|
مُصَمِمون على تركيع رفح رغم فرص التطبيع
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 22:07
المحور:
القضية الفلسطينية
ماذا يدور بخلد هذا المتعجرف الذي خرج علينا للتوه وكأنهُ يُحاول فرض شخصية شمشون الجبار الذي يستطيع بخطوة قدم واحدة القضاء على مساحة لا تستطيع تقبلها الحياة بعد تلك القفزة الخارقة في نوعيتها لترويع كل حي . لا المؤتمرات القديمة قبلَّ بها كحلٍ دائم على ارض الصراع منذ اندلاع عمليات الأخذ وبلا رد لقضم الاراضي الفلسطينية منذ إستيلاء العصابات الصهيونية التي مهدت الى الوفود الى ارض الميعاد ليس بعد مؤتمر بازل الدولى في سويسرا بل كان الحديث اثناء خروج اوروبا من التحرر العثماني على الاقل فيما يخص درب الحرير المرتبط بالهند الاسيوية كما ساد طويلاً إبان حكم توسع العثمانية في معظم العمق الاوروبي وصولاً الى اسوار وليالي فينا في النمسا عوضاً عن امكانية الانتشار سريعا قبل بدء عملية معاداة ومحاربة ورفض الحكم الاسلامي عبر سلاطين الامبراطورية التي واجهت الجميع بالجيوش الجرارة التي سحبتها من تركيا ووزعتها يمينا ويساراً ووسطاً دون وضع برنامج العودة او حتى التخلى عن امكنة الوصول الى ما بعد البحار في ممالك وامبراطوريات اوروبا الكبرى . اذا كانت فعلاً تلك القوة الجبارة التي كانت تملكها تركيا من جيوش وسلطة واراضي . فيبقى مشروع الانسحاب المتسارع من اوروبا والتقوقع في اسطنبول ومراقبة حالات الافول والسقوط المُذهل للأمبراطورية العثمانية التي رفعت صوت آذان وتكبير الاسلام بعيداً حتى اصبح صداه يُحلق في الافق سواءً كان نشر الدعوة الاسلامية ترتقي الى التقبل ام الى فرضها . فحصل ما حصل بعد حركة ثيودور هرتزل الصهيوني الذي كان يُدرِكُ ان محيط فلسطين سوف يتحول تِباعاً الى محضيات تفوق بجمايتها معظم الإمبراطوريات الكبرى و الاوروبية منها واهمها بريطانيا العُظمى التي لا تغيب عنها الشمس ، وفرنسا الباحثة عن ثقافات لتجعلها تحت طاقية نابوليون الذي قرر الابحار الى منطقة حوض البحر الابيض المتوسط في محيط بلاد ولادة المسيح خصوصاً في مناطق فلسطين التي كانت في مخيلتهِ انها مناطق مختلفة في الحضارات والديانات وبإمكاننا جعلها نقاط مقسمة من حينٍ الى اخر حسب متطلبات المرحلة . ماذا يعني لنا الان بعد مرور اسابيع اضافية ما فوق النصف سنة لمرور عمليات طوفان الاقصى التي قابلتها السيوف الحديدية على ما يبدو الى اللحظة ان فكرة السيوف الحديدية ربما تكسرت نصالها او هي كما يروي كبير الخبراء في استدامة مشروع الحرب ذات الشهور الطويلة المدى فسوف تتحول الى عمليات تراشق داخل مكاتب لها ما لها ، في التقويم والدعم والسخي لإرساء حقيقة تدعيم متابعة الحروب بلا تراجع عن الاحتلال لكل منطقة قضمتها سابقًا إسرائيل وتقوم بمحاولات حالية وربما هكذا سوف يستمر مشروعها اذا ما توقفت عواصف اثقل حرب خاضتها إسرائيل واجبرت حلفاؤها على الانصياع وتقديم الخدمات لها كونها تدافع عن ديموقراطية الغرب في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا المتذمرة من حرب روسيا - أوكرانيا التي فاجأة العالم ، والى الان تُدفع المليارات من الميزانيات الدولية الكبرى ويتم تقديمها لإسرائيل في حقها المشروع للدفاع عن دولتها "" المُحوَّطة بهائل "" من الدول التي تستعد لسحقها وازالتها من الوجود ،وهناك مَنْ يُروِجُ الان ان زعماء إسرائيل يقولون علناً ما كان يجب قوله مُسبقاً مباشرة بعد التأسيس خلال الثمانية عقود الاخيرة في مقاربة غير مسبوقة حول وجود إسرائيل او تركها تتعرض للإزالة . اليوم يتحرك رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية السيد محمود عباس ابو مازن من المنتدى الاقتصاد الدولى المعقود في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية حيث القى مداخلة قصيرة وعبر من خلالها عن اخطاء تاريخية ! وكأننا امام ترسيخ ضعف العرب حتى في المؤتمرات . لا بد من حَل سياسي نسعى لإحياءه لجمع قطاع غزة والضفة الغربية والقدس تحت سقف عودة الدولة الفلسطينية المنشودة على الاقل بعد سكوت الحرب مباشرة اذا