أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء















المزيد.....

أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 7902 - 2024 / 2 / 29 - 14:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول نيتشه .. عندما نكون متعبين تهاجمنا من جديد تلك الأفكار التي هزمناها منذ مدة طويلة .. هل هو عودة المكبوت ؟ هل بناء لم يكن صلب ، هل تغيرت المعاني في الفهم سلبًا ، أم إيجابًا؟ النضج أم التدهور ! نحاول في هذه السطور أن نبين كيف يكون التحليل النفسي ضياء للمعرفة عما يدور في دواخلنا، إذا ما سلمنا جدلًا بأن النفس تعرف مسعاها، ونحن نتفق مع دواخلنا بهذه المعرفة، ولكن لا نريد أن نعرف !! هل هذه المعرفة مؤلمة؟ هل هي تاريخ غابر به من الخجل ما لا نريد معرفته فيصطدم بجدار الحقيقة ، وما أدراك من الحقيقة، التي تكمن فينا ونحاول ازاحتها إلى موضوعات جانبية نبررها، نسقطها ، ننقلها إلى موضوع آخر لكي لا نعرفها، ونحن نعرفها حق المعرفة ، وندركها في وعينا وفي لا وعينا ، نكبتها خجلًا أو خوفًا، أو نصطنع الضد منها بوصفه خير وسيلة لضبط الرغبة المحظورة وكبتها كما يقول "مصطفى زيور" .
تؤكد لنا المعرفة النفسية المعمقة في النفس أن عناصر الوعي المتخيل في الفكر هي عناصر الوعي نفسها التي نمنحها عادة أسم الأفكار ، هذه الأفكار هي وعينا بهذا الموضوع ، أو ذاك، وهي بكل الأحوال تتكون بعدة طرائق من التفكير وقوة تقديرها ، أعني تأثيرها فينا، والشعور بها في لحظات حينما تداهمنا بلا سابق انذار ، وهو يمكن أن يكون تفكير رمزي ، لا نستطيع رفضه، ويجبرنا على قبوله، والمهم هنا يعلمنا التحليل النفسي كيف نُكونْ هذه الصورة على أنها أثرٌ مادي رغم أنها عنصر غير حي ، ويلعب الدور الأساس في أما تدهور صحتنا، أو رفضه، وحتى لو رفضناه سيعود يومًا بشكل آخر محرف!! وهنا يصدق نيتشه حينما يرى: تهاجمنا من جديد تلك الأفكار التي عرفناها وتعاملنا معها وسلطنا الضوء عليها بضياء التحليل النفسي قبل الخوض في العلاج ليكون الشفاء. ويقول "سارتر" لا يمكننا قبول تصور تضاف بموجبه الوظيفة الرمزية على الصورة من الخارج ، يبدو لنا ، ونأمل أن نكون قد أوضحنا إلى حد ما أن الصورة رمزية في جوهرها وبنيتها بذاتها ، ولا يمكن لأحد أن يقمع وظيفة الصورة الرمزية من دون التسبب في تلاشي الصورة نفسها. ونقول كيف تأسست وأَنبنت ؟ وكيف تم استدعائها في تلك اللحظة من المكان والزمان ، ومن استدعاها ؟ هذه التساؤلات يجيب عليها التحليل النفسي بشكل مسهب ومستفيض بالمعرفة الحقة، من فرويد مرورًا إلى أنا فرويد وهيلين دويتش وميلاني كلاين ، وحتى من خرج على التحليل بإتجاهات جديدة منهم الفرد آدلر، أو كارل يونغ، أو غيرهم ، وصولا إلى عمق ما طرحه جاك لاكان في رؤيته الأعمق في مفاهيم سيجموند فرويد، وسبر أغوار النفس .
التحليل النفسي يعرفنا باستبصار ما يدور في دواخل أنفسنا، وهو ما كان يعنيه مصطفى زيور بضياءٍ ، ومن ثم فهو شفاء ، وقوله نقلا عن فرويد: إن المريض الرئيس الذي يشغلني حاليًا هو نفسي . ويؤكد " مصطفى زيور" النفس أثناء جهادها للمعرفة، لا تقتصر على أن تكون مرآة تعكس الأشياء ، لأن الانتقال من المعرفة المشوشة إلى المعرفة الواضحة الجلية ، ضياء وشفاء للنفس معًا. فلو كان الشخص الذي يعرف أنه يوسوس ويحاول جاهدًا استبعاد الفكرة التي تجعل منه يوسوس ، ولكنه كلما حاول وبحث وناقش مع نفسه ، تعاظم وسواسه، فنراه حينما يطرح أتفه مسألة نراه يثير مسائل أخرى تعذبه مثل المسألة التي يحاول طرحها، ويظل يدور في حلقة مفرغة لا يستطيع رفضها ، أو يعززها ليبذل جهودًا مضنية في استبعادها، وهو على معرفة تامة بما يفكر به، ويقوم بفعله ، يقوم بالفعل ونقيضه، لذا فالتحليل النفسي كما عبر عنه سيجموند فرويد بأنه ينقلنا ليس من الشقاء إلى السعادة ، وإنما إلى شقاء مرضي إلى شقاء عادي ، فكما تتطلب الحياة الهادئة راحة البال يتطلب التفكير الناجح التركيز وصفاء الذهن .
