في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (ج 6)
مرتضى العبيدي
2024 / 5 / 27 - 12:37
الكونفيرانس الوطني لعام 1970: قفزة في تطوير الحزب
وسقط المجلس العسكري الذي حكم البلاد منذ عام 1963 في 29 مارس/آذار 1966، بعد احتلال الجيش للجامعة المركزية واعتقال الطلاب والمدرسين. مرة أخرى، تسعى الطبقة الحاكمة إلى الخروج بشكل منظم من الأزمة السياسية. أعلن اجتماع سري للأعيان "كليمنتي يروفي" رئيسًا، الذي بقي في السلطة لبضعة أشهر فقط، حتى انعقاد الجمعية التأسيسية. تم تعيين "أوتو أروسيمينا"، الرئيس المنتخب بفضل اتفاق بين المحافظين والمسيحيين الاجتماعيين، في الجمعية التأسيسية. مع هذه الحكومة، تم تعزيز الاختراق الأيديولوجي لحكومة الولايات المتحدة من خلال المشاريع الاجتماعية، مثل تطوير "التحالف من أجل التقدم" و"معاهدة المساعدة المتبادلة (TIAR)". أثار تعزيز تبعية بلادنا غضب القطاعات الشعبية. كانت التعبئة ضد الاعتماد على الولايات المتحدة في البلاد ثابتة.
في 28 و29 مايو 1969، وقع حدثان مهمان في تاريخ الحركة الطلابية الإكوادورية، وكان لحزبنا مشاركة مهمة فيهما. ففي كيتو، وقبل وصول نيلسون روكفلر - مندوب رئيس الولايات المتحدة نيكسون - إلى العاصمة، أغلق المئات من الطلاب الجامعيين شوارع المدينة لمنع موكب الممثل الأمريكي من التحرك في العاصمة، فاضطر إلى استخدام طائرة هليكوبتر للتنقل من المطار إلى السفارة الأمريكية. استولى الطلاب على المركز الإكوادوري ـ الأمريكي وخمسة عشر محطة إذاعية لبث تصريحات ضد زيارة رجل الأعمال الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، في غواياكيل، اشتبك طلاب المدارس الثانوية والجامعات في مقر جامعة كاسونا للمطالبة بإلغاء امتحان القبول بالجامعة والترفيع في عدد المقبولين. واقتحمت قوات خاصة تابعة للجيش الكاسونا وقتلت 30 شابا وجُرح 32 وأصيب العشرات واعتقل 67.
خلال هذه الفترة، نفذ الفلاحون إضرابات إقليمية كبرى في لوخا وتشيمبورازو، بالإضافة إلى عمليات استيلاء على الأراضي. كما نُظمت عدة إضرابات للعمال للمطالبة بحقوقهم.
كان حزبنا ينمو ويشارك في هذه الأعمال، وكان العديد من أعضائه قادة للمنظمات الطلابية، مثل "واشنطن ألفاريز"، رئيس فيدرالية طلبة جامعات الاكوادور FEUE Nacional؛ "ميلتون رييس"، رئيس FEUE كيتو، و"خايمي هورتادو"، رئيس رابطة كليات الحقوق بجامعة ولاية غواياكيل. في ظل هذا السيناريو النضالي انعقد الكونفيرانس الوطني الأول في مارس 1970.
وصل الماركسيون اللينينيون الإكوادوريون إلى هذا الحدث وهم يواجهون التحريفية، ويناضلون ضد دكتاتورية الضبّاط، ويطهرون صفوفهم من الشرطة المندسّة والعناصر الانتهازية، باحثين عن تجارب إيجابية في إطار حملة البلترة وتصحيح أسلوب العمل. بعد عملية مهمة من النقاش والنقد والنقد الذاتي، والتي مكنت من كشف نقاط الضعف الأيديولوجية والحدود النظرية والسياسية، ومواجهة عيوب الذاتية والتكيف لدى بعض العناصر القيادية.
وشارك ممثلون عن ثماني محافظات في الكونفيرانس الوطني. وأتاحت الأعمال النهائية الموافقة على الخط العام للثورة الإكوادورية والمقرر السياسي والنظام الأساسي للحزب.
وافق الكونفيرانس على الخط السياسي المسمى الخط العام للثورة الإكوادورية، والذي أصبح الوثيقة الأولى التي نقوم فيها رسميا بتحليل وتوصيف البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، التركيبة الطبقية للمجتمع، وتحديد تناقضات العصر. وبناء على هذا التحليل، حدد الحزب خصائص الثورة الإكوادورية، والطابع والمهام التي يجب على الحزب تطويرها لتحقيق الثورة، وبرنامج الثورة، وتحديد الكفاح المسلح كطريق للثورة. وشكلت هذه الوثائق أداة سياسية نظرية ناتجة عن استيعاب الماركسية اللينينية وتطبيقها على واقع بلادنا.
كما صادق على النظام الأساسي للحزب الذي ينظم القواعد التنظيمية المعتمدة في المؤتمر التأسيسي، وكذلك خصائص التنظيم وشروط العضوية في الحزب، ومبادئ المركزية الديمقراطية وكافة القواعد التي تحدد التنظيم.
وبعد تقييم عمل اللجنة المركزية، تم انتخاب قيادة جديدة للتغلب على العقبات أو الأخطاء التي نشأت أثناء النقاش والصراع الأيديولوجي. ومن بين الأعضاء الجدد في القيادة الوطنية للحزب ميلتون رييس، الذي اغتيل بعد أيام قليلة من الكونفيرانس على يد حكومة فيلاسكو إيبارا، وواشنطن ألفاريز، الذي سيكون المتحدث باسم الحزب لعدة سنوات حتى وفاته، وخايمي هورتادو، النائب اليساري الذي اغتيل على يد حكومة ماهواد.
كان الكونفيرانس أداة تعبئة أيديولوجية وسياسية مهمة مكّنت من مواجهة دكتاتورية فيلاسكو إيبارا في ظروف مختلفة ومقاومة اضطهاد واغتيال واعتقال العديد من أعضاء اللجنة المركزية.
صحيفة الى الأمام، العدد 2087 من 20 مارس إلى 2 أبريل 2024