهكذا ضاع الحلم.
وبعد عام 2003 عادت تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي الى بغداد والمحافظات وعادت صحافته للظهور علنا ووزعت صحيفة طريق الشعب الى الجماهير المحتفلة بانهيار نظام صدام وسقوط الصنم، وهي اول صحيفة عراقية توزع بعد التغيير. وانا امسك بالصحيفة عاد الامل مجددا لاحقق ما كنت اطمح اليه واكون جزءا من هذه الصحيفة وان يكون اسمي ضمن صفحاتها وهو حلما لكل صحفي ان يكون تلميذا في هذه المدرسة العريقة.
وفي عام 2004 نظم الحزب دورة اعلامية لاعضائه وكنت من ضمن الرفاق المشاركين باول دورة اعلامية، وبعد ذلك شاركت بعدد من الدورات التي اقيمت في مقر الحزب وحاضر بها اساتذة كبار من اعلام الصحافة العراقية والعربية، وكانت بحق مدرسة صحفية كبيرة تعلمنا منها المهنية والمصداقية في نقل الاخبار وتحليلها ونقلها الى القراء من كل الفئات والطبقات، وكان شرف لي بالحصول على اول هوية صحفية افتخر لحملها واعتز بها كثيرا ولتكون المسؤولية اكبر وخاصة بعد ان اصبحت مسؤول المكتب الاعلامي في المحلية العمالية. ولتكون هذه الصحيفة من اهم المنابر الاعلامية التي احتضنت مئات المقالات والاخبار والتقارير التي كتبتها، متنقلا بين الكادحين من الفقراء والطبقة العاملة والطلبة وبين الاسواق والمعامل والباعة المتجولين لنقل همومهم ومشاكلهم من خلال صفحات الجريدة حياة العمال وحياة الشعب وبقية الصفحات.
شكرا لهذه الصحيفة التي علمتني بان الصحافة رسالة انسانية وان للصحفي القدرة والدور الكبير في نشر الوعي الانساني والوطني ويكون مؤثرا في احلال السلام ونبذ العنف والتطرف والمطالبة بحقوق المظلومين والوقوف بصفهم.
فالف تحية للصحافة الشيوعية بعيدها التاسع والثمانون هذه المدرسة الصحفية الكبيرة حلم كل صحفي ان يكون ضمن صفوفها لثرائها ومصداقيتها، ولكونها محرضا ضد الظلم والاستغلال ووقوفها دائما مع الشعوب المضطهدة من قبل الانظمة الدكتاتورية والراسمالية.