أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رياض بدر - بين الافتتان والحقيقة















المزيد.....

بين الافتتان والحقيقة


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 7975 - 2024 / 5 / 12 - 15:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا تسقطوا في حب (مشاهير) فقط لانهم قدماء او فقط لان العامة يتداولون كتبهم او مقولاتهم لا سيما مَن يطلق عليهم تسمية ادباء و فلاسفة و حكماء الخ !
عندما ندرس ونفهم علم النفس التحليلي لا سيما تحليل الشخصيات وكيفية عمل العقل سنكتشف وللاسف حقائق صادمة تخص هؤلاء الذين تولعنا في حب نتاجاتهم الادبية او الفلسفية وننسى الفترة او الظروف التي انتجت هذه الاعمال وهنا يكمن السر والحقيقة.

هذا الكاتب او ذاك الفيلسوف تغيرت نظرتي اليهم رغم اني مقل جدا في اعتناق مذاهبهم او اراءهم, تغيرت نظرتي عندما تعلمت الكثير في علم النفس التحليلي كذلك علم الاجتماع واقولها بمرارة ان غالبية هؤلاء الذين كنت اكن لهم الاحترام وظننت ان نتاجاتهم الادبية او الفلسفية دقيقة لم يكونوا سوى مرضى نفسيين والمرض المشترك بينهم هو الانطوائية introvert رغم ان الانطوائية (وضع تعريفها وتسميتها عالم النفس السويسري كارل يونغ في بداية القرن العشرين) فيها بعض التنوع كان يكون منطوي لكن ليس سلبي جدا ويكون هذا واضح من كلامه وتعامله مع الاخرين ونتاجه وهذا هو الاهم ماذا انتج.

لننظر الى العطر الذي يفوح من حروفهم سنجدها سوداوية وسلبية بالمجمل لا تحمل من الامل الكثير إن كان فيها اصلا اي بارقة امل او تشجيع على المضي في الحياة او كيفية النجاح في الحياة رغم الصعاب والمحن.

كثيرين واكرر كثيرين وليس الجميع بالمطلق مما يسمى (الادباء) لاسيما الروس والالمان وبتحليل بسيط لكلماته ستجده كان يعاني بشدة من مرض نفسي عضال. قد يقول البعض او ممن يحبوهم حد الافتتان " لكن كلامه صحيح " !

ساقول لك حقيقة يبدو انك لا تعلمها ايضا وهي , لانك ايضا تعاني من نفس المرض فتجد كلامه صواب لانه يصف حالة تعيشها لكن لا تعرف تفسيرها او تحليلها فيريحك داخليا ان تسمعها من غيرك لانها مثل وصفة الطبيب لكن ... هل سيعالجك هذا الكلام والمطابقة؟

الكثير من هؤلاء الـ (ادباء) يتلذذون بتعذيب النفس ومَن يتلذذ بهذا يسعى لخلق صُحبة في رحلة العذاب هذه وعادة يريد ان يجلب معه الكثيرين فيقوم بنشر معاناته على انها معاناة الجميع او انه وجد تفسير معاناتهم فيخدعهم سواء بقصد او بغير قصد مدعيا تفهمه ومشاركته لمعاناتهم فيتبعوه لانهم يجدون صدقا في كلامه لكن هل عالج او وضع حلا جذريا لهذه المآساة ؟

بكل تاكيد لا فالمريض لا يعالج مريض بل يصحب مريض ويتلذذ بالالم وهي نوع من السادية واتكلم بعلم النفس لا برأيي لذا نجد هؤلاء المسمون (ادباء او فلاسفة) شبه منعزلون وبالكاد يختلطون مع عدد قليل جدا من الناس يكونون عادة على شاكلتهم وان كانوا مستمعين, فكيف سيتعلم إذن ويبدع بإيجابية !

جان بول سارتر (سارت بالفرنسية) غبي لدرجة اللعنة فقد اختصر الحياة كلها بانها عبثية لدرجة انه وبطريقة تحليلية سنجد ان لا يعتبر انتاجه شيء يذكر فقط رفض جائزة نوبل فقط لان غريمه رفضها وليس كما يشاع فدولته طبعا تسوق له ولافكاره وكتبته وهنا دخلنا موضوع تسويق تجاري بحت ليس له علاقة ببناء مجتمع او انتاج شيء مفيد على الاطلاق فلن تجد اي اختراع مفيد ظهر مبنيا على فكرة سارتر او من مثله ولن تجد هناك اي مشكلة نفسية تم حلها بواسطة كتاباته ولا حتى اي شيء يذكر.

مثال اخر, ما يسمى الاعلاميين او الصحفيين (هذه التسميات ظهرت في منتصف القرن العشرين) ولهم متبعون كثر, هل قدموا شيئا للبشرية!
هل وضعوا خطة او تصور لحلول عملية ولو لمشكلة بسيطة !
هل نعلم ان كل مؤهلات هؤلاء هو ان يكون كلب مطبع للقناة التي تعطيه الخبز لا اكثر!
هل تم نحت تمثال لاي من هؤلاء ؟
هل تم تدريس اي من نظريات هؤلاء في الجامعات هذا ان كان لهم اي نظرية او نتاج له اي قيمة؟

