|
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 12
أمين بن سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 02:49
المحور:
كتابات ساخرة
- تتذكر أول ليلة؟ - نعم سيدتي. - كيف كنا سنكون لو لم ترحل إيمان؟ - كنا سنكون معا... كيف؟ لا أعلم. - صبرت علي كثيرا... - لم يكن شيئا... مجرد تفاصيل لا تساوي شيئا أمام الأصل. - كانت هامة... - نعم، لكنها لم تتجاوز مستوى التفاصيل. - هل ندمت على شيء؟ - كل الذي حدث أدى إلى ما نحن عليه الآن... حتى غياب إيمان، وإن كان ظلما لم أقبله يوما. - لايتيسيا ذكية... - ... - سألت عن إيمان... - كنت حاضرا. - قالت لي أنها كانت تخشى من أن نكون متدينين... - أمي قالت أنها تتكلم عن المسلمين "المتطرفين"... - لا عزيزي... قلت لك إنها ذكية. - تعالي... ادني مني... - إني حائض! - لا، بجد... لن يتغير الشيء الكثير... لن تكون أكثر من أيام العطل... - اتفقنا أن تتصل بي دائما... - ... - وبالكاميرا... - ... - اعتراض ما؟ - لا، تستطيعين القرار، أثق بقدرتك على ذلك... - وأنت؟ - أنا ليس عندي كاميرا... ممن تجاوزهم العصر مثلما تعرفين... - لا بأس أن تكلمها معي من حين لآخر، سيفرحها ذلك... - سيسرك؟ - نعم... - أفعل، مادام سيسرك... - وسيسرها... - ...
مشهد 3: ______
أنا وملاك أمام الإدارة... - قلت لك أنه لا تأثير له عليها، وطنط هي من كانت وراء كل شيء! - سأكلمه سأكلمه، إذا كنت لا تريدين الذهاب معي فأنت حرة... سأقول له إما يبيعها وإما سأحرقها! - هل جننت؟ هل نسيت من يكون؟ - لا لم أنس، وسأكلمه وليحصل ما يحصل، لا يهمني... سأدخل! - ... انتظر! سأذهب معك! في مكتب السكرتيرة... - ملاك؟ ماذا تفعلين هنا؟ - نريد مقابلة السيد العميد... - السيد العميد! لم يعد "عمو"؟ إيمان أرسلتك؟ - ... - وأنت ماذا تريد؟ - إنه معي... - لا تقولي لي أنكما تشاجرتما معها وأنتما هنا لذلك؟ لم تعودي طفلة، كبرت ملاك... - لم نتشاجر... أعلميه أرجوك... - إذا كان أمرا لا يستحق، أنا من ستدفع الثمن، فجنبيني ذلك عزيزتي... - الأمر يستحق، ولن يغضب منك، أعدك... فاعلميه رجاء... - طيب، بما أنك ضمنت لي، سأفعل... ولحسن حظكما لا يوجد معه أحد...انتظرا هنا. في مكتب العميد... - ملاك... ادخلا... - ... - نعم؟ أستمع... - ...
- نعم! تكلم أنتَ... - أأأ... أنا وإيمان... - يقصد نحن أصدقاء
- نعم.. - لا أحد يعرف متى سيموت، لكن هناك من يفتح للموت كل الأبواب سيدي - يقصد... نقصد موتورسايكل إيمان...
- ما به؟ - هل تحب ابنتك سيدي؟ - اسكت هل جننت!
-أكيد أحب ابنتي، واصل... تكلم... ملاك تعالي هنا، ابتعدي عنه. - في الطريق السيارة، إيمان تقود بسرعة 230 وربما تجاوزت الـ 300 لو كانت وحدها... - من كان معها؟ أنتَ؟ - لا، ملاك... - أكمل - أريد... نريد أن تمنعها من ذلك... أن تبيع الموتورسايكل. - ليت الأمر كان بيدي يا ولدي! لكن... ربما يكون بأيديكما أنتما. - أستطيع أن أسكب عليه البنزين وأحرقه! - حماس الشباب... قد يعين. اخرج وانتظر صديقتك في الخارج. - أريد أن... - ماذا تريد؟ قل - إيمان مهمة جدا بالنسبة لـ... لنا، والموتورسايكل خطر عليها، أريد أنـ - جيد... تستطيع الخروج.
