المحكمة الدوليّة تبحث أمر محاكمة نتن – النازي لجرائم حربه و جو بايدن الإبادي الجماعي يدافع عنه


شادي الشماوي
2024 / 5 / 29 - 23:25     

جريدة " الثورة " عدد 855 ، 27 ماي 2024
https://revcom.us/en/international-court-seeks-warrant-against-netan-nazi-war-crimes-and-genocide-joe-rushes-defend-him

ومضة من الأخبار :
بالضبط بعد مصادقة الكنيست ( الجهاز التشريعي الوطني ) الإسرائيلي على قرار أوّلي بإعتبار منظّمة الأونروا ( أهمّ منظّمة إغاثة لللاجئين الفلسطينيّين تابعة للأمم المتّحدة " منظّمة إرهابيّة " ، قصفت إسرائيل بالقنابل مخيّما لمهجّرين فلسطينيّين في رفح . و كان هذا المخيّم – قرب القاعدة اللوجستيّة للأونروا – شديد الكثافة السكّانيّة حيث كان تجمّعا من الخيام إليها كان يلجأ عشرات آلاف الناس . و هم من الناس الذين أجبرتهم إسرائيل إلى ما تسمّيه هذه الأخيرة " منطقة آمنة " .
و نحن نصوغ هذا المقال ، أكثر من 35 إنسان تأكّد قتلهم ، مع وجود عدد أكبر من الجرحى و/ أو الذين لم يقع إحصاؤهم بعدُ . و قد كان العديد منهم يحترق وهو حيّ بسبب القنابل المقصوفة . و النظر إلى الصور يجعل المرء يستشيط غضبا.
و سخرية إقتراف مثل هذه الجريمة الإبادية الجماعيّة عقب إتّهام منظّمة الغوث الإنسانيّة بالإرهاب أمر جدّ فاجر للتعليق عليه . لكن هذا ليس سوى رعب ، شيء شنيع حقّا في حدّ ذاته ؛ فهي يؤشّر تقريبا بشكل مؤكّد ، إلى جانب إعتبار الأونروا " إرهابيّة " على مزيد السقوط نحو أعماق وحشيّة لا تتصوّر .
و هذا يجب – و لا يمكن إلاّ – أن يُوضع له حدّ بالتعبير عن السخط الجماهيري .
الظروف الراهنة في رفح :
ما يجرى في رفح هو مجازر قتل ضد المدنيّين المهجّرين قسريّا قرب القاعدة اللوجستيكيّة لمنظّمة الأونروا في تلّ السلطان ، الواقعة بالجزء الغربيّ من رفح . لقد قصفت الطائرات الإسرائيليّة عديد الخيام في هذه المنطقة ، ما أفرز عديد القتلى و المصابين . و قد نُقل الكثير منهم إلى مصحّة تلّ السلطان و ساحة المستشفيات القريبة من بحر رفح . و في الوقت الحاضر ، يظلّ العديد من الناس عالقين تحت النيران و في خيام دمّرها القصف بالقنابل .
و من المهمّ أن نُشير إلى أنّ هذا الموقع كان مصنّفا من قبل الاحتلال الإسرائيلي على أنّه منطقة إنسانيّة ، و أُجبر المدنيّين على إخلاء الأماكن التي كانوا يتواجدون بها و التوجّه إليه .
***************
في 20 ماي 2024 ، أمضى كريم خان ، مدّعى المحكمة الجنائيّة الدوليّة ( ICC )، عقب أشهر من البحث ، لائحة إتّهام للوزير الأوّل الإسرائيليّ نتنياهو ( نتن – النازي ) و وزير الدفاع الإسرائيلي . ، يُآف غالانت ، بسبع تهم بجرائم حرب و جرائم ضد الإنسانيّة . ( و أدرجت محكمة الجرائم الدوليّة كذلك تهما ضد ثلاثة من قادة حماس بالإبادة و القتل و إختطاف أسرى و الإغتصاب و التهجّم الجنسي على الأسرى ).(1)
و تشمل هذه الجرائم الإسرائيليّة " تجويع المدنيّين كوسيلة مستخدمة في الحرب " و " الإبادة و القتل [ للمدنيّين ] ... في إطار القتل جوعا ". و أكّدت المحكمة الدوليّة أن نتيجة لذلك يواجه أكثر من مليون من سكّان غزّة " مجاعة كارثيّة " تسبّبت بعدُ في قتل " الأطفال من كلّ الأعمار و النساء ".
