خمسة حقائق يجب معرفتها عن الشيوعية فريدا كاهلو


دلير زنكنة
2024 / 7 / 9 - 00:01     

بقلم كانديس يانيز

ولدت الفنانة الثورية والاشتراكية فريدا كاهلو في 6 يوليو 1907 في كويواكان، مكسيكو سيتي، المكسيك.

في الثقافة الشعبية اليوم، فريدا كاهلو موجودة في كل مكان. من دمى باربي (المحظورة في المكسيك) إلى مجموعة صناديق مستحضرات فريدا كاهلو للتجميل، يتم استخدام صورتها لتسويق وبيع كل شيء. إن تحوير الشركات {لحقيقتها} يشوه فريدا، لكنه مع ذلك تشويه قائم على شعبية عالمية حقيقية وتقدير ليس فقط لفريدا الفنانة، ولكن فريدا الراديكالية السياسية والرائدة و المناصرة غير المترددة للشعوب العاملة والمضطهدة في العالم. إن جاذبيتها الدولية متجذرة في علاقتها بالثورة والمقاومة.

وعلى غرار ثائر شيوعي آخر من أمريكا اللاتينية يتم تسويقه بكثافة، وهو إرنستو "تشي" جيفارا، يبدو أن أقسام التسويق في الشركات و مشاهد الحركة الليبرالية على حد سواء تريد صورة فريدا، ولكن ليس سياساتها. في العديد من النواحي ،يمكن أن يكون التنقيب عن جوهر حياة فريدا كاهلو في النشاط السياسي الشيوعي أصعب من التنقيب عن حياة "تشي"، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن حياة فريدا وسياساتها لا تزال محددة فقط بحياة وسياسات الرجال في حياتها، وهو أمر مثير للسخرية بالنسبة لشخصية مثل فريدا كاهلو تُقدس باعتبارها أيقونة نسوية.
تكريمًا لعيد ميلاد فريدا كاهلو، إليكم خمسة حقائق يجب أن تعرفها عن هذه الأيقونة السياسية الثورية.

1.قبل الفن، كانت فريدا طالبة موهوبة و راديكالية في الجامعة

في عام 1922، كانت فريدا البالغة من العمر 14 عامًا واحدة من أوائل الفتيات اللاتي تم قبولهن في المدرسة الإعدادية الوطنية المرموقة (Escuela Nacional Preparatoria) في مكسيكو سيتي، وهي مدرسة ثانوية راقية. ومن بين 2000 طالب مسجل، كانت فريدا واحدة فقط من بين 35 شابة تم قبولها، وهو دليل على موهبتها. درست علم الأحياء على أمل أن تصبح طبيبة وأصبحت تتحدث ثلاث لغات الإسبانية والإنجليزية والألمانية.

أثناء التحاقها بالمدرسة الإعدادية الوطنية، أصبحت فريدا عضوًا في الكاتشوشا"Los Cachuchas"، وهي مجموعة راديكالية في الحرم الجامعي سُميت على اسم نمط القبعات التي كانوا يرتدونها في التمرد ضد قواعد اللباس في تلك الفترة. قرأت المجموعة بنهم لينين وماركس وهيغل وكانط والأدب الروسي والروايات المكسيكية. فريدا، التي اعتبرت نفسها "ابنة الثورة [المكسيكية]" (1910-1920)، خاضت نقاشات عميقة وساخنة مع أقرانها الذين ينتمون إلى العائلات الأكثر نخبة في البلاد. كانت الكاتشوشا معروفة بممارسة المقالب على المعلمين المحافظين.

2.كانت فريدا منظمة اشتراكية وعضوًا نشطًا في الحزب الشيوعي المكسيكي

كانت فريدا طوال حياتها اشتراكية وماركسية لينينية. في سن السادسة عشرة، انضمت إلى مجموعة شباب الحزب الشيوعي المكسيكي (PCM). في عام 1928، انضمت، وهي في أوائل العشرينات من عمرها، إلى الحزب الشيوعي المكسيكي على الرغم من أنه أصبح محظورًا (1925-1935).

