لن نتركها مش طالعين من غزة


عصام محمد جميل مروة
2024 / 7 / 14 - 17:59     

برزت بعد تسعة شهور من المعركة التي بدات وكأنها رحلة موفقة للمقاومة الفلسطينية غداة تحقيق مُذهل الصمود الشعبي الذي يتجسد بعد كل فضيحة يقوم بها العدو الصهيوني في استخدامهِ اعتى ما يملك من صلاحيات واسعة وأهمها السلاح الفتاك فنراه اي الجيش الجبان يتقدم تحت غارات جوية يفتعلها لتبرير عجزهِ عن تحقيق مآربهِ على ارض المعركة لشن هجمات مباشرة وجهاً لوجه مع ابناء الارض التي اصبحت محراباً وقرباناً للقوافل من الشهداء ابناء صيغة اهل التراب والرمل العاصي على دوسهِ مَنْ قِبل جحافل الجيوش والمرتزقة الذين يرتجفون وهُم يُؤمروَّن نحو اهداف التقدم لكنهم يتسمرون وينظرون بأعين تغلب عليها بديهية الخوف والرعب من مفاجآت تأتي من بواطن ارض فلسطين كأنها رياح مقاومة تبدد لهجة إقتلاع ابناء ألشعب الفلسطيني واحلال مكانه تلك الثلة من مرتزقات القرون والعهود الغابرة التي تتغذي على شعارات لا تخدم بني صهيون ولا جيش اسرائيل الذي لا يُقهر لأن الواقع مُغاير كما يرد في كتبهم العقيمة حول إسرائيلنا الكبرى التي تمتد منذ القدم الى ما وراء التاريخ . العواقب الاخيرة التي حالت دون التوصل الى محصلة نهائية لفرضية سيطرة الجيش بعد تطويق قطاع غزة من البر والبحر والجو وإحكام مراقبة كل عبور من خارج نطاق السيطرة الامنية على منافذ المساحة المُحاصرة منذ تسعة اشهر ولم تتمكن من تحقيق اهدافها لا في استعادة الرهائن احياء ، او حتى جثامينهم، التي تم دفنها بعد التكتيكات المستخدمة من جهة المقاومة المتنقلة من مربع الى اخر ، لا بل من نفق تم إكتشافهِ ووقفت المرتزقة تراقب و تناور وتدور وتلف ، علها تصل الى سيطرة كاملة على ابواب الانفاق و مع نهاية كل تقدم لا تجد مجموعات الجيش الفاقدة للسيطرة سوى تفجيرها لمعابر فوهات الانفاق دون عودة الرهائن او حتى دون ايقاف عمليات اطلاق النار مجدداً عبر محاور القتال التي لم تغيب عن شمال وجنوب وشرق وغرب القطاع المحاصر .وهنا مكمن ظاهرة سلبية يقع العدو المدجج بأهم الاسلحة ، فلا يتمكن من وصف الوقائع كأنهم يقاتلون أشباح تُغيرُ عليهم من كل حدبٍ وصوب وفي اي وقت ممكن ليلاً او نهاراً ، انها عقيدة اهل المقاومة التي تختلف كلياً عن جيشٍ مُرتزق لا يملك حق الارض والناس مهما كانت ترسانتهِ غير مسبوقة في جيوش أخرى .
الاثارات المميزة للحرب لها عواقب قد تتحول في القريب العاجل الى فشل ذريع لإدارة الحكومة الاسرائيلية ، التي تعتقد انها تحقق مزيداً من التقدم لكن الوقائع الميدانية تأخذ الجميع الى مرحلة المراوحة في المكان بعد اعلان اكتمال عمليات السيطرة على الارض حسب قادة العدو.
كما يظهر ان إسرائيل ربما تناور في النهار ، و تبدأ في العد العكسي بعد عمليات ليلية تُفاجأ مواقع الجيش المتقدمة و التي تتعثر في تحديد حركة تزايد ارتفاع اصوات المقاومة ما بين انتشار قوات الجيش داخل القطاع .
خلفت خسائر الحرب الاسرائيلية سقوط اكثر من ما يُقارب "" 150000 - الف شهيد وجريح "" ، اضافة الى اعداد غير محصيَّة للمفقودين من ابناء القطاع لا سيما بعد انتشار رقعة التدمير الشامل والمُركز عبر القصف الجوي والمباشر للأبنية السكنية في داخل احياء المربعات الامنية التي تُعتبر خزانات المقاومة الاسلامية الفلسطينية التي تقوم بواجباتها على كامل الاوجه رغم تصريحات العدو الصهيوني الذي يدور في حلقات مُفرغة عن قولهِ ان متابعة الحرب للقضاء على حركة حماس والجهاد والفصائل الاخرى ، ما هي سوى فقاعات من البلاغات الخائبة التي يتعمدها بعد كل نكسة او هجمة يتعرض لها بين اوقات متفاوتة ومناطق مترامية تجعل قيادة الجيش على الارض الى وحوش بشرية في إستدعائهم للتغطية الجوية والقصف المدفعي الثقيل مما يُبدد سرعة التوغل الى اعادة الانتشار .
