تحديات التي تواجه مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي


فواد الكنجي
2024 / 7 / 7 - 09:14     

الذكاء الاصطناعي التوليدي والذي يصطلح عليه بمصطلح (جاد جي بي تي – ChatGPT) هو مفهوم لنموذج معالجة اللغة الطبيعية لإنشاء نصوص أدبية.. وفنية.. وبرمجه.. ومقالات.. والترجمة.. والموسيقى.. وغيرها من التطبيقات المتعلقة بمخرجات النصوص واستخدام التقنية المبرمجة عبر (الذكاء الاصطناعي التوليدي)؛ والتي تحدد وفق خوارزميات (الذكاء الاصطناعي) والأنماط والارتباطات لتقليل الفترة الزمنية المستغرقة للكتابة أي نص، إضافي إلى القدرة عن توفير إمكانات قوية في التعبير عن مخرجات نصية توليدية رائعة وفق نماذج ومرئيات جديدة لا تخطر على بال المستخدم، وتساعد لمن غير ضالع في المجال التقني؛ إضافة إلى تحليل البيانات وإلى إمكانية تقديم ردود قريبة من السياق الفكري للإنسان بشكل متقدم ودقيق .
وقد نشأت هذه التقنيات من (الذكاء الاصطناعي التوليدية) من النماذج الأساسية برمجت وفق بيانات كثيرة.. ومتعددة.. وواسعة.. وغير منظمة؛ تغطي مواضيع متعددة كنماذج لـ(التعلم العميق) ويمكن للمطورين هذه البرمجيات تكييف النماذج مع مجموعة واسعة من الاستخدامات من خلال ضبطها وتنظيمها بما يتوافق مع كل مهمة يراد البحث فيها، ويمكن لـ(الذكاء الاصطناعي التوليدي) إحداث ثورة في مجالات الفن.. والموسيقى.. والأدب.. والعلوم؛ من خلال توفير أدوات جديدة للتعبير الإبداعي؛ كما يمكن استخدامه أيضا في صناعات مثل الموضة.. والتصميم لإنتاج منتجات جديدة ومبتكرة .
صحيح أن (الذكاء الاصطناعي التوليدي) يعتبر انجازا نوعيا وفريدة في عالم البرمجيات وتكنولوجيا المعلوماتية؛ بعد إن عززت إمكانياتها في جميع مجالات الحياة، وهذا التطور في تكنولوجيا (الذكاء الاصطناعي التوليدي) هو فرع من الفروع الحديثة التابع لعلوم (الكمبيوتر)، جاء ابتكاره من اجل بناء آليات ذكية قادرة على أداء مهمات معقدة ومتعددة؛ حتى لو تطلب حلها ذكاء بشريا، و أن (الذكاء الاصطناعي التوليدي) يستخدم عددا من الخوارزميات والبيانات لتحديد الأنماط .. وإنتاج التنبؤات.. وحل المشكلات.. والتعلم من الأخطاء، ويمكن لـ(الذكاء الاصطناعي التوليدي) المساعدة في تسريع الابتكار والإبداع في مجموعة متنوعة من المجالات الأدبية والعلمية .
ومن هنا نفهم بان نظام (الذكاء الاصطناعي التوليد – جاد جي بي تي – ChatGPT) يقوم بتحليل أكثر من (ثلثمائة مليار) كلمة من محتوى الكتب.. ومصادر الأخبار.. والمجلات.. والتقارير.. ومنشورات.. وكل ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي عبر (الإنترنيت)؛ ليتم تحليل.. ورد على كل ما يتم استقباله.. وما يتم تزويد البرنامج من هذه المعلومات ليعطينا نتيجة في اقل من الثانية سواء كان على مستوى قصة.. أو سيناريو.. أو فلم.. أو مقالة.. أو موسيقى.. أو قصيدة؛ لتعطينا هذه البرمجة نصا غير مكرر سابقا وفي زمن قصير جدا وفيه من التقنية الفنية والأدبية بما يذهل العقل البشري ويذهله؛ رغم كون النص المنتج عبر (الذكاء الاصطناعي التوليدي) غير صادر من ملكات التفكير والخيال والإبداع عند المبدع (البشري) بشكل مباشر .
