أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن _ شاهوز - التحول الديمقراطي بين مظاهر الصعوبة وضرورة التطبيق















المزيد.....

التحول الديمقراطي بين مظاهر الصعوبة وضرورة التطبيق


احمد حسن _ شاهوز

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 06:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية ذلك الشعار والهدف الذي غدت أغلبية الجهات والقوى السياسية ترفعه . ولكن بالنظر الى الواقع الحياتي في الساحة السياسية والاجتماعية تبدو العثرات والعقبات تعيق تحقيق ذلك التقدم المرتقب نحو الديمقراطية ، وهناك حالة من عدم القناعة وأحيانا اليأس يظهر بشكل واضح وهذا الاحباط في كثير من الاحيان تظهره قوى تدعي انها الاقرب الى الديمقراطية والتحول نحو مستقبل افضل وهذه الحالة بالطبع تعطي فرصة أكبر للأطراف التي أساسا لا تؤمن بالديمقراطية لكي تعمل على التضيق على مساحة الديمقراطية التي هي أساسا ما تزال غير واضحة المعالم في شرقنا الذي يعاني من تناقضاته التاريخية الني تحتاج الى حلول حقيقية .
وعيلنا أن نلاحظ أن حالة الاحباط التي تظهر بوادرها لها اسباب مرتبطة بواقع الحياة السياسية والاجتماعية ولهذا فانه من المهم رؤية أن كثرة الحديث عن الديمقراطية لا يعني بالضرورة انه يتم استيعابها والولوج في طريق تطبيقها بين المجتمع . وبالتالي علينا ان نرى انه هناك غياب لمساحة حوار حقيقية وراقية حول الطريق الى الديمقراطية وهذا بالضرورة يحتاج الى مناقشة الاطروحات الفكرية التي تتمحور حول الديمقراطية وبحكم الاختلاف في الرؤى فان الجدال حول الموضوعة نفسها شيء طبيعي ولكن الملاحظ انه لغاية الآن فقط يوجد تكرار لأحاديث عامة حول الديمقراطية بدون الوصول الى مفاهيم وقيم واضحة يمكن ان تكون الاسس الحقيقية لبناء الديمقراطية في المجتمع وعلينا ان نكون واثقين بأن الطريق لن تكون معبدة نحو الديمقراطية .
قيام وتحقيق حالة ديمقراطية يحتاج الى التقدم عبر تطوير عملية النقد والنقد الذاتي والاحتجاج على الاوضاع القائمة وهذه مرحلة مهمة في عملية التطور الديمقراطي ولكنها ليست الطريق بكامله بل انه يشكل نقطة البداية ووفق ذلك سيكون هناك مرحلة بناء تلي مرحلة تجاوز نظام بعيد عن الديمقراطية وان المسألة الاهم هي مناقشة ووضع اسس حقيقية لعملية البناء وهذه أصعب من عملية الهدم وام اكبر مصيبة يمكن ان يعاني منها مجتمع ما هو قيامه بهدم نظام وعدم وجود بدائل يمكنه ان يطرحها ويطبقها بعد ذلك . وهذا الوضع يولد فوضى تتبعثر خلالها كثير من الجهود وان ظهرت حالة من الغموض او عدم الوضوح التام في طرح اليناء الديمقراطي سيولد حالة من اليأس والاحباط لدى الكثير من الناس الذين اساسا لم يمتلكوا ثقافة وتربية ديمقراطية سابقا .
اذاً فان اصرار بعض الاطراف السياسية بتكثيف خطابها حول عملية هدم النظام ( الغير ديمقراطي _ الاستبدادي _ الديكتاتوري .... ) وما الى ذلك من مسميات ، وحول مساؤه وطغيان الحوارات حول الماضي القريب او البعيد في حين تكون هناك شحة في الحوارات والمناقشات حول المستقبل او عملية البناء وعدم تقديم مشاريع حقيقة يمكن ان تولد القناعة لدى المجتمع سيكون له تأثيره في واقع الحياة اليومية وبالتالي كما اشرنا ستتوسع دائرة التبعثر والابتعاد عن الطريق نحو الديمقراطية .
