دلالة زيارة تبون لبلاد لقبايل
كوسلا ابشن
2024 / 7 / 20 - 21:52
زيارة تبون لبلاد لقبايل خطط لها بعد إعلان رئيس الحركة من أجل إستقلال لقبايل, عن قيام جمهورية لقبايل الدمقراطية و عاصمتها تيزي وزو. الزيارة التي لم تكن أن تحدث إلا بعد التحضير الأمني المتقن, و إيجاد كتلة القطيع التي ستقدم الولاء لقصر المرادية, بإسم لقباليين, و خوفا من الإحتجاج الشعبي سخر قصر المرادية كل الوسائل القمعية لإسكات الصوت لقبايل المعارض, وهذا الفعل الإجرامي ترك للجهاز القمعي للتعامل معه قبل الزيارة.
الدلالة المباشرة للزيارة تكمن في إيهام العالم, أن "الماك" لا يمثل لقبايليين و إدعاء أن "الماك" معزولة و من دون قاعدة شعبية في لقبايل, و أن لقبايل جزء من التراب دزايري و أن ولاءها هو فقط لقصر المرادية. و لتأكيد للعالم على الشرعية "الوهمية" لأطروحة النظام العسكري, إستدعى قصر المرادية الإعلام الأجنبي لمواكبة حدث الزيارة.
الدلالة الثانية الكامنة وراء الزيارة, هي إعطاء الإنطباع المخادع و الكاذب للمناطق الآخرى بالتصالح مع لقبايل و ذلك بأكذوبة إستضافة لقبايليين لدمية الجنرالات تبون بأحر إستقبال, و الذي إلتقتته كاميرات القنوات التلفزية و المواقع الدعارة الإعلامية, أدوات الدعاية الإعلامية للنظام العسكري الإستبدادي. الفضيحة أن الجمهور الذي أعد لإستقبال تبون لا ينتمي لبلاد لقبايل, جماعة أجنبية عن بلاد لقبايل, أستقدمت من دزاير العاصمة و تسربت في أوساط خونة الداخل لإعلان الولاء اللاشرعي الذي لا يخص شعب لقبايل . الجنرالات كانوا يدركون مقاطعة شعب لقبايل لحضور تبون, الذي دنس أرضهم الطيبة و إنتهاك حقوقهم و آباد شعبهم, وبهذا أعادوا حدث مسرحية بوتفيلقة لبلاد لقبايل. سلطة العسكر الغير المرغوبة فيها و الغير المرحبة بها في بلاد لقبايل التي أعلنها ممثل الشعب لقبايلي, جمهورية مستقلة عن قصر المرادية, قبل أشهر, سخرت إمكانيات هائلة لإنجاح الزيارة, لكن كل الحقائق تشير الى فشل الزيارة و لم يحقق تبون هدفه.
المسرحية الهاوية سقط ممثليها من منحدرات جبال لقبايل و فشل مخرجيها على أرضية ملعب تيزي وزو, الذي أرعب إسم حامله الأعداء التاريخيين. بقي تبون في حالة هوس, يلوح بأيديه للمدرجات الفارغة التي قدمت له الشرعية و الولاء بالصفر على صفر.
تدشين ملعب تيزي وزو الحامل لإسم الراحل المقاوم لقبايلي حسين آيت حمد و الأمين العام السابق لحزب الطليعة الإشتراكية الممنوع بدزاير, المعروف حاليا بعد رفع الحظر عنه بإسم جبهة القوى الإشتراكية, جعل تبون أضحوكة تتداولها مواقع التواصل الإجتماعية و الإعلام المعارض.
خطوة تبون المستفزة للشعب لقبايلي بزيارته الى أرض حاول آبادة شعبها بنيران أفران الغابات المشتعلة, و رسم خطط إضطهادها بسياسة الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لقبايلي من قمع و إغتيالات و إختطافات و تعذيب في غياهب السجون و منع لحرية الرأي و التعبير و كل أصناف المهينة لكرامة الإنسان. الزيارة الإستفزازية قاطعها الشعب لقبايلي, و لم تضيف لقصر المرادية إلا الفضيحة و الهزيمة لتضاف الى فضائحه و هزائمه السياسية.
التلميذ النجيب تبون تعلم من معلمه بوتفليقة دروس الإنتهازية و الضرورة الظرفية, فقد سبق لبوتفليقة قبل العهدة الثالثة أن قصد لقبايل لإضفاء الشرعية على حكمه و تبرئة نفسه من الجرائم التي ترتكب في لقبايل, و من أرض الأحرار أعلن أكذوبته الشهيرة " أنا أمازيغي حقيقي", المتجلية في سياسة العصا و الجزرة, بين الإضطهاد الممنهج و الإقرار بالمراسيم الورقية أو التنازلات الصورية. تبون التلميذ أراد الإستفادة من تكتيك معلمه في الإحتيال. بدأها العسكر بعسكرة لقبايل و بنقل المواطنين من العاصمة الى لقبايل لأستقبال دمية الجنرالات, بهدف تضليل الشعب بأكذوبة إزالة التوتر السياسي بين لقبايل و قصر المرادية, و تجاوز القطيعة بين الطرفين إثر المذابح الدموية, و بدأ صفحة المشاريع التنموية الوهمية في المنطقة. من عاصمة مقاطعة إنتخابات قصر المرادية, تيزي وزو المقاومة, أعلن تبون عن ترشحه لولاية ثانية من بلد لا تعترف به رئيسا و لا تعترف بإنتخابات قصر المرادية. تبون بالنسبة للشعب لقبايلي مجرم حرب, يتحمل المسؤولية المباشرة عن جريمة الآبادة الجماعية بنيران الأفران الغابوية. و تبون هو المسؤول عن إضطهاد لقبايليين لمنع إستمرارية الحراك الشعبي, بإستخدام جميع الوسائل اللاإنسانية و الوحشية من القتل و الإعتقالات التعسفية و المحاكمات الصورية.
بلاد لقبايل غير مهتمة بإنتخابات قصر المرادية و هي غير شرعية في بلاد محتلة و لهذا قاطعت الإنتخابات السابقة التي عرفت المشاركة فيها صفر في المائة, ونفس السيناريو سيعيد نفسه مع الإنتخابات القادمة, و مشاركة المستوطنين في لقبايل و الخونة بالإنتخابات اللاشرعية, لا يأثر في عملية المقاطعة الجماهيرية لشعب لقبايل.
البحث عن إضفاء الشرعية على النظام الفاقد للمصداقية, من بلاد لقبايل تحت الإحتلال, إصتدمت بإرادة الشعب الرافض لتدنيس أقدام المحتل لأرضه الطاهرة, و المقاطعة دالة عن رمزية النضال السلمي و الوحدوي لقبايلي, المعبر عن الرفض المبدئي لسلطة أجنبية فوق الترابي لقبايل. الزيارة الفاشلة برهنت عن اللاشرعية لقصر المرادية و أنها سلطة إستعمارية غير مرحبا بها في بلاد لقبايل, و على جمعية العامة للأمم المتحدة إدانة إنتهاك قصر المرادية لحقوق الشعب لقبايلي, و عليها إنصاف الشعب بالإعتراف بحقه في الإستقلال, ضمن السياسة الأممية الداعية لتصفية الإستعمار.
قبل يومين أدانت منظمة العفو الدولية السياسة الإستبدادية لقصر المرادية المنتهكة لحرية التعبير و الرأي و التجمع السلمي في دزاير عامة و في بلاد لقبايل خاصة. لقد آن الأوان للأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها السياسية و الأخلاقية بالكشف عن جرائم جنرالات قصر المرادية و إدانتها و طرح ملف تصفية الإستعمار في لقبايل في جدول أعمالها.