صوّت بورقة فارغة في انتخابات البرلمان الأوروبي
شابا أيوب شابا
2024 / 6 / 6 - 02:18
نشرت جريدة الشيوعي (*) في عددها السادس الصادر في بداية حزيران مقالاً للكاتبة
Signe Bilfeldt
بعنوان: صَوّتْ بورقة فارغة
في التاسع من حزيران/ يونيو
سنُصوت في انتخابات البرلمان الأوروبي، والعالَمْ قد تغيّر كثيراً منذ انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة.
لقد تحول الحديث البسيط عن الطقس إلى محادثات حول الكوارث المناخية. فبدلاً من إعداد قوائم التسوق لتناول العشاء، نقوم بإعداد قوائم بالإمدادات التي يجب أن نوفرها في ملجأنا في حالة نشوب الحرب العالمية الثالثة. وبينما كانت لدينا في السابق الحركة الشعبية ضد الاتحاد الأوروبي، ليس لدينا الآن الفرصة للتصويت لنائب مُعارض للاتحاد الأوروبي في البرلمان.
لقد ازدادت سوءاً الدراما المتعلقة بهوية الاتحاد الأوروبي، لأنه قبل أن يكون هناك معارض للاتحاد الأوروبي في البرلمان، كان هناك على الأقل شخص على الخط السياسي يجرأ على التحدث بصوت عال عن نفاق الاتحاد الأوروبي. أمّا الآن فقد أصبح اليسار بأكمله مناصراً للاتحاد الأوروبي ويستخدمه كساحة سياسية يتخيّل النواب اليساريون أنهم قادرون على إحداث فرق كبير.
لا ديمقراطية
يبدو الأمر كما لو أنهم نسوا كيف يعمل الاتحاد الأوروبي؟ ومن أجل الحصول على النفوذ السياسي، والفرصة لإحداث تغيير حقيقي في المجتمع، وفي الاتحاد الأوروبي، فإن الأمر يتطلب الديمقراطية.
الأشخاص الوحيدون الذين يمكنهم تقديم مقترحات تشريعية ليسوا ممثلين منتخبين. يتبين مِراراً وتكراراً أن لديهم اجتماعات خلف أبواب مغلقة. وفي ظل وجود جيش من جماعات الضغط التي تعمل طوال ساعات النهار في الاتحاد الأوروبي، فمن الصعب للغاية أن نرى العنصر الديمقراطي في المنظومة.
ونحن نرى كيف يتم تسويق الاتحاد الأوروبي على أنه حامي المناخ. ونرى مرشحي البرلمان الأوروبي يقفون ويتحدثون عن كل الاتفاقيات الجيدة التي يمكن أن تتوصل إليها الدنمارك عبر البرلمان، والتي ستؤدي إلى الحد أو حظر الأشياء التي تضر بالمناخ.
لكن من الناحية العملية، نرى اتفاقيات تجارية ، حيث يستورد الاتحاد الأوروبي الأسماك من المغرب، مع العلم أن الصيد يتم بواسطة شباك الجر في القاع. ونرى اتفاقية ميركوسور، والتي تعني إعفاءات جمركية على بعض السلع الأكثر ضرراً بالمناخ مثل لحوم البقر وفول الصويا والإلكترونيات وقطع غيار السيارات، مع ما يترتب على ذلك، على سبيل المثال، من إزالة غابات الأمازون المطيرة للاستفادة من تلك الاتفاقية، بحيث يمكن تلبية الطلب المتزايد .
ونحن نرى أيضاً النفاق عندما يُشير الاتحاد الأوروبي إلى نفسه باعتباره مشروع سلام وأنَّ عليه أن يحمي حقوق الإنسان. وفي الوقت نفسه، يقدمون الدعم لصناعة الأسلحة، ويبيعون المعدات الأمنية والأسلحة والذخيرة للأنظمة التي تقمع حقوق الإنسان على وجه الخصوص.
عندما تفتح أعينك فعلياً على حقيقة أن الاتحاد الأوروبي هو نظام يفضل دائماً مصالح رأس المال، بغض النظر عما إذا كان ذلك على حساب المناخ أو الرفاهية أو حياة الإنسان، فلا يُمكنك فعل أي شيء سوى أن تقول لا لرأس المال. لا لهذا النظام المريض!
لقد دأبوا على القول أن الاتحاد الأوروبي يمكن تغييره من الداخل. إنها كذبة. لقد أثبت التاريخ مِراراً وتكراراً أن التطورات التي شهدها الاتحاد الأوروبي على مدى الأعوام الخمسين الماضية كانت سلبية بالنسبة للديمقراطية وللطبقة العاملة، سواء في الدنمارك أو على المستوى الدولي. ومع الاتفاق السياسي الأوروبي الجديد، فإن النتيجة هي خسارة الدول الأعضاء لحق النقض، وبالتالي خسارة آخر ما تبقى من النفوذ الديمقراطي.
الخروج من الاتحاد الأوروبي
لا يوجد حل آخر غير مغادرة الاتحاد الأوروبي إذا أردنا أن يكون لنا تأثير على تنمية بلادنا. إذا أردنا إنقاذ بِحارنا، ومياه الشرب، والبناء بشكل سليم من دون فضائح، وتعزيز الديمقراطية والتعايش السلمي، فلا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يتدخل. وستستمر الفضائح إذا لم نختار الانسحاب.
ولم يعد بوسعنا أن نظهر معارضتنا للاتحاد الأوروبي إذا ما صوّتنا لمرشح مناهض للاتحاد الأوروبي في انتخابات البرلمان، ولكن لا يزال يتعين علينا أن نُظهر معارضتنا للاتحاد الأوروبي. لذلك، يوصي الحزب الشيوعي الدنماركي باستخدام حَقّكَ الديمقراطي والتصويت على ورقة فارغة في 9 حزيران/يونيو.
الأصوات الفارغة هي أيضاً أصوات. وسوف يتم عَدّها، فلا تبقى في المنزل، بل شارك وأظهر إحتجاجك.
بالإضافة إلى ذلك، يُوصي الشيوعيون بالانضمام إلى الحركة الشعبية ضد الاتحاد الأوروبي، وبالتالي دعم المعارضة المستمرة للاتحاد الأوروبي وتزويد السكان بالمعلومات.
(*) جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي
ترجمة: د.شابا أيوب