الديانة الإنسانية والحب
عبد اللطيف بن سالم
2024 / 7 / 5 - 18:20
الديانة الإنسانية والحب :
الأديان التي ظهرت في هذا العالم سماوية كانت أو أرضية وهمية كانت أو واقعية تلتقي كلها في ما هو من محاسنها في ما يعرف بالروح الإنسانية التي لا تزال الفلسفات المثالية منذ ظهورها وعلى اختلاف أنواعها تنادي بها وتطالب بدخول الجميع في عيش مشترك لا علاقة له لا بالأرض ولا بالسماء وغنما فقط بالروح الإنسانية اليقظة وقد نادى من قبل بهذه الديانة المشتركة كل من امانوال كانط الألماني في قواعده الأخلاقية وسبينوزا الهولندي في جمعه بين الروح والجسد في فلسفته لطبيعة الطابعة والطبيعة المطبوعة وديكارت في حجته على تأكيد الوجود في نفسه ب "" انا أفكر إذن أنا موجود ""وأخيرا وليس آخرا جان بول سارتر في تأكيده على أن الفلسفة الوجودية فلسفة إنسانية وللعلم فإن هذه الديانة الإنسانية هي ما يتفق حوله جميع المؤمنين بالروح الإنسانية التي تجمع بين جميع البشر وتكون سببا في السلم العالمية والعيش المشترك بين جميع الفئات البشرية أينما كانت ومهما اختلفت شكلا ومضمونا .
الديانة الإنسانية هي طريقنا إلى الخير والسعادة ومحبتنا بعضنا لبعض دائما .
هذه الديانة
هي ديانة " الحب" المطلوب أن يسود بين جميع الفئات البشرية في العالم لكن ما هذا الحب الذي نحن في حاجة إليه دائما ولا يتحقق لنا غالبا إلا بكثير من الجهد والتعب والسعي المضني في العادة ؟
الحب في رأيي هو النتيجة المباشرة للرغبة الجنسية لدى البشر وإذا قال سيقموند فرويد صاحب مدرسة التحليل النفسي قولته الشهيرة :إن سلوك الإنسان كله تعبير جنسي فأنا أرى للتبسيط أكثر أن سلوك الإنسان هو بحث ضمني عن " الحب المفقود " والذي يشعر تجاهه بنقص كبير لابد عليه أن يعوض عنه بالعنف بمختلف أشكاله ولو يصل به الأمر إلى شن الحرب ضد كل البشر ما داموا لا يعترفون له بحبهم له دائما وبالتالي فالصراعات والصدامات والحروب ما هي في الواقع إلا سعي ضمني من بعض الفئات البشرية نحو تحقيق الحب المفقود وما حرب الإسرائليين لجيرانهم منذ مدة إلا تعبير عن حقد دفين على البشرية قاطبة لأنها – في اعتقادهم – قد ناصبتهم العداء سابقا و منذ زمان بعيد وحرمتهم من الحب المطلوب وتأكد لهم ذلك فعلا مع ما فعله بهم هتلر الألماني زمن الحرب العالمية الثانية .
إننا في الواقع لو حبينا شخصا بحب حقيقي لمكناه من الشعور بالأمن والرخاء ومحبته هو أيضا للآخرين ومكناه بالتالي من الشعور بالرضا عن نفسه دون حاجة إلى الشعور بالنقص وعدم الحفاظ على توازنه المطلوب .
وبالمثل هذا ما ينطبق على الجماعات وعلى الشعوب .
هناك العديد من الفئات البشرية في العالم الذين لا يزالون يشعرون بالنقص لعدم احترام الآخرين لهم وما ظاهرة الإرهاب التي حيرت الناس في العالم وشغلتهم كثيرا في المدة الأخيرة إلا مظهرا لعدوانية هؤلاء ولجوئهم كرد فعل على ما يشعرون به إلى العنف بأية طريقة ممكنة .