نقطة تحول في تلقف خطبة الوداع الصهيونية


عصام محمد جميل مروة
2024 / 7 / 28 - 17:42     

كان يتوجب على المتابعين لرحلة الجزار بينيامين نيتنياهو التي كانت محجة يُفترضُ القيام بها كل قادة العدو الصهيوني منذ بداية الاختفاء خلف ظهر الوحش الخارج من أتون رسم سباق وسياق نسج انظمة مكللة بكل فجاجة الذبح والقتل والابادة الجماعية منذ سنوات الاولى للحرب الاهلية الامريكية التي قادتها زمرة بيضاء من زعماء قادة الجيوش الاوروبية الذين نظروا من خلف المنظار الى توسيع مدارات الاحتلالات عبر البواخر البحرية حينها بعد الاكتشافات التي فتحت شهية كل مَنْ يمكنه وبإستطاعتهِ تحميل المراكب اعداداً كافية من العبيد والخدم لرحلات الاكتشافات عبر البحار وكان كريستوف كولومبوس من اوائل المبشرين بتواجد قوة غير مسبوقة على شواطئ المحيط الاطلسي الذي تحول تِباعاً الى حمل اسم اكبر شركة مساهمة في القتل والذبح والتجويع والابادة الجماعية رغم بروز ضخامة اعلامية سادت قبل 30 شهراً على اندلاع حرباً جديدة افتعلتها قوات حلف شمال الاطلسي الناتو اوكرانيا ! وما ادراك ما حصل وما يحصل وما هو متوقع حصولهِ في المئة يوم المتبقية من نزاع شرس على زعامة اربعة اعوام للبيت الابيض منطلقاً من تقبل ظروف احداث الحروب الدائرة على الكوكب ، وهناك مَنْ يعتقد أن المخابرات الاميركية والوكالة الحصرية "" للسي أي إيه "" ، هي الوحيدة والكفيلة عن كشف المستور في خبايا السنوات العِجاف القادمة بعد الصراع اللااخلاقي للتنافس الانتخابي الدميم في خطابات الزعماء من الحزبين الجمهوري ، والديمقراطي . في اكبر مراحل تفوق للبذائة والاتهامات المتبادلة بين الجانبين لحصد مقاعد اعضاء لصالح هذا الجانب او ذاك في مقر الكابيتول الكونغريس ، في تبنيه النواب والشيوخ كمراجع لتحفيز العملية الديموقراطية وبسطها على اوسع مداها ليس على الولايات المتحدة الامريكية فقط ، لا بل مع كل اطلالة ساطعة للشمس ، والنظر من نوافذ الكابيتول لتلبية حاجات البشر وهنا قد يجرنا الحديث عن هل ؟ فقط الكونغريس مَن لَهُ التصنيف في منح العلامات الى قادة العالم من منظار مراقبة دائمة ورفع العقوبات و إطالة زمنها وحصار بلاد كثيرة لا تغرد في قفص الكونغريس.
نقطة تحول في تلقف خطبة الوداع الصهيونية الاخيرة ليلة الخميس الجمعة الماضية ، عندما وصل راعي الديموقراطية في منطقة الشرق الاوسط بينيامين نيتنياهو حيث قال في خطبتهِ عن محورين لا ثالث لهما ، جانب ثقافي يعشق الحياة وإسرائيل عرابها .
ومحور مشاكس يعكس الموت وشياع نظريات لا تخدم البشرية وكان يُلمح الى ايران وحركة حماس والجهاد والفصائل الاخرى والى حزب الله وانصار الله اليمنية والحشد العراقي وتجمعات مقاومة في سوريا ، الذي ربما كان قد استمع الى خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في "" خطابه العاشورائي "" ، عندما قال ان الشهداء الذين يتقدمون على ايصال فكرة العشق للتضحية و للشهادة فلا نجدهُ الا عبر الاحبة من الاجيال الصاعدة التي تشربت فكرة الفداء بلا حساب دنيوى ، فمن هنا كان"" بيبي - المغناج "" ، قد تسرب اليه وهو يقف بمواجهة الاعداد الهائلة من زعماء الاحزاب السياسية الامريكية التي تحسب كل خطوة او كلمة تخرج من افواه مَنْ يصلون الى هذا الموقع المميز فيّ وضع خطط جديدة لمستقبل الشعوب .
