في أحدث تقرير لمعهد ستكهولم للسلام العالمي / الحروب والتوترات تزيد من الإنفاق العسكري العالمي


رشيد غويلب
2024 / 5 / 20 - 23:41     

أشار أحدث تقرير لمعهد ستوكهولم العالمي لأبحاث السلام «سيبري» بشأن الإنفاق العسكري العالمي الصادرة في 22 نيسان2024 إلى أن إجمالي الإنفاق العسكري العالمي في عام 2023، بلغ 2443 مليار دولار، بزيادة حقيقية قدرها 6,8 في المائة مقارنة بعام 2022. وهذه أكبر زيادة، مقارنة بالسنة السابقة منذ عام 2009. وقد زادت البلدان العشرة الأوائل في عام 2023، انفاقها العسكري، تتقدمها الولايات المتحدة والصين وروسيا.

أوكرانيا وروسيا
ارتفع الإنفاق العسكري الروسي بنسبة 24 في المائة ليصل إلى 109 مليارات دولار في عام 2023، أي بزيادة قدرها 57 في المائة منذ عام 2014، وهو العام الذي ضمت فيه روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2023، كان الإنفاق العسكري الروسي يمثل 16 في المائة من مجموع الإنفاق العام، وكانت نسبة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي 59 في المائة.
وجاءت أوكرانيا في عام 2023 ثامنا في تسلسل الإنفاق العسكري، بعد ان ارتفع إنفاقها العسكري بنسبة 51 في المائة ليصل إلى 648 دولار، وبهذا كانت نسبة الإنفاق العسكري إلى الناتج الإجمالي المحلي 37 في المائة، ونسبة من مجموع الإنفاق العام 58 في المائة.
كان الإنفاق العسكري لأوكرانيا في عام 2023 أعلى من الإنفاق الروسي بنسبة 59 في المائة. وتلقت أوكرانيا أيضًا ما لا يقل عن 35 مليار دولار من المساعدات العسكرية هذا العام، بضمنها 25,4 مليار دولار من الولايات المتحدة. وبلغ مجموع ما أنفقته أوكرانيا والمساعدات التي تلقتها قرابة 91 في المائة من إنفاق روسيا.

الناتو
ظلت الولايات المتحدة الممولة الأكبر للناتو، في حين يعمل الأوربيون على زيادة حصتهم. وفي عام 2023، بلغ إنفاق الدول الأعضاء الـ 31 في الناتو 1341 مليار دولار، أي 55 في المائة من الإنفاق العسكري العالمي. وارتفع الإنفاق العسكري الأمريكي بنسبة 2,3 في المائة، ليصل إلى 916 مليار دولار هذا العام، أي 68 في المائة من مجموع الإنفاق العسكري للناتو. وفي عام 2023، زاد معظم أعضاء الناتو الأوروبيين إنفاقهم العسكري. وبلغ مجموع حصتهم من إجمالي إنفاق الناتو 28 في المائة، وهي أعلى نسبة منذ 10 سنوات. أما نسبة الـ 4 في المائة المتبقية فقد جاءت من كندا وتركيا. لقد حقق 11 بلدا عضوا في الناتو نسبة 2 في المائة المخصصة للجيش. وحقق 28 عضوا في الناتو هدف تخصيص 20 في المائة من الإنفاق العسكري على المعدات الحربية، وكانت هذه النسبة في 2014، 7 في المائة فقط.

الصين
الصين، ثاني أكبر مستثمر في مجال التسلح في العالم، وحسب التوقعات انفقت 296 مليار دولار على الجيش في عام 2023، بزيادة 6 في المائة، مقارنة بعام 2022. وتلك هذه هي الزيادة التاسعة والعشرون على التوالي في الإنفاق العسكري الصيني. وشكلت الصين نصف إجمالي الإنفاق العسكري في منطقة آسيا والمحيطات (أوقيانوسيا). وقد ربط العديد من جيران الصين الزيادات في إنفاقهم بإنفاق الصين العسكري المتزايد.
وأنفقت اليابان 50,2 مليار دولار على جيشها في عام 2023، بزيادة 11 في المائة، مقارنة بعام 2022. وارتفع الإنفاق العسكري في تايوان بنسبة 11 في المائة في عام 2023، ليصل إلى 16,6 مليار دولار.

الشرق الأوسط
بسبب الحرب والتوترات، زاد الإنفاق العسكري، وفق التقديرات في الشرق الأوسط بنسبة 9 في المائة ليصل إلى 200 مليار دولار في عام 2023، وهو أعلى معدل نمو سنوي تم تسجيله في المنطقة في العشر سنوات الأخيرة.
وارتفع الإنفاق العسكري الإسرائيلي، وهو ثاني أكبر إنفاق في المنطقة بعد المملكة العربية السعودية، بنسبة 24 في المائة ليصل إلى 27,5 مليار دولار في عام 2023. وترجع الزيادة في الإنفاق إلى حد كبير إلى حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بعد الهجوم الذي نفذته حماس في تشرين الأول 2023.

أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي
ارتفع الإنفاق العسكري في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي بنسبة 54 في المائة في عام 2023 ع، مقارنة بعام 214. بسبب تزايد الجريمة المنظمة، والتوسع في استخدام القوات العسكرية ضد العصابات الإجرامية في العديد من بلدان المنطقة. وارتفع الإنفاق العسكري لجمهورية الدومينيكان بنسبة 14 بالمائة في عام 2023 ردًا على تزايد عنف العصابات في هايتي المجاورة.
وفي المكسيك، بلغ الإنفاق العسكري 11,8 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 55 في المائة عن عام 2014. وارتفعت مخصصات الحرس الوطني- وهي قوة عسكرية تستخدم للحد من النشاط الإجرامي، من 0.7 في المائة من الإنفاق العسكري في المكسيك في سنة تأسيسه 2019، إلى 11 في المائة في عام 2023.
وشهدت بلدان مثل الهند، الكونغو الديمقراطية، بولندا، البرازيل، الجزائر، وابرأن، ارتفاعا في نفقاتها العسكرية، لا يتسع المجال لتناولها.