|
قراءة تعريفية وعرض ل - كتاب العراق - الكتاب اللاارضوي المنتظر منذ سبعة الاف عام - الصادر موخرا ( 1)
فاطمة محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 01:07
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
قراءة تعريفية وعرض ل " كتاب العراق " " الكتاب اللاارضوي المنتظر منذ سبعة الاف عام "الصادرمؤخرا(1)
لقد شدني " كتاب العراق" بقوة فأقبلت عليه بشغف كبير، وانغمست في نوع من المشهديه الادراكية الزاخرة، المفتوحة والمتعددة العناصر والتكوينات، وصولا للجزئيات والذرات المترابطة ترابطا جعلها تولّف لوحة كونية شاملة، فالرؤية الماثلة هناهدفها ربط الإدراك بالمشهد الوجودي الشامل ، وكاننا نفتح بابا مقفلا على عالم اخر. وقد يكون هذا سببا كافيا للشعور بالضرورة وبوجوب الكتابة والحديث عنه؛ والابلاغ عما يزدحم به من قضايا وموضوعات افتتاحية جديدة، غير مطروقة من قبل، ما يمنح الكتاب سمة الفرادة والاستثنائية، خطر لي ان اعرضها بعدة حلقات تتناول مواد جميع فصوله ومحتوياتها بذاتها على انفراد، حتى تكتمل وتتوحد الموضوعه الموزعه بين الفصول امام القاريء. ولا انكر انني قد اخذني مع قراءتي للمؤلف الذي بين يدي، الميل الى جذب انتباه القاريء واستجلاب اهتمامه وتقديره، ودفعه للتمعن بما وارد فيه من قضايا فائقة الحساسية والاهمية لاشك ان مضمونه، هو تجربة جديدة مثيرة تستجلب التفكر والتقدير من قبل القاريء الفاعل، المدعو لمناقشة مفهوميه لمجموعة الموضوعات المطروحة، ومقاربتها نقدا وتحليلا . لاتصالها باخطر قضايا الحياة والوجود فضلا عن المصير الماثل. لقد بذل الكاتب جهدا استثنائيا لاشك انه مضن وطويل الامد، ليصل لاستخلاص ما وراء الظواهر والاحداث والوقائع الظاهرة من حقائق كانت خفية مغفلة، ففتح بابا نظريا وتفكريا معرفيا تاريخيا مجتمعيا، يعيد النظر بظاهرة المجتمعات كما متعارف عليها، ليضعنا امام انقلابية في الادراكية والوعي البشري، مختلف عما سبق، بوصفه اقرب الى مايمكن ان يطلق عليه للمقاربة وليس للتشبيه "مادية تاريخية ازدواجيّة مجتمعية ذاهبة إلى مابعد مجتمعية " وهو مايعاكس اجمالي المنهجيات الاحادية المتدوالة. فهو يدل على "غير المتحقق بعد، وقيد التحقق " فلا بداهة هنا جاهزه "تعيد كتابة المكتوب وقراءة المقروء كما الحال السائد المعتاد " انه دعوه اثباتبه ألى رؤية مشهد العالم الاخر المطوي كاملاً، مع التركيز على عناصره وأجزائه المترابطة، كي يصبح الإدراك في ذاته محور الموضوع ومركزه، ومن هنا يولد التركيز اللازم على عمل العقل وما يقود اليه من قوة الحجج والبراهين، قبل التحقق. واضع العمل اختار مواجهة الواقع بطريقة لم يكن مسموحا بها من قبل، بكل جرأة ودقة ووضوح، كانقلابية في المنظور والاعقالية، وابجدية جديدة في النظر للعالم والوجود، تتعاكس مع اجمالي المنظورات والمفاهيم المتداولة والمكرسة حول حقيقة الظاهرة المجتمعية، والمضمر فيها ومآلاتها . وكل هذا كاف لان يدعونا لأعادة تشكيل فهمنا للمجتمع والتاريخ بناء على البحث الملح عن الذات التي لم يتم العثور عليها بعد، ومن ثم وعيها بالمقاربة "اللاارضوية"، وماتفترضه من اعادة النظر الشاملة في التاريخ ومساراته، ابتداء من تبلور المجتمعية التاسيسية الاولى، الى اللحظة الراهنه . فالكتاب يبحث في المسألة المجتمعية والوجود المجتمعي البشري ومكنونه، منذ اولى خطوات تشكلها، بما هي حقيقة غائبة دون إحاطة، حيث الادراكية والقدرة الاعقالية البشرية التي ولدت مع الظاهرة المجتمعية بالأصل، قاصرة وبحاجة للترقي حكما عبر، وفي غمرة التفاعلية المجتمعية التاريخية منذ بداية محاولات الكائن البشري وعيه لوجوده، فاعتمد وقتها المنظورات المرتكزه لما متاح له من قدرة على الاحاطة. انه يعتمد منظوراً جديدا مختلفا للمجتمعية والتاريخ والمنتظر، قاعدته "المنظور اللاارضوي الازدواجي التحولي" الذي يرى ان المجتمعات تتأهب للانتقال إلى طور أخّر، وبدئية ثانية مغايرة نوعا لتلك الجسدية الحاجاتية الباقية مستمرة نموذجا وصنفا نمطيا حتى الساعة،مع النطقية "اللاارضوية"، ونوع الافصاحية التي لم يكن غيرها ممكنا في حينه، لتاتي بصورة تعبيرية حدسية نبوية سابقه على العليّة السببية المنتظرة راهنا. والكاتب يفرد الى الحالة الرافدينية موضعا "استثنائيا" ليس ثمة مايشابهه على مستوى المعمورة. فالنمطية الأصل، والصنف المجتمعي الازدواجي المتفرد نوعا تاريخيا، وبؤرة عالم التحولية " التي تجلت في التاريخ ابتداء كازدواجية لاارضوية متعدية للكيانية، سماوية نبوية حدسية / امبراطورية ارضوية " حيث الازدواج المجتمعي الرافديني، محكوم للا صطراع المجتمعي اللاارضوي/ الارضوي، بناء على بنيته وكينونته النمطية التاريخية الازدواجية المجتمعية، بدل ومقابل الطبقية .