بكلمات أخرى ، المحكمة الجنائيّة الدوليّة تتّهم إسرائيل – المدعومة كلّيا من الولايات المتّحدة – بالتجويع المتعمّد لأكثر من مليون إنسان ، إلى جانب أعمال إجراميّة أخرى .
ما الذى " يُغضب " بايدن ؟
و على الفور ، ردّ جو بايدن الإبادي الجماعي مصدرا بيانا غاضبا مدافعا عن إسرائيل و نتن – النازي . و هذا البيان الأوّل لم يُنكر حتّى ، و أقلّ من ذلك بكثير لم يدحض ، تُهم المحكمة الجنائيّة الدوليّة ! بدلا من ذلك ، تعاطى بايدن مع ذات فكرة البحث عن أوامر إعتقال ضد قادة إسرائيليّين على أنّها " شنيعة " . و تهجّم على ما أسماه " المساواة الخاطئة " بين إسرائيل و حماس . (2) و ختم بالتشديد على " سنقف دائما إلى جانب إسرائيل ". و لاحقا في ذلك اليوم ، لم يضف بايدن فقط أنّ تهم المحكمة الجنائيّة الدوليّة ليست صحيحة و زعم أنّ إسرائيل " ترغب في القيام بكلّ ما في وسعها لضمان حماية المدنيّين ". و تاليا ، أضاف أنّ " ما يحدث في غزّة ليس إبادة جماعيّة " . (3)
سنتعمّق في حقيقة الأمر و نبيّن بلا شكّ أنّ ما يجرى إبادة جماعيّة ، لكن قبل ذلك نودّ أن نتناول بالبحث لماذا الولايات المتّحدة و بايدن بوجه خاص ينكرون ذلك بنشاط . و في منشور حديث على وسائل التواصل الاجتماعي " الثورة 44 : إسرائيل تواصل الإبادة الجماعيّة ضد الفلسطينيّين – و جو بايدن يواصل دعم هذا الإبادة الجماعيّة " ، تطرّق بوب أفاكيان للمسألة فقال :
" لقد إستاء بايدن من واقع أنّ الإبادة الجماعيّة التي تقترفها إسرائيل في حقّ الشعب الفلسطيني ، بمساعدة عسكريّة كبيرة و " تغطية دبلوماسيّة " من الولايات المتّحدة ، قد فضحت الطبيعة المتعطّشة للدم ليس لإسرائيل فحسب بل للولايات المتّحدة أيضا . و يسلّط هذا ضوءا بارزا على الجهود المنافقة لإمبرياليّى الولايات المتّحدة في تقديم أنفسهم على أنّهم قوّة خير و ديمقراطيّة و حرّية و ما إلى ذلك – في تعارض إلى هؤلاء الحكّام " الأوتوقراطيّين " الرهيبين في بلدان مثل روسيا و الصين الذين يضطهِدون شعوبهم الخاصة و يكرّسون عنفا تدميريّا ضد بلدان أخرى ! و من المهمّ للغاية بالنسبة إلى الطبقة الحاكمة لهذا البلد الإمبريالي ( " الولايات المتّحدة الخيّرية " ) لمحاولة التغطية على جرائمه الخاصة الفظيعة ، عبر تاريخه وصولا إلى اليوم ، كما يتمظهر بحدّة الآن في دعم الولايات المتّحدة لإسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني ، بنسبة قتل في غزّة تفوق بعدُ 35 ألف ، بمن فيهم 15 ألف طفل ، و تستمرّ في الإرتفاع كلّ يوم .