فكيف الحال اذا ما عبر الجزار عن عجزهِ الواضح في تكرار فوضويته المُشبعة بالعنصرية عندما دك الطاولة صارخاً عن تذمرهِ من قبول البيت الابيض والكونغرس انتشار الملايين في شوارع المقاطعات والجامعات الاميركية والبريطانية والفرنسية التي منها يجب ان يسود الامن والرخاء والهدوء ، وعدم الاصغاء الى تلك الاصوات التي تهاجم وتحاسب إسرائيل على اقترافها الابادة الجماعية ومعاقبتها على قيامها بتلك الخطوات وهي كانت سائدة لدى الانظمة المذكورة الانفة الذكر بعد وضع لمسات استعمارية وديكتاتورية واستيطانية على غِرار تواجدها اي المستوطنات اليهودية التي تكلفت الحكومات الغربية في دعمها وحمايتها لغاية تسليحها ، ومنحها حق ارتكاب قانون شريعة الغاب ضد المدنيين الفلسطينين الذين يعيشون ابشع انواع العنف والارهاب والتطرف تحت الاحتلال منذ بداية شرعنتهِ طيلة العقود الماضية الثمانية .
كل المتابعة للزيارة كانت تُلزِمُ الوكالات للأنباء الدولية الكبيرة على مد فتح قنوات الاتصال للنصوص في خطاب شخصية اساساً مغضوب عليها داخلياً اي اسرائيلياً نتيجة فسادهِ الذي دام ستة عشرة سنة ، هذا زمن سابق ولم يخرج رئيساً للحكومة من منصبه الا و عاد الى محاولاته الجديدة للتعلق في تلابيب السلطة ووحشتها فكانت المحاولات قابلة للتطبيق حسب مكتبه المُصغر الذي عايش انتكاسات متعددة في حروب قطاع غزة منذ عهد جورج بوش الابن وباراك اوباما وصولاً الى المدبر الاكبر المراوغ الذي نجى من الاغتيال دونالد ترامب حيثُ كان سباقاً الى فتح الشهية للقتل او المساومة بعد حكمه اعوام اربعة وكانت "" معاهدات / آبراهام "" ، المُبرمة ، قد خرجت من العتمة الى النور بعد تهديداته لدول صديقة عربية لفرض عقوبات عليها اذا ما رفضت مشاريع التطبيع والاعتراف بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل كونها تشكل جزءا حضاريًا في محيطها فلذلك علينا رفع شأن الكيان اليهودي الصهيوني الجديد وجعلهِ في مقدمة اولوياتنا الاستراتيجية تحت رعاية بلاد العم سام .
بعد الاصطفاف العنصري الى جانب دولة إسرائيل كما أُشيع بعد حرب طوفان الاقصى خلال معركة ذاقت إسرائيل مرارة لم تعتادها في كل حروبها التي خاضتها قديما ضد الجيوش العربية اذا ما اسميناها اي الجيوش كانت فعلاً قائمة للدفاع عن شعوبها ، ولكنها غابت جميعها واصبحت تخدم الحكام المستبدين الضِعاف ، تُرغمهم الولايات المتحدة الامريكية على توقيع معاهدات جانبية سرية لإطالة آماد فترة حكمها الابدي . فوقعت معظم الانظمة في حيرة غير منقطعة النظير في تعويم اقامة علاقة مع الكيان الصهيونى رغماً عن تجاوز الشعوب المغلوبة على امرها .
لكن حرب غزة والقطاع وبعض الحلفاء في الممانعة قد ابدوا المثابرة والبسالة لمواجهة الماكينة الصهيونية المدمرة التي لا تعرف سوى استخدام القوة المُفرِطة ضد ألشعب الفلسطيني الاعزل. فكانت حكاية المقاومة المستمرة هي مَنْ حذت بقيام الجزار الصهيوني المتغطرس ان يرفع فبضتهِ عبر منبر الكونغريس ويهدد ويتبختر كأنهُ طاووس نافشاً ريشهُ في قفص كبير يُحيطُ دولتهِ العنصرية .
لكننا في دراسة سريعة لأراء المهتمين في نتائج نجاح الزيارة او تلقى الجزار بينيامين نيتنياهو رضى الحزب الديموقراطي الذي كان زعيمه الاكبر جو بايدين من اوائل الاميركيين الذين دعموا إسرائيل على السراء والضراء بلا قيد او شرط لصهيونية الدولة .
كما كان دونالد ترامب المُستهدف بعد مُحاولة الاغتيال التي قال عنها انني ربما سوف يتم تصفيتي لأنني اعرف كيف امنع سقوط إسرائيل بعد رعايتها عقوداً وأنني امنحها وقتاً كافياً لتغلبها على محيطها مهما كلف ذلك من اللعب بالنار الحارقة .
فأن إسرائيل و الثروات النفطية في المنطقة هي محور جوهر خطابات زعماء إسرائيل كلما إشتدت الضغوط والازمات لتحجيم قوتها العسكرية الضخمة.
وللحديث بقية.