لنكون أمام مشهد عالمي جديد يتأثر بهذا التطور التكنولوجي السريع؛ حيث في كل يوم يشهد العالم نماذج جديدة؛ وذلك بتطوير (الذكاء الاصطناعي التوليدي – جاد جي بي تي – ChatGPT) إلى نماذج ونسخ جدا متطورة عن النموذج الأول؛ وهي أكبر نماذج وأكثر تقدما باللغات المتوفرة حاليا إضافة على تمتعها بقدرة فائقة على التفاعل (على شكل محادثة) . ومع هذه التقنية المتقدمة تبدأ أنظمة ا(لذكاء الاصطناعي) في التلاعب بالمعلومات وتشويهها مما يخلق شبكة من الخداع والتضليل وإلى حالة من الفوضى وعدم الثقة؛ لعدم وجود ظاهرة الوعي.. والتفكير.. والتدقيق لدى (الذكاء الاصطناعي) بكونها أولا وأخيرا آلة من صنع الإنسان؛ فيقع الكثير من مستخدمي هذه التقنية فريسة لمن يتلاعب بـ(الذكاء الاصطناعي)، لان هنالك برمجيات من (التزييف العميق)؛ حيث بإمكان تقنية (الذكاء الاصطناعي التوليدي) إنتاج مقاطع فيديو نابضة بالحياة ولكنها مزيفة تستند إلى أشخاص حقيقيين؛أو تأليف قصص لا علاقة لها بالواقع المعاش؛ كما يمكن لهذه التقنية استخدامها لأغراض إجرامية كسرقة الهوية والابتزاز وإلى أغراض المناهضة للديمقراطية كنشر أخبار المزيفة؛ وهذا الأمر الذي يجعلنا نتعامل مع هذا العالم من (الذكاء الاصطناعي التوليدي) بقلق.. وحذر عندما يتعلق الأمر باعتماده في عملنا اليومي؛ لان ما ينتابنا هو شعور بالانزعاج نتيجة تعاملنا مع كائن جامد؛ لا نعلم من إي مصدر يأتي بهذه النصوص وهذا ما يجعل إحساسنا بما نقرأه.. أو نشاهده.. أو نسمعه؛ مشوشا لأننا لا يمكننا أن نثق بما يصدر من هذه التقنية عبر آلة لا نفهم طبيعة ما تأتي من العمل؛ والذي يمكن أن تتسبب نتائجه بفقدان لثقة الناس الذين نخدمهم، فعلى رغم من إن (الذكاء الاصطناعي التوليدي) لجهاز الحاسوب بعد تزويده بمعلومات وبكميات هائلة من المعلومات والبيانات من قبل الإنسان سيصبح وفق برمجيات وخوارزميات، و(الخوارزميات) – هي عبارة عن مجموعة من التعليمات والخطوات البرمجية، التي يجب إتباعها بالترتيب الصحيح لإكمال مهمة معينة – ليتم بعد ذلك يفكر.. ويتصرف.. ويستجيب على تحديد الأنماط الموجودة فيها؛ فتصبح قادرة بعد ذلك على إنتاج تنبؤات.. وحل المشكلات.. وحتى التعلم من أخطائها وكأنه إنسان؛ وهذا ما يسمى بـ(الذكاء الاصطناعي التوليدي) وهو شكل آخر من (الذكاء الاصطناعي) بكونه يتعلم كيفية بناء معلومات جديدة من البيانات والأنماط السابقة، بحيث يكون قادرا على إنشاء محتوى جديد وأصلي يبدو كما لو تم إنشاؤه بواسطة الإنسان، بكونه يتلقى الرسائل النصية من المستخدمين ويقوم بالرد عليها بشكل منطقي وذكي، ومع هذه القدرة وهذا الذكاء إلا انه يبقى (اصطناعيا) وليس (واقعيا)؛ لأنه قد يخطئ وتكون إجاباته على أسئلة المستخدمين – في بعض الأحيان – غير