إذا لم يكن ما تقوم به إسرائيل إبادة جماعيّة ، كيفق يمكن أن تسمّوه ؟
و مع ذلك يستمرّ بايدن في التأكيد على أنّ إسرائيل " تحاول القيام بكلّ ما يمكن أن يحمي المدنيّين " . حقّا ؟!؟! القصف بالقنابل التي تزن طنّا كلّ واحدة و التي تزوّد بها الولايات المتّحدة إسرائيل ، للمبانى السكنيّة و قتل العشرات أو المئات ، ب" تبرير " بلا أدلّة على أنّ بعض الأشخاص من المستوى المتوسّط من قيادات حماس يمكن أن يكونوا هناك – هذا هو " حماية المدنيّين ؟ "
ما لا يقلّ عن 36 ألف قُتلوا خلال سبعة أشهر بما في ذلك ما يقدّر ب 15 ألف طفل . و هذا دون حساب آلاف القتلى لا زالوا تحت أنقاض المباني التي سوّتها إسرائيل بالأرض . و لا يشمل أيضا أولئك الذين قُتلوا جوعا و العيش في العراء أو بسبب الأمراض المستشرية لأنّ إسرائيل قد دمّرت نظام توزيع المياه و تقريبا جميع المستشفيات .
هل يبدو ذلك محاولة " لضمان حماية المدنيّين " ؟
و قد جدّت عديد الأحداث فيها بوضوح مدنيّون فلسطينيّون لا يحملون سلاحا – و أحيانا يحملون رايات بيضاء – قتلهم رصاص القنّاصة الإسرائيليّين . و الجيش الإسرائيليّ قد قتل حتّى ثلاثة أسرى فرّوا من الأسر لدي حماس و كانوا لا يرتدون قمصانا و لا يحملون سلاحا و يرفعون رايات بيضاء . و تقول إسرائيل إنّ هذا كان " خطأ " لكن الخطأ من وجهة نظرهم هو أنّهم بداهة فكّروا أنّهم كانوا فلسطينيّين و ليسوا إسرائيليّين ، وبالتالي يمكن قتلهم عشوائيّا .
و جاء في تقارير لأطبّاء في غزّة أنّهم لاحظوا حالات عديدة من إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الأطفال – و ذلك أثناء سعيهم للحصول على الماء أو بينما هم يلعبون أو يبحثون عن ملجأ .
هل يبدو أيّ شيء من هذا أنّ إسرائيل تحاول " ضمان حماية المدنيّين " ؟
و فكّروا في التالى ذكره : حوالي 80 بالمائة من سكّان غزّة – تقريبا مليوني إنسان – لاجئون يعيشون في خيام أو ضمن أنقاض المباني .
و قد قُطع تقريبا بشكل كلّي التزويد بالغذاء . و الأربعة مائة شخص في شمال غزّة يعيشون بالكاد على معدّل 245 كالوري يوميّا . أقلّ من علبة فاصوليا ! و لم يكن هذا ليوم أو ليومين و إنّما لأسابيع متتالية . و الأمّهات يعرفن سوء تغذية إلى درجة أنّهنّ لا يستطعن أن يغذّوا أطفالهنّ من الثدي . و صّرحت إحداهنّ : " قبل الحرب ، كنّا في صحّة جيّدة و كانت أجسادنا قويّة . و الآن ، ناظرة إلى أطفالى و إلى نفسى ، ألاحظ أنّنا فقدنا الكثير من الوزن بما أنّنا لا نأكل أي غذاء مناسب و نسعى إلى أكل أيّ شيء نعثر عليه – نباتات أو أعشاب برّية يمكن أكلها يوميّا لا لشيء إلاّ للبقاء على قيد الحياة ."
و في جنوب غزّة ، الماء النظيف شحيح بشكل يائس . و في إحدى الملاجئ ، 10 آلاف إنسان يحصلون على 4 آلاف لتر يوميّا أو حوالي كوبين للشخص الواحد في اليوم الواحد ! و هذا للشرب و الغسيل و الطبخ . إنّه أقلّ من 3 بالمائة من ما تقول منظّمة الصحّة العالميّة إنّ الناس في حاجة أساسيّة له للبقاء على قيد الحياة .
و تصريف المجاري سيّئ بصورة كابوسيّة . ملجأ ب 8 آلاف إنسان يتوفّر له 12 مرحاض لا غير – و هذا يساوى مرحاض واحد لكلّ 600 إنسان ، و العديد منهم يعانون من أمراض معويّة جرّاء شرب مياه ملوّثة . و هؤلاء أناس محضوضون كفاية لكونهم يعيشون في ملجأ ! و ورد في تقرير عمّال إغاثة وجود " بحيرات تامة من النفايات الإنسانيّة " على مقربة من الخيام أين يعيش الناس . و تنتشر الأمراض و لا وجود تقريبا للخدمات الطبّية أو المواد الطبّية لمساعدة المرضى .