حيث ان مسألة سقوط الانظمة السياسية يمكن ان يتم عبر تحقيق معارضة قوية والعمل بروح نضالية وبالمقابل ان يكون النظام نفسه يعاني حالة من الفساد والانحلال بحيث يكون اضعف من ان يصمد مقابل الزخم الشعبي او المعارض ، وفي حالات اخرى ممكن ان تلعب قوى خارجية دور المساندة المباشرة او الغير مباشرة للمعارضة اذا لم تتمكن من تحقيق تغير النظام السياسي الحاكم في بلد ما .
الا ان النتيجة الواضحة ان سقوط نظام ما ليس بالضرورة تحقيق البديل الديمقراطي لأن هذا تحدده المرحلة التي تلي سقوط النظام وهي مرحلة البناء التي يمكن ان تكون مرحلة بناء ديمقراطي ان تواجدت قوى ديمقراطية حقيقية تستطيع ان تقدم مشاريع بناء حقيقية وتتمكن من توعية وتنظيم المجتمع وفق ذلك والا فان الاكثار من الحديث عن الديمقراطية بدون توجه حقيقي في سبيله سوف يولد في بعض الاحيان حالة عكسية عند بعض الناس .
لذا فان طرح السؤال حول شروط التحول الديمقراطي وآليات قيام الديمقراطية سيكون بمكان الاهمية ، والحال هذه فان القاء مظرة على تجارب الشعوب ستبين لنا ان تحقيق نظام الديمقراطي يأتي بعد اقتناع الاطراف او ان تضطرها مصالحها على تفهم الوضع وقبول ان الصراع المسلح والدموي لن يوصل الى نتيجة نهائية بحكم وجود توازن بين القوى المتصارعة او عدم امكانية قضاء قوة على اخرى بشكل نهائي وهنا فان قبول حالة التفاوض السلمي والعمل على التنافس ضمن اليات سلمية وديمقراطية تسمح للأطراف كافة المشاركة في العملية السياسية بدون استحواذ طرف ما على السلطة كاملة او بدون ان تقوم اغلبية على هضم حقوق الاقلية وتحقيق هذا عبر تطوير العمل بقانون ديمقراطي تتوافق كافة الاطراف عليه .
وطبعا مقولة انه في الديمقراطية لا تنتهي الحلول تعني انه نظام يوفر المساحة الملائمة لكافة الاطراف بالعمل على ضمان مصالحها وهذه المساحة هي مساحة الحوار السلمي وتحقيق مساومة والتوصل الى حلول تناسب الاطراف كافة بدون ان تطغى احداها على الاخرى بأي شكل كان ، وهذا يوضح انه من الشروط المهمة لتحقيق الديمقراطية هي التوازن بين الاطراف وهذا يعني انه هناك اطراف متعددة في الساحة السياسية وقد تختلف في المصالح والرؤى والمشاريع ولكن طبعا درجة الاتفاق والتفاهم على قيم واسس السلام والديمقراطية هي التي توضح مدى قدرة تلك القوى على تحقيق فائدة من التعددية المتوفرة ضمن المجتمع والساحة السياسية .
لهذا ليس كل مجتمع متعدد القوى يستطيع ان يدعي انه حقق شرط بناء نظام ديمقراطي حيث ان احداث العالم وخاصة في شرقنا توضح ان تعدد القوى واختلافها ادى الى صراعات دموية وطغيان بعض هذه القوى وتمرد قوى اخرى ضدها بسبب حالة الظلم والحيف التي عانته وهكذا تظهر أمامنا حالة التوافق الضرورية لأجل تحقيق تطور نحو نظام ديمقراطي . والتوافق ممكن ان يتم عبر تطوير الحوار السلمي والاقتناع بأن التعصب والاختلاف المتشدد لا يؤدي الى حلول لمشاكل كثيرة وعصيبة علاقة في مجتمعاتنا الشرقية اذا فان التوافق يتم على قيم بناء مجتمع ودولة ديمقراطية تشكل نقطة مهمة في الطريق نحو الديمقراطية ، على ان يكون التوافق سببا في اشتراك الجميع في السعي لبناء المستقبل الديمقراطي . طبعا ليس مفترضا ان يكون التطابق والتوافق 100% لكن ان يكون بقدر ملائم لتحقيق المشاركة الفعلية من قبل جميع الاطراف .