- وأنتِ ما عندك؟ - لا شيء... نفس الكلام الذي قاله. - أمها اشترته لها، تعلمين ذلك... - نعم! - إذن، أنت وصديقها، افعلا ما تستطيعان - لماذا لا تبيعه؟ ستغضب مدة ثم ستقبل - كأنك لا تعرفين أمها... هيا التحقي بصديقك الآن. - نعم... - إذا كان صديقك مهما لإيمان كما يظهر، ربما يستطيع إقناعها... - ... نعم... سأغادر.
مشهد 5: ______
ثم... انتهت السنة الأولى. أنا، ملاك، إيمان، محمد، وجامبو. تركت أربعتهم وقصدت الكافيتيريا... أنا، قهوة... ملاك، صودا... إيمان، لا شيء... محمد، ماء... جامبو، بيتزا وصودا! وفي طريق العودة رأيت جامبو تغني أمام إيمان فأسرعت .. https://www.youtube.com/watch?v=UjDRcVJB-78 .. - عندما ذهبت ظلت تنظر إليك... فواسيتها... ثم! التفت في المستقبل! وأنت عندما تمشي كأنك خنزير! - ماذا؟ - لا شيء... أعطني البيتزا... - أنت مصيبة لا تعرفين إلا الأكل! - https://www.youtube.com/watch?v=iSw8nREFLR4 ، هات البيتزا، PIG! المعروف عنا في الكلية منذ "يوم حضن الشعر الأصفر" وحتى نهاية السنة: أنا وإيمان، أما ملاك فصديقة دائمة التواجد معنا... محمد وجامبو كان يعتقدان ذلك أيضا...
مشهد 2: ______
على حافة الطريق السيارة، توقفت إيمان... - أنت ترتعشين، هل خفت؟ - أنت مجنونة! - الأدرنالين عزيزتي... - لن أركب معك مرة أخرى! ابتعدي عني! - لا تكوني جبانة... ذهبت معي مرات عديدة إلى مضمار السباقات ورأيت... - ذهبت، لكني لم أركب وراءك! اتركيني هنا! - تعرفين، وصلت مرة 360 كيلو... أما منذ قليل فلم أتجاوز الـ 230! - مازلت صغيرة ولا أريد أن أموت! لن أركب معك قلت لك! - ملاك... أنت تبالغين كثيرا... هيا تعالي، ماما تنتظر... - لن أركب قلت لك! - طيب، لن أسرع... أعدك... - لن أركب مرة أخرى! اتركيني هنا! مع توقف سيارة شرطة... - ملاك، لا تتكلمي، سأتكفل به... لا تنطقي بحرف... - ماذا عندنا هنا؟ هل كل شيء على ما يرام؟ - نعم، توقفنا نرتاح قليلا، وكنا على وشك المغادرة. - الأوراق والرخصة من فضلك... كم عمرك؟ - 19 - وأبوك اشترى لك هذه؟! - ... - كل شيء تمام... تفضلي... - شكرا - أقصى سرعة قدت بها منذ أن حصلت على رخصتك؟ قولي الحقيقة... - 150 - ابني البكر أكبر منك بسنتين، صديقه عنده طائرة كهذه، وتخيلي أنه مثلك لا يتجاوز 150! - ... - لو كان الأمر بيدي لحرّقتها، ولأدخلت أباك وأمك السجن... الذي بيدي أن أرجو لك ولصديقتك الوصول بسلام... الطريق مراقبة بالرادار لا تنسي... - أعرف... ذهب... هيا ملاك تأخرنا! - قلت لك لن أركب! - أعدك لن أسرع... - ... - 200؟ - لن أركب! - 180؟ - ... - 170 - ... - 150! آخر كلام عندي! وبمباركة الشرطي! - آخر مرة أركب معك! - جبانة! انتظري أرى خوذتك... جيد... اتبعيني الآن... وإذا نمت أيقظيني!!
