العلاقات بين الاحزاب الشيوعية و الطليعية في النضال من أجل وحدة مصالح العمال ، على الرغم من اختلاف مستوى تطور الرأسمالية في مختلف البلدان.


دلير زنكنة
2024 / 5 / 17 - 09:02     

غيورغيوس مارينوس
عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني

ترجمة دلير زنگنة
…………

" ويأنف الشيوعيون من إخفاء آرائهم ومقاصدهم، ويُنادون علانية بأن لا سبيل لبلوغ أهدافهم إلاّ بإسقاط النظام المجتمعي القائم، بالعُنف. فلترتعد الطبقات السائدة خوفا من ثورة شيوعية. فليس للبروليتاريين ما يفقدونه فيها سوى أغلالهم وأمامهم عالما يكسبونه
يا عمال العالم إتحدوا "

عبر ك. ماركس وف. إنجلز في البيان الشيوعي من خلال هذه العبارات القيمة التي لا يمكن الاستغناء عنها عن ضرورة الاستراتيجية الثورية والنضال المنسق للعمال الذين يعيشون في بلدان مختلفة. وشددوا على الأهمية الكبرى لوحدة الطبقة العاملة ضد كل جهد لتقسيمها على أساس اللون واللغة والثقافة والتقاليد الدينية ، مما يدل على أن الطبقة العاملة في مختلف البلدان ، و في جميع الظروف ،لديها مصالح مشتركة وخصم مشترك.

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني ، التي تحيي الذكرى المئوية لتأسيس الأممية الشيوعية (2-6 مارس 1919) تقف باحترام أمام نضال الحركة العمالية العالمية وتدون الاستنتاجات الأساسية لتاريخها في البيان المهم للجنة المركزية للحزب:

"في الختام ، يمكننا القول هنا أن الأممية الشيوعية والجهود السابقة عبرت عن الحاجة إلى الوحدة العالمية للحركة العمالية الثورية والنضال الثابت ضد التسلل البرجوازي والانتهازي الذي يعيق الوحدة العالمية للحركة العمالية ضد العدو الطبقي العالمي. ضد رأس المال وممثليه بغض النظر عن قاعدته، "بلد" منشأه.
يمكن تطوير النضال الأممي بشكل فعال عندما يكون هناك خط صراع على المستوى الوطني ضد الاحتكارات والسلطة البرجوازية و الاتحادات الإمبريالية. عندما لا يقع الحزب الشيوعي في شرك النضال من أجل الإصلاحات البرجوازية و ادارة البرجوازية، وفي المشاركة في الحكومات التي تخدم مصالح رأس المال ودعمها. ومن خلال النضال الدائم للدفاع عن مصالح العمال-الشعب ، فإنهم يؤسسون قواعد قوية في كل بلد حتى يتمكنوا من تنسيق النضال بشكل أفضل على المستوى الإقليمي والدولي وتركيز نيرانهم على هدف الإطاحة بالرأسمالية ، بغض النظر عن المرحلة التي تجد الحركة العمالية نفسها فيها."

النظريات - التراكيب الأيديولوجية التي تخفي التناقض بين رأس المال والعمل

بعد الثورة المضادة والإطاحة بالاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وبلدان البناء الاشتراكي الأخرى ، أعيد إنتاج النظريات الانتهازية القديمة وأضيفت إلى النظريات الجديدة التي تحاول التعتيم ، لإخفاء التناقض الأساسي بين رأس المال والعمل ، ولكن أيضًا تقويض مبدأ "الأممية البروليتارية".

من بين أمور أخرى ، النظريات المتعلقة بـ "الشمال الغني - الجنوب الفقير" ، "المركز - المحيط" ، "المليار الذهبي" ، النظريات التي تدعي ، على سبيل المثال ، أن سكان الدول الرأسمالية القوية يتمتعون بحياة جيدة وأن من يعانون فقط هم سكان الدول الرأسمالية التي لها مركز أدنى أو متوسط في النظام الإمبريالي.

تعكس هذه النظريات التأثير العميق لوجهات النظر البرجوازية داخل الحركة العمالية التي تعيد إنتاج الانتهازية وتغذيها وتشكل تراجعًا كبيرًا عن المبادئ الشيوعية الأساسية ، وهي عنصر من عناصر الأزمة الإيديولوجية والسياسية للحركة الشيوعية.

لم تتطور الرأسمالية أبدًا ولا في أي مكان بشكل متساوٍ وبطريقة متوازنة.

إن الظروف الموضوعية ، ونقاط الانطلاق المختلفة فيما يتعلق بالموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية ، والموقع الجغرافي المفيد أو غير المواتي ، والظروف التاريخية ، والعداوات والحروب الإمبريالية ، وكذلك توقيت الأزمات الرأسمالية وتواترها وعمقها ، تشكل معدلات تطور مختلفة. التطور غير المتكافئ هو قانون مطلق للرأسمالية.

على سبيل المثال ، تحتل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا موقعًا مختلفًا في النظام الإمبريالي ، على مستوى مرتفع من الهرم ، بينما اليونان في موقع وسيط. لكل دولة رأسمالية مكانها الخاص في النظام بما يتماشى مع قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية ، لكن كل دولة تحكمها قوانين التكوين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الرأسمالي ، في مرحلة الاحتكار.

