نفوذ يحيى السنوار ويحيى السريع


عصام محمد جميل مروة
2024 / 7 / 21 - 19:25     

قالوا قديماً كل جديد وحديث هو الذي سوف يفتح امام الناس أبوابا غير قابلة للنقاش وللطبيق النظري او العملاني اذا ما كانت هناك ادلة ودوافع تحث على تفسيرات آيلة الى انتشارها كالنار في الهشيم فكيف سيكون الحال اذا صارت فعالية الحروب هي مَنْ تصنع قادة لهم ما لهم في تاريخ اثبات الارادة الشعبية والاملاءات بلا دخول الى جامعات و اكاديميات تمنح الاجازات لهذا القائد او لهذا الزعيم عبر وقائع حقيقية على الارض لتحديد مسارات الحروب وإن كانت دائماً المقاومات هي تُصنف الصادق الهُمام عن غيرهِ من الذين يُعلقون على صدورهم اوسمة موشحة تحمل صوراً وشعارات تدلُ عن تسلط الملوك والامراء والزعماء من رؤساء العصر الحديث اثناء وجودهم في طواحين الحروب .
كانت قبل يومين عملية ايصال المُسيَّرة اليمنية الايرانية الصنع الى محراب مصانع القتل والتدمير والحصار واللعب فوق العادة وكأننا في ساحات حلقات من المقامرة على ارواح الناس دون حسيب او رقيب .
فكان جزار غزة وزبانيته قد وضعوا رؤوسهم تحت رمال فلسطين وتراب عزيز على اهل النصر الدائم الذي سطر افضل تزاوج ما بين الاشقاء الحريصين على تحقيق العدالة !؟. او في الحد الادنى ايصال ما يمكن تعويمه ان قضايا الشعوب لا يمكن ان تنحصر في مكاتب القتلة المجرمين المستمدين تبييض ادباراتهم من قادة دول الغرب في اوروبا وفي حلف شمال الاطلسي الناتو ، تحت زعامة البيت البيضاوى الغارق في اوحال جداً عقيمة لتبرئة كل زعيم سابق او حالى او مستقبلي ، عن فرض حرية التعبير والرأي من خلال ما تراه تلك المجموعات المكونة من سلاطين وجلاوزة عُتاة ضاقت بهم السُبل فقرروا منح كل ما لديهم من سلطة وعنف وقوة الى جبابرة العصر الحديث. هناك في منطقة الشرق الاوسط حالات تنطبق عليها مآلات عسكرية ضخمة لا سيما اذا ما لاحظنا خطط الانظمة المتورطة في صناعة الحروب او حتى فضَّها لدواعى انسانية ، عمداً بعد انتشار ظاهرة العنف والارهاب فيتدخل العقل المدبر على الاقل لمناصرة الشعوب التي يتم سحقها او تجويعها او قتلها او تشريدها والتاريخ شاهد على كُتِبّ في اكبر سيَّر قادة الولايات المتحدة الامريكية بعد سطوتها على ما سُمىّ تجميع الولايات وسحبها من جنوبها الى شمالها بعد القضاء على الملايين من السكان الاصليين من الهنود الحمر منذ قرون ليست ببعيدة ، وها هي الولايات المتحدة الامريكية ما زالت تنشر الرعب والفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مدار القرون القديمة ، حيث لم تتعلم من ان حرية الشعوب ليست مقيدة واذا ما قررت فسوف تتحرر من عبودية ورق، مُتاح تُعززهُ الولايات المتحدة الامريكية عبر نفوذها الاكبر وهي مصانع الاسلحة الفتاكة التي تنتجها مع حلفائها وهي الوحيدة التي لا يمكن انتقادها او حتى سؤالها عن امكانية استخدام تلك الاسلحة في الازمنة والامكنة المُصطنعة ، التي ترعاها هنا وهناك وإن كانت "" اللقيطة او الربيبة إسرائيل "" ،قد فاحت جرائمها منذ عمليات طوفان الاقصى في السابع من شهر اكتوبر الماضي حيث بلغ السيل الزبى في الاعتداءات الخارقة لحقوق الانسان في العصر الحديث.