يرى "جاك لاكان " إن مفهوم الفهم هذا له دلالة واضحة جدًا، إنه المنطلق الذي جعل منه "ياسبيرز " تحت إسم علاقة الفهم، ركيزة كل عطاءه في علم النفس المرضي ، وهذا المفهوم يؤدي إلى التفكير بأن أشياء مفهومة في حد ذاتها ، فإذا حزن شخص مثلا ، فَمَرد ذلك إلى أنه لم يحصل على ما رغبت فيه نفسه، إلا أنه ليس هناك أبعد عن الصواب من هذا القول ، ذلك لأن هناك أشخاصًا ملكت أيمانهم كل ما ترغب إليه قلوبهم وأنفسهم ، إلا أنهم مع ذلك يبقون في حزن شديد ، فالحزن إذًا هو شغف من طبيعة مغايرة تمامًا. وهذا المفهوم الذي هو مفهوم المفهوم لا تتم الإشارة إليه إلا كعلاقة متموضعة دومًا على الحدود ، كلما تم الإقتراب منها أصبحت بعيدة المنال كما يقول لاكان . ويضيف " لاكان" أيضًا أن كل ما هو سيكولوجي في السلوك الإنساني يخضع لإضطرابات جدًا عميقة ، ويتضمن مفارقات جدًا واضحة ، إلى حد تستحيل فيه معرفة ما يمكن فعله بشأنه كي يتسنى التفريق في مجاله بين الخيط الأبيض والخيط الأسود. فالتحليل النفسي معرفة قل نظيرها ومختلفة عن العلوم النفسية التي دائمًا تأخذ أجزاء من النفس وتكتفي بها ، وكأنها جشطالت غير متكامل الأجزاء، فمعرفة حدة الشخصية ، أو دراسة أبعاد الإندفاعية والغضب ، أو بعض الأنماط المعرفية عن ظاهرة جزئية في النفس ، أو دراسة أنماط محدودة من النفس وربطها باضطراب نوع من أنواع الشخصية وغيرها، لا يمنح التعرف على ما يدور بكل ما فيها وأقصد هنا النفس ، وتساؤلنا كيف تتم المعرفة ؟ وكيف يمكن الإهتداء بكلية النفس ومعرفتها؟ في حين أن المعرفة الكلية بالموضوع دون تجزءته تجعل صاحبها يبصر بعمق لما يجري في نفسه ، وهو ضياء للمعرفة .
يبين لنا التحليل النفسي عدة مواقف في حياتنا النفسية نستدل بها في بعض الأحيان بالفطنة رغم انها موجودة فينا ، لم تغادرنا منذ تكونها من الطفولة، وأزاء ذلك فقول سيجموند فرويد
وقد أكدت التجربة هذه، فعادة ما يتم اختزال نسيان الانطباعات والمشاهد والتجارب في "حجبها" فعندما يتحدث المريض عن هذا الشيء "المنسي"، نادرا ما يفشل في إضافة: بقوله الواقع كنت أعرف ذلك دائما، أنا فقط لم أفكر في ذلك. غالباً ما يعبر عن خيبة أمله لأنه لا يستطيع التفكير في ما يكفي من الأشياء التي يمكن أن يتعرف عليها على أنها "منسية"
والتي لم يفكر فيها مرة أخرى منذ حدوثها ، كما ورد هذا النص عند فرويد في مقالة التذكر والتكرار ، من خلال، ترجمة الصديق الاستاذ محمد أمين ، ويضيف فرويد أيضًا : من العمليات النفسية التي يمكن مقارنتها بالانطباعات والتجارب كأفعال داخلية بحتة، والتخيلات، والعمليات العلائقية، والعواطف، والارتباطات، فيجب النظر إليها بشكل منفصل في علاقتها بالنسيان والتذكر، يحدث هنا في كثير من الأحيان أن يتم "تذكر " شيء ما ولا يمكن "نسيانه" أبدًا لأنه لم يتم ملاحظته مطلقاً في أي وقت، ولم يكن واعياً أبدًا، فضلا عن ذلك يبدو أنه لا علاقة له على الإطلاق بالعملية النفسية ما إذا كان هذا "الارتباط" واعياً أم لا. ثم نسيها أو لم يستحضرها إلى الوعي أبدًا .
لا نجافي الحقيقة كثيرًا ، أو نبتعد عنها إذا ما أطلعنا على أفكار ونظريات التحليل النفسي بكل اتجاهاته ، أنه يدلنا على معرفة ما يدور بدواخلنا ، وإذا ما تمعنا به بعمقق لوجدنا أنفسنا نضع أصابعنا على مواضع نعرفها ، ولكننا نخاف الغوص فيها ، لأنها بؤر ربما ضحله ، بها ذكريات مؤلمة نسيناها وتناسيناها ، فما هو بداخلنا يمكن أن يقدم لنا التحليل النفسي خدمة الضياء له ، وبالتحليل النفسي يكون العلاج منه ، إن وجدنا لذلك من بدٍ له وضرورة ، ولا يوجد في إنسان اليوم من يبرأ مما رشح في داخله من آلم ترك الذكريات ، فالتحليل النفسي هو الضياء ، وهو الشفاء.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل النفسي علاقة إنسانية -بين التحويل والاسقاط -يبرز الا ...
- لغة النفس
- مأساة الطف .. للدمعة لغة حزن
- ديالكتيك الحب والكراهية - ثنائية الوجدان - .. نحملها ونمقتها
- الحقيقة في النفس
- ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا
- لماذا ندرس التحليل النفسي ؟
- ما لا يمكن قوله.. سَيُبكيّ !!
- شيء من الأحلام في التحليل النفسي
- مداخل في التحليل النفسي .. ما نتعلمه من التحليل النفسي
- ما نتعلمه من التحليل النفسي
- آفة التحضر .. المثلية!! هو مَن هو؟
- الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل
- الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-
- التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- النرجسية -عشق الذات- والأنانية والحب.. شيء من التحليل النفسي
- الإضطرابات النفسجسمية- السيكوسوماتية Psychosomatic


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء