نتنياهو ليس معنيا بتقديم هدايا لبايدن


نهاد ابو غوش
2024 / 7 / 20 - 04:49     

نهاد أبو غوش
قال الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش المختص في الشؤون الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس معنيا بتقديم اي هدية للرئيس الأميركي جو بايدن ولا لحملته، في ضوء مواقفه المعروفة شبه العلنية بالانحياز للمرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب. وأوضح أن هذا السبب بالإضافة إلى تمسك نتنياهو بالسلطة ورفضه أي محاولة لإجراء انتخابات مبكرة قد تنهي حكمه، هما السببان اللذان يقان وراء رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي لصفقة التهدئة وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، على الرغم من تأييد كل القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وشرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي بالإضافة إلى أغلبية أعضاء الائتلاف الحكومي وتشمل جميع أعضاء حزب الليكود في الحكومة باستثناء نتنياهو نفسه ووزير آخر اسمه ياريف ليفين إلى وزراء حزبي شاس ويهدوت هتوراة المتدينين.
واضاف ابو غوش أن نتنياهو ومقربيه يغازلون المرشح ترامب علنا، ويتعمدون انتقاد بايدن في قضية لإبطاء شحنات الأسلحة بعد تضخيمها وكان بالإمكان معالجتها في الغرف المغلقة، كما أن حلفاء نتنياهو ومقربيه الشخصيين لا يخفون دعمهم الصريح لدونالد ترامب الذي ينظر له على أنه أكثر رئيس أميركي مؤيد لإسرائيل عبر التاريخ. وأكد ان فرص ترامب تعززت خلال الأسبوع الخير في ضوء محاولة الاغتيال التي تعرض لها والحالة الإشكالية للرئيس بايدن والشكوك في أهليته لخوض سباق الرئاسة مع مطالبة كثير من قيادات الحزب الديمقراطي بايدن بالتنحي في ضوء استطلاعات الراي التي تعطي ترامب تفوقا حاسما، ومطالبتهم بإفساح المجال امام مرشح آخر يمكن أن يعطي فرصة افضل للديمقراطيين وخاصة في ضوء المشاكل القانونية لترامب.
وحول الصفقة قال أبو غوش أن نتنياهو لا يمكنه ان يعلن عن رفضه العلني للصفقة، لأن ذلك يضعه في صدام حاد مع قطاعات واسعة مع الجمهور الإسرائيلي والأميركي على السواء، ومن شأن ذلك أن يشوش على زيارته للولايات المتحدة وخطابه أمام الكونغرس ومن مصلحته أن يبدو كرجل دولة يؤيدوه يجمع عليه الأميركيون من كلا الحزبين، وخاصة أن نعظم اليهود الأميركيين يؤيدون الحزب الديمقراطي، وللتغلب على هذه المعضلة سعى نتنياهو لإضافة شروط جديدة للاتفاق لم تكن واردة فيه اصلا آملا أن يدفع ذلك حركة حماس وفصائل المقاومة إلى رفض الاتفاق، ثم بات حريصا على أن يظهر دعمه لاتفاق مستقبلي إذا لبى الشروط التي تطلبها إسرائيل ( الحق في استئناف الحرب، عدم النص على الانسحاب الشامل، السيطرة على معبر رفح ومحور صلاح الدين، تفتيش النازحين لدى عودتهم لأماكن سكناهم لضمان عدم تسلل المسلحين لشمال غزة، ثم وضع فيتو على اي اسير فلسطيني والحق في إبعاد اي اسير وكذلك المطالبة بزيادة عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء في المرحلة الأولى من الصفقة، وهكذا فهو يريد الإيحاء بأنه مؤيد للصفقة ولكنه ليس متعجلا لإبرامها، ويسعى لمواصلة المماطلة والتسويف وقد نجح في جرجرة إسرائيل إلى توقيت الإجازة الصيفية للكنيست التي ستستمر لثلاثة اشهر بحيث ما أن تنتهي حتى يحين موعد الانتخابات الأميركية. ولفت ابو غوش إلى أن خطاب نتنياهو المرتقب أمام الكونغرس الأمريكي يهدف إلى كسب التأييد من خلال التأكيد على مواجهته دور إسرائيل كممثل لقوى الغرب وقوى النور في مواجهة قوى الشر والظلام "قوى الشر" وحفاظه على القيم المشتركة مع الغرب، متوقعاً أن يُلاقي نتنياهو دعماً من الكونغرس، نظراً لوجود انحياز ونفوذ كبيرين لأعضاء الكونغرس في مراكز القرار.

وبشأن دعم ترامب لإسرائيل، لفت أبو غوش إلى أن ترامب شخص غريب الأطوار، وقدّم الكثير لإسرائيل، وقد يفاجئ نتنياهو بمواقف على عكس ما يريده، بالرغم من أن الأرجح أنه سيدعمه. إبرام الصفقة وخطر الانتخابات المبكرة
وفي ما يتعلق بابرام الصفقة وتأييدها إسرائيلياً، قال أبو غوش: إن هناك أغلبية واضحة في الكنيست والكابينت والحكومة والقيادة العسكرية الإسرائيلية تدعم إبرام الصفقة، لكن نتنياهو يعارض ذلك، لأنّ إبرام المرحلة الأولى منها يعني الهدوء والتوجه إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل، وهو ما لا يريده.

وأضاف أبو غوش: "نتنياهو نجح في تمديد الحرب حتى دخول الكنيست في عطلتها، ما يعني تمديد الحرب لثلاثة أشهر أخرى، بعيدًا عن حجب الثقة عن الحكومة، حيث تعقد الكنيست جلساتها فقط في حالات طارئة وبشروط محددة".