أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - الشخصية العراقية.. واسباب ظاهرة التمرد والقلق، والتي طبعت هذه الشخصية على مدى تاريخها الطويل..














المزيد.....

الشخصية العراقية.. واسباب ظاهرة التمرد والقلق، والتي طبعت هذه الشخصية على مدى تاريخها الطويل..


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 16:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربما ان ما يفسر كون المجتمع العراقي مجتمع دائم الثورة والتمرد، ليس سببه القيم الوافدة اليه من الصحراء- كما يشاع لدى دارسي شخصية افراد هذا المجتمع- والتي تبعث على التذمر والأنفة وكره السلطة ومقارعة الخنوع والاذلال والانقياد للسلطة من خلال فرض قوانينها، كما يفهمها البدوي، وان كانت البيئة الاجتماعية التي صنعت فيها خميرة الشخصية المتمردة والمقلقة هي ذاتها البيئة البدوية التي ستفد لاحقا الى البيئة العراقية!! فالمجتمع العراقي في الآخِر، ومنذ القدم، كان مجتمعا حضاريا، واختلطت فيه القيم البدوية الوافدة مع اقوامها من الجماعات البدوية النازحة، مع قيم حضارته النابعة من بيئته الطبيعية وخصوصيته الثقافية والاقتصادية والسياسية. فاذا كان الحال هذا يصح، اي ان قيم البداوة هي الفاعل في هذه التمردات المستمرة طوال حقب كثيرة من تاريخ العراق، فلم اذن نلاحظ بأن الشعوب البدوية ذاتها في بيئتها الطبيعية الصحراوية كما في الجزيرة العربية مثلا، كنجد والحجاز وتوابعهما، وكذلك مجتمع بادية الشام والقبائل البدوية التي تنتشر في ربوعها، لم يعرف عنها كثيرا الثورة على السلطان!!؟ ولنأخذ حقبة الامويين والعباسيين كمثال؛ ففي ذينك الفترتين كانت مجتمعات نجد والحجاز وبوادي الشام خاضعة ومطمئنة خصوصا لحقبة حكم الامويين ما خلا حركة هنا او هناك، خصوصا في الحجاز، ثم ستسير الامور بشكل طبيعي، اي الخضوع المعتاد للسلطة والحاكم!! بينما المجتمع العراقي في تلك الحقبة كان يغلي، وكان دائم التمرد على كل سلطان يتسنم الرياسة والحكومة. فأذن هذه المجتمعات البدوية الخالصة في بيئتها الصحراوية هي لم تفعل ذلك الامر، اي انتهاج التمرد او ان تكون شخصيتها قلقة ومقلقة بشكل مستمر للحاكم وللسلطة، لسببين ربما: فهي اما ان تكون مؤمنة بهذه السلطة وتعتبرها ممثلة لها ولطائفتها وللدين الصحيح- بنظرها- كذلك فهي اذن عليها واجب الطاعة، وان كان هذا الامر ايضا ربما لا يستقيم مع الشخصية البدوية، فالأنفة والكبرياء والاعتداد البدوي بالنفس لا يسيطر عليه اي عامل اخر مهما يكن تأثيره قويا وفاعلا كما يقال، وان البدوي سريع التقلب والانقلاب على حاكمه او رئيس قبيلته. واما الامر الثاني فيكون، وهذا ما ارجحه، ان هذه المجتمعات البدوية الخُلَصْ قد خضعت للسلطة قسرا وعلمت مدى بطشها، فهي خانعة مستسلمة، وان طبيعة البدوي من الممكن جدا ان تخضع للسلطان والدولة، وانتهت الحكاية. وفقط للتذكير سنلاحظ دوما انه حتى في الثورات العربية الحديثة والمعاصرة التي قد وقعت في المدن العربية، لا في صحرائها، كثورات وتمردات مصر المستمرة وكذلك ثورات العراق وحتى ما يسمى بموجة الربيع العربي والتغير السياسي الذي حصل في الفترة الزمنية الأخيرة، فان دول الخليج جميعها تقريبا بقيت بعيدة عن تأثيرات هذا المد الثوري سواء في الماضي القريب ابان تشكيل الحكومات العربية او الذي وقع في فترة الالفية الثالثة وعقديها الاخيرين، ما عدا ما وقع في البحرين من تأثر- ومعلومة محركاته- ثم ذوى اثره ولم يحدث شيئا ذي بال. اعتقد كثيرا اذن ان البيئة الحضرية وواقعها وثقافتها هي ما تدفع للثورة والتمرد والانتفاضات المستمرة بشكل اكثر حدة، وهذا ما اثبتته الوقائع على الارض. ربما، وهنا نتكلم فيما يعنيننا من المجتمع العراقي، يمكننا ان نضع تفسيرا آخرا لهذه الشخصية الجدلية الثائرة والمتمردة كثيرا، وهو تفسير يمكننا ان نسحبه على تاريخ المجتمع العراقي منذ حقب تاريخية بعيدة نوعا ما وليس اليوم فقط، التفسير هو ما نجمله بعبارة (العقيدة العلوية الثائرة) والتي بدأت تتشكل ملامحها الاولى من خلال التأثر بشخصية الامام علي الثورية والحادة، سواء على الواقع الديني والاجتماعي للمجتمع الاسلامي والذي لم يرتضيه الامام دوما وابدا، او حتى قليلا على سلطة رفاقه من الصحابة. ثم ستخلق لنا ظاهرة الالتفاف حول هذه الشخصية والاعجاب بها والايمان بها وتقديسها تيارا علويا دائم الثوران والتمرد على السلطات، خصوصا ما بعد حقبة الراشدين او حتى قبيل هذا الزمن في فترة عثمان بن عفان، اي على مستوى الفعل الاجتماعي الديني و السياسي وليس فكرة الرفض فقط كما كانت متداولة في نفوس هذا التيار، الذي ابتدأ تشكيله هنالك منذ احداث موت النبي وواقعة السقيفة. ان هذا التيار بدا يدفع ويثقف جماهيره والمنضمون اليه على مر السنين على خصال في الحاكم والحكومة مثالية جدا لا يمكن ان تتوفر على ارض الواقع. لذلك فأن الشخصية العراقية وهي متأثرة جدا بهذا التيار ومعظم شرائحه الاجتماعية منتمية لطائفة نابعة من هذا التيار وافكاره، تبقى شخصية ثائرة متمردة دوما وابدا- ان لم نبالغ- على الحاكم والحكومة والسلطة.