صحيحة أو متحيزة مثل التمييز على أساس الجنس أو العنصرية؛ لأنه يعتمد على ما تم تلقينه وهو يعكس بما تم تلقينه؛ وهذا الأمر يتعلق بطبيعة مشاعر ونفسية وسلوك (الملقن)، فالرد (جهاز الكومبيوتر) يأتي من هذا السياق، ولهذا فأن استخدام (الذكاء الاصطناعي) قد يولد معلومات خاطئة من شأنها أن تزعزع استقرار المجتمع.. ومعلومات المتلقي، لذلك فان (الخبراء هذه البرمجيات) يؤكدون بان هذه الآلات – بتطور التكنولوجيا وعالم البرمجيات التقنية – قد تصبح ذكية للغاية بحيث تتولى زمام الأمور؛ ولكن تبقى كل فعالياتها مقيدة بقدرات (الإنسان) وتحكمه عليها؛ طالما إن (الإنسان) هو من يزودها بالمعلومات وهو من يصنعها؛ قد تكون سريعة في جلب الأجوبة ولكن تبقى محكومة بفعل (العقل البشري)، فمهما استطاع هذا (الذكاء التوليدي) من رد.. وتفسير.. وابتكار.. وإجابة على كل ما يطرح عليه (إلا) انه يبقى إمكانياته محدودة في قضايا (التأويل) و(تفسير النصوص) و(الرموز) وكشف المعاني – في صلب اللغة – والمخفية والمضمرة في (الجمل)؛ أو التي تفسر بأشكال ومعاني متعددة للنصوص أو للرموز، وهذا الأمر ليس بالأمر السهل والهين كما يتوهم البعض بهذه التقنية الجديدة؛ لان أمر تأويل الكلمات.. والمفردات.. والنصوص.. والرموز؛ يتطلب تفهما عميقا بالموضوع المراد تأويله؛ بل في فهم (اللغة) ومفرداتها.. وتعدد معانيها.. وتعبيراتها المجازية والرمزية، بالإضافة إلى ذلك فإن البيانات المستخدمة في التأويل قد تكون محدودة أو غير كافية، ما يؤثر على دقة النتائج المعروضة من قبل برمجيات (الذكاء الاصطناعي التوليدي) رغم كل الإنجازات والنجاحات التي قد يحققها (الذكاء الاصطناعي) وهذا الأمر يعتبر اكبر تحدي تواجه الأنظمة الذكية؛ لان علينا إن نفهم بان (الذكاء الاصطناعي التوليدي) – أولا وأخيرا – تقنية تستخدم خوارزميات التعلم الآلي ليس إلا والمزودة من قبل (الإنسان)؛ وتعمل التقنية على تدريب (نموذج للذكاء الاصطناعي) على مجموعة ضخمة من (الإنتاج البشري)؛ كالكتب.. والمقالات.. والقصص.. والإشعار.. والرسومات.. والموسيقى؛ بحيث يستخدم (النموذج) هذه البيانات لتعلم الأنماط والعلاقات بين العناصر المختلفة الموجودة فيها؛ وبعد التدرب على البيانات يمكن استخدام النموذج لتوليد محتوى جديد من خلال التنبؤ بالعنصر التالي ضمن سلسلة من العناصر المحتملة والنتائج التي يخرجها برنامج (الذكاء الاصطناعي) يعتمد على هذه المعلومات؛ وعلى سبيل المثال؛ إذ تم تزويد المحتوى على مجموعة من المقالات قد تكون مغلوطة فان إنتاج مقالات جديدة سيعتمد البرنامج على ما تم تزويده بمحتوي متضمن على معلومات مغلوطة أو لا علاقة لها بالموضوع المطلوب فان – لا محال – سيولد محتوى مُستقى من بيانات فعلية ويبدو شبيها بها، لا