نحن نشير إلى القوة السياسية لرأس المال والملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج ، ومعيار الربح باعتباره القوة المحركة للتنمية ، والبنية الاجتماعية القائمة على فصل المجتمع الرأسمالي إلى طبقة برجوازية مهيمنة و طبقة عاملة مستغلة، الطبقات الوسيطة التي تعاني من عواقب تركز ومركزة رأس المال - قسم منها يتم تدميره أو تتحول إلى توابع للاحتكارات ، هي سمات مشتركة لجميع المجتمعات الرأسمالية.

ذكر ماركس في خطابه الافتتاحي لجمعية العمال الدولية ، فيما يتعلق بتطور إنجلترا في القرن التاسع عشر "إذا كنت تريد أن تعرف في ظل أي ظروف من تدهور الصحة و تلوث الأخلاق والدمار العقلي يتم "الزيادة المسكرة للثروة والسلطة ... المقتصرة كليا على الطبقة المالكة ". في كل مكان ، كانت الكتلة العظيمة للطبقات العاملة تنغمس في عمق اكثر ، بنفس المعدل على الأقل الذي كان الذين فوقهم يرتفعون في السلم الاجتماعي. في جميع بلدان أوروبا ، أصبحت الآن حقيقة يمكن إثباتها لكل عقل غير متحيز ، ولا يدينها إلا أولئك الذين توجب مصلحتهم الابقاء على الآخرين في جنة الحمقى ، وأنه لا تحسين الآلات ، ولا تطبيق العلم في الإنتاج ، ولا أدوات ابتكار الاتصالات ، و لا المستعمرات الجديدة ، و لا الهجرة ، و لا فتح الأسواق ، و لا التجارة الحرة ، و لا كل هذه الأشياء مجتمعة ، ستقضي على مآسي الجماهير الكادحة ؛ ولكن ، على الأساس الخاطئ الحالي ،كل تطور جديد في القوى الانتاجية للعمل، يجب ان يؤدي الى تعميق التناقضات الاجتماعية و تشديد العداء الاجتماعي 1]]

هذه النقاط الحاسمة التي طرحها ماركس تم تأكيدها وتعزيزها في عصر الإمبريالية التي حللها لينين و تعمقت في عصرنا.

اليوم ، على المستوى العالمي ، تتركز الثروة بدرجة عالية: يمتلك أغنى 10٪ أكثر من 70٪ من إجمالي الثروة في الصين وأوروبا والولايات المتحدة ، بينما يمتلك أفقر 50٪ أقل من 2٪ و 40٪ في الوسط أقل من 30٪ .

في الولايات المتحدة ، الثروة في أكثر مستوياتها تركيزًا منذ عشرينيات القرن الماضي. أغنى 1٪ من الأمريكيين يمتلكون 40٪ من إجمالي الثروة. [2]

تسارع تركيز الثروة أكثر من ذلك ، على سبيل المثال في عام 2018 ، حيث يمتلك 26 مليارديراً ممتلكات مساوية لممتلكات دخل النصف الأفقر من البشرية.

شهد مليارديرات الكوكب زيادة ثرواتهم بنسبة 12٪ ، أو 2.5 مليار دولار يوميًا في عام 2018 ، بينما شهد 3.8 مليار شخص ، وهم أفقر نصف سكان الكوكب ، انخفاضًا في ثرواتهم بنسبة 11٪ ، أي 500 مليون دولار يوميًا.

تضاعف عدد المليارديرات منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية في عام 2008. [3]

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فيما يتعلق بالمشردين، أن عدد الطلاب الذين ليس لديهم سكن دائم ، أو يقيمون في مساكن بلا مأوى أو مع أقارب ، هو 114،659. هذا الرقم هو الأعلى الذي تم تسجيله في تاريخ مدينة نيويورك بأكثر من ضعف الرقم لسنة 2010. نظرًا لأن عدد الطلاب في المدارس العامة بالمدينة يبلغ حوالي 1.1 مليون ، فهذا يعني أن 1 من كل 10 طلاب بلا مأوى ، مما يجعل نيويورك رائدة في هذا المجال. توجد أحياء في نيويورك حيث يكون طالب واحد من كل ثلاثة طلاب بلا مأوى (مع وجود مدارس في أحياء محرومة في برونكس حيث 44٪ من طلابها بلا مأوى).

110 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي يعيشون تحت خط الفقر. هناك أكثر من 16 مليون عاطل عن العمل بينما يعاني الكثيرون من البطالة المؤقتة أو الجزئية. في ألمانيا ، القوة المحركة للرأسمالية في أوروبا ، يعمل أكثر من 8 ملايين في ما يسمى بالوظائف الصغيرة برواتب بائسة. زاد سن التقاعد في الدول الاسكندنافية إلى بين 70-74.

تكشف هذه الأمثلة والكثير من البيانات الأخرى التي تسجل البربرية الرأسمالية عدم صحة نظرية "المليار الذهبي" و "المركز-المحيط" والمقاربات ذات الصلة.

يتزايد التناقض بين رأس المال والعمل على الصعيد العالمي . إن البرجوازية في كل من البلدان الرأسمالية المتقدمة وكذلك في البلدان ذات المستوى الأدنى من التطور الرأسمالي ، تزيد ثروتها ، في حين أنها لا تلبي احتياجات الناس فحسب ، بل إن وضع الطبقة العاملة يزداد سوءًا ، بشكل نسبي ومطلق. وهذا هو الحال في كل مكان ، في جميع أنحاء المعمورة ، بما في ذلك "الدول الأفقر" في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية حيث تقوم المجموعات الاحتكارية بشكل مستقل أو بالتعاون مع الشركات الدولية بتجميع رؤوس أموال هائلة من استغلال الطبقة العاملة. وبالتالي ، فإن النضال الموحد للأحزاب الشيوعية والعمال ، وتنسيق نشاطهم ، ليس له حدود ويجب أن يمتد إلى جميع أنحاء العالم.