ومرتبطا بهذا فان الابتعاد عن نظريات التخوين والتصلب الغير واقعي في الاراء او اعتبار ان في حالة التوافق اهانة او تفريطا في الدين والعقيدة ستؤدي هذه التقاربات الى جعل حالة التوافق مستحيلة وهذا يعني استمرار الصراعات الدموية التي ستكون الخسارة لجميع الاطراف على العكس من تحقيق حالة التوافق على قيم حقيقية التي ستفتح المجال لكافة الاطراف بأن تعيش بسلام وتحقيق تطورات في ميادين شتى .
ولهذا اكدنا في البداية ان الطريق نحو تحقيق التحول الديمقراطي وبناء نظام ديمقراطي لن يكون سهلا وليس معبدا كما يتصوره البعض بل هناك صعوبات كبيرة تواجه هذا الطريق الا ان التجارب أثبتت ان النظام الديمقراطي هو افضل انظمة الحكم رغم الصعوبات ورغم حالات القصور التي يمكن ان تعاني منها فالديمقراطية تعتبر مرحلة متطورة وراقية بالنسبة للأنظمة التي ظهرت في التاريخ القديم والحديث .
بامكاننا رؤية الدور الذي لعبته التطورات التي حققتها الثورات العلمية والتكنولوجية بعد الحرب العالمية الثانية حيث تحققت تحولات جذرية في القيم والمفاهيم التي أثرت في حياة البشرية , وهذه الثورات العلمية والتقنية هي شروط مهمة للتطور الديمقراطي . لأنها غيرت وعي المجتمعات بشكل واضح وساهمت في تسريع عملية التوعية من كافة النواحي ولم تتمكن الانظمة الاستبدادية من السيطرة على المجتمعات التي تتفتح اذهانها بالتطورات العلمية الحاصلة في زمننا .
عبر التاريخ دائما طمحت ورغبت الشعوب في تحقيق نظام عادل يضمن الحرية والمساواة وضحت بالغالي والنفيس لأجل ذلك ، وكان لكل ذلك معنى في حينه الا انه اليوم الظروف والشروط لقيام نظام ديمقراطي يضمن ويكفل الحقوق والحريات مهيأة أكثر وهذه احدى ميزات عصرنا . حيث انه اثرت موجات التطور الديمقراطي في كثير من بلدان العالم حسب ظروف التغيرات التي عاشتها المجتمعات في اغلب بقاع العالم ولكن مدى تطور الاهتمام بالتحول الديمقراطي شي ملازم لمسيرة تلك المجتمعات نحو الديمقراطية وبقدر تطور الاهتمام ام عدمه او ضعفه فانه يؤثر في مسيرة المجتمعا نحو الديمقراطية .
بحكم ان الديمقراطية تمثل نظاما متطورا وراقيا فهي تتطلب جدية في التعامل وتحتاج الى كفاءة نظرية وعملية وتقربات مبدئية واخلاقية . لهذا فان الحديث عن الطريق لا يعني ابدا تطبيقه مثل ذلك السياسي الذي تحدث لساعات عن الديمقراطية لكنه لم بتحمل ان يكون أحد اقاربه مع جهة اخرى لذلك قاطعه ولم يسلم عليه في عزاء يخص الاثنين وهنا تفوقت القبلية المتجذرة على لسان الديمقراطية الذي لم يصل الى اعماق القلب والعقل . وعدا هذا النموذج هناك المعارضين للديمقراطية والذين يرونها دخيلة وتمثل الغرب والمحتلين و..... لذا سيكون طريق التطور الديمقراطي صعبا ولكنه ضروري لأجل تحقيق الرقي والسلام في مجتمعنا .




#احمد_حسن___شاهوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية بين الحلول والتحديات
- العقد الاجتماعي
- توسيع دائرة الصراع
- الديمقراطية خيار استراتيجي للمستقبل
- الحرية والخطاب العربي


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن _ شاهوز - التحول الديمقراطي بين مظاهر الصعوبة وضرورة التطبيق