منذ مدخل الكتاب، او الاستهلال، وعلى مدى 21 صفحة يقدم الكاتب الموضوعات المركزية، ويضعنا في لب موضوعه الاساسي، كاشفا عن حقيقة الظاهرة الاصل من خلال اعادة قراءة تاريخها، معلنا عن تحولها، فيبادر بالقول : " مع النهوض الغربي الالي الحديث، الحت بصورة حاسمة، مهمة كبرى، ما عاد ممكناً او من الجائز تأجيلها بعد عشرات القرون من الغفلة البشرية إزاء المسألة المجتمعية وكينونتها، وما هي منطوية عليه " فالمجتمعية والوجود المجتمعي البشري، هو اساس في منظوره "التحولي اللاارضوي التاريخي الازدواجي"، عكس الاعتقاد بالاحادية المجتمعية، وعليه فهو يرى ان حركة التاريخ بالمنظور التحولي اللاارضوي، تسير وفق قانون التحولية الناظم للمجتمعية اللاارضوية التاريخية الازدواجية. وان صنف المجتمعية اللاارضوية الذي ظل مغفلاً ، كان قد نطق وعبر عن ماهيته وكينونته عند بداية المجتمعات حدسيا نبويا كما اسلفنا، رضوخا لحال عدم توفر الاسباب اللازمة للإفصاح والنطقية التحققية عن ذاتها، علياًّ وسببيّا في حينه، وفي الاستهلال ايضا، يقدم المولف تصورا وعرضا لحيثيات وكيفية نشوء وقيام المجتمعية اللاارضوية في ما بين النهرين أصلا ؟ " فاللاارضوية هنا تصنعها البيئة من اشتراطات الطرد و ( العيش على حافة الفناء ) بسبب النهرين المجافيين التدميريين العاتيين المخالفين للدورة الزراعية وعوامل اضافية مضادة اخرى، ما يجعل التناغم البشري/ الأرضي مستحيلا، ويستثير على العكس رد فعل مقابلة، تعبيرا عقليا وحضورا نمطيا لاارضويا/ سماويا، فيكون ميزة نوعية للمجتمع الاسفل في مابين النهرين، يفضي بعد نزول المجتمعية الارضوية من القسم الاعلى من ارض الرافدين حيث "عراق الجزيرة" مقابل "عراق السواد" الاسفل، الى تشكل حالة ازدواج مجتمعي موحدة ومصطرعه، لايفلح احد طرفيها في محو وازالة الاخر، كما حال المجتمعية الطبقية مع الاختلاف النوعي بينهما، يحكمها قانون خاص بالكيانية الازدواجية الرافدينية، هو قانون الدورات والانقطاعات التاريخية الذي يميز ذاتيتها، غير المكشوف عنها النقاب للاسباب الواردة اعلاه. وفي الاستهلال يقدّم رؤيته ومنظوره المخالف للمنظور الغربي لظاهرة الانقلاب الالي بما هو : " انقلاب في وسيلة الانتاج يذهب من اليدوية الى العقلية، أي إلى آخر تحورات الالة المنتقلة الى "التكنلوجيا الانتاجية" الراهنة اولاً، وصولا إلى "التكنلوجيا العليا" التي تنهي علاقة وسيلة الانتاج بالجسدية، لتغدو متفاعلة مع العقل "
والى الحلقة القادمة حيث استعرض الموضوعات الواردة في الفصل الاول المعنون ب " العراق قبل العالم: وعي الذات المضمرة او الفناء ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) صدر قبل حوالي الشهر عن/ دار الانتشار العربي ـ بيروت/ للكاتب العراقي / عبدالامير الركابي.
#فاطمة_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياسة الطاقة القومية الامريكية لعام 2001 والحرب على العراق و
...
-
نظام المحاصصة والمصالحة نقيظان لا يجتمعان!
-
صناعة القتل والمصائب في العراق
-
امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا
-
الصبي يوسف يتحدى الخوف
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|