يوجد ما يضمن دقة النتائج أو أن تكون ذات معنى، لذلك وعلى رغم الإمكانيات المثيرة للاهتمام التي يقدمها (الذكاء الاصطناعي) فإن هذا لم يمنع ظهور الكثير من المخاوف والانتقادات لهذه التقنية ومنها استخدامه لإنتاج محتوى مزيف يصعب تمييزه عن الحقيقي، فإذ تم – على سبيل المثال – تدريب (نموذج للذكاء الاصطناعي) على كم من صور المشاهير لتوليد صور جديدة مزيفة لا يمكن تفريقها عن الحقيقية؛ لان هناك اليوم في هذا العالم من التكنولوجيا عدة أنواع مختلفة من (الذكاء الاصطناعي التوليدي) بما في ذلك (الذكاء الاصطناعي) القائم على النص لإنشاء محتوى مكتوب.. و(الذكاء الاصطناعي) القائم على الصور لإنشاء صور جديدة.. و(الذكاء الاصطناعي) القائم على الموسيقى لإنشاء مقطوعات موسيقية جديدة.. وهكذا في بقية المفاهيم الأدبية والعلمية والتي جلها تستخدم خوارزميات (الذكاء الاصطناعي) لتقديم محتوى جديد، وهو ما يمكن استخدامه لنشر الأكاذيب والتأثير في الرأي العام، وهذا الجانب السلبي الذي يثيره (الذكاء الاصطناعي التوليدي) يثير عند المتلقي مخاوف بشأن إساءة الاستخدام المحتملة لهذه التكنولوجيا، لذلك فان ما يثير قلق المستخدمين هو مدى دقة النتائج التي يقدمها (الذكاء الاصطناعي التوليدي) وهنا لابد إن نذكر لان الأساليب المستخدمة تختلف في بناء (نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي)، ولكنها تحاول جميعها في نهاية المطاف إعادة إنتاج السلوك البشري وتقديم محتوى جديد يعتمد على المحتوى الذي أنشأه الإنسان .
وهذا التطور في تكنولوجيا (الذكاء الاصطناعي)؛ أتاح للباحثين إلى اكتشاف وابتكار (أدوات التحويل)؛ وهي نوع من التعلم الآلي لتدريب على نماذج متعددة دون حاجة إلى وضع تعريفات لجميع البيانات مسبقا، وبالتالي بات من السهل تدريب النماذج الجديدة على مليارات الصفحات النصية، ما يؤدي إلى الحصول على إجابات أكثر عمقا؛ بالإضافة إلى ذلك أتاحت أدوات التحويل مفهوما جديدا يدعى (لفت الانتباه) وهو ما سمح لنماذج التعلم بتتبع الصلات بين الكلمات في صفحات وفصول الكتب مختلفة؛ بدلا من التركيز على الجمل الفردية؛ والتي أدت إلى التطورات السريعة فيما يسمى بنماذج (اللغة) الكبيرة أو المتقدمة؛ وهي نماذج تحوي (مليارات) أو حتى كثر من (تريليونان) من أدوات التعلم إلى حقبة جديدة، حيث يمكن لنماذج (الذكاء الاصطناعي التوليدي) كتابة نص جذاب.. ورسم صور واقعية.. أو حتى إنشاء محتوى لأفلام السينما والتلفزيون، وهذا ما أتاحت لهذه الابتكارات في (الذكاء الاصطناعي) إنشاء محتوى عبر أنواع متعددة من الوسائط بما في ذلك النصوص.. والرسومات.. والفيديو؛ وشكل ذلك الأساس لأدوات قادت بشكل أوتوماتيكي إلى رسم صور من وصف نصي أو إنشاء تعليقات نصية من صور مدخلة .