في السنوات الأخيرة ، تم الترويج للاختراقات التكنولوجية والعلمية وتطبيقها في الإنتاج على أنها الدواء الشافي لمآزق الرأسمالية.

يتم الترويج للتكنولوجيا الروبوتية والذكاء الاصطناعي وأنظمة المعلومات الحديثة وما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة. هذا مستوى جديد من تطور القوى المنتجة يؤدي إلى إعادة تنظيم قطاعات الاقتصاد ، لزيادة الإنتاجية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يصاحب فيها تطور القوى المنتجة بناء أوهام بشأن حل مشاكل الناس ، بفصل تطور التكنولوجيا والعلوم عن علاقات الإنتاج الرأسمالية الاستغلالية ، وهي الإطار الذي يحدد توجيه القوى المنتجة ويضعها في خدمة الطبقة البرجوازية وربحية رأس المال وقدرته التنافسية.

المنافسة ، على سبيل المثال ، بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين وألمانيا وروسيا على الأسبقية أو التواجد القوي في قطاعات التقنيات الجديدة ، لها نقطة انطلاق ، مصالح واحتياجات المجموعات المالية الكبرى ، الآقتصاد الرأسمالي بشكل عام ، وبالطبع خدمة برامج التسلح العسكري والأهداف الجيوستراتيجية.

يقدم الواقع إجابة على السؤال الرئيسي ، من الذي يستفيد من تطور قوى الإنتاج؟ تستفيد الاحتكارات ، ولا تستفيد الطبقة العاملة والشرائح الشعبية. لا يمكن لمنتجي الثروة الاستمتاع بثمار عملهم. الخدمات الجديدة لا يمكن الوصول إليها بشكل كبير ومكلفة ولا تدعم احتياجات الناس.

لا يمكن للوظائف الجديدة التي وعد بها المدافعون عن الرأسمالية أن تتجنب أسباب البطالة. إن الحلقة المفرغة المتمثلة في عدم استيعاب القطاعات الشابة من العمالة التي ترغب في دخول الإنتاج ، والإقالات ، والتوظيف الجزئي والتوظيف المؤقت ، تترك بصماتها على جميع البلدان الرأسمالية ، الاقوى أو الأضعف. يؤدي تطبيق التقنيات الجديدة إلى تدمير مئات الآلاف من الوظائف (القديمة) ويتم خلق الوظائف الجديدة في ظروف استغلال أكبر وقوة عمل أرخص وأشكال توظيف مرنة. أولئك الذين يمكنهم الاحتفال هم النخب المختلفة التي تؤدي دورًا إداريًا في الإنتاج ومندمجة في الطبقة البرجوازية.

مع أحدث الأساليب التكنولوجية ، لدينا زيادة في قوة صاحب العمل ، ومراقبة أداء العمال ، والانتهاك العلني لحياتهم الخاصة ، وتقييد وقت الفراغ للمشاركة في النقابات ، والنشاط السياسي.

يستجيب هذا الموقف لمؤيدي الرأسمالية والقوى الانتهازية التي تتخيل "إضفاء الطابع الإنساني" عليها وتدعي أنه في "مركز" النظام يمكن للعمال أن يعيشوا بشكل جيد ويمكنهم جني ثمار التطورات التكنولوجية.

حقًا ، يمكن للعمال أن يعيشوا بشكل أفضل مع الاستفادة من إنجازات التكنولوجيا والعلوم بحيث يمكن تقليل العمل الذي يتطلب جهدًا بدنيًا ، وكذلك العمل الروتيني الممل ، بحيث يمكن تقليل وقت العمل ككل وزيادة وقت الفراغ ، مع تلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب. لكن الشرط المسبق لذلك هو الإطاحة بالنظام الاستغلالي ، واستيلاء الطبقة العاملة على السلطة ، وإضفاء الطابع الاجتماعي على وسائل الإنتاج والتخطيط المركزي العلمي ، وبناء الاشتراكية - الشيوعية.

" ... لا يمكن أن يكون هناك بديل سوى دكتاتورية البرجوازية أو دكتاتورية البروليتاريا. أحلام طريق ثالث هي بكائيات رجعية برجوازية صغيرة. وقد تم إثبات ذلك من خلال أكثر من قرن من تطور الديمقراطية البرجوازية وحركة الطبقة العاملة في جميع البلدان المتقدمة ، ولا سيما من خلال تجربة السنوات الخمس الماضية. وهذا ما يؤكده أيضًا علم الاقتصاد السياسي بأكمله ، و جوهر الماركسية بأكمله ، الذي يكشف الحتمية الاقتصادية ، حيثما يسود الاقتصاد البضاعي ، لديكتاتورية البرجوازية التي لا يمكن استبدالها إلا بالطبقة التي تنشأ و تتطور وتتكاثر وتلحم و تتقوى من نمو الرأسمالية ، و هي الطبقة البروليتارية ". [4]

إن التطور غير المتكافئ للنظام الرأسمالي والدول التي تشكله، مع الاحتكارات المتمركزة في قلب الدول ،يحدد بشكل موضوعي العلاقات غير المتكافئة التي تميز النظام ودوله. إنها مرتبطة في إطار تدويل رأس المال من خلال علاقات التبعية والاعتماد المتبادل غير المتكافئ ، بسبب اختلاف مستويات التطور الرأسمالي ، واختلاف القدرة الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

في هذه البيئة ، نرى مشكلة التنازل عن الحقوق السيادية تتماشى مع مصالح الطبقة البرجوازية من أجل الاستفادة من الانضمام إلى الاتحادات والمنظمات الإمبريالية ، مثل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بهدف الحفاظ على سلطتها و إدامة الرأسمالية.

