أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - نداء عاجل.. ياعقلاء الأمة لا تكونوا جسرآ للفتنة الطائفية؛؛















المزيد.....

نداء عاجل.. ياعقلاء الأمة لا تكونوا جسرآ للفتنة الطائفية؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتردد يوميآ وبدون أنقطاع انباء، عن العشرات وربما المئات من العوائل، التي يجري تهجيرها، من اماكن سكناها في مناطق مختلفة من بغداد العاصمة. ويعرض على شاشات التلفزة صور نساء واطفال هائمين على وجوههم غيرمصدقين لما يجري في ظل العلم والدستور ومجلس ألأمة وقوات التحالف.
وفي حوادث اخرى اغتيل اولياء امورعوائل فقيرة معدمة امام أنظارهم،بدم بارد وبدون رحمة او رأفة أنسانية، ثم أمروهم بمغادرة بيوتهم والمنطقة في الحال.
وفي حالات اخرى تم القتل والتهجير امام اعين رجال الشرطة والجيش.ان مثل هذه الجرائم لايمكن ان تمر دون عقاب، وألا فأن سلطة الدولة ستكون مسؤولة عما جرى ويجري بأسمنا نحن العراقيون سنة وشيعة ومن ديانات أخرى.
ان على لجان حقوق ألأنسان ان توثق مثل هذه الحوادث، وتحدد المسؤولين عنها من المسسؤولين الحكوميين،سياسيين وعسكريين، وأحزاب وتكتلات سياسية او دينية. وان تطالب المجتكع الدولي بأجراء محاكمة هؤلاء الذين تثبت أدانتهم لأنزال اقسى العقوبات بحقهم.
ويخطئ من يعتقد ان مثل هذه الجرائم يمكن ان تغيب عن العدالة، بسبب الوضع السياسي المرتبك في بلادنا في الوقت الحالي. ولابد ان يحين الوقت لمحاسبة كل الذين ارتكبوا او شاركوا في أيذاء أبناء شعبهم مهما طال الزمن. ومثال ما يجري في محاكمة صدام خير ذكرى لمن لا يفقه حكم التأريخ ودروسه.
لقد تضاربت الأنباء عن العدد الصحيح لضحايا التهجير الطائفي الذي شمل السنة والشيعة والمسيحيين والمندائيين وغيرهم . فقد اوردت بعض المصادر ان الرقم ربما تجاوز المليوني مواطن، وان عملية التهجير لم تبلغ على ما يظهر حد ألأكتفاء.
وفي الأيام ألأخيرة بلغت عملية أذلال ألأنسان العراقي ، ذروة من الوحشية التي لم تشهدها أنظمة الفصل العنصري، التي يتذكرها العالم بالخزي والعار كجنوب أفريقيا وروديسيا وصربيا سابقآ.

أن مايجري من تهجير وتمييز وقهروقتل بحق الأبرياء والعزل، هو وصمة عار في التأريخ العراقي ، وان مياه العالم كلها ربما لا تفي بغرض التطهر من رجسها أبدآ.
والدولة على ما يبدو اما منشغلة بخلافاتها حد ألأغماء، فلم تشعر بما يجري لمواطنيها من معاناة وأذى، وما يشعرون به من أحباط وخيبة أمل، او غير مهتمة، ولا تبالي بما يتعرض له مواطنوها من عذاب يومي لم يعد لهم طاقة لأحتماله أكثر..
واذا كانت الدولة فعلآ لا تبالي بما يجري من قتل يومي وتهجير على الهوية، وهو بعيد عن التصديق و التصور، فمن المخجل لنا ان نكون نحن الذين أنتخبناها لتقودنا.الى ما نحن فيه.

وفي الوقت الذي توشك مجموعات نشطة من جيران رئيس كتلة التوافق في مجلس النواب، ان تستكمل مهمتها المقدسة بأفراغ احياء عديدة في بغداد، مثل حي الجامعة وحي العدل من سكنتها من الشيعة، ينبري ألأستاذ الدليمي مستغيثآ بالحكومة واي جهة أخرى، لأيقاف تهجيربعض العوائل السنية من أحياء مدينة الحرية في بغداد.

