بوب أفاكيان – الثورة عدد 64 : الجنون المتنامي و إحتدام الوضع و إمكانيّة الثورة


شادي الشماوي
2024 / 7 / 30 - 13:58     

بوب أفاكيان 20 جويلية 2024 - جريدة " الثورة " عدد 863 ، 22 جويلية 2024
https://revcom.us/en/bob_avakian/bob-avakian-revolution-64-increasing-craziness-intensifying-situation-and-possibility

الصورة العامة لما تعنيه محاولة إغتيال دونالد ترامب في اجتماع في بنسلفانيا – بما في ذلك دوافع مُطلق النار – ليست واضحة عند هذه النقطة . لكن مهما كانت الدوافع الفعليّة لمطلق النار ، و ما مهما كان ما قد يكون متّصلا بهذا ، ليست له صلة بأيّ تغيير إيجابي ، و بالتأكيد لا صلة له بتغيير تحريريّ للمجتمع ، يمكن أن ينشأ عن ثورة يُشارك فيها ملايين الناس و تهدف إلى التخلّص من النظام برمّته و تعويض علاقاته و مؤسّساته الإستغلاليّة و الإضطهاديّة ، و ثقافته الفاسدة، بعلاقات و مؤسّسات و ثقافة تحريريّين و ملهمين .
و ما هو واضح هو أنّ محاولة الإغتيال هذه لترامب جزء من الجنون و الفوضى المتصاعدين حاليّا ، في العالم عامة و بوجه الخصوص داخل هذه البلاد . و بدوره ، إطلاق النار هذا يشدّد بشكل كبير كلّ هذا – و بغضّ النظر عن ما هي دوافع الشخص الذى حاول إغتيال ترامب ، فمحاولة الإغتيال هذه تسجّل الآن ضمن الإنقسامات التي هي بعدُ عميقة جدّا و متواصلة الإحتدام داخل هذه البلاد ، و بالخصوص النزاعات صلب الطبقة الحاكمة لهذه البلاد .
و كلّ هذا تعبير عن واقع أنّ الطريقة التي وقع حكم البلاد وفقها لأجيال ، بطبقة حاكمة موحّدة في الأساس ، لا يمكن أن يتواصل تماسكها . و نتيجة كلّ هذا يرجّح جدّا أن تكون تغييرا راديكاليّا ، من نوع أو آخر . و المسألة الأساسيّة ، كما قلت قبلا ، هي ما إذا سيكون هذا التغيير الراديكالي رجعيّا ، مفاقما أكثر الإضطهاد الرهيب بعدُ و الفظائع المريعة المبنيّة في أساس و التي يقترفها بإستمرار هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي – أم سيكون تغييرا راديكاليّا ثوريّا ، فاسحا المجال للقضاء على أسس كلّ هذه الفظائع .
و هذا واضح جدّا كذلك ، و لا يجب أن ننساه أو نمحيه من أذهاننا : واقع أنّ ترامب تعرّض إطلاق نار في أحد إجتماعاته لا يغيّر بأيّ حال من الأحوال و لا يخفّف واقع أنّ ترامب فاشيّ .
في رسالتى السابقة ( عدد 63 ) ، تعمّقت شيئا ما في الطبيعة الفاشيّة لترامب و الحزب الجمهوريّ . و كجزء من هذا ، ذكرت بعض التحليل الهام لرجل الدين الأمريكي من أصول أفريقيّة ، هوبارت لوك ، . و قد توفّي لوك قبل بضعة سنوات، غير أنّه قبل ذلك صاغ نقطة لفت النظر إلى خطر الفاشيّة المسيحيّة كقوّة محرّكة في الشكل الخاص الأمريكي من الفاشيّة . و مثلما شدّدت على ذلك ، الفاشيّة المسيحيّة ليست هي نفسها المسيحيّة بشكل عام كدين : الفاشيّة المسيحيّة شكل من الأصوليّة المسيحيّة ، جنون متعصبّ معادي للعغلم يتميذز بالتصميم على الإنقلاب على حتّى المكاسب الجزئيّة التي تحقّقت بالنضال ضد الظلم و الإضطهاد طوال ال75 سنة الماضية .
هوبرت لوك أقام صرح أفكاره على تجربة أحد زملائه من رجال الدين المسيحيّين ، جامس لوثر أدامس الذى لاحظ بداية صعود النازيّين الفاشيّين في ألمانيا في ثلاثينات القرن العشرين . و كما ذكّر بذلك لوك : حذّر آدامس من أنّ " الفاشيّين الأمريكان لن يأتي في لباس السفاتيكاس و القمصان البنّيين [ مثل النازيّين الألمان ] . النوع الأمريكي [ من الفاشيّين ]، قال، سيأتون حاملين الصلبان و منشدين عهد الولاء ". و هذا ما نراه ، مع الفاشيّين من الحزب الجمهوري و على رأسهم مريض جعل أمريكا عظيمة من جديد - الماغا / MAGA ترامب .