في الختام ، يمكننا أن نقول إن عدم التكافؤ في العلاقات الدولية بين الدول الرأسمالية القوية وغيرها من الدول التي لها موقع وسيط في النظام الإمبريالي هو أحد مكونات عمل الرأسمالية التي سيتم القضاء عليها بإسقاطها ، مع بناء المجتمع الاشتراكي-الشيوعي. . فهم هذه القضية الأساسية و الذي يساهم في نضوج الوعي السياسي للطبقة العاملة و الشرائح الشعبية جزء من استراتيجية الأحزاب الشيوعية. لأنه بخلاف ذلك ، بفصل قضية التبعية والترابط غير المتكافئ والسيادة والاستقلال في ظروف الاحتلال ، عن النضال من أجل الاشتراكية ، يضيع الهدف الاستراتيجي وهذا هو أساس الانحرافات والحلول الطوباوية في إطار الرأسمالية ،على سبيل المثال الحكومات التي تدير قوانينها.

إن رفض الأممية البروليتارية كارثي

تؤدي نظرية "المليار الذهبي" و "المركز - المحيط" إلى مواقف خطيرة للغاية تنتهي برفض مبدأ الأممية البروليتارية.

عندما وضح ماركس ، في الخطاب الافتتاحي لجمعية العمال الأممية ، بتفصيل اكثر مبدأ البيان الشيوعي ، و الذي دعا إلى اتحاد عمال جميع البلدان ، أكد أن "السيطرة على السلطة السياسية أصبح ، لهذا ، الواجب الأعظم للطبقات العاملة . " وربط هذا الواجب بضرورة النضال المشترك للطبقة العاملة في جميع أنحاء العالم ، مشيرًا إلى أن "التجربة الماضية أظهرت ان تجاهل رباط الأخوة هذا الذي يجب أن يوجد بين عمال مختلف البلدان ، و الذي يحرضهم على الوقوف بحزم مع بعضهم البعض في كل نضالاتهم من أجل التحرر ، سوف يعاقبهم من خلال الخيبة المشتركة لجهودهم غير المنسقة. [ 5]

في اللوائح العامة لجمعية العمال الدولية ، يذكر ماركس أن " تحرير العمل ليست محلية ولا وطنية ، ولكنه مسألة اجتماعية ، تشمل جميع البلدان التي يوجد فيها مجتمع حديث ، ويعتمد حلها على التوافق ، عمليًا ونظريًا ، في البلدان الأكثر تقدمًا ؛ أن النهضة الحالية للطبقات العاملة في أكثر دول أوروبا تطورًا، بينما تثير أملًا جديدًا ، تعطي تحذيرًا جادًا من الانتكاس إلى الأخطاء القديمة ، وتدعو إلى الاندماج الفوري للحركة التي لا تزال غير متناسقة " .

يمتلك الحزب الشيوعي اليوناني KKE في تاريخه البالغ 100 عام تجربة غنية وقد بذل جهودًا كبيرة من أجل الاستجابة لمهامه الاممية . بدعمه لثورة أكتوبر ، والمشاركة في اتحاد البلقان ، والانضمام إلى الأممية الشيوعية ، والمشاركة في الكتائب الدولية في الحرب الأهلية الإسبانية ضد الدكتاتور فرانكو ، و الصراع ضد مناهضة الشيوعية ومعاداة السوفيتية ، والتضامن الأممي مع نضال الطبقة العاملة في جميع أنحاء العالم.

اتخذ الحزب الشيوعي اليوناني KKE في الظروف المعقدة بعد الثورة المضادة مبادرات مهمة للتنسيق والنشاط المشترك للأحزاب الشيوعية والعمالية . بفضل الجهود المضنية والاجتماعات الثنائية والتعاون متعدد الأطراف ، من خلال التقارب والخلافات ، تمكن من وضع الأسس للاجتماع العالمي الأول للأحزاب الشيوعية والعمالية في عام 1998 في أثينا و تحمل هذه المسؤولية لعدة سنوات ، مع مساهمة كبيرة طول الوقت.

ساهم KKE في إنشاء المجلة النظرية "مجلة الشيوعي الاممي" "International Communist Review" (IOC) ، والتي تستضيف تحليلات-مقالات مهمة حول قضايا الساعة للصراع الأيديولوجي السياسي ، موجهة نحو إنشاء قطب متميز من شأنه أن يساهم في إعادة بناء و وحدة الحركة الشيوعية العالمية. ساهم في إنشاء "مبادرة الأحزاب الشيوعية والعمالية الأوروبية" لتنسيق عمل الأحزاب الشيوعية في أوروبا ضد الاستغلال الرأسمالي ، والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

يتعين على الأحزاب الشيوعية والعمالية ، بغض النظر عن الموقع الجغرافي ومستوى تطور الدول التي يناضلون فيها ، أن تعتبر الأممية البروليتارية كمهمة أساسية وأن تكون متميزة في التزاماتها الاممية .

