لماذا أصبح الحزب الشيوعي العراقي حزب أوسع الجماهير ؟


فلاح أمين الرهيمي
2024 / 7 / 9 - 20:48     

يمتاز الحزب الشيوعي بصفة تختلف عن الأحزاب المختلفة الأخرى حيث يعتبر الحزب الشيوعي بأن جماهيره الواسعة أكثر من أعضاء الحزب الشيوعي حيث كان يشارك ويستغل أي منصة أو احتفالية من أجل إيصال صوته ومبادئه إلى جماهير الشعب حيث كان يشارك في جميع المناسبات الدينية وغيرها لأن هنالك صفة تمتاز بها الأحزاب الشيوعية هي الخصوصية الوطنية التي تعني أن الحزب الشيوعي يناضل ويعمل حسب خصوصية وطبيعة وتقاليد وعادات الوطن الذي يعمل به الحزب الشيوعي ولذلك كان الشيوعيون يشاركون أبناء الشعب العراقي في جميع طقوسه الدينية والاجتماعية والدفاع عن حقوقه من أجل وطن حر وشعب سعيد ومن خلال ذلك كان الحزب الشيوعي يرتبط بأوسع العلاقات مع جماهير الشعب حتى أصبح يلقب بحزب أوسع الجماهير.
يقول الرفيق الخالد فهد : (هل يستطيع الإنسان أن يعيش بدون رئة يتنفس من خلالها الهواء ويعيش ... قال كلا .. لأن الإنسان إذا كان لا يتنفس الهواء يموت ثم يقول : (إن رئة الحزب الشيوعي جماهير الشعب الواسعة) ومن خلال هذا المفهوم أصبح الحزب الشيوعي يمد جسور متينة وعلاقة حميمة مع جميع جماهير الشعب لأن جماهير الشعب تعتبر رصيده وظهيره وإن ذلك يعتبر من أوليات المهمة والهدف الرئيسي للحزب الشيوعي هو خدمة الشعب والنضال والتضحية من أجل سعادته وحريته وكرامته ويؤكد ذلك الشهيد حسن عوينه حيث يقول : (على الشيوعي حينما يضع رأسه على الوسادة لكي ينام وقبل أن يغمض عينيه عليه أن يستعرض يومه ماذا قدم خدمة لشعبه) ونتيجة للعلاقة والرابطة المتينة بين الشيوعي والشعب أصبح المناضل الشيوعي عندما يتسلق سلم المجد والخلود (المشنقة) يهتف بحياة الشعب.
إن الحزب الشيوعي يؤمن بالأممية والعلمانية لا يفرق بين إنسان وآخر من حيث الطائفة والدين والقومية وعلى إبعاد الدين عن السياسة لأن الدين إذا تدخل بالسياسة يدمر الدين وكذلك تدمر السياسة وقد وجد الدين لله والحياة الآخرة والسياسة للحياة الدنيا والنظرية الماركسية – اللينينية تعتبر الإنسان أثمن رأس مال في الوجود ... ولولا هذه العلاقة الحميمة بين الحزب الشيوعي وجماهير الشعب الحميمة الواسعة لما بقي الحزب الشيوعي لحد الآن بعد تسعين عاماً من عمره المديد صامداً ومتخندقاً في محراب النضال بالرغم من الكوارث والهزات التي تعرض إليها ولكن استمد ديمومته واستمراريته من دعم ومساندة جماهير الشعب الواسعة تعلو يمينه شمساً أفقها رحب وباليد اليسرى ترفرف الراية الحمراء مطرزاً عليها وطن حر وشعب سعيد.
بعد هذه النبذة المختصرة نقتطف بعض الكلمات التي ذكرها الرفيق الخالد فهد في كراسه الموسوم (مستلزمات كفاحنا الوطني) التي تشتمل على توجيهات إلى الشيوعيين حيث انتقد ترك وإهمال الشعب وركز وأكد على التعلم من تجربتها الخاصة والتعايش والانصهار معهم في بوتقة واحدة والعناية والاهتمام بهم من أجل أن ترتفع إلى المستوى الذي يتطلبه النضال السياسي ثم يضيف ويقول أن النظرية الذاتية التي يقول بها القادة الوطنيين بخصوص ترك الجماهير تتعلم بدون تدخل العناصر التقدمية الواعية المنظمة يؤدي الأخذ بها إلى تجريد جماهير الشعب من سلاحه وتركه أعزل لا يستطيع الدفاع عن حقوقه العادلة ومطاليبه المشروعة ودفع الاعتداء عنه ولا يستطيع استرجاع ما فقده واسترجاع حريته وسيادته الوطنية وخيرات البلد لم يقول أن جماهير الشعب الواسعة لا تتدرب على النضال السياسي بدون إرشاد وتوجيه من القوى التقدمية المدركة والواعية وبدون كسب الخِبر والعبر والتجارب من ممارسة النضال الفعلي فالإنسان لا يتعلم السباحة دون النزول إلى الماء .. فمنع الجماهير من تعلم الكفاح السياسي بأشكاله المتنوعة بحجة وجود عناصر معادية وأفكار متعارضة وعناصر دس وشغب قد يؤدي التقرب إليها أو الاحتكاك معها إلى استفزازها وبحجج تافهة أخرى شبيه معناه الوقوف في وجه التدريب لشعبنا وجهاده الواسعة وعدم تهيئته للمعارك الحاسمة في تحقيق مطاليبه العادلة وحقوقه المستلبة وهنا معناه البقاء واقفين في مكاننا وهذا يعني تجريد جماهير الشعب من سلاح النضال ... ثم يقول الرفيق فهد ... إن نتائج ذلك تتحملها القوى التقدمية الواعية المنظمة وستكون مسؤولة أمام التاريخ ومسؤولة أمام جماهير الشعب من تعليم وتحفيز والهام تلك الجماهير أساليب النضال ومسؤوله عن الابتعاد عن جماهير الشعب ومسؤولة عن عدم السير أمام جماهير الشعب ومسؤولة عن جعل الجماهير تتجنب أخطائها من تجارها في النضال ومسؤولة عن خوض النضال وربح المعارك بأقل تضحية دون أن تخيفها التضحية التي لابد منها في الوصول إلى تحقيق مصالحها وإذا بقيت جماهير الشعب الواسعة مهملة ومهمشة وقيادة الحزب الشيوعي وأعضاءه في مكانهم قابعين في صالونهم على الرفوف العالية لا يتحركون ستنعدم الحدود بين الحزب الشيوعي وبين جماهير الشعب الواسعة وتسود الفوضى والتسيب واللامبالاة والبيروقراطية وتتسلل إلى الرفاق في الحزب الشيوعي مما يؤدي إلى اندحار للحزب الشيوعي وجماهير الشعب الواسعة وتفقد الحركة النضالية التي يقودها الحزب الشيوعي طابعها الجماهيري ويصبح حزب بورجوازي وحركة أشخاص تقودهم الأهواء والمصالح الشخصية الذاتية ويختتم الرفيق فهد كلامه محذراً الشيوعيين من التسيب وعدم الانضباط والضبط والتفاني وخدمة جماهير الشعب وتمتين العلاقة الحميمة معهم.