و كلّ هذا الأمر مع إطلاق النار على ترامب قد عزّز ، على الأقلّ الآن ، حملته للعودة إلى السلطة . و قد مكّن الفاشيّن الجمهوريّين من تصوير ترامب كنوع من " الشهيد " و " المنقذ " المبعوث من الإلاه . ، في حين أنّ ترامب في الواقع يمثّل الإضطهاد الأفظع و الأكثر إجراما للجماهير الشعبيّة . و إطلاق النار هذا أضاف أيضا إلى الموقع الدفاعي الذى كان فيه بعدُ عديد الديمقراطيّين ، مع تقارير بأنّ بعض الديمقراطيّين القياديّين يقولون الآن أنّهم مستسلمين لخسارة الانتخابات و القبول بواقع أنّ ترامب سيعود إلى السلطة – وهو ما سيقوم به بإنتقام . ( و قد كان الديمقراطيّون بعدُ منقسمين بحدّة ، مع البعض ينادون صراحة بالتخلّص من بايدن كمرشّح لهم – ليس بسبب أنّه قد دعّم كلّيا إسرائيل في تنفيذ المذابح الإبادية الجماعيّة للفلسطينيّين ، و إنّما لأنّ بايدن يبدو بوضوح أنّه يُظهر تراجعا في قدراته الذهنيّة ، و يبدو غير قادر على خوض نوع الحملة الحيويّة التي يمكن أن تُلحق الهزيمة بترامب ).
و في حين أنّ كلّ هذا ليس " علنيّا صراحة بهذه العبارات " ، يبدو أنّ ثمّة إنقسام كبير صلب الحزب الديمقراطي بين المستسلمين و الذين ينوون القبول بخسارة الانتخابات ، و السماح للفاشيّة بأن تعزّز سلطتها بشكل إنتقامي ، من جهة ، و من الجهة الأخرى ، أولئك الذين يأخذون مأخذ الجدّ الموقف المعلن للديمقراطيّين بأنّ ترامب يمثّل ، كما وضعوا ذلك ، " تهديدا وجوديّا للديمقراطيّة الأمريكيّة " و بالتالى يجب عليهم أن يفعلوا كلّ ما بوسعهم ، ضمن إطار السيرورة الإنتخابيّة، للحيلولة دون عودة ترامب إلى السلطة .
و مثلما نبّهت إليه في الرسالة عدد 63 ، فإنّ هذه " الديمقراطيّة الأمريكيّة " عمليّا صدفة خارجيّة تغطّى اللبّ الداخلي من الدكتاتوريّة الرأسماليّة ، خدمة للفظائع المرعبة ؛ و بينما الديمقراطيّون يتحرّكون بيأس للحفاظ على هذه الصدفة الخارجيّة، الفاشيّون الجمهوريّون مصمّمون بتعصّب على " تحطيم هذه الصدفة الخارجيّة من الديمقراطيّة لأجل فرض إستغلال و إضطهاد و نهب للشعوب و البيئة تامين و بلا عراقيل ".
و ليس من الواضح كيف أنّ كلّ هذا سيتطوّر في الفترة بين اللحظة الحاليّة و الانتخابات الرئاسيّة المبرمجة في نوفمبر ، مع الفوضى و الإضطراب المتفاقمين في العالم ، و خاصة فى هذه البلاد ، بما في ذلك الإنقسامات العميقة صلب الطبقة الحاكمة . و كما تمّ تسجيل ذلك بشكل دراماتيكي في محاولة إغتيال ترامب ، عديد الهزّات أصنافها مختلفة يمكن أن تحدث على ما يبدو " من لامكان " متسبّبة في إنقطاعات و إضطرابات في " الحياة العاديّة " و في " السير العادي " لهذا النظام . و مرّة أخرى ، مهما كانت دوافع مُطلف النار ، فإنّ محاولة إغتيال ترامب ، أبعد من حتّى " هزّات " ، نوع من " الزلزال" الاجتماعي و السياسي الذى ينحو إلى التواصل بعمق مؤثّرا في الوضع في البلاد ( و بالفعل في العالم بأسره ) مع تواصل تطوّر الأمور .
و يضع هذا موضع بؤرة التركيز المسألة الجوهريّة لكيف أنّ كلّ هذا – محاولة إغتيال ترامب و إحتدام النزاعات الأوسع في هذه البلاد ككلّ – يرتبط بإمكانيّة ثورة فعليّة : كيف يمكن إنتزاع الثورة من هذا الوضع المتفاقم . سأتناول بالبحث ذلك في رسائلى القادمة .
Get the latest social media message from BA on Substack, Instagram, Facebook, X, Telegram, Threads, TikTok, WhatsApp and YouTube
@BobAvakianOfficial