بالطبع ، من الضروري تبادل وجهات النظر والعمل المشترك حول أهداف محددة ، ضد هجوم رأس المال والأحزاب التي تخدم مصالحها ، ضد الإمبريالية و اتحاداتها، ضد الاتحاد الإمبريالي العابر للقوميات ، الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

إن دعم الصراع الطبقي في جميع أنحاء العالم ضروري للغاية ، و كذلك الدفاع عن النضالات العمالية والإدانة الجماعية للقمع الرأسمالي. إن مهمة مواجهة معاداة الشيوعية ضرورية ، و ما يصاحبها من تشويه للتاريخ والمساواة الاستفزازية بين وحش الفاشية والاشتراكية - الشيوعية ، وهي الأيديولوجية الرسمية للاتحاد الأوروبي والمنظمات الإمبريالية الأخرى.

واليوم أكثر من اي وقت ، يجب على الحركة الشيوعية أن تقف إلى جانب الأحزاب الشيوعية التي تتعرض للاضطهاد من قبل الحكومات البرجوازية وأن تواجه التشريعات التي تحظر نشاطها ورموزها.

توضح التجربة السابقة مدى أهمية التضامن الاممي مع شيوعي بولندا والمجر ودول البلطيق ودول أخرى.

تستطيع الحركة الشيوعية أن ترد بشكل أكثر حزماً على الحصار الأمريكي لكوبا ، وأن تقف إلى جانب الشعب الكوبي ، للدفاع عن الثورة الكوبية. للإدانة بشدة ، مثلًا ،الانقلاب في بوليفيا ، والتدخلات الإمبريالية في فنزويلا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى ، للتعبير عن التضامن مع الشعب السوري ، وجميع الشعوب التي تتعرض للهجوم الإمبريالي ، والشعوب التي تعيش في ظل أنظمة الاحتلال الأجنبي، لتقوية الحركة من أجل حقوق الشعبين الفلسطيني والقبرصي.

يتمتع الشيوعيون المسلحون بالأممية البروليتارية بالعزم لمواجهة القومية بشكل حاسم ، أيديولوجية وسياسة الطبقة البرجوازية التي تهدف إلى خلق العداء والكراهية بين العمال وبين شعوب البلدان المختلفة.

الشيوعيون لديهم القدرة ليوضحوا للطبقة العاملة ، و الشعب ، أنه يوجد في كل بلد "وطنان". وطن الرأسماليين ووطن العمال.

إن الوطنية التي تعبر عن المصالح العمالية والشعبية ، على عكس مصالح الرأسماليين ، مرتبطة بالأممية البروليتارية وتخلق درعًا للحماية من القومية وأيضًا ضد الكوزموبوليتانية التي تعبر أيضًا عن الإيديولوجيا البرجوازية الرجعية.

تستخدم الاحتكارات والدول الرأسمالية الكوزموبوليتانية لتوسيع نشاطها ، وتوسيع مصالحها ، وتمهيد الطريق لأممية رأس المال ونشاطها الاستغلالي غير المقيد ، من أجل إنشاء وتوسيع الاتحادات الإمبريالية الإقليمية والدولية ، مثل الاتحاد الأوروبي أو الناتو أو الهيئات الإمبريالية الأخرى التي تنقلب ضد الشعوب.

إن القومية والكوزموبوليتانية ، باعتبارهما عنصرين مكملين للإيديولوجيا والسياسة البرجوازية ، يسيران جنبًا إلى جنب ، ويكملان ويخدمان مصالح الاحتكارات ، مع منح الحقوق السيادية التي هي عنصر مميز للطبقة البرجوازية من أجل الدفاع عن مصالحها الطبقية ، و حماية نفسها من تطور النضال الثوري.

تتعارض مصالح الطبقة العاملة بشكل مباشر مع القومية و الكوزموبوليتانية. لا تستفيد الشعوب من الدعوات البرجوازية "للارتقاء الجيو-ستراتيجي" والتنافس على المواقع العليا في الهرم الإمبريالي ، أو تلك التي تدعو إلى "الوحدة الوطنية" التي تنطوي على خضوع مصالح العمال و الشعب للرأسماليين.

اليوم ، يجب تطوير النضال العمالي والشعبي ضد الحروب والتدخلات الإمبريالية بشكل أكبر ، لتقوية النضال ضد الناتو ، لتفكيك قواعد الناتو الأمريكية في كل بلد ، وعدم استخدام القوات المسلحة في الخارج.

على الحزب الشيوعي في كل بلد ، والحركة الشيوعية العالمية ككل ، مهمة اتخاذ افضل التدابير التنظيمية والسياسية والأيديولوجية لإعداد الطبقة العاملة وحلفائها لخوض صراع دائم ضد الحروب الإمبريالية بخط يربط بين، الدفاع عن الحدود والسلامة الإقليمية ، بالنضال من أجل الإطاحة بسلطة رأس المال.

من الواضح اليوم أن تبادل الآراء والعمل المشترك المنفصل لا يكفي. إن الأممية البروليتارية لا تعبر فقط عن مشاعر تضامن الطبقة العاملة ، ورد فعلها على الاستغلال ، والظلم الاجتماعي ، والقمع الرأسمالي.