لن تجد انسانا ناجحا واقصد انجز شيئا إيجابيا للبشرية كاختراع طور الحياة اليومية او طريقة للقضاء على مرض قاتل او طور اجهزة تفيد البشرية وتضع حلول لمشاكل عصرية الخ من اختراعات فعلا مفيدة واصبح ثريا بسبب اختراعه لن تجد من بين هؤلاء المخترعين منطوي Introvert او عليل نفسي مصاب بعقدة التلذذ بالالم اي سادي, اطلاقا لن تجد, بل على النقيض ستجد هؤلاء المخترعين والمبتكرين ذوي روح مرحة واجتماعيين جدا واصحاب فكر ايجابي والسلبية منبوذة لديهم مهما كانت صغيرة ويتكلم بواقعية مع رؤية مستقبلية ثاقبة, ولن ترى لؤلئك المسمون (إدباء او فلاسفة) اي رؤية فالسادي او الانطوائي لا يعترف بالرؤية ابدا فهو يريد ان يثبت ان مرضه حقيقي والكل يعاني منه.

ساكون اكثر دقة وعلى سبيل المثال لا الحصر, بعض من ادباء روسيا القدماء وجدت في كتاباتهم ما يثبت دون ادنى شك بانهم مصابون بامراض نفسية خطيرة للاسف (اصيبوا بها دون علاج نتيجة ظروف تربية عائلية خاطئة) نقلوها لكثير من الناس الذين صدقوهم بسذاجة وباكثر دقة هم جذبوا اناس على شاكلتهم فلم ينفعوهم بل زادوا الطين بلة, فعندما تختم احد كتابات هؤلاء اسال نفسك ما زادك كلامه في بناء مستقبلك؟

ماذا اظاف لك في تحسين رؤيتك لبناء حياتك القادمة بشكل افضل؟

لو بحثنا جيدا في حياة هؤلاء سنجد ان منهم كثيرون انتحروا فعلا (الانتحار مرض نفسي دون جدال بسب ضعف شديد في الشخصية) وقسم عاش كل حياته مكتأبا وتعيسا مع حياة عائلية ممزقة وقسم ظل فقيرا يفلسف الفقر والعوز على انه حالة جديرة بالاعتناق او القبول بها لدرجة تبجيلها الخ من تقديس وصياغة هيبة للسادية والانطوائية والذعر Paranoia والتي هي مرض نفسي خطير بمختلف الدرجات وجد ان كل المشاهير دون استثناء سواء فنانين او ادباء او سياسيين او رؤساء او زعماء او مايسمون انبياء او قديسيين الخ كلهم مصابون بها وهي على اختلاف العلماء في تقسيمها تقع في 4 انواع تشترك في ان المصاب بها يشعر ان هناك من حوله من يريد سلبه حقه في الشهرة او الرئاسة او اي شيء يعتبره هو ملكا له لانه حققه فيشك حتى في نفسه ويسوق هذا الشك على انه طريقة حياة جيدة ومنتجة.
لنحذر من فخ التطابق اللاإرادي الذي ارى الجميع يسقط فيه جراء الافتتان فالافتتان ليس حب ابدا بل هو عدو الحب.

ليس لانه مشهور او معروف إعلاميا يعني انه صح وعلى حق دائما ومثالي في كل شيء.

ليس لانه معروف منذ زمن يعني انه على حق وذو خبرة.
ليس لانه الف كتب كثيرة منتشرة اي انه عبقري (الكتب المجانية والرخيصة لا تحمل قيمة الحبر الذي فيها واليوم لنشر كتاب فلن يكلف الامر سوى اقل من 300 دولار للعلم).
عندما ترى ان هذا (الاديب) او (المعروف) لم يتغير او يغير افكاره طيلة حياته, فاعلم انه كان مريضا نفسيا يرفض العلاج ويتلذذ بمرضه هذا ان كان يعلم انه مريض اصلا, فمن علامات العقل الواعي انه يغير مسلماته نحو الافضل دائما ويطور ذاته وعقله لا ان يستمر ويموت على ماهو عليه تحت شعار الثبات على الرأي فكم رأي اثبت بالانتشار ولقرون ثم نُقض بشدة بحقائق جديدة !

كم من عسل اصله سكر!
وكم من فاكهة جميلة الشكل سامة !
هل رايت لاحدهم صورته وهو يضحك او حتى يبتسم ؟

تحيتي



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين صواريخ إعلامية و قبة حديدية خريطة المنطقة الجديدة
- هل وضِعتْ ساعة الصفر لاجتياح لبنان !
- لهذا رفض بوتين انهاء الحرب !
- هل وضعت الحرب في اوروبا اوزارها !
- كيف سيطر بوتين على 70% من يورانيوم العالم !
- قمة جنائزية
- بالأدلة والاعترافات, هذه القوات خططت لتدمير سد نوفا كاخوفكا ...
- اسدال الستار على امريكا
- هل فعلا خططت إسرائيل لاغتيال صدام حسين ؟
- عام قبل الحرب العالمية الثالثة
- فضيحة قطر غيت
- هل اطلق بايدن النار على اوروبا !
- ماذا يخفي حلف الناتو بتصنيفه روسيا دولة إرهابية !
- هل طردت الصين شولز برسالة الى اوروبا !
- وباء ام حرب - الجزء الثالث
- هل كان كمينا روسيا ! قصة الضربة المزدوجة
- هذه الدولة متورطة بتفجير نوردستريم 1
- هل فعلا الحرب في أوروبا سبب التضخم !
- بعض من كواليس (الاتفاق) النووي الايراني
- النازيون الجدد و رصاصة 1945


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رياض بدر - بين الافتتان والحقيقة