صديق انصار تعدد الاقطاب دوغين يناور عبر تناقضات بريكس
دلير زنكنة
2024 / 5 / 24 - 08:32
بقلم تشارلز أندروز
كان على ألكسندر دوغين، المروج لإمبريالية بوتين الروسية العظمى، أن يناور عبر أحد التناقضات داخل رابطة البريكس ــ الوحدة والخلاف بين الصين وروسيا.
من المفترض أن يكون دوغين مؤرخًا وفيلسوفًا، وهو ينفث قذارة رجعية تعود إلى العصور الإقطاعية.
" المجتمع الروسي مميز للغاية ويحتاج إلى زعيم "أب" (مثل القيصر) و الذي يجب عليه أيضًا ان يوفر الضمانات الأمنية للمجتمع بأكمله."
“يجب على الروس أن يدركوا أنهم أرثوذكس في المقام الأول؛ [اثنياً]روس في المقام الثاني؛ وفي المرتبة الثالثة فقط، ناس. "الأمة هي كل شيء؛ الفرد لا شيء." (1)
يتحدث دوغين عن «شرق جماعي أرثوذكسي» مركزه الحاكم في «موسكو روما الثالثة» في مواجهة «الغرب العقلاني الفردي». ووفقاً لكتابه الاشهر الذي صدر عام 1997 تحت عنوان "أسس الجغرافيا السياسية"، فإن هذا الكيان سوف يشمل رومانيا، ومقدونيا، و"البوسنة الصربية"، و اخيرا اليونان. علاوة على ذلك، يتعين على روسيا أن تسعى إلى "التفكك الإقليمي والانقسام والتقسيم السياسي والإداري للدولة [الصينية]" و اغتصاب "التبت-سينكيانج-منغوليا-منشوريا" لدواعي الامن. (2)
في يوليو/تموز الماضي، أكد دوغين أن الإمبراطورية لها "الحق في الاستخدام ضد العدو (في الظروف الحالية هو الغرب الجماعي، الذي يسعى إلى الحفاظ على الأحادية القطبية بأي ثمن وتوسيع هيمنته) في حالة وقوع هجوم مباشر وكذلك للأغراض الوقائية أي نوع من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النووية وأسلحة متطورة متقدمة.
انصار تعدد الأقطاب يحتضنونه
لم تمنع قمامة دوغين انصار التعددية القطبية multipolaristas من احتضانه (انصار التعددية القطبية هم يساريون: 1) يختصرون الحرب ضد الإمبريالية في معارضة الإمبريالية الأمريكية و2) يساندون الأنظمة الروسية والصينية والإيرانية وغيرها كقوى إيجابية لمجرد أنها تتنافس على الأسواق ومناطق النفوذ ضد المهيمنة ولكن المتدهورة ،الولايات المتحدة)
وقد شجع دوغين أنصار التعددية القطبية في دعمهم لعدوان بوتين على أوكرانيا. "الأوكرانيون بالفعل – جثث تمشي . هذا هو اختيارهم ولا نتوقع منهم أن يعودوا إلى رشدهم ، هذا من غير المحتمل. بالنسبة لأولئك الذين لا "يعيشون" ، لا يعتبرون أمواتًا أيضًا. أوكرانيا هي "حياة ميتة".
في المقابل، يحتج أنصار تعدد القطبية على فضح رجعية دوغين. على سبيل المثال، أدان ماكس باري "المعلقين من ما يسمى باليسار... [الذين] يشوهون دوغين". اعترض باري عندما تجرأ أحدهم على وصف دوغين بالفاشي. متجاهلاً كلماته المطبوعة، يؤكد باري أن "دوغين لا يدعو في أي وقت من الأوقات إلى نزعة الانتقام الروسية".
وبالمثل، خصص مدير قناة ICSS المؤيدة لتعدد القطبية على يوتيوب حلقة لأخذ دوغين على محمل الجد كباحث، و قلل من أهمية دعاية دوغين الرجعية.
ينشر دوغين الزبدة الصينية على خبزه
ولم يعتذر دوغين، على حد علمنا، عن حث روسيا على الاستيلاء على أراضي من الصين. لكنه يرى أين توجد الزبدة لخبزه. وهو الآن يحتضن مجموعة البريكس، وهي مظلة تضم الصين وروسيا، بالإضافة إلى تسع دول رأسمالية أخرى، مع احتمال انضمام آخرين . كتب دوغين في نوفمبر الماضي:
"أصبحت أسس هذا العالم المتعدد الأقطاب واضحة بشكل متزايد، مع وجود لاعبين رئيسيين بما في ذلك روسيا والصين والعالم الإسلامي والهند، وربما أفريقيا وأمريكا اللاتينية. وتمثل هذه الكيانات حضارات متميزة، والعديد منها متحد ضمن مجموعة البريكس".
وتمتلك الصين وحدها حوالي 60% من الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة البريكس الموسعة. ومن ناحية أخرى، فإن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في روسيا أعلى من نظيره في الصين.
أين يجب أن يضع دوغين نفسه؟ ربما انخفض معدل العائد على كتاباته في روسيا. حصل على منصب زميل اقدم في معهد الصين بجامعة فودان، ويكتب أعمدة في موقع غوانتشا Guancha، وهو موقع إخباري عالمي في الصين. مؤخرًا، في أوائل مايو 2024، أنشأ حسابات على ويبو Weibo و بيليبيلي Bilibili، الشبيهين ل تويترX/twitter و يوتيوب Youtube على التوالي. هذه لم تمر مرور الكرام . يبدو أن القراء والمشاهدين الصينيين يتذكرون موقف دوغين السابق. "أبواب الجحيم في انتظارك" كان تعليقًا شائعًا . في أواخر شهر مايو، قام دوغين بإيقاف التعليقات على منشوراته.
ومثل معظم المثقفين في خدمة السلطة، يجب على دوغين أن يجد مكانًا مناسبًا مع هذه الزمرة الحاكمة أو تلك. وتعكس تعرجاته أن الصين وروسيا تربطهما نوع من التحالف اليوم، لكن كل رابط بين القوى الرأسمالية مشحون بالتوتر. ولندع أنصار التعددية القطبية يهرعون خلف روسيا أو الصين أو كليهما إذا استطاعوا. ومن خلال قيامهم بذلك، فإنهم يستبعدون التحليل والرؤية الشيوعية من فكرهم وعملهم – وهو السلاح الحازم الوحيد ضد كل الإمبريالية.
تشارلز أندروز هو مؤلف كتاب العملاق المجوف The Hollow Colossus.
ملاحظات
1. Osnovy Geopolitiki: Geopoliticheskoe budushchee Rossii. 1997. موسكو: أركتوجيا، الصفحات 255، 257. كما استشهد بها جون ب. دنلوب، "أسس ألكسندر دوغين للجغرافيا السياسية". الديمقراطية 12.1 (31 يناير 2004): 41.
2. المرجع نفسه، ص 346، 360، 363، 383، 389، 393.
المصدر
مدونة دفاعا عن الشيوعية