يتعين على الأحزاب الشيوعية أن تفهم بعمق وأن تقدم مساهمة حاسمة في إدراك أن مضمون المبدأ الخالد لـ "البروليتاريين من جميع البلدان اتحدوا" هو أن الطبقة العاملة لديها مهمة تاريخية للإطاحة بالسلطة البرجوازية والرأسمالية و لبناء الاشتراكية-الشيوعية.

إن الأحزاب الشيوعية التي تبنت المواقف البرجوازية بشأن نهاية الطبقة العاملة ، و الغت دورها الطليعي الناتج من دورها الفريد في الإنتاج واندفعت للبحث عن ذوات فاعلة أخرى ، على سبيل المثال من الطبقات البرجوازية الصغيرة ، قد ألغت النضال من أجل الإطاحة بالرأسمالية ، من اجل الثورة الاشتراكية التي هي جوهر الأممية البروليتارية.

بناءً على ذلك ، اكتشفوا "أممية جديدة" مع تجمعات من القوى البرجوازية الصغيرة ، مما دفع الحركة الشعبية إلى أحضان الاشتراكية الديموقراطية والانتهازية والإدارة الرأسمالية ، كما يتجلى في ما يسمى بـ "المنتدى الاجتماعي" ، و الحركة التي تسمى نفسها حركة الكرامة Indignados التي انكشفت كمجرد أرض خصبة أخرى لقوى اليمين المتطرف الفاشية.

ما يسمى بالأحزاب اليسارية ، الاشتراكية الديمقراطية القديمة والجديدة بالتعاون مع الأحزاب الشيوعية المتحولة ، تشكيلات ، مثل "حزب اليسار الأوروبي" (PEL) ليس لها علاقة بالاشتراكية العلمية. إنهم يواجهون الثورة الاشتراكية بعدائية ويشاركون في الحملات التي تشنها القوى البرجوازية من أجل تشويه سمعة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ، ونشر سم معاداة الشيوعية ، باستخدام الطريقة البرجوازية "مناهضة الستالينية". إنهم يدعمون التطور الرأسمالي ويزرعون وهم - يوتوبيا أنسنة الرأسمالية وإمبريالية الاتحاد الأوروبي.

تدعي هذه الأحزاب أنها تمثل "وحدة اليسار" مع بيانات مناهضة لليبرالية الجديدة ، و التي هي نسخة من الإدارة البرجوازية تتبعها كلتا الأحزاب الليبرالية و كذلك الديمقراطية الاشتراكية ، من أجل إيقاع الحركة العمالية في شرك دعم الإدارة الاشتراكية الديمقراطية للنظام الرأسمالي الاستغلالي.

إنهم يتبعون نفس ممارسة اليمين المتطرف والفاشية ، ويخفون حقيقة أن الفاشية من صنع الرأسمالية ، مدعومة بآليات الدولة البرجوازية وتغذيها خيبة التوقعات الشعبية بسبب السياسات المعادية للشعب من قبل الحكومات البرجوازية والليبرالية والاشتراكية الديمقراطية ، من ما يسمى بالأحزاب اليسارية ، مثل سيريزا في اليونان ، بوديموس في إسبانيا ، إلخ.

هذه التجربة ذات قيمة بالنسبة للأحزاب الشيوعية والعمالية وتؤكد على حقيقة أن تلك القوى التي شطبت الثورة الاشتراكية وانتقلت إلى مواقع إدارة الرأسمالية لا يمكنها بكفاءة مواجهة اليمين المتطرف والفاشية . تعمل "الجبهات المناهضة للفاشية" المفترضة التي يدعمونها كوسيلة لتعزيز الديمقراطية البرلمانية البرجوازية ، وديكتاتورية الاحتكارات. القوة الوحيدة الحازمة ضد اليمين المتطرف والفاشية هي الأحزاب الشيوعية التي تناضل من أجل الإطاحة بالرأسمالية والقضاء على الأسباب التي تخلق قوى الرجعية.

الشروط والمتطلبات المسبقة للتغلب على أزمة الحركة الشيوعية العالمية وتعزيز الأممية البروليتارية

يتطلب تراجع الحركة الشيوعية العالمية التي أعقبت الثورة المضادة فحصًا نقديًا ذاتيًا وفهمًا عميقًا لأبعاد الأزمة الأيديولوجية والسياسية التي تواجهها ، حتى نتمكن من استخلاص النتائج الأساسية واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تقوية الأحزاب الشيوعية ووحدة وتعزيز عمل الحركة الشيوعية.

في هذا الاتجاه من الضروري تأكيد المبادئ الأساسية التي من شأنها أن توفر قوة دافعة للتغلب على نقاط الضعف ، ومحاربة الانحرافات حتى نتمكن من وضع أسس ثابتة لتحقيق استراتيجية ثورية موحدة. فقط من خلال هذه العملية يمكن للأممية البروليتارية أن تكتسب الدور الذي تستحقه وتضع بصمتها على التطورات في السنوات القادمة.

الأحزاب الشيوعية هي أحزاب الطبقة العاملة ، طليعتها السياسية الإيديولوجية المنظمة الواعية ، أعلى شكل من أشكال التنظيم ، منظمات ثورية تناضل من أجل انتصار سلطة العمال ، ديكتاتورية البروليتاريا ، من أجل الإطاحة بالرأسمالية ، و بناء مجتمع اشتراكي-شيوعي.