و يمكن أن نستمرّ في العرض طويلا ، لكن إليكم المسألة المفتاح : هل يبدو أنّ أيّ شيء من هذا " يضمن حماية المدنيّين"؟ أم يبدو حربا تستهدف المدنيّين ؟
إستخدام التجويع كسلاح حربيّ :
القانون الدوليّ واضح جليّ : لا يجب حرمان المدنيّين عمدا من الغذاء .
لذا هناك شكّ قليل جدّا أنّ بايدن لا يريد أن يُحاكم وزير الدفاع الإسرائيلي ، يآف غالانت . هو الشخص الذى ، منذ البديات الأولى للغزو ، أكّد بوضوح النوايا الإبادية الجماعيّة لإسرائيل : " لقد أصدرت أوامرا بالحصار الكلّي لقطاع غزّة . لن يوجد كهرباء و لا وقود ، كلّ شيء مغلق . نحن نقاتل حيوانات و نتصرّف على هذا الأساس ". (4) و في اليوم التالي أغلقت إسرائيل المدخل الأساسي للإغاثة الإنسانيّة و الذى عبره تحتاج 5000 شاحنة إلى العبور يوميّا لتلبية الحاجيات الأساسيّة لغزّة – و قد دفع هذا الحصار إلى دوّامة من الجوع و التجويع و الأمراض التي تسوء أكثر فأكثر . ( في الواقع، هذا المقال مرفوق بلائحة كاملة من المقتطفات من أقوال مسؤولين إسرائيليّين ، بمن فيهم نتن – النازي ، تدعو صراحة إلى إتّخاذ إجراءات إبادية جماعيّة ! )
و بعد عشرة أسابيع من الضغط الدولي الهائل ، قامت إسرائيل بإخراج مسرحيّة " إعادة فتح " المعبر – إلاّ أنّها سمحت للمحتجّين الفاشيّين بغلق الطريق أمام معظم الشاحنات و منعها من المرور عبر المعبر . و على الجهة الأخرى ( عبور معبر رفح من جهة مصر إلى غزّة ) ، كان جنود إسرائيل يفتّشون كلّ شاحنة متسبّبين في تأخيرات كبرى و كانوا يعيدون من حيث أتت شاحنات لحملها أشياء مثل المقصّات الطبّية – التي إعتبروها " أسلحة ممكنة "! و فقط قسم من المساعدات يمرّ كلّ يوم . و قد صرّح عمّال الإغاثة لجريدة " النيويورك تايمز " في مارس أنّ الشاحنات كانت تستغرق عشرين يوما كمعدّل لقطع مسافة قصيرة .
و عندما تدخل المساعدات ، تقتُل إسرائيل عمّال الإغاثة . و هجوم المسيّرة التي قتلت سبعة عمّال من عمّال المطبخ المركزي العالمي في أفريل سلّط الضوء على ذلك ، غير أنّ إسرائيل قتلت ما لا يقلّ عن 260 عامل إغاثة في غزّة ، ما جعلها المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى عمّال الإغاثة . و تخدم هذه " المجزرة الصغيرة " حملة الإبادة الجماعية الواسعة بعرقلة شبكات توزيع المساعدات داخل غزّة . و قطعت إسرائيل " ميلا إضافيّا آخر " بقتل أناس جائعين و هم يصطّفون للحصول على الغذاء الموزّع ، مثل " مجزرة الطحين " في مارس التي راح ضحيّتها أكثر من مائة فلسطيني .
هل يبدو أيّ شيء من هذا " عرضيّا " ؟
و كجزء من سياسة التجويع هذه ، في 6 ماي 2024 ، أغلقت إسرائيل تمام الإغلاق معبر رفح من مصر عندما شرعت في غزو رفح ، معترضة ألفي شاحنة مساعدات في مصر و دافعة غزّة برمّتها إلى الإنهيار القاتل . وفي الأسبوع الفارط ، صرّح مسؤول من الأمم المتّحدة : " صرنا نفتقد إلى الكلمات لوصف ما يجرى في غزّة . لقد وصفنا ذلك بالكارثة و بالكابوس و بالجحيم على وجه الأرض . هو كلّ ذلك و أسوأ " .