كانت فريدا منظمة نشطة في الحزب. كتبت وألقت الخطب، وحضرت الاجتماعات وقادت المسيرات النقابية.

بعد فصلها في عام 1929 بسبب دعمها السياسي للمعارضة اليسارية في الحزب الشيوعي السوفييتي، انضمت فريدا في عام 1948 مرة أخرى إلى الحزب الشيوعي المكسيكي. قامت بحملة من أجل السلام ضد الحرب الباردة التي بدأتها الولايات المتحدة، والتي بدأت بالهجوم النووي على المدنيين اليابانيين، و الذي استهدف الاتحاد السوفييتي والحركة الشيوعية العالمية وجميع الشعوب المستعمرة التي تناضل من أجل الاستقلال.

بصفتها عضوًا في الحزب، قامت فريدا بجمع التوقيعات على نداء ستوكهولم، وهي مبادرة سلام عام 1950 بدأها الاتحاد السوفييتي لتعزيز نزع السلاح النووي ومعارضة "دبلوماسية النووي" التي مارستها الولايات المتحدة. وتم جمع 273,470,566 توقيعًا من جميع أنحاء العالم.

حتى عندما منع تدهور صحتها فريدا من المشاركة الكاملة في الحزب، ظلت مخلصة. لقد تم الإشادة بها لاجتهادها في دفع اشتراكات الحزب في الوقت المحدد ولجديتها عندما يتعلق الأمر بالدراسة الذاتية. ساهمت فريدا بموارد مالية كبيرة للحزب في مجالات معينة، مثل نشاطات الشباب الشيوعي.

خلال سنواتها الأخيرة، كتبت فريدا في مذكراتها: "يجب أن أكافح بكل قوتي للمساهمة بالأشياء الإيجابية القليلة التي تسمح بها صحتي للثورة، السبب الحقيقي الوحيد للحياة".

3.ازدادت حدة سياسات فريدا الطبقية بعد أن عاشت في سان فرانسيسكو وديترويت ومدينة نيويورك خلال فترة الكساد الكبير

من عام 1930 إلى عام 1933، عاشت فريدا في الولايات المتحدة، والتي أطلقت عليها اسم غرينغولانديا "Gringolandia".{يستعمل مصطلح غرينغو عند المكسيكيين للاشارة الى الاميركان، و غرينغولانديا تعني ارض الغرينغو او غرينغوستان}

لقد كانت التجربة مغيرة لحياتها. كانت فريدا تعيش في الولايات المتحدة في ذروة الكساد الكبير والفصل العنصري. أثناء إقامتها في ديترويت بين عامي 1931 و1932، أصبحت فريدا غاضبة من انتشار الفقر والجوع والعنصرية الصارخة في المدينة، والتي وصفتها بأنها "من العصور الوسطى تمامًا".

في رسالة إلى اهلها في المكسيك خلال هذا الوقت، لخصت فريدا ما رأته، "المجتمع الراقي هنا ينفرني وأشعر ببعض الغضب ضد كل هؤلاء الأثرياء هنا، لأنني رأيت الآلاف من الناس في أفظع بؤس، دون أي مال لتناول الطعام وعدم وجود مكان للنوم، هذا أكثر ما اتعجب منه هنا، إنه لأمر مرعب أن نرى الأغنياء يقيمون الحفلات ليلا ونهارا بينما يموت الآلاف والآلاف من الناس من الجوع."

بحلول عام 1933، كانت فريدا وزوجها دييغو ريفيرا في مدينة نيويورك. وفي رسالة أخرى كتبت عن الجادة الخامسة، حيث يقيم "الأثرياء جدا ": "هناك الكثير من البؤس في نفس الوقت، لدرجة أنه يبدو من غير المعقول أن يتحل الناس مثل هذه الاختلافات الطبقية، وقبول مثل هذا الشكل من الحياة، الآلاف والآلاف يتضورون جوعا بينما من ناحية أخرى، يصرف أصحاب الملايين ،الملايين على التوافه."