تسترشد الأحزاب الشيوعية بالنظرة العالمية الثورية للماركسية اللينينية ولديها التزام ببذل أقصى جهد ممكن لاستيعابها من أجل القيام برصد وتحليل منهجي للتطورات ، باستخدام المنهج المادي الديالكتيكي من اجل التحديد في الوقت المناسب ، لظاهرة الصراع الطبقي ، وتعميم تجربة الحركة العمالية والشعبية ، وتزويد الطبقة العاملة والشرائح الشعبية بالأدوات اللازمة للصراع الطبقي ، والتصادم مع الرأسمالية والطبقة البرجوازية.

تناضل الأحزاب الشيوعية من أجل وحدة الطبقة العاملة ، بغض النظر عن العرق أو الأصل القومي أو اللغة أو التراث الثقافي أو الديني. إن الاستعداد واليقظة الأيديولوجية ، والمواجهة المستمرة مع الانتهازية ، هي شروط للتوجيه الفعال للصراع مع آليات السلطة البرجوازية.

إنها لحقيقة أن تنظيم ووظيفة و نشاط الأحزاب الشيوعية في بلدانها وعلى الصعيد العالمي بعيدة كل البعد عن المستوى الضروري الذي يتطلبه تعقيد الصراع الطبقي والذي يتطلب الصدام مع الاستغلال الرأسمالي والعداء الإمبريالي.

إن مهمة العمل من اجل أحزاب ثورية ماركسية - لينينية قوية ،أمر ملح، ومن الضروري أن تمارس هذه الأحزاب الخطوات المتخذة لإعادة تجميع الحركة الشيوعية وإرساء أسس قوية في كل بلد.

المسألة الحاسمة هي توضيح الاتجاهات الاستراتيجية التي ضربتها الانتهازية قبل وبعد الثورة المضادة ، وإتقان المبادئ التي ستصلح الضرر الحادث .

أولاً وقبل كل شيء ، لاكتساب تصور موحد بأن الرأسمالية المعاصرة هي الرأسمالية الاحتكارية ، الإمبريالية ، التي لا يمكن معاملتها فقط كسياسة خارجية رجعية وعدوانية ، على سبيل المثال من قبل الولايات المتحدة. لأن هذا يشكل فصلًا للسياسة عن الاقتصاد ، وعن القاعدة الاقتصادية للإمبريالية ، والاحتكارات التي تتوسع في جميع أنحاء العالم وتهيمن عليها.

أدت الثورات البرجوازية ، التي كتبت تاريخها الخاص ، إلى الإطاحة بالنظام الإقطاعي ، لكنها مرت منذ زمن طويل. عصرنا هو فترة انتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية - الشيوعية ، زمن الثورات البروليتارية ، وهذه المسألة الحاسمة هي منارة لنضال الشيوعيين.

إن طابع الثورة ، الذي يمثل القضية المركزية لاستراتيجية الحركة الشيوعية ، لا يتحدد بمعايير قائمة على التوازن الحالي بين القوى. إنه يتحدد في عصرنا ، من خلال ضرورة حل التناقضات الأساسية بين رأس المال والعمل المأجور ، على أرض نضج المتطلبات المادية المسبقة للاشتراكية التي تم إنشاؤها في سياق التطور الرأسمالي ، وولادة ونمو الشركات الكبيرة، المجموعات الاحتكارية الضخمة.

لن تتغير هذه المبادئ بدعوى انتصار الثورة المضادة. إن طابع الثورة في عصرنا هو طابع اشتراكي وهذا له أهمية حاسمة بالنسبة لمسار الحركة الشيوعية.

النضال من أجل الاشتراكية ، مع حشد القوى المعادية للاحتكارات ، و المعادية للرأسمالية ، وإعادة تجميع الحركة العمالية والتحالف الاجتماعي للطبقة العاملة مع الطبقات الشعبية المضطهدة يمكن أن يوفر القوة للأحزاب الشيوعية والعمالية ، للتصادم مع رأس المال ، مع الطبقة البرجوازية وممثليها السياسيين و ممثليها في اوساط العمال.

في هذا الاتجاه ، يمكن أن يتخذ الجهد المبذول لتشكيل وعي مناهض للرأسمالية ديناميكية ، لإعداد الطبقة العاملة وحلفائها للثورة الاشتراكية التي ستصبح منارة نضال الأحزاب الشيوعية.
إن التطور غير المتكافئ للرأسمالية يخلق ظروفًا مختلفة في الصراع الطبقي. الخصوصيات في الاقتصاد ، في الوضع السياسي ، في تشكيلة القوى الاجتماعية التي يتعين على الأحزاب الشيوعية تقديرها بشكل جيد. ولكن أيضًا ، في ظل كل الظروف وبالنظر إلى كل الخصوصيات ، يظل الصراع الطبقي قائمًا ، الصراع بين رأس المال والعمل. في ظل الظروف المختلفة لكل بلد ، من الضروري خدمة الواجب الاممي الفردي ، وإعداد العامل الذاتي للثورة الاشتراكية ، للسلطة العمالية ، وديكتاتورية البروليتاريا. هذه العلاقة تحمي الأحزاب الشيوعية من الانتهازية اليمينية و الدوغمائية.

أثبتت النظرية الماركسية اللينينية والممارسة الثورية ، التجربة التي لا يمكن الاستغناء عنها لثورة أكتوبر الاشتراكية ، أنه لا توجد مرحلة وسطى ، ولا مرحلة انتقالية بين الرأسمالية والاشتراكية. تستند الحكومات المعينة ذاتياً لمكافحة الاحتكار إلى تضاريس النظام وتديم سلطة الاحتكارات. إن دعم الأحزاب الشيوعية أو مشاركتها في الحكومات البرجوازية ، والتعاون مع الاشتراكية الديموقراطية يؤدي إلى إدارة الرأسمالية ، ويخدم مصالح الاحتكارات ، وسلطتها ، ويدفع الحركة العمالية إلى الوراء.