مشهد 4: ______
- أعلم أنك لست سعيدة، وأعلم أهمية ذلك بالنسبة لك، أنت هاوية، موهوبة، مخدرات بالنسبة لك، فن، تحدي نجحت فيه... سمه ما شئت، لكنك لست وحدك من تقررين! - جامبو تموت لو منعت من الغناء... - اللعنة! تقارنين الغناء بمخبولة تقود بـ 300 كيلو في الساعة! - أنت تدخن... ما الفرق بين احتمال حادث وبين سرطان الحنجرة أو الرئتين؟ - أنت متعِبة! - نفس الشيء... أقلع عن التدخين إذن! - أفعل ولا مشكلة عندي - لكنك دخنت حتى شبعت! أما أنا فلم يمض على شرائه حتى الشهر! - لن تنجحي... تعلمين أنه منطق العاجز ومن لا حجة عنده... - لكن هذا ظلم... حلم حياتي أن يكون عندي موتورسايكل، وماما تحملت الكثير وضحت من أجلي منذ أن كنت صغيرة وبرغم رفض بابا! - أم مستهترة... كي لا أقول شيئا آخر! - لا أستطيع! ولن أسمح أن تبتزني لا أنت ولا ملاك! - عزيزتي، هناك من تعنين له ليس الكثير بل "كل شيء"، وكل لحظة تمر تتعاظم قيمتك! من هذا الأحمق الذي سيسمح لك أن تصبحي الأوكسيجين الذي يتنفس، ثم هكذا! وفي لحظة! وبكل بساطة! تتحولين إلى أشلاء؟ هذا اسمه انتحار! - أنت تبتزني وفي أكبر نقطة ضعف عندي! - جيد... موتي وحدك إذن! - انتظر، لا تغادر! تعرف أني لن أكون سعيدة! وسينقصني دائما شيء فهل ترضى ذلك؟ - لا أعرف لماذا كلما اقتربنا يظهر مانع يبعدنا! لم يمض شهر الآن ثم اشترت لك أمك "أحسن هدية في حياتك"! لا أعلم أي أم هذه وما يوجد في جمجمتها! - 500cc مثل ابنتها... - تسخرين مني الآن؟ - ماما مغرمة... وأنت أيضا، أم ستنكر؟ - نعم، الفورمولا 1 وليس الدراجات! شوماخر، الفراري... لكن كمشاهد ولا شيء آخر! - تعرف أني لن أستطيع... - هناك حل وسط مُرض لكل الأطراف... - ... - القيادة تكون فقط كما كنت، في حلبات السباقات، وطيري فيها حتى لألف كيلو، أما خارجها فلا... - لا أستطيع... وقتي لم يعد يسمح، ثم يلزمني وسيلة نقل، ما الفرق لو كانت عندي سيارة؟ نفس الشيء! - نعم... نفس الشيء! نعم! ذلك الصاروخ "وسيلة نقل"! لا فائدة من الكلام معك، ويجب أن أذهب والآن! قبل أن تكتشفي وجها لا يجب أن ترينه! - أحبك... - عندك من أهم الآن... وسيصدق عليه يوما ما، قول "ومن الحب ما قتل"، لأنه قاتلك لا محالة! مع قدوم ملاك، محمد وجامبو نحونا، تراجعت وجلست...
مشهد 1: ______
يضم ما وقع بين هذا: 12 وبين ... 11. وسيأتي.
#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 11
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 10
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 9
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 8
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 7
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 6
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 5
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 4
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 3
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 2
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 1
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...6: الله وأمين وأمينة
-
!Enough is enough ألمانيا مستعمرة إسرائيلة!
-
القضية الفلسطينية: الموقف بإيجاز
-
تحولت إلى امرأة مثلية يهودية بقضيب
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...5: كنزة (البقية)
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...5: كنزة
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...4: سارة
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...3
-
اِضحك مع منظمة الجحيم العالمية (WHO): المسرحية الجديدة A(H5N
...
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|