ومع الارتقاء بـ(الذكاء الاصطناعي) إلى مستويات جديدة – وحسب علماء هذه التكنولوجيا – فان من المتوقع أن يتفاقم حجم المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة هذه التكنولوجيا والتي تتضمن على عدد غير محدود من ألاف.. وملايين.. ومليارات.. وأكثر من تريليون؛ من نماذج المقالات.. والإخبارية.. والمنشورات.. والمحتوى الخاص بوسائل التواصل الاجتماعي.. وأوصاف المنتجات إلى الخطابات وحتى الأطروحات الأكاديمية؛ كما يمكن إنشاء أي شيء بواسطة (الخوارزميات) بدلاً من الإنسان وبشكل أسرع.. وبلا جهد وتفكير عميق.. أو من أية تكاليف، ولكن يبقى شيء واحد يجب الانتباه إليه؛ بان المحتوى المنتج لا يمكن التحكم بالمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة (الذكاء الاصطناعي) بكونه قد يحتوي على مسائل سلبية.. ومعلومات خاطئة.. والتحيز المحتمل، لذلك يجب الانتباه.. والمراقبة.. والقراءة المتأنية للمحتوى المنتج الذي يتم إنشاؤه بواسطة (الذكاء الاصطناعي) قبل أن ينشر؛ ليتم تحليله وتصحيح المعلومات الواردة في النص بشكل دقيق ووفق روية (المبدع) الناشر للنص، لذلك فان المحتوى الذي يتم تأليفه من قبل (المبدع) فان المحتوى يكون محكوما بجودته وفقا لقدرات وإمكانيات وفكر (المؤلف) ووفق لتصوراته وتحليلاته للموضوع الذي يراد طرحه للنشر؛ والذي يأخذ فترة زمني قد تطول وتقصر حسب مزاج وقدرات (المؤلف) على تحريك أفكاره.. وملكات التفكير.. والخيال.. والإبداع.. عند كتابة النص؛ وبين تغيير المفردات.. وشطب الجمل.. وتعديل العبارات؛ لحين إن يستقر المؤلف على مفردات وجمل تعبر عن مكنونات دواخله فيكتب النص بعد طول المراجعة والتدقيق، بينما المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة (الذكاء الاصطناعي) فأمره يختلف كليا؛ بكون كمية المعلومات في العالم والذي يتعامل معها (الذكاء الاصطناعي) كمية هائلة وتتزايد بسرعة أكبر مما يمكن للمؤلف الإنسان التعامل معها؛ فالنص هنا لا يأتي وفق مشاعر.. وأفكار.. وأسلوب المبدع؛ وإنما يأتي وفق ترابط المفردات وجمعها آليا لتواكب مضمون الذي يراد كتابته أو بحثه، وأدوات في (الذكاء الاصطناعي التوليدي) ويمكن إن يحمل للمحتوى بمعلومات أكثر بكثير مما يمكن تحميله من قبل المؤلف (الإنسان) عن المؤلف (الذكاء الاصطناعي)، وهنا تبرز مشكلة على مدى الجودة المحتوى المنتج من قبل هذه التكنولوجيا؛ لدرجة التي يجب إيجاد آليات جديدة للتمييز بين المحتوى (عالي الجودة) و(هابط الجودة)، ومع ذلك فإن تكنولوجيا (الذكاء الاصطناعي) ما زالت تخضع لبعض القيود بسبب الطبيعة المكثفة للبيانات المطلوبة؛ ولكن لأن هذا المجال من (الذكاء الاصطناعي التوليدي) سيصبح أكثر تقدما بمرور الوقت؛ فمن المحتمل أن يصبح من السهل إنشاء وتالف كتب.. ومقالات.. وصور.. ومقاطع فيديو.. وموسيقى.. وأغاني.. وأي شيء تقريبا .