مع غلق معبر رفح ، بعض الفلسطينيّين الإسرائيليّين من سائقي الشاحنات أقدموا ببطولة على جلب المؤن محاولين العبور من إسرائيل إلى غزّة . لكن حتّى قبل أن يصلوا إلى المعبر ، هاجمتهم غوغاء من الفاشيّين الإسرائيليّين، عادة " بإشراف" من الشرطة أو الجيش الإسرائيليّين على الطرقات التي تمرّ بها الشاحنات . و تجدون على تويتر ما يبيّن هؤلاء الرجعيّين و هم يدمّرون الغذاء و المؤن كما لو كانوا في حفل بينما مجموعة من الجنود الإسرائيليّين يقفون غير بعيد متفرّجين في ما يجرى .
و في حادث آخر ، هاجمت غوغاء سائقي الشاحنات الفلسطينيّين بينما مجدّدا كانت السلطات تقف غير بعيد و لا تحرّك ساكنا . و قال رجل : " درجة الرعب التي رأيتها لا توصف . إلى حدّ الآن لديّ كوابيس في الليل . و حالتى النفسيّة منكسرة ، لا أستطيع التفكير بكشل جيّد ، و لا أستطيع النوم ، و لا أستطيع العمل ".
و في 21 ماي 2024 ، علّقت الأونروا – وكالة الإغاثة الأساسيّة التابعة للأمم المتّحدة – توزيعها للغذاء في رفح نظرا إلى نقص الغذاء و كذلك الوقود للنقل . و برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتّحدة (WFP) هو بدوره أنهى توزيع الغذاء في رفح لأنّه كان " من غير الممكن الوصول إلى مخازنه إعتبارا للعمليّات العسكريّة الجارية ". و قالت ناطقة رسميّة باسم برنامج الغذاء العالمي : " العمليّات الإنسانيّة في [جميع ] غزّة تقرب من الإنهيار " ، و إذا لم يتمّ إستئناف إدخال الغذ1اء و المؤن الأخرى إلى غزّة " بكمّيات كبيرة ، ، فإنّ ظروف شبيهة بالمجاعة ستنتشر ".
هجوم إسرائيل على رفح – المدينة الأخيرة الباقية في غزّة التي لم يدمّروها بعدُ :
منذ البدايات الأولى للحرب أمرت إسرائيل المدنيّين بمغادرة ديارهم و التوجّه إلى الجنوب ، و كان يحدث ذلك عادة قبل ساعات أو أقلّ من تنفيذ هجوم . و كان الناس يتكدّسون في الطرقات – و حتّى و هم يفرّون كانوا يتعرّضون إلى الهجمات. ثمّ شرعت إسرائيل في هججومها على رفح قبل شهر من الآن .
و قد قال قاطنون بغرب رفح إلى جريدة " النيويورك تايمز " كيف كان الحال : " ضربات جوّية مستمرّة و شديدة و رائحة الدخان لا تفارق الجوّ ... و في الليل ، يتقدّمون ببضعة أمتار كلّ مرّة ، و يهرب الناس على الفور ... إنّهم يطلقون النار و يلقون القنابل علينا بإستمرار ... و لكن ما نخشاه أكثر من غيره هي المسيّرات ".
و الآن ، معظم المدينة قاحل إذ قد غادرها مليون إنسان . و ساكن سابق عاد للبحث عن الماء أفصح عن التالى : " كنت مصدوما ... لم أجد أحدا . لم أجد لا كلاب و لا قطط حتّى . و لا وجود لأسواق و لا لمتاجر ... ليس بوسعك حتّى شراء قارورة من الماء للشرب ... لقد كانت رفح قبلا أفضل مكان في غزّة ... لكن الآن صارت عذابا كبيرا لا يطاق . لم يتركوا لنا أيّ شيء . إنّه عذاب مستمرّ ، عذاب لا يتوقّف ".