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشعر الشعبي العراقي.. المعاصر...
- الانسان.. وإشكالية الخير والشر..
- المُتَهيِئون.. ام.. المتَوَهِمون..؟
- هل لدينا طبقة وسطى في مجتمعنا العراقي حاليا!!؟
- مدنيتنا المؤنثة.. والمقموعة...
- هل الانسان كائن اخلاقي؟ هل ان اخلاقنا اصيلة وتكوينية ام طارئ ...
- عن العائلة البشرية قديما..
- الصور الذهنية.. وآلية اشتغال الدماغ البشري..
- احفاذ الشمبانزي، واحفاذ الاورنجاوتان( انسان الغاب)
- الانسان.. ذلك الحيوان النرجسي، والتافه..
- الأنسان العراقي.. الديموغرافيا والتاريخ....
- مقولات
- الهويات الفرعية ومعضلة الهوية الوطنية العراقية
- آلية التفكير البشري.. الاسطورة.. واصل الحقيقة..
- الصراع الوجودي للانسان.. ببن اصالة الشر وصناعة الخير
- شر الانسان.. مابين الظرف الطبقي والحضاري والشخصي
- مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟
- الشريحة المتوسطة من اصحاب الكفاءات والخبرات المتوسطية، واسبا ...
- تكالب وقتال على عرش النبي المتوفي
- سسيولوجيا الشر..


المزيد.....




- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - الشخصية العراقية.. واسباب ظاهرة التمرد والقلق، والتي طبعت هذه الشخصية على مدى تاريخها الطويل..