ومن هنا فان (الذكاء الاصطناعي) – لا محال – سيصبح على نحو متزايد أداة لا تقدر بثمن لكتاب الأغاني والملحنين وحتى للصحفيين ولمؤلفي القصص والروايات وغيرها من المجالات الأدبية والفنية؛ الأمر الذي يمهد الطريق أمامهم لابتكار وتأليف مؤلفات جديدة وكتابة الأعمدة الصحفية يمكن أن تكون مصدر إلهام أو تشجع ليس فحسب للموسيقيين بعد إن يتيح لهم تركيب الصوت بـ(الذكاء الاصطناعي)، ما يجعل الأصوات المصنوعة بواسطة الكمبيوتر أقرب إلى مستويات التعبير والعاطفة التي ينقلها الصوت البشري؛ بل لكل المبدعين؛ وسيكون ذلك فتحا جديدا في مجالات الكتابة.. وتأليف الروايات.. والقصص.. والإشعار.. وكتابة المقالات.. والترجمة الفورية.. والدبلجة الصوتية.. والتعليقات.. وعلى نحو الذي يفتح أفاق واسعة لنشر المعرفة؛ ولكن بعد تدقيق وفحص النصوص وتعديلها وفق رؤية (الكاتب) و(المبدع) للاقتراب من عمليتهم (الإبداعية) بطرق جديدة؛ لدرجة أنه سيصبح وفق قراءة مستقبلية لطبيعة التطور التقني في عالم المبدعين في كتابة وإبداع أعمالهم المستقبلية؛ لتصبح إعمالهم المطعمة بروح المعاصر والتقنية الحديثة في عالم (الذكاء الاصطناعي التوليدي) لها إبعادها من الصعب التمييز بين محتوى (الذكاء الاصطناعي التوليدي) والواقع .
وجل ما تقدم يتم بحثه عبر تقنية (الذكاء الاصطناعي التوليدي) والابتكار والإبداع في المجالات الفكر الأدبي؛ إما (الذكاء الاصطناعي) في مجال (البحوث العلمية)؛ فان استخدام تطبيقاته وأدواته وتقنيات (الذكاء الاصطناعي) ما زالت مستمرة في كل المجالات والممارسات (العلمية) خاصة في أبحاث الفيزياء.. وعلم الفلك.. و في العلوم البيطرية.. و الأنظمة المعقدة.. وفي تحديد المضادات الحيوية الجديدة.. واكتشافات أخرى. فدمج (الذكاء الاصطناعي) في الممارسة (العلمية) أحدث تطورات مهمة في المجلات العلمية ومختبرات الأبحاث تجاوز مجرد التطبيق؛ لان ما يملك (الذكاء الاصطناعي) الإمكانات الضرورية للنهوض بتطوير التطبيقات.. والعلوم.. و(التكنولوجيا النووية)؛ ومن هنا نجد بأن تسخير قدرات (الذكاء الاصطناعي) في المجال (النووي) اتجه اتجاها إيجابا فيما يتعلق بالتصدي لأكثر التحديات التي تواجه مجتمعات العالم وهي (الأمن الغذائي).. و(التغير المناخي).. و(مكافحة الأمراض)؛ حيث تستخدم تطبيقاته (الذكاء الاصطناعي) لتشخيص مرض (السرطان) وعلاجه من خلال تحسين تفسير الصور ورسم الخرائط للأورام بدقة، كما إن (الذكاء الاصطناعي) يساهم في مكافحة وفهم أثر (الأمراض الحيوانية) المصدر على صحة الإنسان بشكل أفضل، كما يمكن أن تساعد أدوات (الذكاء الاصطناعي) المقترنة بـ(التكنولوجيا النووية) والتي ترتبط بمجال السلمية ليتم تحسين النظم الغذائية أكثر استدامة ومقاومة لتغير المناخ مع التصدي أيضا لانعدام الأمن الغذائي والتغذية؛ وذلك من اجل تسخير (التكنولوجيا النووية) للاستخدامات السلمية واعتماد برامج للقوى النووية وضمان حماية الناس والبيئة من الآثار الضارة المحتملة للإشعاع؛ ويستخدم الخبراء (الذكاء الاصطناعي) لمعالجة البيانات وتحليلها لزيادة غلة المحاصيل.. وتقدير رطوبة التربة.. واستصلاح الأراضي الملوثة إشعاعيا.. وتتبع كيف تنتقل المياه في مختلف مراحل الدورة الهيدرولوجية.. بالإضافة إلى التحولات التي تحدث في هذه الدورة بسبب التغير المناخي.
