نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا الأمر ينسحب على ثورة 1917 الروسية، وثورة 1953 المصرية، وثورة 1963 السورية..
لو كانت الأمور في روسيا قبل عام 1917، وفي مصر قبل عام 1953، وفي سوريا قبل عام 1963 - مـــقـــبـــولـــة، لما حدثت في الدول المذكورة ثورات ولا انقلابات.
أنا قرأت الكثير عن الأوضاع في روسيا وفي مصر، وعايشت الوضع بكل تفاصيله في سوريا قبل عام 1963،،، كان الفقر مستشرياً.. وأي حديث عن "ديموقراطية" و"حرية" في ظل تفشي الفقر - نــكــتـــة ســـمـــجـــة!
قال لي صديق: إن الهند أكبر ديموقراطية في العالم المعاصر!
ضحكت،،،
قال: وماذا يضحكك؟؟
قلت: الغالبية الساحقة من الهنود فقراء، وباستطاعة أي مليونير أن يشتري ما يلزمه من أصوات مقابل دريهمات، أو حتى مــجــرد وعد بالتوظيف.
وعليه،،،
لم تكن الأمور في سوريا مقبولة قبل عام 1963!!!
قبل "التأمـيـم" و"الإصلاح الزراعي" ( أي قبل عام 1958) كان عددٌ محدود جداً من العائلات "البورجوازية" و"الإقطاعية"، يتبعها عددٌ من كبار الضباط (الفئة المُـتَـنَـفِّذة) يتحَـكم بشكل تامّ في جميع نواحي الحياة السورية. فقد كانت هذه "الفئة" تتصارع للحصول على أكبر حصة ممكنة من مقدرات البلد الاقتصادية، ويتنافس أعضاؤها - في ما بينهم - على مقاعد البرلمان، ويتصارعون على المناصب الحكومية، وعلى المراكز القيادية في الجيش. أما الغالبية الساحقة جداً من السوريين فكانت مُهَـمَّـشـة تماماً، لا تعرف ماذا يجري في دمشق أو حلب، ولا يهُـمّها ما الذي يُمكن أن ينتجَ عنه.
لقد كانت "الفئة المتنفذة" جَـشِـعـة جداً، فقد كانت تعـتصر من العامل أو الفلاح كل قطرة من عرقه، وحتى من دمائه. وبالمقابل، لا تعطيه إلا ما يُـمَـكّـنُـه من متابعة خِـدمته لها. لذلك بقيت الغالبية الساحقة جداً من السوريين تغرق حتى الأذنين في مستنقع الأمّـيّـة والفقر والجهل.
وكانت "الفئة المتنفذة" متغطرسةُ جداً، تُعامل بقية السوريين باحتقار فاقع.
وبالمحصلة، كانت الغالبية الساحقة جداً من المجتمع السوري أمية فقيرة جاهلة مُهانة. وفي ظل هكذا ظروف، من العبث الحديث عن حرية أو ديموقراطية أو تقدم أو ازدهار.
#نصر_اليوسف (هاشتاغ)
Nasr_Al-yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