تؤكد تجربة الحركة الشيوعية العالمية والحزب الشيوعي اليوناني أن الطبقة العاملة لا تستطيع أن تفي بمهمتها التاريخية إذا لم يكن لديها حزبها القوي المنظم جيدًا والمجهز نظريًا ، وهو الحزب الشيوعي ، مما يضمن لها إيديولوجيًا وسياسيًا وتنظيميًا الاستقلال تحت كل الظروف ، دون تراجع تحت الضغط الناجم عن التطورات المرتبطة بخطر الحرب الإمبريالية ، والأزمات الرأسمالية ، وصعود قوى اليمين المتطرف الفاشي.

يجب على الأحزاب الشيوعية أن تستخلص دروسًا من التجربة الإيجابية والسلبية للبناء الاشتراكي في القرن العشرين ، من تجربة الاتحاد السوفيتي والبلدان الأخرى للبناء الاشتراكي ، لكي تدرك بعمق أن الصراع الطبقي سيستمر حتى ينتهي كل شكل من أشكال عدم المساواة الاجتماعية. ألغاء كل شكل من أشكال الملكية الفردية لوسائل الإنتاج ، لاستخلاص النتائج الأساسية من الانقلابات المضادة للثورة ، لضرورة الصدام مع الانتهازية وتطبيق قوانين البناء الاشتراكي.

إن ما يسمى بـ "اشتراكية السوق" أو "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" أو توجهات اخرى تستخدم القوانين و المفاهيم الاقتصادية للرأسمالية كعنصر من عناصر البناء الاشتراكي لا تتوافق مع الاشتراكية العلمية وقوانين البناء الاشتراكي - الشيوعي.

الصين ، حيث تسود علاقات الإنتاج الرأسمالية منذ سنوات ، وحيث تتوسع الاحتكارات الصينية في جميع أنحاء العالم ، وتجمع كميات هائلة من رأس المال ، هي المثال الأكثر تميزًا.

يتم وضع قوانين البناء الاشتراكي الشيوعي بشكل موضوعي ويؤدي انتهاكها إلى استعادة الرأسمالية. التعايش بين العلاقات الإنتاجية الاشتراكية والرأسمالية غير متوافق. إنها وصفة للثورة المضادة واستعادة الرأسمالية وقد اختبر الناس ذلك بأكثر الطرق إيلامًا.

تتحدد الاشتراكية بالسلطة السياسية للطبقة العاملة ، و الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج ، والتخطيط المركزي للإنتاج والخدمات الاجتماعية ، والرقابة العمالية- الشعبية .

اليوم ، تتعزز الطابع العالمي للصراع الطبقي من خلال التدويل السريع لرأس المال ، ونمو الاتحادات الإقليمية والدولية للاحتكارات والدول الرأسمالية ، واشتداد العداوات الإمبريالية في جميع أنحاء العالم.

وبالتالي ، فإن التنظيم العالمي للحركة العمالية الثورية هو ضرورة ، وهذا مستقل عن الشكل الذي سينشأ عن تطورات ومسار إعادة التجمع الثوري للحركة الشيوعية.

هذه هي القضية الأساسية التي يجب التعامل معها بمسؤولية أكبر حتى يمكن تقوية الأحزاب الشيوعية تنظيمياً وسياسياً وأيديولوجياً وخلق روابط مع الطبقة العاملة وحركتها ، مع الشرائح الشعبية والشباب ، لتأسيس قواعد ثابتة في القطاعات والمؤسسات ذات الأهمية الاستراتيجية.

يعمل الحزب الشيوعي اليوناني على تطوير مبادرات لخلق الظروف التي من شأنها أن توفر قوة دفع لتبني استراتيجية موحدة للأحزاب الشيوعية في أشكال مختلفة ، مثل "المبادرة الشيوعية الأوروبية" و "مجلة الشيوعي الاممي " و الهدف تشكيل قطب ماركسي- لينيني في الحركة الشيوعية العالمية مناسب للزمن الحالي ،وضروري.

شعار "البيان الشيوعي": "أيها العمال من جميع البلدان ، اتحدوا!" يبقى ويلهم نضال الشيوعيين في جميع أنحاء العالم ، بصرف النظر عن مستوى التطور في البلدان التي تكافح فيها الأحزاب الشيوعية.

ملاحظات
[1] ك. ماركس الخطاب الافتتاحي و اللوائح المؤقتة للرابطة الدولية للعمال ، إلى جانب "اللوائح العامة". لندن (1864)
‏[2] https://www.capital.gr/forbes (20/2/2019)
‏[3] https://www.eea.gr (21/1/2019) غرفة تجارة أثينا
[4] ف ا لينين ، "أطروحات وتقرير عن الديمقراطية البرجوازية وديكتاتورية البروليتاريا" (مارس 1919)
[5] دفعت هذه الفكرة العمال من مختلف البلدان المجتمعين في 28 سبتمبر 1864 ، في اجتماع عام في قاعة سانت مارتن ، لتأسيس الجمعية الدولية.

العدد 10 - 2020
مجلة الشيوعي الاممي
‏International Communist Review