فرنسا: الحرّيات الجامعيّة في خطر !


إبراهيم العثماني
2024 / 5 / 21 - 04:49     

تقــــــــــــــديم:
أصدرت تنسيقيّة نقابات التّعليم العالي بفرنسا بيانا نبّهت فيه للخطر المحدق بالحريات الأكاديميّة في الجامعات الفرنسيّة، وسعي السّلطات السّياسيّة والإداريّة إلى تحجيم دورها وثنيها عن الاضطلاع برسالتها المعرفيّة في كشف أساليب التّضليل الّتي اعتاد الكيان الصّهيوني اعتمادها والّتي كان لها صداها العميق في نفوس النّخب المثقّفة في الغرب.
وفي الحقيقة بوسعنا أن نسمّي هذا البيان بيان الحدّ الأدنى إذ اكتفت النّقابات الموقّعة عليه باستعراض التّدخلات الفجّة للسّلطات الفرنسيّة في شؤون الجامعات دون أدنى إشارة إلى التّعاون العلمي بينها وبين جامعات الكيان الصّهيوني ودون المطالبة بقطع العلاقات معها والكفّ عن تزويدها بثمرة الأبحاث الّتي تنتجها مخابر البحث الغربيّة المتطوّرة في هذه الجامعات.
ومهما يكن من أمر فإنّ هذا البيان يؤكّد أنّ النّخب الجامعيّة الفرنسيّة ونقاباتها لم تؤثّر فيها الدّعاية الصّهيونيّة المضلّلة ولم تصطف وراء الموقف الرّسمي الدّاعم للكيان المحتلّ، وأبت إلاّ أن تنحاز إلى قضايا الحرية وحقّ الشّعب الفلسطيني في تقرير مصيره في حين يرين الصّمت المطبق على أغلب نخبنا العربيّة ونقاباتها.

البـــــــــــــــيان:

"غزّة: الحرّيات الجامعيّة في خطر !
منذ 7 أكتوبر وبالخصوص منذ الأسابيع الأخيرة ظهرت أمارات شديدة الخطورة تهدّد الحرّيات الجامعيّة من قبيل تحجير عديد النّدوات العامّة والمتّصلة بالقضيّة الفلسطينيّة في بعض الجامعات، والتّضييق على حرية التّعبير وقمع تعبئة الطّلبة والطّالبات. كما أنّ إخلاء قوّات الأمن بشكل فظّ جامعة باريس وجامعة السّربون من طلبة وطالبات العلوم السّياسيّة المعبّئين للدّفاع عن السّلم ولدعم الشّعب الفلسطيني في الأيّام الأخيرة أمثلة عميقة الإيحاء.
وفضلا عن كلّ ذلك، فهؤلاء الطّلبة والطّالبات كانوا محلّ تتبّع من قِبَل مصالح مقاومة الإرهاب، كما مثُل زملاء جامعيّون وباحثون أمام لجان التّحقيق أو لجان التّأديب الجامعيّة بسبب مواقفهم أو التّعبير عن آرائهم بشأن الوضع في غزّة.
ودواعي التّهم عديدة من نحو"خطر الاعتداء على النّظام العامّ" حيث لاشيء يُجيز تأكيد مثل هذا الخطر. أمّا المواقف المدافعة عن حقوق الشّعب الفلسطيني فتستحيل "معاداة للسّاميّة" أو"تمجيدا للإرهاب".
ومهما يكن من أمر فإنّ إرادة دوس حرية التّعبير في الجامعات وفرض رقابة رسميّة جليّة وبالخصوص بشأن الوضع في الشّرق الأوسط وبشكل أخص في غزّة.
وفي عديد الحالات فإنّ منع هذه النّدوات أو إلغاءها المسبق أو إبطالها متأتّ من الضّغط الّذي يمارسه مسؤولون سيّاسيّون، ورؤساء أقاليم، ونوّاب برلمانيّون وأعضاء السّلطة التّنفيذيّة (رئيس الجمهوريّة من بينهم).
تُدين منظّماتنا هذه الإرادة المتمثّلة في فرض رأي سياسيّ بواسطة سلطة والي المقاطعة أو التّهديد. فتقرير ما يجب أن يدرّس أو يناقش في رحاب الحرم الجامعي ليس من مهام ولاة المقاطعات ، و نواب الأقاليم المنتخبين أو النواب الوطنيّين فما بالك عندما يتعلّق الأمر بغزّة أو بمواضيع أخرى.
ولمواجهة أنصار الرّقابة تطالب منظّماتنا النّقابيّة باحترام الحصانة الجامعيّة، والباحثين، وإقرار حرية الرّأي والتّعبير في مؤسّسات التّعليم والبحث كما في كلّ مكان، وإيقاف كلّ التّتبّعات تجاه الطّلبة والطّالبات وكلّ الموظّفين الّذين تمتّعوا بهذه الحقوق التي يعود وجود بعضها إلى قرون خلت ولا يمكن التّنكّر لها جميعا.
باريس، 30 أفريل 2024."

التشكيلات الممضية:
SNESUP-FSU, SNCS-FSU, SNASUB-FSU, SNETAP-FSU, SNEP-FSU, Sud Éducation, Sud Recherche, Solidaires étudiants, CGT Ferc Sup, CGT SNTRS, CGT INRAE, FO ESR, UNEF, -union- Étudiante.