نظام مبني على التطهير العرقي و الآن يتحرّك نحو الإبادة الجماعيّة :
لا شيء من هذا " عرضيّ " . بُنيت إسرائيل على التطهير العرقي لغالبيّة السكّان الفلسطينيّن سنة 1948 ، و في كلّ خطوة مذّاك فرضت بالقوّة إضطهاتدا عنيفا شبيها بالأبارتايد / نظام الميز أو الفصل العنصري على الفلسطينيّين و الفلسطينيّات اللذين بقوا ضمن حدودها . و الآن يهدف الصهاينة بوضوح إلى تنفيذ نوع من " الحلّ النهائيّ" – بالسحق التام و / أو طرد الشعب الفلسطيني من غزّة .
هذه إبادة جماعيّة وهي محدّدة قانونيّا بإعتبارها " أعمالا مقترفة بنيّة تدمير ، كلّي أو جزئيّ لأمّة أو جماعة أثنيّة أو جماعة عرقيّة أو دينيّة " بما في ذلك " قتل أعضاء من الجماعة ؛ و التسبّب في ضررهم جدّيا جسديّا أو ذهنيّا ؛ و / أو تعريضهم بالقوّة لظروف حياة محسوبة كي ينتُج عنها تدمير جسديّ كلّي أو جزئيّ ". [ التشديد مضاف ]
و كان هذا يجرى طوال أشهر سبع بثمن قتا لا يوصف و جراحات و فظائع عذابات إنسانيّة ، و لن يتوقّف إلاّ إذا نهضت جماهير من الشعوب المصمّمة على إيقافه .
و للعودة إلى ما ورد في نشره بوب أفاكيان المذكور أعلاه :
" إنّ مقاومة هذه المذابح الإباديّة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة – إسرائيل في حقّ الفلسطينيّين و الفلسطينيّات تحتاج إلى أن تُصبح حتّى أوسع نطاقا و أقوى و أكثر تصميما . "
---------------------------------
من أفواههم ندينهم...: قادة سياسيّين و عسكريّين من إسرائيل و الولايات المتّحدة يوضّحون دعمهم للإبادة الجماعيّة :
ناسيم فاتوري ، عضو في الكنيست ( البرلمان الصهيوني ) – 7 أكتوبر 2023 على منصّة أكس ( تويتر سابقا ) :
" الآن لدينا جميعا هدف مشترك واحد – محو قطاع غزّة من على وجه الأرض ".
رئيس الولايات المتّحدة ، جو بايدن – 7 أكتوبر 2023 ، ملاحظات رسميّة :
" و دعم إدارتى لأمن إسرائيل صلب كالصخر و لا يتزعزع ... و لا يخطئنّ أحد : تقف الولايات المتّحدة مع دولة إسرائيل، بالضبط كما فعلنا منذ أن أصبحت الولايات المتّحدة أوّل أمّة تعترف بإسرائيل، بعد 11 دقيقة من تأسيسها ، قبل 75 سنة ".
وزير دفاع إسرائيل ، يوآف غالانت – 9 أكتوبر 2023 ؛ جريدة تايمز إسرائيل :
" لقد أمرت بالحصار التام لقطاع غزّة . لا كهرباء و لا غذاء و لا ماء و لا وقود . كلّ شيء مغلق . نحن نقاتل حيوانات بشريّة و نتصرّف على ذلك الأساس ... لن تعود غزّة إلى ما كانت عليه قبلا ... سنقضى على كلّ شيء ".
رئيس إسرائيل ، إسحاق هرزوغ – 12 أكتوبر 2023 ، ضمن أخبار تلفزة إسرائيل :
" إنّها أمّة كاملة هناك هي المسؤولة . و الخطاب عن المدنيّين غير الواعين و غير المتورّطين ليس صحيحا . ليس صحيحا بصفة مطلقة ... و سنقاتل إلى أن نحطّم عظامهم " .
وزير الأمن القومي الإسرائيلي ، إيتمار بن غفير – 17 أكتوبر 2023 ، على منصّة آكس ( تويتر سابقا ) :
" الشيء الوحيد الذى يحتاج إلى أن يدخُل إلى غزّة هي مئات الأطنان من المتفجّرات من القوّأت الجوّية ، و ليس ذرّة من المساعدة الإنسانيّة ".
