فوز حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 14:01
المحور:
الادب والفن
جلست لأكتب قصة .. قبلها أحضرت فنجان قهوتي الصباحي .. رائحتها أخذتني إليه دون أن أدري .. أدخلتني خلف قضبان ذاكرتي ورمتني في إحدى زواياها المعتمة ..
رائحة أنفاسه أعلنتْ انتصارها عليّ برفع الراية .. لكن ذلك لن يطول .. سأخرج وأدعك وحيدًا .. سأعود إلى قصتي وسطوري وأبطالي .. ستشغلني البداية وأتمعن في النهاية .. لا تدع السعادة تذهب بك بعيدًا .. فلن أدون حرفًا بالقلم الذي نسيته معي كما السابق.
أحد الأدراج القديمة سيكون قبره .. أعرف جيدًا أن البداية كالولادة .. صعبة دائمًا .. بعدها أقطع الحبل الذي يربطني بكَ لأواصل العيش بمفردي .. أفتح نوافذي للشمس .. سأدع شعاعها يطهرني من بقايا عطرك العالق بأنفاسي وثيابي وذكرياتي.
لا تسرع الخطا .. صوت خطواتك يربك حروفي ويخيفها .. لن تستطيع منعي من أكمال قصتي .. دعني أبدأ فقط .. أمنحني كلمة واحدة .. أبعد عينك عني .. أسمح للنور بغسل بقايا أحلامك من جفوني .. الآن ستولد الحروف والكلمات .. دعني ألملم شتات نفسي .. أبعد شفتيك عن شفتي .. لا تبعثرني بين النجوم .. غيومك الماطرة بللتْ أوراقي .. فرقتْ بين سطوري .. أغرقتْ كلماتي .. مزقتْ أشرعتي و ألقتْ بيّ جثة حية على ساحل النسيان .. دفنتْ أحلامها في رماله الباردة لكن .. ما زال القلم بيدي ..
سأكتبكَ به خلودًا لن يزوره النسيان.
#فوز_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