ما كانت اول داعم لتلك الفرضية وهي الولايات المتحدة الامريكية التي ترعى سراً مباشرة وضع حداً لعمليات الابادة الفتاكة التي وقعت منذ عمليات طوفان الاقصى التي حرضت إسرائيل على ابداء عدم ليونتها في تذليل العقبات والذهاب الى وقف اطلاق النار ، لكنها دائماً تُراوغ وتحاول استغلال عمليات الوقت لصالحها ، وكأنها في جرائمها تُقدم تبريراً واضحا كانت مُجبرة على القيام بتلك المجازر والمذابح والطرد وتدمير ابنية شمال ووسط غزة والقضاء على كل المخيمات في القطاع لانها تأوى إرهاباً مخفياً . قال معقباً ان إسرائيل اذا ما تمكنت من الاطاحة بمحور رفع في جنوب القطاع فسوف يكون هناك كارثة واقعية في اجبار المدنيين على النزوح من قطاع غزة هرباً من آلات القتل والموت وكعادتها إسرائيل لا ترتقى الى احترام حقوق الانسان والمدنيين . كما كان يعنى في كلمته المعبرة عن متابعة إسرائيل في طرد اهالي الضفة الغربية واقفال معابر الرجعة والغاء كل عودة للأهالي الى رامالله والى قطاع غزة. مما يُجيز مجدداً لإسرائيل تنظيم علاقاتها مع دول الطوق في تكملة مرحلة التطبيع دون مراعاة نزوح الفلسطينيين مجدداً تحت غطاء الانتقام من حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية التي كانت سبباً في تصديع وتقويض القضية الفلسطينية من جانب حركة حماس والجهاد الاسلامي التي تنضوى تحت دعم فرقة الممانعة والمقاومة المدعومة من الجمهورية الاسلامية الايرانية. كانت كل المحاولات لوقف اطلاق النار تصطدم مباشرة في حاجز القوى المتعطشة للعنصرية التي ظهرت الى العلن وربما لأول مرة في فرض الة القتل دون محاسبة بعدما صرح وزير الامن اليهودي الصهيوني المتطرف اثمار بن غفير عن إعدام كل الاسرى في سجون إسرائيل لكى نتخلص من اعباء التكلفة المالية وحسب اعتقادهِ انهِ ليس هناك جدوى من تقديم الخدمات للمساجين طيلة اماد بعيدة الاجل بعد الاحكام التي تجاوزت مئات المرات من الاعوام . صدقاً فكيف لنا ان نصدق بينيامين نيتنياهو عندما يقول نحن مُضطرون الى الاصغاء الى اراء المعارضة ليس ارضاءاً لهم ، بل هُم يُعبرون علناً ما لا نقولهُ نحن سراً . يبقى الاعتراف ان الزلزال الضخم الذي وصل الى اسرائيل كان طوفاناً وتسونامي لم يمر على زعماء إسرائيل الذين كانوا بستهزؤون بما قد يأتيهم من رفضاً لوجودهم كونهم مُحتلون . وكان مُغايراً دائما فرضية المقاومة التي كانت ومازالت وسوف تقوم بواجباتها اليومية في كل الاصقاع ما دامت حقوق فلسطين تتأرجح ما بين مؤيد لها وهذا حق جداً مشروع ، او حتى مُعارض للثورة يعتمد على حلول استسلامية ، او الرضوخ الى الحوار بصورة مفضوحة بلا حماية دولية تُذكر . مُصممون على تركيع رفح رغم فرضية التطبيع هكذا ترى صهاينة معابد الهيكل الى اللحظة . وهذا ما يعنيه محمود عباس عندما يقول ان إسرائيل أياديها اطول و أخطر من طويلة ، فهل من مُغيث. وللحديث بقية .
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رفح مُجدداً محور تداول غير مسبوق
-
تعزيز دور المقاومة وسقوط حاجز الصمت
-
ليلة القبض على صواريخ إيران لم تنتهي بعد
-
الهجوم الذي أرعب مصاصي دماء غزة
-
إغتيال الأجداد والأباء والأحفاد والعزيمة مُزكاة
-
صيغة مناورة عسكرية إنتحارية صهيونية
-
أخرج منها يا ملعون -- هكذا يتوجب على نيتنياهو --
-
إسرائيل الكُبرى تستجدي أمريكا العُظمى
-
مُتَجْهِمُ ألوجه أيُها القاتل رائِحَتُكَ نَتِنْة
-
اليوم السبعين بعد المئة ليس هناك إحصاء للأرواح التي قُيِدَ ل
...
-
روسيا وبوتين والعداء الأكبر للغرب والناتو
-
الدماء المُنتظرة في أمريكا وإسرائيل تهويل سياسي أم نمط حماسة
...
-
إقصاء أراء مايا زيادة رهبنة حرية التعبير
-
اللاعب الأخطر في كشف ظاهرة معادات الآلهة
-
المرأة الفلسطينية تُجَسدْ عطاء لا ينضب
-
توابيت مفتوحة بإنتظار صناديق الاقتراع
-
آرون بوشنل - إرتقى شهيداً من أجل الإنسانية
-
إنتصار المقاومة و هزيمة كل أشكال العدو
-
التنظيم الهَش الضعيف للسلطة الفلسطينية
-
وثبة نيتنياهو - وقفزة حماس
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|