تأتي الشعارات التي اطلقها النشطاء الذين إستندوا الى روح المعنويات الكبيرة للمدنيين داخل قطاع غزة بعدما تم رمى المناشير الورقية وحث اهالي قطاع غزة على سرعة ترك المناطق ! وحتى المخيمات التي تم تشييدها في الفترة الاخيرة بعد مدة تسعة اشهر من الانتقال خوفاً من الهجمات التي حصدت العشرات من الالاف . "" مش طالعين من غزة "" ، لن نترك المطارح رغم الرعب وهول الفضائح بعد العملية نهار الامس حيث قالت قيادة الجيش ان العمليات الواسعة النطاق كانت هدفاً ضد العديد من قادة الاجهزة العسكرية التابعة للمقاومة وحركة حماس حيثُ تحولت المنطقة الى مسرح عمليات الابادة الجماعية عندما تفقد قوات الجيش تحقيق اهدافها . فكانت اعلنت ان قائد وحدات "" المقاومة المجاهد محمد ضيف ، ونائبهِ رافع سلامة "" ، قد تم اغتيالهم في العملية الاخيرة التي شجبها المجتمع الدولى لإرتكاب إسرائيل مجازر بعد فقدانها حصار رجال المقاومة والامعان في اطلاق الدعايات المُغرضة بعد فشلها الذريع في كل مرة تُحاول تمرير تنصلها من الاتفاقات والمفاوضات المباشرة التي يتم نقاشها منذ اسابيع كما يُسميها البعض اخر فرصة لوقف اطلاق النار لآماد طويلة .
هدف الغارة في المواصي - وفي مخيم النصيرات - و خان يونس - قد يُعيدُ الى الاذهان مرحلة العملية الاخيرة التي قالت إسرائيل انها اطلقت سراح اربعة محتجزين ، وتم ابادة المئات من المدنيين وجرح اعداد اكبر في عملية مشابهة اثارت فضول المتشدقين عن حقوق ومراعاة امن السكان المدنيين في نقاط الصراع .
في اليوم 282 لعمر الحرب تدور الحكايات والروايات التي تنتشر كالنار في الهشيم بعد الفشل الذريع للقوات الكوماندوس المتدربة على تشكيلات لا تمت بصلة اذا ما كانت الارضية للحرب تشبه مواقع مكشوفة لمدارات ومراكز التجمعات الشعبية المكتظة بالسكان المدنيين ، مداولات الصفقة المعلنة التي كادت ان تصل الى نهاية الحرب ، لكن الجزار بينيامين نيتنياهو قد اوقع المجتمع الاسرائيلي في ازدياد قوى ورفيع لعدم الثقة التي فقدها منذ اليوم الاول غداة عملية غلاف غزة الأشهر والأطول زمناً في ترسيخ عقيدة الجيش الذي لا يُقهر ، فها هو يقع اليوم في الحفر التي حفرها معتقداً انهُ قد يتوصل في مؤامراتهِ الدنيئة التي تفضحهُ يوماً بعد يوم ! خصوصاً مع إقتراب موعد سفرهِ الى الولايات المتحدة الامريكية في زيارة لإلقاء خطابا عن انجازات جيشهِ تحت قبة الكونغرس الاميركي ومجلس الشيوخ والنواب ، في واشنطن ، ومن المؤكد ان حكومتهِ بعد تلقيها الصفعات والوقوع في الاخطاء المُزمنة بعد الاشهر التسعة الماضية بلا نتائج تُذكر سوى استخدام الترسانة العسكرية الممنوحة بلا قيد او شرط كضريبة عسكرية يقدمها الغرب لدوام اسرائيل.
العواقب المنتظرة قبل عشرة ايام من موعد الخطاب سوف تحمل معطيات سلبية بدأت نواياها تبرز الى العلن غداة الإخفاقات في تحقيق سلام عبر ادوات الحرب .
وللحديث بقية.

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 14 تموز - يوليو / 2024 / ..