العمال في عيدهم : الثورة طريق المستقبل .
حزب الكادحين
2024 / 5 / 1 - 20:39
يحيي العمال وسائر المضطهدين عبر العالم يوم العمال العالمي تخليدا لذكرى الكفاح الذي خاضته الشغيلة في شيكاغو سنة 1886 من أجل يوم عمل بثامني ساعات وسقط خلاله شهداء وحكم على اثره بالإعدام على مناضلين عماليين . ذلك الكفاح الذي حولته الأممية الشيوعية بعد ذلك الى يوم أممي للعمال . وتأتي هذه الذكرى هذا العام في ظل أوضاع عالمية وعربية ومحلية تتسم بما يلي :
عالميا .
تحتد التناقضات الأساسية الثلاث التي تتحكم بعالمنا وهي التناقض بين راس المال والعمل ، بين البرجوازية والبروليتاريا ولا حل له الا بالثورة الاشتراكية والتناقض بين الامبريالية والشعوب والامم المضطهدة و يحل بالثورة الوطنية الديمقراطية والتناقض بين الدول الامبريالية الذي يولد الحروب الامبريالية من اجل اقتسام وإعادة اقتسام الثروة .
ومن مظاهر تلك التناقضات تزايد الفقر والجوع والبطالة والهجرة واستفحال الاقبال على المخدرات والانتحار وتفشي الجريمة والامراض والاوبئة وتدمير البيئة وتردي الخدمات الصحية وانهيار السكن والنقل و تفشي الحروب الرجعية ويجد العالم نفسه على شفا حرب نووية مدمرة ، كما تتفاقم أزمة الامبريالية حيث ترتفع نسب التضخم ويطغى الركود بينما تضعف نسب النمو وتنتشر سياسيا وثقافيا الفاشية والعنصرية والتعصب والكراهية حيث تزرع الرجعية التناقضات المزيفة بين الكادحين والشعوب والأمم المضطهدة مستعملة الدين واللون والجنس والطائفة والمذهب لبلوغ أهدافها .
وفي مواجهة ذلك تقوى المقاومة والثورة ففي الهند والبيرو والفلبين وتركيا يقاوم الثوريون الامبريالية وعملائها بالحروب الشعبية بقيادة الأحزاب الشيوعية الماوية وفي بلدان كثيرة أخرى تجري المقاومة بالاضرابات والمظاهرات والاعتصامات وينخرط فيها الملايين من العمال والفلاحين والمتقاعدين والطلبة .
عربيا .
تزداد أوضاع الكادحين العرب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية سوءا على غرار ما يشهده امثالهم عالميا وفضلا عن ذلك فإن الامبريالية تمعن في اضطهاد الامة العربية بنهب ثرواتها وزرع الفرقة والانقسام بينها من خلال الحروب الرجعية ذات الطابع الديني والمذهبي والطائفي والعشائري مثلما يجري في السودان واليمن والصومال والعراق وسوريا وليبيا وفي فلسطين تدعم الكيان الصهيوني بالمال والسلاح في محاولة للقضاء على الشعب العربي الفلسطيني من خلال حرب إبادة جماعية ذهب ضحيتها حتى الآن ما يزيد عن مائة الف بين شهيد وجريح ومفقود فضلا عن آلاف الاسرى والمشردين والمهجرين .
وتجد الامبريالية في الرجعية العربية خير حليف على شتى الأصعدة بما في ذلك إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني الظاهرة منها والخفية ، تلك الرجعية التي لا تتواني عن اغراق الاحتجاجات ضدها في الدم مستعملة أساليب خبيثة مثل اثارة النعرات الطائفية ، فضلا عن استعمال آالة القمع البوليسية والعسكرية.
وتخوض الامة العربية الكفاح ضد الامبريالية بالسلاح في أحيان كثيرة حيث تسطر المقاومة العربية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا الخ .. صفحات من البطولة والكرامة والعزة والمجد . كما يخوض الكادحون العرب الكفاح من خلال الإضرابات والمظاهرات مطالبين بالحرية والتحرر والعدل وسيادة الوطن العربي ووحدته .
محليا.
برغم الانتصارات الجزئية على الرجعية الكمبرادورية الاقطاعية البيروقراطية التي حققها الشعب من خلال انتفاضة 17 ديسمبر وهبة 25 جويلية فإن تلك الرجعية لا تزال مهيمنة في الاقتصاد والسياسة والاعلام والثقافة ، مما يطرح على جدول أعمال الشعب مواصلة الكفاح من أجل صيانة المكاسب وتعزيزها من جهة ومن جهة ثانية تحقيق المزيد منها في شتى المجالات وصولا الى انجاز مهمات التحرر الوطني والاشتراكية كاملة دون نقصان .
سيظل الأول من ماي ذكرى كفاحية يستلهمها الكادحون والشعوب والأمم المضطهدة في النضال من أجل التحرر والاشتراكية واذا كان لها من قيمة هذا العام فهي المزيد من تقوية أواصر العلاقة بين العمال وسائر المضطهدين وتنظيم صفوفهم وإيجاد الأدوات المناسبة لذلك محليا وعربيا وعالميا .