صفحات من كتاب ( اختطاف الحزب الشيوعي العراقي ) الطبعة الأولى 2008 ....المقدمة : أختطاف الحزب الشيوعي العراقي أم المتاجرة باسمه؟
حزب اليسار العراقي
2024 / 3 / 15 - 08:45
قد يبدو تعبير أختطاف للوهلة الأولى غريباً، فقد تعودنا سماع خبر اختطاف طائرة مثلا, أو أشخاص , أما اختطاف حزب, فأمر لم نعهده من قبل, غير أن هذه الدراسة, هي محصلة مواد ومقالات نشرت في جريدة اتحاد الشعب وموقع الحوار المتمدن, والقراءة المتأنية لها, ستوصل القارئ الى استنتاج واضح, محدد, يقول , بأن اسم الحزب الشيوعي العراقي, قد أختطف فعلاً, اختطاف على يد عصابة مافيوية , هي وليد مشوه لقيادة انتهازية, هيمنت على قيادة الحزب إثر إنقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الأسود, ذلك الانقلاب الذي أطاح بحكومة ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية, وبدء حقبة فاشية مظلمة, أمتدت عقود أربعة , انتهت باحتلال العراق من قبل الإمبريالية الامريكية في 9 نيسان 2003, لتدخل البلاد في حقبة بربرية مزقت الوطن, وتستهدف إبادة الشعب العراقي.
أن التحضير لعملية أختطاف طائرة قد يستغرق شهوراً, أما التنفيذ فيتم في ساعات معدودة . غير أن عملية أختطاف حزب تأريخي من طراز الحزب الشيوعي العراقي, ذو مسيرة كفاحية مجيدة, مطرزة بآلاف الشهداء, فهي عملية طويلة, معقدة، عملية أقتضت ربع قرن من الزمان, للوصول الى مرحلة الاختطاف, التي توجت ببيع اسم الحزب الشيوعي العراقي بتاريخه الوطني المجيد, الى أعتى قوى أستعمارية في التاريخ الحديث .
أن قرار قلع الحزب الشيوعي العراقي من الأرض العراقية, كان قد أتخذ مباشرة بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية, وأصبح ملحاً منذ لحظة خروج المسيرة العمالية المليونية في عيد العمال العالمي, الأول من آيار 1959…
الجماهير المليونية في بلد لم يتعدى تعداد نفوسه آنئذ الثمانية ملايين, هادرة بصوت واحد ( عاش زعيمي عبد الكريمي حزب شيوعي في الحكم مطلب عظيمي)…
ذلك الهتاف الذي هز العالم, فأجتمعت جميع القوى القومية الفاشية عربية وكردية والقوى الرجعية عراقية وعربية, للإجهاض على التحول الثوري في المنطقة العربية, وكانت المخابرات الامريكية المايسترو المنظم للانقلاب الفاشي, وهي ذات القوى القادمة مع الاحتلال في 9 نيسان 2003 ..لتكون بديلاً عن نظاماً فاشياً عميلاً..لم يعد قادراً
على الوفاء بالتزاماته إزاء أسياده الامريكان.
ولم يكن بالإمكان القضاء على هذه الروح الثورية للحزب وجماهيره إن لم تُستخدم قوى انتهازية من داخله, فكانت عودة الزمرة المطرودة من الحزب للاستيلاء على قيادته إثر استشهاد قيادته التاريخية…
قيادة الشهيد الخالد سلام عادل ورفاقه الأبطال, لتكون حصان طروادة لتدمير الحزب من داخله.
هذه الزمرة الانتهازية التي أعلنت خط آب 1964 القاضي بحل الحزب ودمجه في حزب عارف الرجعي, ومن ثم تحالفها الذيلي مع حكم البعث الفاشي في 1973 وصولاً الى هروبها عام 1979 الى خارج الوطن بتسهيل من المشنوق صدام حسين شخصيا.
أن ربع قرن من تواجد هذه القيادة الانتهازية في المنفى قد أدى الى تصفية بعضها البعض الآخر , وشق الحزب الشيوعي العراقي على أساس قومي لضرب أمميته ,وخروج الآلاف من الأعضاء تطبيقا لمقولة زعيم الزمرة الانتهازية الخائن عزيز محمد ( سنعود الى العراق ب 5% من أعضاء الحزب )..
أي أولئك المنتفعون من حاشية هذه الزمرة, وكلاب حراستها, ومن ثم استيلاء زمرة مافيوية على مقدرات الحزب المالية, زمرة مرتبطة باجهزة المخابرات الاقليمية والامريكية, تابعة لعصابات البارازاني - الطالباني..
أن عملية التدمير الداخلي المنظمة للحزب, جوبهت بانتفاضة القاعدة الحزبية والكادر الثوري, هذه المواجهة التي لم تمكن الزمرة المافيوية هذه, زمرة حميد مجيد وعرابها الذي يوجهها بالريموت كنترول , وصاحب القرار الحقيقي على زمرة حميد - مفيد الخائنة, لم تمكنها من أختطاف الحزب الشيوعي العراقي, بل سطت على اسمه فقط للسمسرة به في سوق النخاسة, السوق المملوك من قبل عتاة الطغمة الصناعية العسكرية الامريكية ودميتها الارهابي الدولي بوش..
و لم يتعدى دور هذه الزمرة سوى أن تكون رقماً في المعادلة الطائفية العنصرية التي فبركها المحتل, مستغلاً اسم الحزب الشيوعي العراقي استغلالا بشعاً بالضد من هويته الطبقية والوطنية العريقة وامميته الساطعة..
فهل أُختطف الحزب الشيوعي العراقي حقاً ؟ أم اختطف الاسم فقط ؟!
لماذا هذه الدراسة؟ وما مغزى توقيت صدورها الأن؟
هذا ما سيجيب عليه الكتاب المعنون ( أختطاف الحزب الشيوعي العراقي)