ان التهجير يتطلب أستهجان الجميع، وان يعمل جميع ألأطراف سنة وشيعة على وقفه، لا تشجيع التهجير
المضاد . علمآ بأنه يعرف قبل غيره، ان المهجرين من الجانبين، لا مصلحة لهم ولاصلة لهم بما يطرح في وسائل الأعلام،من احتقان وتوتر طائفي . وان المؤثرين والمستفيدين من هذه الأفعال الجبانة القذرة، هم اغراب عن العراقيين، والعراقيون براء منهم وان تشدقوا بالمذهب او الدين او اي اتجاه منحرف أخر.

الكل يعرف، ان الطائفية مؤامرة تم تسويقها فقط عند دخول فلول القاعدة وتسلل التكفيرين للعراق، فكيف يسمح وهو السياسي المحنك، ان يكون احد جسورها، ولا يتدخل لأيقاف تهجيرأبناء الحي الذي يسكنه، من المواطنين الشيعة و بضمنهم جيرانه بالذات؟؟.

لقد كان حريآ بالشيخ المحترم، الذي طالما استهجن وأدان الأعمال ألأجرامية،التي طالت احياء شيعية في بغدادوغيرها،ان يلتزم بما قال، ويعمل على أطفاء نار الفتنة ، التي يتكالب كثيرون في داخل العراق وخارجه على أستعارها.
وبدلآ من ان يستصرخ من لا ضمير له من دول الجوار،لأنقاذ بغداد دار السلام وعاصمة التآخي الديني والقومي وألأثني، من سقوطها الوشيك وربما تكون سقطت بالفعل في أيدي الصفويين، ان يتوجه لتوحيد السياسيين العراقيين، لأنقاذ العراق من التخريب المنظم للأقتصاد، وتحطيم بنيته التحتية، وألأخلال بنسيجه ألأجتماعي ولتحقيق ألأمن وألأمان ودحر الأرهاب والجريمة...
فاذا لم يكن يقصد الشيعة بالصفوية، فكم من الصفويين يعرف في شوارع بغداد واحيائها؟؟

ما هو العيب في ان يختار احد ما، العيش في بلاد الرافدين، من اي اصول كان، عثمانية او صفوية اومصرية او سودانية، ما دام يعمل ويساهم في بناء البلد،و يلتزم ويحترم نظم وتقاليد مواطنيه؟؟
اليس الغالبية من القبائل العربية التي ينتمي اليها اكثرنا، هي من اصول غير عراقية ، وانما من الجزيرة العربية وبلاد الشام، حيث نزحت الى وادي الرافدين واستقرت فيه منذ مئات السنين ؟؟.
ان العصبية القبلية الجاهلية قد ولت، وليس من مصلحة احد اشاعة ثقافتها المتخلفة ، في عصر ازدهار الثقافات ألأنسانية والتعايش السلمي والتآخي بين الشعوب.
الم يكن من ألأفضل وألأنسب، ان يبادر الأستاذ الدليمي، الى حث ابناء حيه من السنة والشيعة الى التلاقي معآ في مساجدهم وهي كثيرة في المنطقة، وليؤكد لهم حرصه على وحدتهم وتآخيهم، ويحذرهم من ألأنجرار للفتنة المشبوهة التي يروج لها أعداء الشعب العراقي؟؟
اليست الدعوة للتآخي وتبادل الود بين ابناء المنطقة، والتعهد من قبلهم برد ألأذى عن بعضهم البعض في حالة حصوله، هي ألأفضل من العداء والتوتر، الذي يلوث عقول ومشاعر الجهلة والمارقين والخارجين على العرف والقانون والأخلاق العراقية النبيلة؟؟.
ان ألأستاذ الدليمي ليس فقط قائدآ سياسيآ خارج البرلمان،بل رئيس كتلة برلمانية داخله، وهو بهذا يمثل ناخبيه من كل الطوائف، ويفترض ان يتبنى قضية الدفع عنهم وانصافهم ورفع الحيف عنهم كيفما واينما حصل.
لو كنت في منزلة الأستاذ الدليمي لبادرت حال سماعي بتهجير عائلة شيعية او سنية من شارعي، الى البحث عنها في كل مكان لأعادتها على مسؤوليتي الشخصية الى دار سكنها آمنة مطمأنة.