في عام 1931، أثناء إقامتها في سان فرانسيسكو، رفضت فريدا التقاليد الاجتماعية العنصرية المناهضة للآسيويين والمنادين بتفوق العرق الأبيض، وقضت وقت فراغها في الحي الصيني، حيث يعيش معظم الجالية الصينية في سان فرانسيسكو، وذلك قبل فترة طويلة من أن يصبح الحي الصيني منطقة جذب سياحي شهيرة.

وقبل أشهر قليلة من وصول فريدا، توفي عمدة سان فرانسيسكو السابق وممثل كاليفورنيا في مجلس الشيوخ الأمريكي، جيمس دوفال فيلان في حملة إعادة انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي، كان شعار فيلان هو "حافظوا على كاليفورنيا بيضاء" وتحدث عن إنقاذ كاليفورنيا من "عدوان الشرقيين ". في عام 2018، تمت تغيير اسم "شارع فيلان" بشكل مناسب إلى "شارع فريدا كاهلو".

4.جمعت فريدا الأموال لمناهضي الفاشية خلال الحرب الأهلية الإسبانية وساعدت اللاجئين

غالبًا ما يشار إلى الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) باسم "البروفة" للحرب العالمية الثانية لأنها وضعت الفاشية الأوروبية في جانب ضد "المعسكر الجمهوري" - الذي ضم الشيوعيين والاشتراكيين - الممثل لمصالح العمال والفلاحين في الجانب الاخر.

لعبت فريدا دورًا في النضال من أجل حقوق اللاجئين الجمهوريين الإسبان الذين يطلبون اللجوء في المكسيك. في عام 1936، أسست فريدا، مع منظمين اشتراكيين آخرين، لجنة تضامن لجمع الأموال لصالح الجمهوريين الإسبان الذين يحاربون الفاشية. وفي هذه اللجنة، كانت فريدا مسؤولة عن مساعدة اللاجئين في العثور على أماكن للإقامة والتأكد من قدرتهم على تأمين فرص العمل.

5.تظاهرت فريدا ضد الإطاحة الأمريكية عام 1954 بالحكومة المنتخبة ديمقراطيًا في غواتيمالا

قبل أحد عشر يومًا من وفاتها، شاركت فريدا – على كرسي متحرك وضد أوامر طبيبها – في احتجاج يوم 2 يوليو ضد تدخل الولايات المتحدة في غواتيمالا. نزل أكثر من 10.000 شخص في المكسيك إلى الشوارع للتنديد بالانقلاب الذي قادته وكالة المخابرات المركزية على رئيس غواتيمالا المنتخب ديمقراطياً جاكوبو أربينز، الذي قررت الولايات المتحدة أنه شيوعي وبالتالي يجب أن يرحل.

كان محور برنامج أربينز هو إصلاح الأراضي الذي وزع الأراضي غير المزروعة على المزارعين الذين لا يملكون أرضًا. هذا، فضلاً عن موقفه غير المرحب به تجاه الشركات المتعددة الجنسيات، وتوسيع الحقوق الاجتماعية وحقوق العمال ،و"تسامحه مع الشيوعيين" جعل منه رجلاً مميزاً. عينت الولايات المتحدة حكومة جديدة برئاسة الجنرال كاستيلو أرماس الذي احتفل بتعذيب وقتل الآلاف من الشيوعيين المشتبه بهم، وأشرف على عقود من القمع الدموي.

من شأن هذه الأحداث أن تدفع الطبيب الشاب من الأرجنتين، إرنستو جيفارا، والذي كان في غواتيمالا وقت انقلاب وكالة المخابرات المركزية ، إلى الراديكالية.

توفيت فريدا في 13 يوليو 1954. ورافق المئات نعشها المغطى بعلم الحزب الشيوعي المكسيكي. وبعد أسابيع فقط، وصل إرنستو جيفارا إلى مكسيكو سيتي، مسقط رأس فريدا كاهلو، حيث التقى في نهاية المطاف براؤول وفيديل كاسترو واستمر في المساعدة في قيادة أول ثورة اشتراكية ناجحة في هذا النصف من الكرة الأرضية.


المصدر
جريدة التحرر Liberation
صحيفة "الحزب من اجل الاشتراكية و التحرر "The Party for Socialism and Liberation في الولايات المتحدة الاميركية