برز القائد المجاهد يحيى السنوار منذ ما يُقارب عقوداً ثلاثة ما بعد الانتفاضة في مناطق قطاع غزة وفي الضفة الغربية تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم حيثُ كانت تعاليم الشيخ المُقعد مؤسس حركة المقاومة الاسلامية حماس احمد ياسين . في تعاليم غير اكاديمية او جامعية تُرغمُ التفوق في الاقتناع عن الانغماس في قراءة التاريخ جيداً اذا ما كان الصراع هو مَنْ يأخذ كامل الاوقات الصعبة لجمع المقاومة وتحريضها ضد الظلم والعبودية والرق ، والدفاع عن المظلومين والفقراء من الناس النازحين المتنقلين من مخيم الى اخر ، يحيى السنوار قائد ميداني يعرف كيف يأمر ويعرف كيف ينتقد اعداءهِ وقرأ تاريخ الصهاينة داخل المعتقلات الاسرائيلية وكان "" متمكناً من اللغة العبرية "" ، حيث قال عَنْهُ قادة المعتقلات انهُ منذ اعتقاله لم يضيع اوقاتهِ لا في النوم او الراحة ، بل كان دائماً يطلب صحف ومجلات وكتب عن سيرة القادة في المعارك وعن التغطية الكاملة لتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وبداية الطلقة الاولى ضد الكيان الصهيونى ، منذ وعد بلفور الذي سلط الظلم بغطاء علني من رعاية وحماية الظالم . تعلم يحيى السنوار فصول الهجوم والدفاع والمناورة ، عرف كيف يقتنص عبر التجربة المتواضعة مع قراءة كيفية مواجهة قادة الجيش الذي لا يُقهر ، حيث تربوا وتعلموا في الاكاديميات العسكرية الصهيونية في داخل إسرائيل وفي خارجها .
لكن يحيى السنوار "" ابو ابراهيم "" برز غداة إفتضاح استهداف غلاف غزة ووصل صيتهُ الى كامل اصقاع المعمورة بعد 289 يوماً من الحرب والحصار على قطاع غزة وعلى ملاحقة ابواب وفتحات الانفاق التي يقود من فوهتها مقاومة غير منقوصة في تجريد قادة العدو من كل الاوسمة والنجوم المعلقة على اكتافهم العامرة بالابادة والمجازر والمذابح ضد المدنيين ، هكذا يتعلمون وهكذا هُم يُفرغون كل ما لديهم من عنصرية ضد الشعوب الحرة .
يحيى السريع شخصية عسكرية برزت منذ سنوات عندما اتخذت المقاومة اليمنية موقفاً تاريخياً في الوقوف الى جانب المظلوم ضد الظالم ، ناتج عن تورط جانب كبير من جلاوزة العصر الحديث واتخاذ الاجراءات في حصار اليمن وتجويعه وثناءهِ عن الوقوف الى جانب المقاومة الاسلامية في فلسطين وفي لبنان وفي العراق وسوريا ، تحت تحالف الممانعة المتضامنة مع دور الجمهورية الاسلامية الايرانية و مقارعتها للإمبريالية الدولية وتأثيرها على منطقة الشرق الاوسط وتحديدًا عبر الشريان الحيوي للملاحة الدولية التي من الضرورة مرورها عبر خليج عدن الشهير .
فلذلك كان يُعلنُ في بياناته واحدٌ تلو الاخر عن عدم السماح لمرور الناقلات العملاقة التي تحمل العدة والعتاد للكيان الصهيونى دون شعور بالذنب .
فكانت الهجمات منذ اليوم الاول بعد انتشار صيغة غلاف غزة ، واصدر بياناً حينها بأن بوابات ومعابر اليمن تحت تصرف المقاومة خدمةً لقضية الشعب الفلسطيني ، وهكذا ليس تبسيطاً او تسطيحًا لمآلات إختراق الطائرة المُسيَّرة التي حلقت ما يفوق الالفين كلم من مراكز المقاومة في اليمن حيثُ تعهد ""اليمنيون / والحوثيون "" من قادة انصار الله في هجوم علني وليس سرى ضد مدينة تل ابيب التي ينعم سكانها بالهدوء التام رغم ضراوة الحرب منذ عشرة اشهر ، لكن الحديث عن ضراوة تغيير فرضية رؤية اشتعال وسط تل ابيب او "" يافا والنواحي "" كما تقول اوساط يحيى السنوار و يحيى السريع ، من انها قابلة للإنصهار واللهب وتحويلها اي الاراضي العربية المحتلة لمسرح عمليات كبرى لا تحتاج الى قادة تم تخريجهم من جامعات اكاديمة عسكرية كبرى .
الذين لهم مسارات ومعتقدات ذات طابع ثقافي نابع من تحرير فلسطين من النهر الى البحر لا يقتصر على النظر اذا ما كانت الغارات الاسرائيلية التي شنتها إسرائيل ضد مدينة الحديدة في ميناء عدن وتم وقوع لهيباً كانت السنتهُ اشبهُ بكتل هجمات هيروشيما وناكازاكي الشهيرة من صناعة تجار الدم والسلاح و العنصرية المُفرِطة .
وللحديث بقية .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 21 تموز - يوليو / 2024 / ..