لو كان قد حدث هذا من قبل الأستاذ الدليمي ،هل سنسمع بعد ذلك عن حوادث مماثلة في الدورة او الحرية؟؟

و مع كل الذي حدث، ما زلت اعتقد ان الوقت لم يفت بعد ، فليس غريبآ ولا مستبعدآ، ان يقود ألأستاذ الدليمي وهو المعروف بحنكته ووطنيته التي تبعث على الثقة، مبادرة شخصية وسياسية واسلامية، بالتوجه بنداء الى ابناء حيه الذين ينفذون حملة التهجير، بالتوقف عن هذه العملية غير المشرفة، والدعوة بنفس الوقت الى كافة من هجرمن بيوتهم بالعودة اليها.

وبالمقابل، فأن الأطراف المتورطة بتهجير المواطنين السنة في مناطق أخرى، أن تفعل الشيئ نفسه، فان لم تفعل، فينبغي على الشيعة في تلك ألأحياء التظاهر و ألأعتصام في أحيائها، مطالبة بعودة اخوتهم السنة الى ديارهم دون قيد او شرط. وان يستمر ألأحتجاج حتى تتوقف هذه الممارسات غير ألأنسانية الغريبة عن مجتمعنا العراقي.
بذلك فقط يمكن وأد الفتنة الطائفية في مهدها، وفسح المجال للعقل والحكمة ان تأخذ مسارها، ووقف التدهور في العلاقات بين ابناء الشارع الواحد والحي الواحد والوطن الواحد.

لقد اثارني نداء الشيخ الجليل احمد عبد الغفور السامرائي، وانا اسمع مكالمته مع قناة العربية الفضائية يوم ألأحد العاشر من كانون اول الحالي، حين توجه الى المسؤولين، في خارج العراق، لعمل شيئ ما لوقف حملات التهجير الطائفي التي طالت عائلات سنية في أحياء مدينة الحرية.
يحز في نفسي أن يتوجه الشيخ الجليل بنداء الى المؤتمر الأسلامي والجامعة العربيةلعمل شيئ ما لأيقاف أضطهاد ابناء الوطن لأبناء وطنهم، بعد ان فشلت مساعيه لدفع السلطات العراقية لأتخاذ اجراءات لحماية المواطنين من العسف الذي يقع عليهم.
ولقد اورد في خلال تلك المكالمة، كيف حاول سكنة الحي من الشيعة من دون جدوى، منع تهجير اخوتهم السنة من مناطق سكناهم، حيث تعرضوا للتهديد ايضآ بسبب موقفهم المدافع ذاك.
كما سمعت حوادث اخرى مشابهة، في احياء اخرى من بغداد، حيث تعهد الجيران السنة بالدفاع عن اخوتهم الشيعة من سكنة نفس الحي في حالة تعرضهم لأي تهديد. وقد وقفوا بالفعل ضد الزمر الضالة ومنعوها من تنفيذ تهديداتها بتهجير سكان المنطقة من اخوانهم الشيعة.
أقول ما زال هناك متسعآ من الوقت للحكمة والتعقل، لمنع الكارثة من ان تلحق ألأذى بالجميع دون تمييز؛؛؛

يقول المثل الفرنسي: أن يأتي متأخرآ......أفضل من أن لا يأتي أبدآ.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعقل ان يؤسس لنظام طالبان عراقي؟؟
- بطالة بسبب الوضع ألأقتصادي وبطالة بسبب التمييز والتهجير الطا ...
- من اجل برنامج اقتصادي عاجل لأنعاش ألأقتصاد العراقي


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - نداء عاجل.. ياعقلاء الأمة لا تكونوا جسرآ للفتنة الطائفية؛؛