ويساعد التعلم الآلي، و (التعلم الآلي)عملية يتم من خلالها (الذكاء الاصطناعي) تحليل كميات هائلة من البيانات من اجل زيادة الموثوقية وتجنب الأخطاء؛ إضافة إلى ذلك فإن (الذكاء الاصطناعي) يتمتع بإمكانات تحليلية وتنبؤية كبيرة للمساعدة في مراقبة عمليات محطات القوى النووية والكشف عن الحالات الشاذة، ويمكن لـ(الذكاء الاصطناعي) أن يساهم في تحقيق (الأمان) و(الأمن النوويين) بعدة طرق نذكر منها:
أولا.. استخدام (الذكاء الاصطناعي) في تشغيل البيانات المستخرجة من أنظمة الكشف عن (الإشعاع) لتعزيز كشف وتحديد المواد النووية وغيرها من المواد المشعة .
ثانيا.. استخدام (الذكاء الاصطناعي) لتحليل البيانات المستخرجة من أنظمة الحماية المادية وتحسين اكتشاف المتسللين .
ثالثا.. ويمكن أن يساعد (الذكاء الاصطناعي) في تحديد الحالات الشاذة التي يمكن أن تشير إلى (هجوم سيبراني) على منشأة نووية .
لذلك نقول بان استخدام (الذكاء الاصطناعي) في التطبيقات والعلوم والتكنولوجيا النووية، وهي ملتزمة بتقاسم المعارف وإقامة الشراكات عبر منصة تسخير (الذكاء الاصطناعي) من أجل الذرة؛ ويجري توظيف (الذكاء الاصطناعي) بطرق عديدة بكونه يمكن أن يتعرف على الأشياء الواعدة المرشحة للتحليل مثل الجزيئات التي لها خصائص معينة في اكتشاف الأدوية أو المواد التي لها خصائص مطلوبة في صناعة البطاريات أو الخلايا الضوئية .
إما في المجال (الروبوتات) أو المعامل التي تدير نفسها بنفسها؛ فهذه روبوتات تستخدم (الذكاء الاصطناعي) لصياغة فرضيات جديدة على أساس تحليل البيانات والأدبيات العلمية الموجودة سلفا ثم اختبار تلك الفرضيات بإجراء مئات أو آلاف التجارب في حقول من بينها بيولوجيا الأنظمة وعلم المواد، وعلى خلاف العلماء من البشر هذه (الروبوتات) ليست مرتبطة بنتائج سابقة.. وهي أقل تحيزا.. والشيء الأهم سهولة استنساخها ويمكنها ترقية البحث التجريبي وتطوير نظريات غير متوقعة وارتياد مسالك ربما لم يفكر فيها البشر في هذه المرحلة ولكن – لا محال – سيحاول التفكير فيها؛ وسيغوص في أعماقها؛ طالما إن الإنسان يسعى للوصول إلى كل ما هو جديد وكشف مزيد من أسرار الحياة وأسرار المادة وتقنيات الصناعة واستحداثها لخدمة البشرية؛ في أبحاثة المستقبلية .