الوزير الأوّل الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو – 28 أكتوبر 2023 ، موقف رسمي :
يجب أن تتذكّروا ما الذى فعلته بكم العماليق " . ( هنا يحيل نتن – النازي على تدمير العماليق ، شعب وصفه الإنجيل بأنّه مضطهِد للإسرائيليّين . في سمويل ، الفصل 15 ، " الإلاه " أمر الإسرائيليّين : " الآن إذهبوا و إضربوا العماليق و دمّروا كلّ ما لديهم تمام التدمير و لا ترحموهم ؛ بل إذبحوا الرجل والمرأة ، الطفل والرضيع ، الثور والغنم ، الجمل والحمار ").
وزير التراث ، أميشاي ألياهو – 5 نوفمبر 2023 ، في حوار صحفي على قناة إذاعيّة :
" لا وجود لأناس غير مقاتلين في غزّ’ " و عند سؤاله إن كان إستخدام الأسلحة النووويّة وارد بالتالى في غزّة ، أجاب " هذه طريقة من الطرق ".
كما قال أنّ توفير المساعدات الإنسانيّة لغزّة سيمثّل " فشلا " .
القائد الأعلى للجيش الإسرائيلي ، جيورا آيلاند – 19 نوفمبر 2023 ، ذُكر في لائحة إتّهام دولة جنوب أفريقيا المقدّمة إلى محكمة العدل متّهمة إسرائيل بالإبادة الجماعيّة ، الصفحة 64 :
" من هنّ النساء " المساكين " في غزّة ؟ جميعهنّ أمّهات و أخوات أو زوجات قتلة حماس ... إذا عرفن كارثة إنسانيّة ، عندئذ يمكن أن يُفترض أنّ بعض مقاتلى حماس و القادة الأصغر سيشرعون في فهم أنّ الحرب عقيمة ... و يحذّرنا المجتمع الدوليّ من كارثة إنسانيّة في غزّة و من أوبئة شديدة الفتك . لا يجب أن نخجل من هذا ، مهما كان عسيرا . في نهاية المطاف ، ستجعل الأوبئة الشديدة الفتك في جنوب قطاع غزّة النصر أقرب ... و عندما تقول شخصيّات إسرائيليّة في وسائل الإعلام " إمّا نحن أو هم " يجب أن نوضّح مسألة من هم " هم " . " هم " ليسوا مقاتلى حماس بأسلحتهم ، و إنّما كذلك جميع المسؤولين " المدنيّين " بمن فيهم مديري المستشفيات و مديري المعاهد و المدارس ، و كذلك كامل سكّان غزّة الذين يساندون بنشاط حماس و فرحوا لفضائعها المرتكبة في السابع من أكتوبر ".
رئيس الولايات المتّحدة ، جو بايدن – 20 ماي 2024 : إجابة رسميّة على التهم التي وجّهتها المحكمة الجنائية الدوليّة لإسرائيل بجرائم حرب كبرى و جرائم ضد الإنسانيّة :
" إمضاء المدّعى العام للمحكمة الجنائيّة الدوليّة لأوامر إعتقال ضد القادة الإسرائيليّين أمر شنيع . و دعونى أكون واضحا: مهما كان ما يمكن أن يدلّ عليه هذا المدّعى العام ، لا يمكن المساواة – أبدا – بين إسرائيل و حماس . سنقف دائما إلى جانب إسرائيل ضد تهديدات أمنها . "
هوامش المقال :
1. Read the prosecutor’s full statement here.
2. Biden is right—there is no “equivalence.” Bad as Hamas is, Israel is vastly worse! See “Yes, There Can Be No ‘Equivalence’ Between Israel and the Palestinians—But the Reality Is the Reverse of What Supporters of Israel Insist,” by Bob Avakian, at revcom.us.
3. The ICC has not actually charged Netanyahu with genocide, but what it is charging—intentional mass “starvation” and “extermination” of civilians—strongly bolsters the charge of genocide that is already being raised by thousands of students, human rights activists and others around the world. Another court—the International Court of Justice (ICJ)—has also declared that the charge of genocide is “plausible.” On May 24, the ICJ ordered Israel to halt its military offensive against the south Gaza city of Rafah, indicating that this operation smacks of genocide. Israel has refused to comply.
4. This is only one of many genocidal statements made by Israeli leaders.