في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (ج 8)


مرتضى العبيدي
2024 / 6 / 9 - 00:47     

السبعينيات وتطور الحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (القسم الأول)

بدأت السبعينيات بالنسبة للشيوعيين الماركسيين اللينينيين في الإكوادور بحدث بالغ الأهمية سيوجه حياتنا التنظيمية لأكثر من عشر سنوات: انعقاد الكونفيرانس الوطني للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني، الذي شكل خطوة مهمة في عملية بناء الطليعة الثورية للبروليتاريا .
لقد حارب حزبنا وقواته حكومة فيلاسكو إيبارا الرجعية. إذ قاد فيلاسكو "المجنون"، بالتواطؤ مع الجيش والإمبريالية الأمريكية، سياسة مناهضة للشيوعية تتمثل في اضطهاد وقمع الحركة الشعبية. لقد تحول حزبنا من شبه الشرعية إلى العمل السري. ومن بين جميع المنظمات التي تعرضت لإرهاب الدولة لديكتاتورية فيلاسكو، كان حزبنا واحدًا من أفضل المنظمات التي نجت. وسرعان ما قام الحزب بتكييف عمله مع الظروف الجديدة واستمر نضال الشيوعيين. وعلى الرغم من ذلك، تلقينا بعض الضربات، وتم اعتقال العديد من الرفاق واغتيال آخرين على يد الدكتاتورية، مثل ميلتون رييس، وميغيل بوزو، وروزيتا باريديس، وخورخي تينوكو.
وصفت اللجنة المركزية، في جلستها العامة الثانية عام 1971، الديكتاتورية بأنها تعبير عن مصالح احتكارات النفط بالتعاون مع البرجوازية الوسطى وكبار ملاك الأراضي الذين يستخدمون القيادة العسكرية العليا وأوليغارشية فيلاسكو كأدوات للهيمنة. ولم تكن التناقضات الموجودة في هذه الحكومة في مصلحة الشعب، كانت حكومة استثنائية. لقد كان صراعاً بين شقوق البرجوازية للحصول على أفضل المنافع لكل منها. ولذلك أكد الحزب في تحديد المهام على ضرورة تكثيف النضال من أجل مطالب الشعب وتحويل النضالات الجزئية إلى نضالات عامة ودعمها والتنسيق فيما بينها. وفي هذا السياق، كانت إضرابات لوخا وكرشي تجارب مهمة للنضال الشعبي.
لقد كانت الطبقة العاملة رائدة في العديد من النضالات المهمة، وقد قام جزء منها، تحت راية وقيادة الحزب، بتعزيز النضال من أجل أجور أفضل. وأجبرت النجاحات التي تحققت المركزيات النقابية الأخرى، والتي كان العديد منها تحت قيادة الزمرة التحريفية، على الاتحاد للدعوة إلى أول إضراب عام، ولاحقا، لتشكيل جبهة العمال المتحدة (FUT).
ومع سقوط فيلاسكو ووصول رودريغيز لارا إلى السلطة، الذي عرّف نفسه بأنه "الحكومة القومية الثورية"، حافظ الحزب على موقفه المتمثل في الدفاع عن المصالح الشعبية. «لا ينبغي للجماهير الشعبية أن تتوقع الكثير من هذه العروض. نريد حقائق وليست كلمات! يجب على الشعب أن يطالب ويتحد وينظم نفسه بشكل أفضل، وأن يناضل من أجل مطالبه الاقتصادية والسياسية المباشرة، واثقًا من أنه لن يتمكن من الحصول على حقوقه إلا بنضاله"، كما جاء في أحد بيانات الحزب. وخلافا لنا، قرر التحريفيون والانتهازيون دعم الديكتاتورية ومقاطعة نضال العمال والشعوب.
وعلى الرغم من محاولات التحريفية لعزلنا عن الحركة الشعبية، فإن صحة سياساتنا قد اكتسبت شعبية بين العمال والفلاحين والمعلمين والشباب المتعلم. لقد بذل حزبنا جهوداً مختلفة لتحقيق وحدة الشعب ومحاربة المواقف السكتارية والضيقة والانعزالية. كان العمل على إنشاء منظمات وحدوية مهمًا، لكن لم يكن من الممكن إنجازه في العديد من الأماكن.
كان النضال ضد الدكتاتورية يتزايد، ونضال الطلاب والمعلمين يحرك البلاد. فوقعت تحركات ضخمة ومعارك في الشوارع في عامي 1973 و1974. واستولى الفلاحون على العديد من المزارع وواجهوا ببطولة محاولات طردهم منها من قبل ملاك الأراضي، الذين قُتل الكثير منهم، مثل كريستوبال باجونيا وفيليكس كارانزا. لقد انتشر النضال من أجل الأرض ضد انتهاكات وهيمنة ملاك الأراضي على نطاق واسع.
صحيفة "الى الأمام"، العدد 2091، من 24 أبريل إلى 7 مايو 2024